| منتديات جعلان > جعلان العامة > جعلان للمواضيع العامة | ||
| فاطمة المعمري...المرأة الأسطورة ! | ||
| الملاحظات |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
جعلاني فعال
غير متواجد
|
بسم الله الرحمن الرحيم
آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد الأمر الذي شجع (سالم بن سيف المعمري) الأب على الرحيل عن زنجبار إلى القاهرة, التي اختارها مقرا له ولأسرته, بحثا عن مجتمع عربي وفي ذات الوقت يحوي ثقافات أخرى متنوعة, ويتسم برحابة الأفق. وإذا كان نجاح خطى القرار يتوقف على عوامل مساندة منها الثراء المالي, فإن النجاح الكامل لا يتأتى إلا بالإصرار وقوة العزيمة, وهو ما اتسم به والد فاطمة سالم, إذ بعد سنوات وجيزة من وصوله القاهرة استطاع أن يحيط أسرته بشعور الدفء واللاغربة ولدرايته التامة بأهمية هذا البعد في الاستقرار النفسي سارع في اقتناء بعض الأراضي والعقارات لأولاده وبناته- بمختلف أحياء القاهرة منها: (ميدان الجيزة - حي المنيرة - منطقة حدائق القبة - وحي جاردن سيتي - وأخيرا مدينة المهندسين), التي انتقل إليها في نهاية الخمسينيات وبعد بيع معظم أملاكه في المناطق الأخرى. ومدينة المهندسين أثناء تلك الفترة كانت تعد منطقة زراعية نائية نسبيا تتسم بالهدوء والسكينة, وعليه قرر سالم بن سيف أن يشتري بها قطعة أرض ليبني عليها بيتا صغيرا أطلق عليه (فيلا الوفاء), قاصدا بكلمة (الوفاء) وفاء لمصر التي ترعرع بها أبناؤه وبناته, ووفاء للعلم والثقافة. و(فيلا الوفاء) هي المكان الأخير الذي استقرت به فاطمة سالم بالقاهرة منذ نهاية الخمسينيات إلى قرابة منتصف السبعينيات (1974م), حيث عادت إلى موطنها الأصلي سلطنة عُمان. ثانيا :السكن ومواطن الاستقرار من مارس (1911م) حتى يوليو (2002م), هي سنوات حياة الراحلة فاطمة سالم التي حوت فترات: الطفولة والمراهقة والشباب إلى الشيخوخة, رحلة حياة طويلة يعجز الزمان عن محو آثارها, حيث البصمة مقروءة عبر تداعيات الذاكرة لمكتبتها الخاصة المكتظة بمختلف الكتب, وعبر كلمات أبحاثها, وعبر صمت المكان الذي ابتلع جسدها لا اسمها الذي سيظل خالدا دوما يشع بأبهى صور الجمال, الكامنة في ذكريات الآخرين عنها. فالراحلة سكنت واستقرت في مناطق بعينها أبرزها: - (فيلا الوفاء), (29) شارع إسماعيل أباظة (سنان سابقاً) بحي المهندسين, القاهرة. - (18) شارع هيرودوت الدور الأول شقة (1), حي الشاطبي, الإسكندرية. - (421) طريق الجيش (فيلا صغيرة) مقابل البحر, منطقة لوران, الإسكندرية. - (2411) رقم الطريق, منزل رقم (844), شقة رقم (2), منطقة مرتفعات القرم, مسقط, سلطنة عُمان. ثالثا :الحالة الاجتماعية الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيّب الأعراق (شاعر النيل: حافظ إبراهيم) حقاً إن الأمومة لا تعني العملية الفعلية للإنجاب فحسب, بل هي في المقام عطاء وحنان وتضحية ورعاية وتوجيه وإرشاد. وعليه فإن تعليم وتثقيف فاطمة سالم إلى أعلى مراحل العلم (الدكتوراه) قد نجم عنه غرس قيمة العلم بين أفراد عائلتها لتصل شهادة الدكتوراه إلى جيل أحفادها بفضل أمومة الراحلة وحنانها ورعايتها لكل إخوانها وأخواتها فضلاً عن أولادهم وبناتهم وأحفادهم. ففاطمة سالم العزباء هي الإبنة البكر لإخوة أشقاء هم: اعتدال ومحمد وزكية وسميرة وعواطف وناصر وسيف. ولدوا جميعا بزنجبار باستثناء الأخير, وتعلموا بمصر حتى المراحل الجامعية, ليتبوأوا جميعا مراكز مرموقة بعد ذلك بوطنهم سلطنة عُمان. ولفاطمة سالم أخت تكبرها غير شقيقة تدعى رية. وإذا كان والد فاطمة سالم قد صمّم على تعليم ابنته وتثقيفها إلى أعلى المراحل العلمية, فإن من الأجدر أن نكشف عن طبيعة هذا المسار التعليمي, وكيفية تطوره وتصاعده. رابعا : المسار التعليمي بالنسبة للعائلات المقتدرة في مصر كان الشائع والمتبع في بدايات القرن العشرين إرسال تلك العائلات أبناءهم وبناتهم للتعليم في مدارس خاصة يتم التعليم فيها بلغات مختلفة: العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية ... إلخ, وسالم بن سعيد المعمري لم يختلف عن السائد. إذ أرسل أولاده وبناته إلى مدارس خاصة تنوعت لغة الدراسة فيها بين العربية والإنجليزية والفرنسية. |
| نديم العمر |
| مشاهدة ملفه الشخصي |
| إرسال رسالة خاصة إلى نديم العمر |
| زيارة موقع نديم العمر المفضل |
| البحث عن كل مشاركات نديم العمر |
|
جعلاني فعال
غير متواجد
|
بسم الله الرحمن الرحيم
آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد باستثناء ابنته فاطمة التي ألحقها بمدرسة حكومية هي: مدرسة (السنية) التي تقع بحي السيدة زينب, رقم (1) شارع خيرت المواجه لشارع المبتديان بالقاهرة. إن مدرسة السنية التي تعلمت فيها فاطمة سالم منذ المرحلة الابتدائية حتى المرحلة الثانوية. كان - وما زال - التعليم فيها مجانا , وتعد المدرسة أعرق مدرسة ثانوية حكومية للبنات. إذ أنشئت سنة 1873م من قبل نظارة المعارف (وزارة التربية والتعليم) لتعليم البنات تعليما صحيحا . ولما كانت لغة الدراسة بالمدرسة هي اللغة الإنجليزية, باستثناء مادة اللغة العربية, فإن نظارة المعارف وفرت للمدرسة هيئة تدريسية مكونة من مدرسات إنجليزيات. كما قس مت مراحل التعليم بها إلى مرحلتين: الأولى المرحلة الابتدائية وتحوي خمس سنوات والثانية: المرحلة الثانوية وتحوي كذلك خمس سنوات مقسمة إلى قسمين: سنتان أوليان تؤهلان الطالبة للحصول على شهادة (الكفاءة), ثم يتبعها ثلاث سنوات هم نهاية المرحلة الثانوية, حيث تحصل الطالبة على شهادة (البكالوريا) أي الثانوية العامة. ومن مدرسة السني-ة حصلت فاطمة سالم على شهادة الكفاءة سنة 1927م, وهي بذلك ت عد ضمن أول ثماني بنات حصلن على ه-ذه الشه-ادة, وذلك بالرجوع إلى مجلة (l'egyptie nne); أي (المصريات), وهي مجلة شهرية كانت تصدر باللغة الفرنسية عن (2) شارع قصر النيل, القاهرة. والمجلة المخصصة أبوابها في شؤون مصر السياسية, فضلا عن موضوعات المرأة والمجتمع والفن. قد أوردت في العدد الثاني والثلاثين من شهر نوفمبر عام 1927م, وفي السنة الثالثة من تاريخ صدورها, وتحديدا في الصفحة السادسة, صورة فوتوغرافية تضمنت أوليات البنات اللائي حصلنا على شهادة (الكفاءة) من مدرسة السنية بوصفهن حدثا وهن ثماني بنات ذكرت المجلة أسماءهن على التوالي: فاطمة سالم, وفضيلة عارف, وعطية عبدالرزاق, وسميرة سالم, وزهيرة عبدالعزيز, وفهيمة فهمي, ونعيمة الأيوبي, وثروت التونسي. كما أن مدرسة السنية في احتفالها بعيدها المئوي (1873م - 1973م), أصدرت ك تيبا في يناير 1973م بمناسبة هذا الاحتفال, ذكرت فيه اسم فاطمة سالم ضمن أسماء أوليات خريجات المدرسة. وليس هناك أدل على حصول فاطمة سالم على شهادة (الكفاءة) سنة 1927م, من شهادة (البكالوريا) أو الثانوية العامة, المؤرخة بتاريخ 21 نوفمبر 1929م, والصادرة عن وزارة المعارف العمومية, والمدون بها: أن فاطمة سالم سيف المولودة في زنجبار بتاريخ 3/3/1911م. قد تخرجت من القسم الأدبي نظام الخمس سنوات في شهر يونيو 1929م. ومعنى هذا أنها حصلت على شهادة (الكفاءة) سنة 1927م ثم أكملت السنتين المتبقيتين من المرحلة الثانوية لتحصل على شهادة الثانوية العامة سنة 1929م. وإذا كان حصول فاطمة سالم وزميلاتها على شهادة (الكفاءة) ومن ثم (البكالوريا) عد حدثا في المجتمع المصري, فإن الحدث الأكبر كان التحاق هذه الدفعة الأولى من خريجات مدرسة السنية بالجامعة, إذ عد هذا الالتحاق نقطة تحول في مسار تعليم البنات على مستوى المجتمع المصري والوطن العربي بأكمله, بما في الالتحاق من نقلة نوعية وكسر لقاعدة تعليم البنات التي كانت لا تتجاوز مرحلة ما فوق الابتدائي, فضلا عما في الالتحاق ذاته من تأكيد لحركة التنوير السائدة في مصر آنذاك, بكل ما فيها من أهداف النهوض بالمرأة اجتماعيا وفكريا . وعليه التحقت فاطمة سالم سنة 1929م بكلية الآداب بالجامعة المصرية (جامعة القاهرة حاليا ) لتتخرج منها بعد أربع سنوات في دور مايو سنة 1933م, حاصلة على شهادة الليسانس في الآداب, قسم الدراسات القديمة, والشهادة الصادرة من الجامعة المصرية مؤرخة بتاريخ 6 يوليو سنة 1933م. وتلبية لمتطلبات العصر في إثبات دور المرأة في المجتمع, فضلا عن رغبة فاطمة سالم في العمل بالمجال التعليمي, اقتضى الأمر أن تلتحق بمعهد التربية للبنات لفترة عام واحد, لتتخرج منه في فبراير سنة 1937م, حاصلة على دبلوم التربية, المؤرخ بتاريخ 11 مايو سنة 1937م, والصادر من وزارة المعارف المصرية, بالدولة المصرية. وبعد ذلك واصلت فاطمة سالم, الدراسة الجامعية العليا بالجامعة المصرية, وفي السادس عشر (16) من شهر مايو سنة 1942م نالت درجة الماجستير بمرتبة الشرف الثانية, من كلية الآداب, قسم الدراسات القديمة, جامعة فؤاد الأول في المملكة المصرية, (لاحظ أن اسم الجامعة قد تغي ر من المصرية إلى فؤاد الأول), وقد صدرت شهادة الماجستير في مارس سنة 1943م. وفي سنـة 1951م أُرسلـت فاطمة سالم في بعثـة دراسيـة للدراسة في بريطانيا على نفقـة الحكومـة المصريـة بوصفها مواطنة مصرية, ومن جامعة لنـدن (universty of london) نالت درجة دكتوراه الفلسفة, من كلية الآداب في مجال اللغة اللاتينية, وذلك تحديدا في الثامن (8) من شهر نوفمبر سنة 1955م. |
| نديم العمر |
| مشاهدة ملفه الشخصي |
| إرسال رسالة خاصة إلى نديم العمر |
| زيارة موقع نديم العمر المفضل |
| البحث عن كل مشاركات نديم العمر |
|
جعلاني فعال
غير متواجد
|
بسم الله الرحمن الرحيم
آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد والسؤال الذي يطرح ذاته كيف لفاطمة سالم العمانية الجنسية أن أصبحت مصرية ؟ وما هي طبيعة ملابسات دراستها على نفقة الحكومة المصرية ؟ خامسا : فاطمة سالم والجنسية المصرية غني عن البيان أن ضمن شروط الحصول على الجنسية في الدستور المصري آنذاك أن يكون المقدم لها مولودا بمصر, فضلا عن أجداده وذويه من أجيال أسرته, أو أن تكون المرأة متزوجة من مصري, أو أن المطالب بالجنسية والدته مصرية - بموجب التعديل الأخير لقانون التجنس - وبالنظر إلى هذه الشروط نجدها لا تنطبق على فاطمة سالم العزباء المولودة بزنجبار من أبوين عُمانيين. ومع ذلك منحت الجنسية المصرية بأمر من مجلس الوزراء المصري, وبشكل استثنائي بحت. ولتوضيح ذلك, أن فاطمة سالم منذ أن تخرجت من مدرسة السنية عام 1929م, كانت طالبة مقربة لعميد الأدب العربي أ.د طه حسين الذي كان على صلة حميمة بأسرتها. ومن ثم كان بالنسبة لفاطمة سالم أباً روحياً; فهو الذي وجهها نحو التخصص في مجال الدراسات الأوروبية القديمة, في مرحلة الليسانس ومرحلة الماجستير وبمثالية مطلقة منحها حق البعثة الدراسية دون تفرقة بينها وبين الطلاب والطالبات المصريين. ومثالية أ.د طه حسين نابعة من إيمانه الكامل بأحقية الإنسان في التعليم, وبمبدأ الكفاءات في التوظيف بصرف النظر عن نوع الجنسية. ومن ثم فإن فاطمة سالم في سنة 1942م, حين منحت درجة الماجستير من كلية الآداب, جامعة فؤاد الأول, تقدمت بطلب إلى إدارة الجامعة فحواه أن تثبت في وظيفة مدرس بالكلية أسوة ببقية زميلاتها المصريات. ولما كان قانون التوظيف بالنسبة للجاليات الأجنبية في مصر يقتضي العمل بعقود مؤقتة قابلة للتجديد, فإن إدارة الجامعة لم تعترض على توظيف فاطمة سالم بيد أن اعتراضها انصب على شكل العقد وطبيعته, إذ أن العقد الثابت من حق المصريين, لما يترتب عليه من حقوق مستقبلية تتعلق بالمعاشات (مرحلة التقاعد), فضلا عن حقوق أخرى متعلقة بالبعثات الدراسية. ونتيجة لاستياء فاطمة سالم من هذه التفرقة. تقدمت بطلب إلى أستاذها أ.د طه حسين - الذي كان رئيسا لجامعة الإسكندرية آنذاك - شارحة فيه موقف الجامعة في رفض التثبيت الوظيفي فضلا عن البعثة الدراسية. فما كان من أ.د طه حسين إلا الاعتراض الشديد على موقف الجامعة, ومن ثم تقدم بطلب إلى مجلس الوزراء المصري يطلب فيه الجنسية المصرية لفاطمة سالم مزكيا إياه بما يؤمن به من أن الكفاءات لا تجمح, وحق الإنسان في العلم والثقافة لا يكبح بناء على شكل ونوع الجنسية. وبالفعل مُنحـت فاطمة سالم الجنسيـة المصريأة بقرار من مجلس الوزراء المصري في 15 ديسمبر سنة 1942م, وفي 15 يناير سنة 1943م صدر أمر تثبيتها بوظيفة مدرس بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول, التي غُير اسمها في تلك السنة إلى جامعة فاروق, الأمر الذي ترتب عليه في بداية الخمسينيات أن أرسلت فاطمة سالم إلى بريطانيا لنيل درجة الدكتوراه على نفقة الحكومة المصرية على اعتبار أنها مواطنة مصرية. سادسا :التدرج الوظيفي قبل حصول فاطمة سالم علي الجنسية المصرية عملت في وظائف عدة بعقود مؤقتة منذ عام 1936م حتى 1942م, وكان أول راتب تقاضته (15) خمسة عشر جنيها مصريا , وآخر راتب قارب (140) مائة وأربعين جنيها مصريا , وذلك في سنة 1973م والوظائف التي شغلتها هي: - في 10/10/1936م عملت بوزارة المعارف العمومية, مدرسة للغة الإنجليزية, بمدرسة الأميرة فوقية. - في 16/5/1937م استمر عملها بوزارة المعارف العمومية, بيد أنها نقلت خدماتها إلى مدرسة السنية لتدريس اللغة الإنجليزية. - في 11/9/1937م, وبناء على طلب الجامعة المصرية, انتدبت للعمل بكلية الآداب, بوصفها معيدة. في 27/9/1942م, تم تعيينها مدرساً بكلية الآداب, الجامعة المصرية, وذلك بعد حصولها على شهادة الماجستير, وفي ذات السنة وبناءً على طلب جامعة الإسكندرية, انتدبت للتدريس بها في كلية الآداب. - من سنة 1946م حتى سنة 1948م سافرت إلى العراق لتعمل مدرسا بكلية الآداب, جامعة بغداد. - في 21/4/1957م تم تعيينها أستاذاً مساعدا , بقسم الدراسات الأوروبية القديمة, كلية الآداب, جامعة الإسكندرية. - في 31/7/1966م نالت درجة الأستاذية, بجامعة الإسكندرية, كلية الآداب, قسم الدراسات الأوروبية القديمة. - في 1/11/1965م حتى 11/10/1969م. رأست قسم الدراسات الأوروبية القديمة, كلية الآداب, جامعة الإسكندرية. - في 1/1/1971م, قدمت استقالتها إلى جامعة الإسكندرية. - من أكتوبر 1971م حتى إبريل 1973م, انتدبت لتدريس اللغة اللاتينية بقسم الحضارة اليونانية والرومانية, كلية الآداب, جامعة الإسكندرية. - وأخيرا في بدايات سنة 1974م عادت فاطمة سالم إلى سلطنة عُمان, لتعمل في بدايات الثمانينيات, أستاذة للغة الإنجليزية, للضباط بوزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة. سابعا : بعض أبحاث أ.د فاطمة سالم للأستاذة الدكتـورة: فاطمـة سالـم أبحاث عديـدة, جديـر بالذكـر أن بعـض مقاطـع هذه الأبحـاث موجـودة علـى شبكـة المعلومـات العامـة فـي موقـع: (www. Middle- east- online. Com) فمن أبحاثها: رسالة ماجستير بعنوان: فن الهجاء عند الرومان في شعر هوراس وجوفنال مقابلة ومقارنة, جامعة فؤاد الأول, كلية الآداب, قسم الدراسات القديمة, مايو سنة 1942م. رسالة دكتوراه في الفلسفة, جامعة لندن, كلية الآداب, مجال اللغة اللاتينية نوفمبر 1955م. أندريا ترنتيوس, جامعة الإسكندرية, مجلة كلية الآداب, المجلد الثامن عشر سنة 1964م, ص ص 209- 229. فن الشعر لهوراتيوس النقد الأدبي, جامعة الإسكندرية, مجلة كلية الآداب, المجلد التاسـع عشر, سنـة 1965م, ص ص139ـ 192. |
| نديم العمر |
| مشاهدة ملفه الشخصي |
| إرسال رسالة خاصة إلى نديم العمر |
| زيارة موقع نديم العمر المفضل |
| البحث عن كل مشاركات نديم العمر |
|
جعلاني فعال
غير متواجد
|
بسم الله الرحمن الرحيم
آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد كيكـر والخطب الكتيلينيـة, القاهـرة, المطبعـة العالميـة بضريح سعد, سنة 1956م, ص ص 3-128. وبالرجوع إلى تلك الأبحاث سنلاحظ أن الأغلب الأعم منها كان بحوثا ترقية ن شرت بمجلة علمية (أكاديمية) محكمة هي: مجلة كلية الآداب بجامعة الإسكندرية. بيد أن الملاحظ في هذه الأبحاث أنها أبحاث مطولة, تجاوز بعضها عدد المائة صفحة, الأمر الذي ي عد مخالفا لقانون النشر في مثل هذه المجلات بالنسبة لوقتنا الحالي, ذلك القانون الذي يقتضي أن لا يكون البحث كتابا وأن لا يتجاوز صفحاته عدد الخمس والعشرين صفحة, بحيث يكون ذلك شاملا لقائمة المصادر والمراجع. وهنا يجب التوضيح أن هذا الأسلوب كان متبعا ومسموحا به بالنسبة لجيل الرواد من الأساتذة لاسيما من يشتغلون في مجال الدراسات اليونانية واللاتينية وربما الطبيعة المطولة في أبحاثهم كانت سببا لقلتها. لما تنطوي عليه اللغتان اليونانية واللاتينية من صعوبة بالغة حين دراستهما. ومرجعية ذلك أن ترجمة كلتا اللغتين تقتضي وجود قواميس لغوية قد لا تتوافر في آحايين كثيرة, فضلا عن تراكيب نحوية خاصة بطبيعة اللغتين. وبالنسبة للغة اللاتينية التي تخصصت فيها أ.د فاطمة سالم. غني عن البيان أن طبيعة هذه اللغة ميتة أي غير منطوقة, وضمن صعوبات هذه اللغة أنها لغة تعنى بنهايات الكلمات أكثر من عنايتها بترتيب الجملة, تلك النهايات التي يطلق عليها بالخواتيم والتي تتغير وفقا لطبيعة الكلمة (اسم, فعل, حرف ... إلخ). فمثلا إذا كان ترتيب الجملة الفعلية في اللغة العربية يقتضي وجود فعل وفاعل ثم تكملة الجملة, وترتيب ذات الجملة في الإنجليزية يقتضي وجود فاعل وفعل وتكملة, فإن اللاتينية تختلف اختلافا بينا , إذ ليس بالضرورة أن يأتي الترتيب على النحو السابق فقد يكون الفعل في نهاية الجملة مفصولا عن فاعله وبقية كلمات الجملة بسطور عديدة. والترجمة الصحيحة لأي نص لاتيني لا تتم إلا بمعرفة موضع الفعل وطبيعة نهايته. فضلا عن أن دقة الترجمة تأتي بتحديد معنى الكلمة في إطار السياق وفي إطار علاقتها بالسوابق واللواحق. وتكمن صعوبة ترجمة الكلمة اللاتينية في البحث عن معناها من خلال معاجم أو قواميس وسيطة, إذ ليس هناك قاموس لاتيني عربي, ومن ثم يجب تحديد معنى الكلمة اللاتينية من خلال السياق أولا ثم البحث عن ترجمتها من خلال قاموس وسيط (لاتيني ـ إنجليزي) أو (لاتيني ـ فرنسي), ثم العودة إلى القاموس العربي للبحث عن معنى ملائم للكلمة اللاتينية, والموجه في ذلك هو المعنى الوسيط الإنجليزي أو الفرنسي. وعليه فإن ترجمة النصوص اللاتينية تستغرق زمنا طويلا . ثامنا : مقاطع من أبحاث أ.د فاطمة سالم تقول: أ.د فاطمة سالم شارحة منشأ الكوميديا في روما وكيف كان هذا المنشأ في الأصل رقصات تصاحب الناي ثم طورت من قبل الشباب, بإضافة حوارات إليها, طورت فيما بعد إلى عروض مسرحية غنائية تتضمن موضوعات مختلفة تؤدى بشعر غنائي يتألف من مختلف الأوزان ويطلق عليه فن (الساتورا) ففي ذلك تقول: <<الساتورا عرض مسرحي غنائي لمشاهد من مختلف الموضوعات تصور بمزيج من النثر والشعر بمصاحبة الموسيقى. وشعر الساتورا من مختلف الأوزان. ولكن رغم هذا المزج فإن أنغام الساتورا كانت تتألف مع كلماتها وحركات ممثليها تآلفا فنيا جميلا , ثم ارتقت الساتورا إلى عرض مسرحي تنقصه عقدة الملهاة يقوم به رجال محترفون. وساهمت الساتورا في تكوين الكوميديا والهجاء>> (أندريا ترنتيوس, 1964م, ص201). وفي موضع آخر من أبحاثها تتكلم عن (شيشرون) ووضعه أسس فن الخطابة والشروط التي يجب توافرها في الخطب فتقول: <<ولم ينس شيشرون أن يربط بين جمال الأسلوب ووضوح الفكرة, وهو يرى أن الفصاحة تكون دائما نتاجا بين هذا الجمال والوضوح على أنه يرى أن الفكرة يجب أن تسبق الكلام من ناحية ترتيبها والتأمل في مضمونها, ثم إنه يؤكد أن نجاح الخطيب يتوقف على إدراكه لطبيعة النفس الإنسانية ودراسة ميولها ورغباتها حتى تكون لغة الخطيب متسقة مع عواطف الناس وإحساساتهم, وحتى ينجح الخطيب في إثارة الناس وإذكاء حماسهم لما يقول وانفعالهم به واستجابتهم له, وعلى ذلك حدد شيشرون واجب الخطيب في ثلاث كلمات وهي أن <<يمتع ويعلم ويثير>> (فن الشعر لهوراتيوس, النقد الأدبي, كتاب الإسكندرية عبر العصور..., المجلد الأول, 2002م, ص182). كما تتكلم عن تأثير الرسائل في مجتمع روما إبان عام 63 قبل الميلاد فتقول: <<كانت الرسائل التي يتبادلها رجال السياسة وقادة الفكر والرأي في هذا الوقت فنا أدبيا رفيعا ينال من عناية الكاتب ومن اهتمام القارئ قسطا عظيما . وقد تتداول هذه الرسائل إن لم يكن لها صفة السرية, فتقرأ في حلقات الأصدقاء, وتقرأ أحيانا في الاجتماعات العامة ويعجب الناس بأسلوبها وبفنها وبلاغتها. فإن كانت خاصة فهي أصدق تعبيرا , وقد تكون أكثر استرسالا مع السليقة دون تعمل ولا تصنع>> (كيكرو الخطب الكتيلينية, 1956م, ص20). تاسعا: الريادة والتكريم حين الحديث عن ريادة أ.د فاطمة سالم نجد هذه الريادة ترتبط بمستويين: الأول, هو الشرق الأوسط بصفة عامة والثاني, دول مجلس التعاون والخليج العربي بصفة خاصة. فبالنسبة للمستوى الأول, تعد أ.د فاطمة سالم سيف رائدة من رائدات القرن العشرين في المجال الأكاديمي, على مستوى الشرق الأوسط, وذلك لانتمائها إلى أول دفعة بنات تخرجن من الجامعة بدرجة ليسانس سنة 1933م. وأيضا لانتمائها إلى الدفعة الثانية من السيدات اللائي حصلن على درجة الدكتوراه سنة 1955م, إذ سبقت هذه الدفعة دفعة أولى تمثلت في الدكتورة: فاطمة عابدين أول إمرأة عربية (مصرية) نالت درجة الدكتوراه على مستوى الشرق الأوسط وذلك في سنة 1949م. في مجال الطب, تخصص علم (الباثولوجي). أما على مستوى الخليج العربي ودول مجلس التعاون وبالطبع منها سلطنة عُمان, ففاطمة سالم هي أول مَنْ حظي بالتعليم العالي وحصلت على الدكتوراه, إذ لم يسبقها في ذلك رجل ولا امرأة, وهذا من باب التصحيح التاريخي, ومن باب الإفادة إذ الكثير يغيب عنهم ذلك. ولكون أ.د فاطمة سالم رائدة من رائدات القرن الماضي, كان من الطبيعي أن تستتبع هذه الريادة بالاعتراف والتعبير بما تستحقه الشخصية, لما لها من تميز وخصوصية. ومن ثم تكريم فاطمة سالم أخذ أشكالا عدة ومستويات مختلفة. ـ فعلى مستوى الدولة, كرمت أ.د فاطمة سالم بميدالية ذهبية تذكارية, من قبل الزعيم الراحل: محمد أنور السادات, وذلك في سنة 1978م, خلال الاحتفال الذي أقامته جمهورية مصر العربية, تكريما وعرفانا للدور البناء الذي قام به جيل الأوائل من رواد ورائدات القرن العشرين. ـ وعلى المستوى الجامعي, كرمت أ.د فاطمة سالم في سنة 1978م بشهادة تقدير من قبل جامعة الإسكندرية تضمنت الشكر والامتنان والعرفان بجهودها في مجال الأبحاث العلمية, فضلاً عن أداء رسالتها في مجال التعليم وخدمة المجتمع طوال مدة خدمتها وبوصفها أستاذة للغة اللاتينية. ـ وبالانتقال إلى سلطنة عُمان كرمت أ.د فاطمة سالم على مستوى السلطنة وذلك في (1) ديسمبر سنة 1982م, في الاحتفال الذي أقامته وزارة التربية والتعليم وشؤون الشباب ـ بالنادي الجامعي (الثقافي حاليا) بمنطقة القرم, مسقط العاصمة ـ من أجل تكريم الخريجين, وقد تم تكريم أ.د فاطمة سالم بوصفها أول خريجة جامعية فضلاً عن نيلها درجة الدكتوراه على مستوى نساء ورجال السلطنة قاطبة. ولم يتوقف تكريم أ.د فاطمة سالم عند هذا الحد, بل أخذ أشكالا أخرى غير مباشرة, وغير منطوقة, بيد أنها تؤكد التواصل المستمر مع الذكرى ودلالات الخلود عبر الزمان. ـ إذ أن كليـة الآداب بجـامعـة الإسكندريـة, وبمناسبـة احتفالهـا باليوبيـل الذهبـي (سنة 1942مـ 1992م) أصدرت كتابا , طبعه دار المعرفة الجامعية, تضمن اسم أ.د فاطمة سالم في صفحة (29) ضمن أسماء الأساتذة المعترف بإسهاماتهم وجهودهم في النهوض بقسم الدراسات الأوروبية سنة 1963م. لاسيما بعد رحيل الأساتذة الأجانب خلال أزمة العلاقات المصرية البريطانية التي بدأت في سنة 1951م. |
| نديم العمر |
| مشاهدة ملفه الشخصي |
| إرسال رسالة خاصة إلى نديم العمر |
| زيارة موقع نديم العمر المفضل |
| البحث عن كل مشاركات نديم العمر |
|
جعلاني فعال
غير متواجد
|
بسم الله الرحمن الرحيم
آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد وبمناسبة افتتاح مكتبة الإسكندرية في عهد الرئيس محمد حسني مبارك, تحديدا في أكتوبر 2002م, ذلك الافتتاح الذي عد حدثا ثقافيا جللا على مستوى العالم بأكمله. فبمناسبة هذا الحدث الثقافي شاركت جامعة الإسكندرية بإصدار عدد تذكاري لمجلة كلية الآداب, يتكون من خمسة مجلدات, حوت دراسات عريقة وأبحاث جادة كتبها كبار الأكاديميين المتخصصين عن كل ما يتعلق بالإسكندرية. وبلغات مختلفة: العربية والإنجليزية والفرنسية, وغنى عن البيان أن الغرض من إعادة نشر تلك الأبحاث, وضعها موضع التناول للجميع من أجل المعرفة والإفادة, ومن ثم أختير بحث أ.د فاطمة سالم (فن الشعر لهوراتيوس) لإعادة نشره في كتاب: (الإسكندرية عبر العصور في ذاكرة المجلة ـ بمناسبة افتتاح مكتبة الإسكندرية), طبعة جامعة الإسكندرية, كلية الآداب, المجلد الأول, ص ص 175ـ235. وبالرجوع إلى ما سبق نلاحظ أن اسم أ.د فاطمة سالم قد ضم ضمن الواجهة الثقافية التي أحيطت بالإسكندرية مرتين: الأولى حين إنشاء جامعة الإسكندرية سنة 1942م في القرن الماضي, والثانية: حين إعادة بناء مكتبة الإسكندرية وافتتاحها سنة 2002م, القرن الحادي والعشرين. ومن ثم فإن تكريم فاطمة سالم جاء عظيما قويا , معززا بصور أخرى حية أكيدة تتمثل في كلمات زملائها وطلابها وكل مَنْ عرفها. وليس بغرو أن هذه الشخصية التي اتسمت بالتواضع الاجتماعي الشديد الذي حال دون توقع عظمة مكانتها في مواقف كثيرة, أن تنال مكانة خاصة ومعاملة مميزة خلال مرحلة حياتها الثانية المتمثلة في وطنها الأم سلطنة عُمان من (سنة 1974م ـ سنة 2002م), فرغم أن السواد الأعظم من الناس لم يعرف ما لها من مرجعية مكانية وتاريخ, إلا أن الجميع احترمها وقدرها لاسيما أصحاب وصاحبات السمو من أفراد العائلة المالكة (آل سعيد), وبعض الشخصيات المرموقة ومسؤولي الدولة الذين كانوا على دراية تامة بمكانتها ومن ثم قدروها وأحاطوها برعاية جمة ومعاملة خاصة أثناء حياتها وحتى وفاتها. عاشراً: ماذا قالوا عنها ؟ ها هي الأمكنة: جامعة الإسكندرية, حي الشاطبي, شارع هيرودوت حي الأزاريطة, شارع بورسعيد, حي سموحة وسيدى بشر, ميدان علي بن أبي طالب, دار أحمس خليفة للمسنين.. جميعها أمكنة شهد مَنْ فيها ذكرى فاطمة سالم.. فالشخصيات تستنطق مفردات الأماكن وتجتر ذكرياتها, لتنثر على أريكة الزمان مختلف المشاهد والصور التي ستبقى دوما شاهدا على المرأة التي كانت يوما وهج تلك الأمكنة وبريق زمانها.. ولأنها كذلك فإن ما قيل عنها من أ ناس عاصروها وعرفوها عن كثب لا ي عد مجرد شهادات, بل أحاديث تسمو إلى أعلى درجات الرصد والتوثيق للواقعة والمشهد, ولا تدع أدنى مجال للشك, إذ صدرت الأقوال عن دراية كاملة للملمح الحقيقي لشخصية الفضلى فاطمة سالم: الباحثة والمربية والمبدعة, وقبل كل ذلك الإنسانة التي كر ست حياتها خدمة للع لم والبحث واستشراقا للموضوعية والمنهاجية. ومن ثم دعونا نسمع كيف سيحكي شهود العيان ذكرياتهم معها ؟ وكيف سيرد وصفهم لها ؟ إذ قربهم منها كان كفيلا بقهر أي طمس زمني, فجاءت كلماتهم عن الأمس البعيد وكأنه قريب.. مشجوة بلحظات وخلجات تمور بالحيوية والصدق وبأبهى صور الحب, كما أن الكلمات تفتح آفاقا للمخيلة كي تتماهى مع زمن رغم ماضيه يظل حاضرا يفيض بسرابية الحلم ووضوح الأمنية. ولأنهم كانوا الأصدقاء والأهل والزملاء والتلاميذ فهم الأحرى بالرواية الصحيحة عنها. فترى ماذا قالوا عنها ؟ الأستاذ الدكتور: سامي شنودة كان طالبا لدى أ.د فاطمة سالم ثم زميلا لها فيما بعد بنفس قسم الآثار والحضارة اليونانية والرومانية القديمة بكلية الآداب جامعة الإسكندرية. يسترسل قائلا عن الراحلة في حزن عميق يؤكده فيض دموعه تأثرا بالموقف حين علم بوفاتها.. فاطمة سالم بالنسبة لي تعني كل شيء.. حياتي بأكملها بالإسكندرية.. دخولي والتحاقي بالقسم ليس هذا فحسب, بل إنشاء القسم وتطوره ورحلاته, وكل ما يتعلق به يرتبط بفاطمة سالم. ومن ثم إذا ما قلت فاطمة سالم لا أستطيع أن أربط هذا الاسم بموقف أو بشيء معين لأن حياتي كلها مرتبطة بها. وعلاقتي بالمرحومة أ.د فاطمة سالم بدأت منذ عام 1940م واستمرت إلى أن رحلت عن مصر وانقطعت أخبارها بيد أنها ظلت دائما في القلب والخاطر. لذلك أتذكر لها مواقف كثيرة تنم بالفرادة منها: أنها حصلت على الدكتوراه من جامعة لندن, قد لا أستطيع تحديد التاريخ بالضبط, لكن ذلك كان من المؤكد في منتصف الخمسينيات لأنني أتذكر جيدا أن قبل عام 1956م. لم يكن عميد الكلية حاملا لدرجة الدكتوراه ولا من جاء من بعده من عمداء, وعليه فإن الكلية خلال 1956م, قامت باستبعاد بعض الأساتذة من القسم لعدم نيلهم درجة الدكتوراه باستثناء الدكاتره: فاطمة سالم, محمد مندور, علي حافظ. ولما كانت اللغة اللاتينية تدرس منذ 1942م بقسم الآثار والحضارة اليونانية والرومانية, بكلية الآداب جامعة الإسكندرية, وكانت عبارة عن مقرر إلزامي لكل مراحل التعليم الجامعي, فإن مَنْ قام بتدريسها كانوا أساتذة أجانب باستثناء الدكتورة: فاطمة سالم فقد كانت أول امرأة مصرية عربية تجرؤ على تدريس هذه اللغة. وحين أقول: امرأة مصرية عربية أو عربية مصرية أقصد بهذه الثنائية علمي بجذور عائلتها, إذ أن فاطمة سالم تنتهي بأصولها العربية إلى زنجبار وأعلم أنها من مواليد أرقى العائلات العربية بتلك المنطقة, وكانت تتحدث اللغة السواحلية بجانب اللغات الأخرى, كما كانت تعلمنا مقاطع منها ورغم علمي ويقيني أن فاطمة سالم كانت مصرية بالتجنس فقط, فإنني لم أكن أعلم أن أصولها العربية تعود إلى سلطنة عُمان قبل زنجبار, ولكن أود أن أؤكد أن مسألة الجنسيات بالنسبة لزماننا لم تكن موضع اهتمام أو نقاش فقد كنا نتعامل كعائلة واحدة. وبما أن الدكتورة فاطمة سالم كانت متخصصة في اللغة اللاتينية فإنني كنت أحد طلابها, وأتذكر أنه في السنة الأولى من دراستي لهذه اللغة حصلت على أعلى درجة إذ منحتني أستاذتي أربع عشرة درجة من عشرين, وهي تعد درجة ممتازة إذ أقصى درجة كان يطمح إليها الطالب آنذاك في مادة اللغة اللاتينية هي اثنتا عشرة درجة. أ.د فاطمة سالم درستني لمدة ثلاث سنوات وكنا في سنة 1942م لا نتجاوز الخمسة طلاب في المحاضرة مع العلم أن بالقسم كان يوجد خمسة أساتذة أجانب فضلا عن عدد محدود من المصريين منهم فاطمة سالم والدكتور مندور. وكانت محاضراتنا عادة بعد الظهر ولذلك كانت أ.د فاطمة سالم تسافر من القاهرة إلى الإسكندرية, إذ كانت في تلك الفترة لم تستقر بعد في الإسكندرية, ورغم عناء ومشقة السفر كانت لا تنسى أن تشتري لنا خمسة باكوات شوكولاته (كورونا), باكو لكل واحد منا, في الحقيقة كانت امرأة حميمة في معاملاتها لنا فقد كنا بالنسبة لها طلابها وأولادها وإخوانها إلى درجة أنها حين استقرت بالإسكندرية وأخذت شقة بحي الشاطبي بجوار الكلية, كانت تهتم جدا أيام الامتحانات أن تعزمنا في شقتها وتطبخ لنا الملوخية والفراخ.. ونتغدى جميعا من أكل لذيذ من ص نع يديها. إن معاملة فاطمة سالم لنا كانت ذات بصمة خاصة, إذ تشعرك هذه المعاملة بتلاشي كل الفجوات الجافة التي قد تكون بين الإنسان والآخر. لأن بطبعها الإنساني كانت حساسة جدا حنونة ولماحة لشعور احتياج الآخر لها, والعطاء لديها لم يكن له حدود يكفي أن أقول: إنها كانت مستعدة للشرح ولفتح الكتاب في أي وقت وفي أي مكان طالما أن الطالب جاد في مطلبه. فاطمة سالم كانت تنتمي إلى جيل الرواد من الأساتذة وهذا الجيل كان له سماته الكثيرة منها: معرفتهم لكل طلابهم والمتابعة الدقيقة لهم, إذ أن محدودية عدد الطلاب كان يعزز الرسالة السامية للتعليم من حيث كونها علاقة بناءة على كل المستويات التي تربط بين طرفين: الأستاذ من جهة والطالب من جهة أخرى, ومن ثم العلاقة بين الطرفين لم تكن لتنتهي مع انتهاء المحاضرة, بل تمتد لخارج أسوار الجامعة. ويكفي أن أمثل على ذلك بأننا في رحلاتنا الجامعية كان يصطحبنا أساتذتنا جميعا وعلى رأسهم عميد الكلية.. طبعا مثل هذه المثالية في العلاقة لا وجود لها الآن على الإطلاق لاسيما مع التزايد الرهيب لأعداد الطلاب والطالبات في الجامعة . |
| نديم العمر |
| مشاهدة ملفه الشخصي |
| إرسال رسالة خاصة إلى نديم العمر |
| زيارة موقع نديم العمر المفضل |
| البحث عن كل مشاركات نديم العمر |
| انواع عرض الموضوع |
الانتقال إلى العرض العادي |
العرض المتطور |
الانتقال إلى العرض الشجري |
|
|
