صرخة أم
قال رسول الله ( ص ) : " من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه "
أتمنى من الجميع أن يقرأ هذه القصة التي أتألم منها في كل ثانية وحين ، والتي تهز أعماقي وينفطر منها قلبي ، أنا أم لطفلين صغيرين ، عمري 28 سنة ، طفلي الأول عمره 5 سنوات والثاني 5 أشهر ، وزوجي يعمل في القطاع الحكومي ، وتزوجت منذ 8 سنوات ، لا أملك سوى الشهادة الثانوية العامة ، لم أجد وسيلة أو سبيل لتفريغ ما في داخلي سوى الكتابة عن حياتي المرة ، أعيش حياة قاسية جداَ مع زوجي وأولادي ، حياة مريرة بين الحاجة والألم وصعوبة العيش معهما ، صعوبة في إيجاد لقمة العيش ومتطلبات الحياة القاسية ، والسبب هو ((( الدين ))) الذي حول حياتي إلى انهيار وألم وحزن ، والذي لا يفارقني لحظه ولا يفارق زوجي ، لا نملك البيت ولا نملك السيارة ، ونعيش في بيت أبي ، بعد الخلافات التي حصلت مع أهل زوجي التي لم يخرج منها إلا بالطرد خارج المنزل ، وأبي الذي قد تبرع لنا بغرفة ودورة مياه ، مع العلم أن عدد أفراد أسرتي أعني أبي وأمي وإخوتي وأخواتي (13) فرد والبيت كثير الازدحام ، وزوجي بحكم عمله لا يتواجد معنا إلا في نهاية الأسبوع ( الخميس والجمعة ) .
وزوجي لا يتجاوز راتبه ( 120 ) ريال بعد أقساط الدين ، يأخذ زوجي منه إلى دوامه لمدة خمسة أيام ، وأنا آخذ مبلغ منه لأعطي أبي كوننا نعيش معه ، أقسم بالله مجرد أسبوع من نزول الراتب ينتهي ولا يبقى منه شي ، أعيش حالة مادية سيئة ( الدين) الذي حرمني وحرم أولادي من الشراء واللعب كباقي الأطفال ، حرم طفلي من الحليب ، لدي طفل رضيع ، وفي أكثر المواقف لا أجد له الحليب أو باقي حاجياته ، واليوم الذي نشتري فيه الحليب وباقي حاجياته لمدة معينة سوف أحرم طفلي الثاني من حاجياته أيضاَ ، فهو يحتاج إليها ويطلبها كسائر الأطفال ولا نقدر أن نوفرها له إطلاقاَ ، نلزم الصمت عندما يريد شياَ أو نقول له ( أن شاء الله حبيبي ) ونحاول أن نشغله بأشياء أخرى .
هذا هو الدين الذي حرمنا من نشتري لهم الملابس ( أقسم بالله ) طفلي الرضيع ألبسه ملابس أخوه الأكبر عندما كان صغيراَ ، وأحافظ على ملابس أخوه الأكبر لكي يلبس أخوه عندما يكبر ، لا أستطيع أن أعالجهم إذا مرض أحدهم في مستشفى خاص عندما لا نستفيد من المستشفى الحكومي ، ننتظر ونتألم وندعو الله أن يفرج همنا وأن يشفيهم ، وهكذا حكايتي مع أطفالي التي لم أسرد منها سوى القليل القليل والحمد لله .
أما زوجي بحكم عمله لمدة خمسة أيام خارج منطقتنا يحتاج لأشياء كثير جداَ ، مثلاَ ، يحتاج إلى طعام يومياَ ويحتاج إلى الاتصال بنا ، ومتطلبات العمل وأشياء كثيرة ، من ضمن المواقف التي به وتتكرر دائماَ إذا ذهب لشراء وجبة الغداء ليوم السبت مثالاَ لا يستطيع أن يأخذ وجبة العشاء ولا يستطيع أن يأخذ وجبة غداء الأحد و الاثنين ، لأن المصروف قليل ولا يبقى منه شي ، عندما يحكي لي مثل هذه المواقف أتألم وأبكي من داخلي وأقول له بإذن الله سوف تتحسن الأوضاع إن شاء الله ، وموقف آخر أيضاَ في بعض المرات لا يستطيع زوجي الرجوع من عمله يوم الأربعاء ليقضي إجازة نهاية الأسبوع معنا بسبب عدم توفر مصروف النقل لديه ، وغيره الكثيرة من المواقف التي لا أستطيع أن أذكرها لكم بسبب الخصوصية الزوجية وفي نفس الوقت مواقف صعبة جداَ للغاية ، وأنا أتمزق من داخلي وأبكي بحيث هو لا يراني .
أما أنا سوف أذكر لكم موقف صار معي ويتكرر بأشكال عده ، مرة من المرات كنت مريضة وأردت الذهاب إلى المستشفى الحكومي وطبيعة مستشفياتنا استخراج بطاقة علاج بقيمة ( 1,200 ) ريال ، فعلاَ لم أستطيع الذهاب إلى المستشفى بسبب عدم توفر هذا المبلغ ، وأنا في أمس الحاجة للعلاج ، والمواقف كثيرة جداَ .
أعيش في قلق وحيرة وتفكير ، ف والله إني أعيش في حياة أشبه بما تكون بالجحيم لا يعلم سواها إلا الله ، حملت هذا الهم وأنا في سن الشباب ، في سن الزهور حتى تعبت وتعبت وتعبت ، وأرهقت نفسي وجسمي وعقلي من التفكير ، وأصبت بشي من الاكتئاب والمرض ، وما زال يرافقني حتى ساعة كتابتي هذه الرسالة ، لدرجة لا أقدر على حمل طفلي الرضيع ، لا تتخيلوا مدى ما أعانيه ، أصبحت لا أنام الليل ، أبات مشغولة كيف أوفر طعام أولادي وملبسهم ومستلزماتهم الخاصة ، وكيف نعيش والدين يحاصرنا من كل الجهات ، (( هل من مخرج )) ، أرفع أمري إلى خالقي هو عالم بحالي وأحوالي ، هو الله قادر على كل شيء ، قادر أن يجعل هذه المحنه إلى منحه ويمنحني شخص يساعدنا ، ويعطف على حالنا ، ويشد من أمرنا .
وسبب الدين هو عدم موافقة أهل زوجي على زواجنا ، وقام بتحمل تكاليف الزواج بالكامل بنفسه وطبعاَ بالتدين من البنك ومن بعض الأشخاص .
يا قارئ رسالتي ويا سامع شكواي هل من مجيب.
أبعث رسالتي إلى أصحاب القلوب الطيبة إلى الأيادي الطاهرة البيضاء المعطاء ، هناك ملايين من الأسر محتاجة إلى مساعدة محتاجة إلى النظر إليهم ، وأسرتي واحدة من تلك الأسر ، نحتاج إلى مساعدة نحتاج إلى أحد بنظر إلينا وساعدنا ، أين الشيخ الكريم أين الأب العظيم أين الرؤساء أين أصحاب الصدقات وأين المتبرعين ، نحتاج إليكم نحتاج إليكم .
يا قارئ رسالتي أبلغ الغير عن قصتي التي لم أذكر سوى القليل القليل منها ، وإنما هذا الذي أكتبه قطرة من بحر ، لعلك تصل إلى من هم لهم القدرة على المساعدة ، فيكون لك الأجر بمثل عاملها ، حتى أخرج أسرتي من هذا الحرمان والشقاء .
وها نحن مقبلين على أعظم الشهور عند الله تعالى وعند الناس ، فالكثير الكثير يحرص في هذا الشهر إلى نيل الثواب وزيادة الأجر ، وأنا على يقين أن أهل العطاء أهل الخير موجودين وكثر ، ونتمنى المساعدة ، أكتفي بهذا القدر من رسالتي , أتمنى كل من مر على قصتي وله القدرة على المساعدة فليساعدنا ، وإن شاء الله في ميزان حسناتكم ، ووفقكم الله في نيل الأجر العظيم .

ملاحظة:
لدينا كل الإثباتات بالديون التي علينا .