منتديات جعلان > جعلان العامة > جعلان للمواضيع العامة | ||
الزراعة وأحوالها |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
عضو شرف
![]() غير متواجد
|
الزراعة وأحوالها
• يتذكر الآباء أن كل هذا السَّهل الممتد من الجبل البعيد إلى مدخل القرية القريب كان مكسوا بحقول القمح، السهل الذي أصبح اليوم مقفرا بسبب نضوب المياه، وترك الأبناء العمل في الزراعة، فقد بحثوا لهم عن وظائف أخرى تؤمن لهم رواتب شهرية تصلهم نهاية كل شهر بأمان واطمئنان، لذلك لم يقبل الأبناء على مهنة الزراعة، ولم تعد لهم مربحة كما كانت لدى آباءهم «أيام الزمان»، اليوم أصبحت أشبه بتجارة الفقير، وقد تجلب الخسائر بسبب ما ينفقه المزارع على حقله ـ بدراية أو غير دراية ـ من أموال باهظة، و«موسم المحل» تجفف المياه وتعصف بالأموال، وحتما سيحاول المزارع جاهدا في البحث عن مياه غائرة في أعماق الأرض، فيجدد حفر البئر، وفي كل مرة يزداد عمق الأرض وتضعف معها المياه، وتزداد الخطورة أكثر إذا انهالت البئر بتهالك جوانبها، وأما الزرع فمهدد هو الآخر ليس بالجفاف فحسب، بل بالأوبئة والحشرات التي أخذت في التكاثر بصورة غير طبيعية، حتى أهلكت الحرث، ولم يبق للمزارع سوى أن يهجر مزرعته، ويودع «المسحاة والقفير والشيول» أو يؤجرها لأحد الوافدين، فيزيدها خرابا، وتبور الأرض بسبب تزايد الملوحة والأسمدة الكيماوية، وتنضب المياه بسبب شح الأمطار، والاستنزاف الجائر لما تبقى منها في جوف الأرض.
• يتذكر الآباء أيام زمان، فحين نجالسهم اليوم نجدهم يأنسون لتلك الأيام الخوالي التي كانت الأرض فيها تثمر بلا زراعة، ويسوقون حكايات كثيرة لما يقولون، فـ«الجح» كان يفترش الصحراء، و«البر والعلس» ينمو في كل مكان، وأشجار «الموز» تنمو في حواف السواقي، وليس في هذا الأمر مبالغة، فكلنا يتذكر أشجار الموز العماني الذي ينمو على طول الساقية من أول القرية إلى آخرها، وكانت «رسعة الموز» لا يقوى على حملها شخص واحد، خاصة إذا اصفرت وأصبحت تسر الناظرين، والبطيخ بأشكاله وألوانه ينمو في كل أجزاء المزرعة، والقمح بسنابله المليئة «ينقض» حتى في الصحراء، والذرة تتطاول تحت النخيل، وحقول السمسم، وقصب السكر، والبرسيم بزهوره البنفسجية، وغيرها من المزروعات التي تنمو بجهد بسيط، كل هذا والخير ينمو من الأرض، وتنتجه الأرض التي لم تلوث بعد بالأسمدة الكيماوية، والمبيدات الحشرية حارقة للورق وقاصفة للثمر، وأما الحشرات فقد اكتسبت مناعة منها بسبب الاستخدام الخاطئ لتلك المبيدات. • وستبقى الزراعة تجارة الفقير، ما لم توجد آليات ونظم حديثة لإحياء نشاط الزراعة في السلطنة، والدعم المالي وحده لا يكفي، ما لم يجد المزارع مياها وفيرة يغذي بها مزرعته، وسوقا رابحا لبضاعته، ووقتا يتفرغ له، وضمانا ماليا يخدمه في العمر القادم حين لا يقدر على الزراعة، وتطوير الزراعة لن يتحقق ما لم يواكبه تطوير آخر في المناخ الذي يحيا فيه نشاط الزراعة، مناخ الدعم والتسويق والضمان بما يتلائم مع احتياجات الإنسان، ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه: هل تستطيع الزراعة أن تؤمن للإنسان مستقبله؟ لأنه ما لم تكن الإجابة بنعم وإلا فسينصرف للبحث عن أعمال أخرى، ولن تتحقق أهداف الدعم الزراعي ما لم تصبح مهنة توفر العيش الكريم للمزارع، وتتساوى فيها الحقوق كأي وظيفة أخرى تخدم الوطن.
|
جعلاني برونزي
![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
السلام عليكم
الله يعطيك العافيه الزراعه قطاع مهم ولايختلف اثنين انه من دعايم الاقتصاد بغض النظر عن نسبته المئويه فيه
|
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|