منتديات جعلان > جعلان للشعر والترفيه > جعلان للقصص والروايات | ||
قصة ( قاتلي هو زوج أمي ) |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني متميز
![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
قاتلي هو زوج أمي
زاهر حفار قبور في شناص ، جائه مرسال قبل ساعه يطلب منه ان يحفر قبرا لولدا صغيراً توفي من لدغة افعى سامه ، كان المسكين زاهر يعمل بهمه ونشاط ، رغم كبر سنه ولكنه حين يهم في حفر القبور تتجلى فيه القوة من السماء ويحس بنشاط غير عادي ، وبينما كان المسكين مشغولا في الحفر لا حظ إن هناك ولدا صغيرا يتراكض وسط القبور وهو يرتدي لباسا بيضاء ناصعه كضياء الشمس ، واصل الحفر ، ولم يدرك إلا والفتى على رأس الحفرة واقفا يبتسم ، السلام عليك يا عم زهران ، وعليكم السلام ، من أنت ، إنسي ام من الجان ؟؟؟ يبدوا على العم زهران ما عادت ان تفرق معه إن كان من الانس او الجان ، رد عليه الولد ، لست من الجان ، بل انا الميت الذى تحفر له القبر وإسمي عمران ، وقع المعول من بين يديه ، رفع رأسه ونظر الى وجه الطفل وهو يساله بصوت مرعوب ، ماذا تقول و متى مٌت !!! ؟؟ رد الولد ، انا ميت ولكن امانه في عنقك ان تخبر خالي صالح إني لم أمت من لدغة الافعى ، بل عمي خميس زوج أمي هو قاتلي ؟؟ فحاول زهران ان يواصل الكلام مع عمران ولكن رهبة الموقف والمشهد المهيب جعله ان يفقد الشعور ويدخل في اغمائه طويله ، لم يفق منها إلا حين وصل المشيعين الى المقبره وشاهدوا العم زهران ملقي في القبر ، في البدايه ظن الجميع إنه توفى ولكن بعد ان سمع الاصوات الكثيره ومنهم من يقول توفي الشايب زهران ومنهم من يقول رحمة الله عليه ، جلس وهو ينظر في الوجوه التى تحدق فيه بإستغراب ، لم يتحرك وحيثما كان قاعدا ، قال يا عرب لقد وقع معي شيء غريب ، لقد ترك هذا الميت الذي معكم امانه في رقبتي ،وطلب مني بالحرف الواحد أن ابلغ خاله صالح والذي اقسم اننى لم اعرفه ابدا ، بأن اطلعه على هذا الخبر وهو إنه لم يمت من لدغة الافعى ولكن قاتله بالسم هو عمه خميس زوج أمه ، دهش الجميع حين سمعوا كلام العم زهران ، صارت بلبله وجلجله في المقبره والكل اصابته الحيره والعجب ، وما هي إلا ثوان حتى صرخ خميس وقال أنت كذاب أعور وتريد ان تقيم القتنه بيننا ، فرد الشايب زهران عليه بشجاعه قائلا له ، لماذا اكذب على الناس ، او تظننى اورث هذا الولد الصغير الذي قتلته انت ، فقاطعهم صالح خال الولد المتوفي وهو يقول ، زهران لا يكذب ولكن يبدوا إنها حقيقهً انك تريد ان تستولى على ميراث اليتامى ، وخاصه انك تعرف إنه الولد الوحيد للمرحوم والده وقد وترك له ميراث كبير ، وانا ارفض دفن الولد حتى نعرضه على القاضي و العالم الجليل غسان ، فذهبوا جميعا الى منزل القاضي واخبروه الحكايه من البدايه الى حين اخبرهم حفار القبور بما شاهد وسمع من الطفل نفسه فقال القاضي الجليل ،اولا اريد ثلاثةً من الحضور ان يقسموا بنزاهة الحفار ولم يشاهدوه يوما يكذب ام في حالة سكر فوقف نصف الحاضرين في اماكنهم وهم يحلفون ويؤكدون على نزاهة شرف العم زهران ، وبعدها جلب مندوساً صغيرا ، وطلب من احد غلمانه بإحضار الافعى المجلجله التى أمسكوا بها قبل ليلتين وهي تسير وسط الحشائش القريبه من منزلهم ، ولما اعطاه الغلام الافعى ، أخذها العالم الجليل بيديه من دون قفافيز او حمايه تذكر وقال وهو يكلم الافعى امام الحضور ، يا ايتها الافعى أقسم عليك بالخالق العظيم الذى حولكي من خشبة جوفاء الى افعى تسعين في الارض ، ان لا تلدغى أي من الرجال الذين يضعون يدهم في المندوس إلا الذي قتل الولد عمران فقط هو من تنفثي فيه السم الغليظ ، ومن ثم وضع المندوس والافعى بداخلها ، وطلب عشرون رجلا من الذين يثقون في قدراته ان يضعوا يدهم اليمنى في الصندوق بالتناوب وان يكون الشخص الواحد والعشرون هو خميس ، فوقف الرجال كلهم في موقف مهيب ، الموت الاكيد ، افعى مجلجله ، لا تميز بين العبد والحر ، وبدأ الرجال يضعون يدهم في الصندوق وعلى راسهم كان حفار القبور ومن ثم خال الولد صالح والبقيه من المتطوعين ، وتمادى البعض حيث كانوا يخرجون الافعى من المندوس وكأنها قطعةُ من خرقة باليه من دون خوف او تردد ، حتى اكتمل العدد العشرون والان جاء دور العم خميس الذى بطريقة ما دخلته الثقة العمياء بأنه من المستحيل ان تلدغه هذه الافعى بالذات والتى لمسها قبله عشرون رجلا ولم يحدث لهم شيء، ولكن الدم البرىء والحق المنير والعدل السماوي له رأي آخر ، فحين وضع خميس يده لثوان فقط ، أخرجها من الصندوق وقد تحول لونه الى الازرق الغامق ومن ثم بدأ فمه يزبد بالفقاقيع وتحولت رائحة جسده الى جيفة ميته وسقط مصروعاً ، فقال القاضي الجليل غسان صدق حفار القبور وكذب عم الولد خميس فادفنوا الطفل البرىء وليمسح على وجهه حفار القبور لوفائه بالامانه وقول الحق وصلوا عليه صلاة شهيد برىء ، ولا تدفنوا خميس قرب ارواح الشهداء والمسلمين ، ورجع الحق الى اصحابه .... اما حفار القبور فقد طلب من الجميع وهو يبكي ان لا يطلب منه احد بعد اليوم ان يحفر قبرا لأن ما جرى كان له تأثير كبير على قلبه وحياته .............. عبدالعزيز بن علي البلوشي |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|