صــــــــــــحــــــفيـــــة بيـــــــــــــن الحــــــــــــــــياة و الأمــــــــــــــــــل ..!!
في عقد من العقود ، و زمن من الأزمان ، و وقت من الأوقات ، و ليلة من الليالي ، ساعة من الساعات ، و وهلة من الوهلات التي كثيرا ما يغفل الإنسان عنها ، ولدت فتاة حسنة المنظر ، جميلة المظهر ، تكاد من جمالها تبهر الجميع ، و تلهم البديع ، و صوتها يتردد في آذان السميع ، توفت أمها ، و اعتنت بها عمتها ، كبرت الفتاة ، و عاشت الحياة ، و حققت الأفكار ، و أنجزت الآمال ، و انتهزت كل المنايا ، و ترفعت عن الدنايا ، و استمر دولاب الزمن في العبور ، و ملئ كل السطور ، و شق البحور ، و أنشد الطيور ، و سمعت أنين الفتور ، و أصبحت في البكور ، لتستمر في العبور ، من دون شر و لا هفوة ، و ندم و لا حسرة ، و قوة و لا قدرة ... و تستمر الحياة !!!
صمت و سكون ، و صمت و هدوء ، أصبحت الفتاة عامل رافع ، و عضو دافع ، للرقي و التطور ، و التفوق و التمحور ، و يا له من تطور ، تطور حقق الآمال ، تطور وصل الآفاق ، فجأة حدث ما لم يكن في الحسبان .. ماذا حدث ؟؟!
حجر عثرة في الطريق ، أعاق الحركة و المسير ، و ما هو ؟ معارضة و أبيان ، و غضب و رفض على العمل ، إذا ما هو العمل ؟؟
الصحافة ، إذا ما هو الصحفي ؟؟!
بكل بساطة و ذلل ، ( شخص يسعى إلى اكتشاف الحقيقة و إظهارها للناس ) .

و هل الناس يعلمون ما هي قدر المعاناة التي يمر بها الصحفي لفعل ذلك ؟ . من المؤكد يجهلون ذلك تماماً ، فهو يعرض حياته للخطر ، كالشرطي الذي يسعى إلى حماية موطنه ، و يتعرض للذل ليحصل على معلومة بسيطة ، كالمتسول الذي يذل نفسه للحصول على فتات من الخبز .
و ما هي النتيجة المعارضة ؟؟ و ماذا بعد ذلك ؟؟ انحطاط للهمم ، و إحباط للعزم ، و لماذا كل ذلك ؟؟؟..
فالصحفي لديه أقوى الأسلحة و أذكاها ، و أكبرها تأثيرا و أقواها ، لديه اللسان و القلم ، القلم الحر ، القلم الذي لا يرضى للذل و الاستعباد ، قلم يدافع عن الوطن ، في الحرب ، في السلم ، في الرخاء ، في الشدة ، في العيد و المناسبة ...إلخ .
فالصحفي الناجح هو واحد من ثلاثة:
الأول : صاحب مصادر قوية في مواقع حساسة لكنه لا يملك فكرا، وهذا النوع دائما يخرج بالأخبار والوقائع القوية لكنه لا يملك سوى جمع المعلومات ليقدمها لمحرري الصياغة، في حين انه لا يستطيع مثلا وضع أسئلة لاستضافة أي شخص في حوار صحفي ولا يستطيع عمل قضية بدءا من وضع محاورها واختيار ضيوفها ولا يستطيع تقديم التقارير لأنه فقط يعتمد على المعلومات التي تصله من مصادره وأمثال هذا الصحفي لا تستغني عنه الصحف رغم ضعفه.

الثاني: صاحب فكر جيد يطرح الأفكار ويناقشها ويقدم التقارير ويستضيف شخصيات في حوارات يضع هو أسئلتها لكنه مقل في الخبطات الصحفية التي تعتمد على الأخبار لعدم توافر مصادر قوية ومثل هذا الصحفي يتمكن من تكوين مصادر جيدة له مع مرور الوقت وأمثال هذا الصحفي نجده في المناسبات العامة والمؤتمرات الصحفية يطرح أسئلة جيدة وقوية تفرض على الآخرين احترامه كما نجده يصنع الخبر والحدث لنفسه ولا ينتظر الظروف أن تضعه في الحدث، وهذا أيضا لا تستطيع الصحف الاستغناء عنه لأنه لا يتوافر لها في كل زمان ومكان.

الثالث: صحفي متمرس يجمع بين الفكر والمصادر وهو انجح الثلاثة فنجده يخرج بأخبار جيدة تمثل سبق صحفي له ونجده يقدم تقاريرا رائعة وقضايا ساخنة بل نجد زملاؤه في الصحيفة يعتمدون عليه كثيرا في إبرازهم من خلال مدهم بالأسئلة للشخصيات التي يرغبون باستضافتها ومدهم بمحاور القضايا التي يرغبون بطرحها فيشكل الدينمو المحرك للقسم الذي يتواجد به او المكتب الذي يعمل من خلاله وللأسف أمثال هذا الصحفي لا نجدهم يتقلدون المناصب في صحفهم بسهولة.




و هناك بعض النقاط التي اعتبرها مهمة من وجهة نظري :
1- الرغبة النابعة من القلب والروح لممارسة العمل الصحفي
2-الإيمان الكامل بأن العمل الصحفي رسالة سامية تخدم أهداف المجتمع .
3- وضوح أهدافك من العمل الصحفي .
4-إتباع الأساليب الراقية في التعامل الصحفي .
5- تطوير المهارات والخبرات الفردية للصحفي من خلال الالتحاق بالدورات التدريبية والبرامج الصحفية
6-التجديد المستمر وصقل الشخصية الصحفية من خلال التوسع في النشاط الصحفي والعمل في أكثر من باب متخصص لاكتساب المهارات ..
7-القابلية للتطوير وتحسين الذات في المهارات العلمية الصحفية مثل تعلم الحاسب الآلي .. اللغة .. الطباعة
8- طرح الأفكار الجديدة .. والحماس للعمل .. والابتعاد عن الأخبار التقليدية والفاكسات ..
9- الإيمان بخدمة قضايا الوطن والعمل على المساعدة في إيجاد الحلول لها وليس الاكتفاء بنشرها كأخبار ..
10-الولاء والإخلاص لخدمة العمل الصحفي .. بكل نبضة صادقة ..
11-التواضع .. التواضع .. التواضع ..
12-عامل الآخرون و زملائك في العمل كما تحب أن يعملوك .
13-الحذر من الحاسدين والحاقدين والتعامل معهم بأسلوب واضح ..
14-عدم الاستهانة بخبرة من هم أكبر منك سنا في المجال الصحفي والاستعانة بخبراتهم وقت اللزوم ..
15-تجديد الدماء في عروق الصحافة مطلوب ولكن بدون حماس زائد عن اللزوم وإتباع الاعتدال في الأمور للوصول إلى الحلول الصحيحة .

حققت ذلك مع النجاح الزاهر ، و فجأة مع فرح عابر ، و قلب ساهر ، و فؤاد ناظر إلى أعلى من ذلك ، معاناة و ملل ، و هبوط للروح المرنة و كلل ، و الأزمة تشتد ، و المصيبة تزداد تأزم ، و ما بعد الشدة إلا الرخاء ، هدوء و تريث ، و ارتفاع للهمم و هبوط للملل و الكلل ..و تطلع لحياة أفضل مليئة بالحياة و الأمل .... و استمر الأمل ...!




للصحفية المستقبلية