منتديات جعلان > جعلان للشعر والترفيه > جعلان للشعر والخواطر > جعلان للشعر والخواطر بأقلام الأعضاء | ||
أمير الشعر التركماني محمد بن سليمان |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
عضو شرف
![]() غير متواجد
|
![]() ![]() على عادة الشعراء في عصره لقب أمير الشعر التركماني محمد بن سليمان نفسه بـ (فضولي). يقول الدكتور حسين محفوظ أستاذ الدراسات الشرقية في كلية الآداب بجامعة بغداد ((كان فضولي من عشيرة البيات، وهي بطن من قبيلة الغز (اوغوز) التركمانية التي استوطنت العراق قديماً، وسكنت قرب واسط ولها ذيول في الشرق وتركيا. وهم الآن ألفاف من العرب والترك، يقيم فرع منهم بكركوك وبيوتات ببغداد وغيرها من المدن. )) وفي الوقت الذي تختلف فيه الآراء حول ميلاد الشاعر بين بغداد أو الحلة أو كربلاء، يؤكد البحاثة التركماني المعروف عطا ترزي باشي، أن فضولي ولد وترعرع في كركوك بدليل وجود خرائب في حي (ميدان) بمنطقة (القلعة) بكركوك لاتزال تعرف إلى يومنا هذا بين العامة باسم (بيت فضولي). كما يذكر أن فضولي لم يغادر كركوك إلى مدينة الحلة إلا بعد تعيين والده مفتياً فيها. في إحدى قصائده التي قالها الشاعر في مدح الإمام علي يذكر الشاعر أنه مدح الإمام خمسين عاماً، وهو ما يؤكد أنه بدأ بقرض الشعر وهو يافع. و كان لفضولي الشيعي المذهب مكاتبات ومناظرات شعرية مع الشاه اسماعيل الصفوي الذي يعتبر في الوقت نفسه من ابرز شعراء الشعر الكلاسيكي التركي (ادب الديوان) حيث كان يكتب قصائده باسم (خطائي) وإليه أهدى الشاعر ديوانه (بنك و باده) حيث شبه السلطان العثماني ب (بنك ـ الأفيون) وشبه الشاه الصفوي ب (باده ـ الشراب). وعندما استولى العثمانيون على بغداد منهين بذلك حكم الصفويين استقبل فضولي بقصيدة السلطان العثماني سليمان القانوني الذي أمر أوقاف بغداد بصرف راتب شهري للشاعر. إلا أن الأوقاف توفقت عن صرف الراتب الشهري للشاعر، وذلك بعد مرور فترة على مغادرة السلطان بغداد. وقد تأثر الشاعر من هذا الإجراء المتعسف فكتب شكواه إلى السلطان في قصيدته الخالدة (شكايت نامة) ولكن دون جدوى، وهو الأمر الذي دفعه للاعتكاف في كربلاء والتي كان يعتبرها (أكسير الممالك) حيث فوض إليه إسراج المصابيح في حضرة الحسين الشهيد. وقد توفي الشاعر في هذه المدينة بعد أن أُصيب بمرض الطاعون سنة ٩٦۳ هجرية حيث دفن بمدينة كربلاء على خطي جنوبي صحن الروضة الحسينية تجاه باب القبلة. ترك فضولي ميراثاً ضخماً خالداً للأدب التركي خاصة وللأدب الإنساني عامة من الشعر والنثر باللغات التركية والعربية والفارسية في أثار قيمة مثل: أنيس القلب (منظومة في ۱۳٤ بيتاً)، حديقة السعداء (عن واقعة كربلاء،وترجمة خطب الإمام الحسين خلال الواقعة)، ديوان فضولي (ثلاثة مجلدات ضخمة باللغات الثلاث)، رسائل فضولي، رند وزاهد (منظومة في ٨٥۰ بيتاً)، ساقي نامة (في ٧۰۰ بيتاً)، مطلع الأعتقاد (في علم الكلام) ليلى ومجنون (۳٤۰۰ بيتاً) ويعد من أهم نتاجاته الشعرية التي ترجمت إلى مختلف اللغات العالمية أخرها كانت الأسبانية، وقد اختارت صحيفة (أ،ب،س) الأسبانية الديوان ضمن زاويتها (كتاب الأسبوع) باعتباره أهم الكتب المترجمة. يعتبر علي شيرنوائي أول من تناول موضوع (مجنون ليلى) في الشعر التركي إلا أنه لم يصب الشهرة التي بلغها فضولي لكونه قد كتبها باللغة الجغتائية التركية. أما فضولي الذي كتب نفس الموضوع متأثراً بالشاعر الأذربيجاني نظامي كنجوي فقد اختلف عن بقية الشعراء الأتراك الذين تناولوا نفس الموضوع بمنح مطولته الشعرية نفساً صوفياً مجرداً بذلك قصة الحب المعروفة من عناصرها الحسية محولاً بذلك تلك العناصر إلى عناصر مجازية. كما يتجلى ذلك في النموذج التالي: كنت رفيق دربي الدائم أيها القمر أتترك رفيقتي هكذا للمصير المحتوم افتخر أيها القدر بما جنته يداك لا رفيقة لي غير تلك الدرة الساطعة فالحزن مخيم على القلب حتى القيامة إياك أن تقترب من خصلات شعرها أيها الثعبان إلهي انقذني من الحزن والغم وبلغ جسدي بشرى العدم قطفت الوردة من بستان الأمل وشرب الشراب من كأس الأجل أنت ليلى وقالت هو ذا حبيب الروح فما أفظعه من حب هذا الذي عشناه ! أوضح فضولي في مقدمة ديوانه الفارسي أن خطابه الشعري موجه للفقراء والمظلومين، ويعبر عن معاناتهم لأهات المظلوم أصداء في شعري و لأنات المحروم مكان في قصيدي ……………………………. لي الفقر هو الجاه و العز و لغيري الثروة والكنز …………………………… العفة و العدل كنز الحكام وتاجهم الطغيان والطمع يعجل بأوانهم أثنى على فضولي معظم النقاد والأدباء في زمانه وغير زمانه. قال عنه معاصره عهدي البغدادي ((مولانا فضولي كامل بكمال المعرفة ‘ فاضل بفنون الفضائل ,لا ند له في بلاغته في اللغات الثلاث. قادر على صنوف الشعر،ماهر في العروض. . ))لقبه الشاعر التركي عبدالحق حامد المعروف لدى الأتراك بالشاعر الأعظم بأنه (شيخ الشعراء) و (أعظم شعراء الشرق). وقال عنه المستشرق المعروف جب ((أن فضولي البغدادي لم يجد إلهامه في صفحة من صفحات ديوان شاعر فارسي و لا تركي، وإنما وجده في قلبه، وقد اهتدى بنور عبقريته في تلك الطريق التي شقها لنفسه،ولم يسر فيها قبله ولا بعده أحد. . )) ويقول عنه الباحثان ادمون فازي و عبدالحليم ممدوح ((كان شعراء الترك متعلمين متكلفين في المعنى والمبنى. أما ذلك العراقي المتواضع فشعره ديباجة صافية، ورونق لا يبلى)). لايزال هذا الشاعر العظيم محط الأوساط الثقافية التركمانية في العراق وأذربيجان وتركيا. وكانت تركيا قد اقترحت في بداية السبعينات على العراق إقامة ضريح مناسب للشاعر يتناسب مع أهميته الشعرية مقابل بناء ضريح مماثل للشاعر العربي امرؤ القيس بعد أن عثر علماء الآثار على مكان قبره بمنطقة (ألما داغ) القريبة من العاصمة التركية أنقرة. إلا أن المشروع لم ينفذ وكان أن قامت بلدية مدينة كربلاء بتسوية عشرة أمتار من عمق الصحن الحسيني لتوسيع الشارع الذي يقع عليه، وهو مكان لتجمع الباعة الذين يربطون فيه دوابهم أيضاً. الأمر الذي أدى تسوية قبر الشاعر فضولي. وهو ماذكره الشاعر التركي كمال بيرام في كتابه (موزوبوتاميا) الذي ألفه عن زيارته للعراق بعد دعوته إلى مهرجان مربد الشعري في ۱٩٧٤. وأمام اهتمام الوفود الأذربيجانية بزيارة قبر الشاعر، التي تفخر به لكونه كتب أشعاره باللغة التركمانية والتي تتشابه إلى حد بعيد مع اللغة الأذربجانية. اضطرت الجهات العراقية إلى تشكيل لجنة لتحديد مكان لبناء ضريح جديد للشاعر في الصحن الحسيني الشريف. لكن اللجنة اختارت مكاناً أخر لبناء ضريح الشاعر فضولي. حول هذا الموضوع يذكر الكاتب الأذربيجاني غضنفر باشاييف في كتابه (ست سنوات على ضفاف دجلة و الفرات) مايلي ((… كان قبر الشاعر حتى السبعينات من هذا القرن موجوداً تحت قبة صغيرة بباب القبلة. . في عام ۱٩٧٥ تم توسيع الساحة من باب القبلة وهدم الضريح على أثره. . (…) في أيلول من عام ۱٩٩٤ تم بناء ضريح جديد للشاعر في غرفة مكتبة ودار المخطوطات التي تقع في الجانب الأيمن من باب القبلة ـ السياج الخارجي ـ المحيط بضريح الإمام الحسين (ع) وذلك بمناسبة مرور ٥۰۰ عام على ميلاده. . )) لقد استطاع الشاعر التركماني العراقي فضولي الذي قال: لو نالت الوردة نصيبها من نيران الردى فمن نارها سيبعث طائر الحب استطاع أن ينقل نار الشعرإلى الأجيال الشعرية المتلاحقة عبر القرون. لذلك يحتفل التركمان في العراق في منتصف أيلول من كل عام بذكرى شاعرهم الكبير. كما تقام بنفس المناسبة مهرجانات شعرية وثقافية في تركيا وأذربيجان وجمهوريات أسيا الوسطى تكريماً منها لإنجازاته الشعرية الهامة. كما أن نسيمي لايزال يواصل حضوره الشعري المؤثر في شعر البلدان الناطقة بالتركية إلى يومنا هذا. ولايزال تركمان العراق فخورين بمؤسس شعرهم الذي حمل إلى العالم منذ عصور قصائد خالدة محورها الاعتزاز بالإنسان ومشاعره النبيلة والسامية. ويبقى من حقنا أن نتمنى أن يأتي اليوم الذي يتم فيه الاحتفاء، بهذا الشاعر العراقي الكبير في وطنه العراق مثلما يتم الاحتفال به في البلدان الناطقة بالتركية. أسمحولي الموضوع طويل جدا ولكن وضعته لكي نستفيد .
|
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|