الأخضر ظهر.. وبالكوري عبر



استعاد المنتخب السعودي الأول لكرة القدم بريقه، وبرهن على أفضليته عندما ألحق هزيمة مستحقة بضيفه الكوري الجنوبي (0/2) أمس الجمعة على أرض ملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام في إطار الجولة الثانية من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2006 المجموعة الأولى.
قدم لاعبو الأخضر عرضاً رائعاً توج بهدفين على مدار الشوطين. افتتحها سعود كريري في الدقيقة (29) وأكدها المبدع بالأمس ياسر القحطاني من ركلة جزاء (74). واصطاد السعوديون أكثر من عصفور بحجر واحد أمس: فتصدروا فرق مجموعتهم بـ(4) نقاط، وألحقوا هزيمة بأكبر منافسيهم على التأهل، وأعادوا الثقة في أدائهم بعد سلسلة من النتائح السلبية في العام الماضي. ومجدداً أكد المنتخب السعودي علو كعبه على نظيره الكوري بالفوز الثالث مقابل خسارة واحدة في تاريخ مواجهات الفريقين الرسمية.
وكسب المدرب الأرجنتيني كالديرون الجولة أمام منتقديه الذين راهنوا على طرده بعد المباراة.
ولعب الأخضر بخطة متوازنة اختلفت تماماً عما كان عليه في مباراتيه الوديتين أمام مصر وفنلندا، حتى إن المشاهد كان يتساءل هل كانت فنلندا طعماً رماه المدرب للكوريين؟ الخاسر الأكبر بالأمس كان المغرور الهولندي بونفرير الذي أكد قبل المباراة أنه سيفوز ولكنه غادر الملعب يجر أذيال الخيبة.
* لم تحظَ المباراة بفترات لجس النبض إذا سرعان ما استهلها أصحاب الأرض بهجوم سريع انفرد من خلاله القحطاني على الطرف الأيسر قبل أن يمرر للجابر الذي حاول أن يتطاول على الكرة برجله ولكن الدفاع كان الأقرب (3). ورد الكوريون بعرضية لجوك الذي سدد بقوة ولكن كرته هزت الشباك من الخارج (4).
ومع مرور الوقت بدأت المباراة تزداد إثارة، واعتاد الكوريون على أجواء اللعب، وباتوا يضغطون على حامل الكرة، وبدا أن السرعة ستكون شعار الطرفين. ووسط الاندفاع السعودي كاد لاعب آيندهوفن الهولندي سونك يخلط أوراق كالديرون عندما تسلم كرة داخل منطقة الـ(6) ياردات وحولها على الطائر لوسط المرمى بيد إن زايد كان لكرته بالمرصاد (9).
* لم تستمر الأفضلية السعودية إلى ما لا نهاية إذ بدأ الكوريون ينظمون صفوفهم، ويركزون على الأطراف وبالذات الأيسر، ولكن الهجمات السعودية ظلت تنساب بين أظهر الكوريين فمرر الجابر كرة بينية لمناف الذي جنح على الطرف الأيسر لكن الدفاع حول كرته إلى ركلة زاوية عادت الكرة منها للجاسم الذي سدد بقوة في الدفاع (16).
ضغط السعوديون أكثر على الكوريين إلا إن الضيوف كانوا خطيرين عند قطع الكرة لأنهم يرتدون بسرعة على المرمى السعودي، وحاول بونفرير أن ينظم دفاعه بـ(4) مدافعين لا يتقدمون عن الوسط في محاولة لتصعيب مهمة الجابر والقحطاني، لكن الأول انبرى من بين المدافعين للكرة ومررها على طبق من ذهب للجاسم غير إن الحارس الكوري كان يقظاً وارتمى على الكرة (22).
ونجح الخثران في إصلاح خطأ المنتشري الذي أخفق في إبعاد كرة جول لتصل للأول الذي أبعدها عن مرماه (24).
* ضغط السعوديون أكثر وأكثر، وفاحت رائحة الهدف أكثر، واستمر الضغط، ومن كرة ذهبية اخترق بها القحطاني الجزاء الكورية وتلاعب بسونج وجاي قبل أن يمرر للمتمركز جيداً كريري على رأس الـ(6) ياردات ليودع الكرة بثقة في الشباك (29).
وبعدها بدقيقتين أرعب القحطاني المتألق فوق العادة الدفاع الكوري عندما تسلم تمريرة الجابر المتقنة بيد إن الدفاع كان له بالمرصاد (32).
* اندفع الضيوف محاولين إدراك التعادل قبل نهاية الشوط الأول، ولكن الجابر قاد كرة معاكسة ومررها بإتقان لمناف أبوشقير الذي اخترق الجزاء الكورية وحاول أن يكرر سيناريو ياسر، ولكنه فضل أن يسدد الكرة ليبعدها الحارس (36).
وركز الكوريون أكثر في هجماتهم على الطرف الأيسر، وحاول سنوك يتطاول برأسه لعرضية جول بيد إن الكرة انتهت لأحضان زايد (39).
تراجع السعوديون للدفاع عن مرماهم، ليصبح القحطاني وحيداً في الهجوم، وعاد الجابر للوسط مما أعطى الفرصة للكوريين للتحكم في آخر خمس دقائق من المباراة.
وفضل يون التسديد من رأس منطقة الجزاء لكن كرته انتهت لأحضان زايد (41).
* زاد الكوريون من ضغطهم مع مطلع الشوط الثاني، وكاد بارك يهز الشباك عندما خطف عرضية سنوك وحولها برأسه للمرمى بيد إن الحارس العملاق مبارك كان أكثر من يقظ وهو يتصدى للرأسية التي أرسلت من بعد مترين عن المرمى (49). وسبب الارتداد الكوري السريع إزعاجاً للدفاع السعودي ولكن رفاق تكر كانوا محافظين على توازنهم بشكل مثير للإعجاب أمام هجوم رابع العالم.
وحاول جوك أن يفك هذه الحصون بتسديدة قوية، لكن لا داعي للقلق طالما مبروك في المرمى (58).
* اندفع الكوريون بخمسة مهاجمين في الأمام وخلفهم مثلهم في الوسط ولكن زايد عاد ليبرهن على أفضليته بإبعاده تسديدة سوك إلى ضربة زاوية (58). وبدا أن الأمور تسير للأسوأ مع ازدياد الضغط الكوري لإدراك التعادل، وأنقذ مبروك في الوقت المناسب عرضية لاعب وسط ولفرهامبتون الإنجليزي سيول (62)، وظهر أن محنة السعوديين تكمن في عدم استحواذهم على الكرة وقتاً كافياً. اللعب السريع كون بعض الفرص للكوريين لاستعاد الكرة والعودة لشن الهجمات.
وقاد ياسر القحطاني كرة سريعة انفرد بها بالمرمى ولكنه تعرض لإعاقة واضحة داخل منطقة الجزاء لم يحرك الحكم الماليزي لها ساكنا (70). لا داعي للقلق فالفرج لم يعد ببعيد لأن القحطاني عاد مجدداً ليقض مضاجع بارك جاي باختراق سريع وناجح على الطرف الأيسر ولم يجد سونج حلاً غير إعاقته ليحتسب الحكم ركلة جزاء صحيحة انبرى لها القحطاني وأودعها الشباك على يسار الحارس (74).
* كل شيء تغير بعد الهدف، كان التحول 180 درجة، وعادت الأفضلية لذوي القمصان الخضراء. ومع دخول الشلهوب بديلاً لمناف وصاحب بديلاً للجاسم استعاد الوسط السعودي تماسكه وكاد الشلهوب يضاعف الغلة بتسديدة من كرة ثابتة اعتلت العارضة (77)، وحاول الجاسم أن يخترق منطقة الجزاء ليسدد بيد إن كرته انتهت لأحضان الحارس (80).
وبالرغم من استعادة الكوريين لميدان الهجوم إلا إن كراتهم افتقدت للحيوية وانعدمت خطورتها، وكان من الصعب هز شباك الأخضر الذي استعاد لاعبوه ثقتهم في أنفسهم لتنتهي المباراة بـ(0/2).
الأخضر اعتلى صدارة المجموعة بـ(4) نقاط، وحل الكوريون ثالثاً بـ(3) نقاط، تاركين الوصافة ـ بفارق الأهداف ـ للكويت الذي هزم أوزبكستان (1/2) التي حلت رابعاً بنقطة واحدة. وستلعب السعودية مع الكويت بعد (5) أيام في الكويت، وستلعب كوريا الجنوبية مع أوزبكستان.
في سطور
* الفريقان: السعودية * كورياالجنوبية
* المكان: أرض ملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام
* المناسبة: الجولة الثانية من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم
* النتيجة: 2 * 0
* مسجلو الأهداف:
سعود الكريري (29) وياسر القحطاني (74)
* تشكيلة البداية:
السعودية: مبروك زايد (حارس) ـ رضا تكر ـ حمد المنتشري ـ أحمد البحري ـ عبدالعزيز الخثران مع مناف أبوشقير ـ سعود كريري ـ تيسير الجاسم ـ خالد عزيز بالإضافة لسامي الجابر (القائد) وياسر القحطاني.
كوريا: وونج (حارس) تي سونق ـ بارك جاي ـ رياوول ـ دول مع يو سونج ـ تيس لون ـ كيم مولن بالإضافة لسوانك يوسونج شول ـ دي دول لونج.
* التبديلات:
للسعودية: محمد الشلهوب بدلاً من مناف (75) وصاحب العبدالله بدلاً من الجاسم (83) وناصر الشمراني بدلاً من القحطاني (87).
لكوريا: شينج كونج عوضاً عن يوسونج شول (65).
* الإنذارات
للسعودية: كريري (17)
لكوريا: بارك جاب (25) وكيم مول (85).
* الحكم: محمد صبح الدين (ماليزي).

تحياتي محب العراق ومح الجميع