منتديات جعلان > جعلان للشعر والترفيه > جعلان للقصص والروايات | ||
رواية المفاتيح السبعة الجزأ ـ 4 |
الملاحظات |
مشاهدة نتائج الإستطلاع: | |||
![]() ![]() ![]() ![]() |
0 | 0% | |
المصوتون: 0. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
جعلاني جديد
![]() غير متواجد
|
رواية المفاتيح السبعة الجزأ ـ 4
مرت ثماني سنوات, وها هي بوجابت وماري تجلسان في السوق باسطتان سلتاهما أمامهما. والعامة تجول في السوق تشتري من كل مكان إلا منهما, وقد بدا عليهما البؤس وتقدمت بهما السنون ومن بين العامة كان الوزير يتفقد حال السوق وحده يمشي بين الباعة, وفجأة توقف الوزير لوذا عندما رأى تلك المرأتان جالستان هناك وأخذ يتفقدهما ويركز فيهما, فإذا هو يتعرف على ماري فاختبأ بسرعة بين الباعة.
في كوخ الشيخ وقد تغيرت أحوالهم للأحسن, إذ نستطيع رؤية الدخان يخرج من سقف الكوخ حيث صنعوا مدخنة تقيهم البرد. وبداخل الكوخ كان سموطان يجلس على الأرض وقد كثر الشيب في رأسه ولحيته, وبجانبه طاحونة حجرية وقد أحضر بعض الأقداح المصفوفة بجانبه. وهناك روث وقد كبرت وأصبحت إمراة جميلة ترقد مستلقية على بطنها بجانب طاحونة الشيخ تراقبه وديفي يقف أمامها يشاركهما التحضير لشيء ما فسالته روث قائلة : ماذا تحضر ؟ فقال سموطان وهو يتناول تلك الأقداح الواحد تلو الآخر ويضعها بداخل الطاحونة: أوقية من ألأذخر, ثم درهمين ماء بابونج مع ثلاثة دراهم فربيون, حبة الفرصاد خمسة دراهم , عشرة دراهم من شحم التمساح ومثلها شحم الدلفين, وكذلك شحم الحوت. ثم قام الشيخ بتدوير الطاحونة, ثم أخذ ما طحنه وصنع منه أقراص على شكل دراهم فقالت له روث : والآن ماذا؟ عندها دخلت ماري وبوجابت عليهما راجعتان من السوق بسلتيهما فركض ديفي واحتضن أمه ماري فرحا بعودتها. فقالت روث وهي ما تزال مستلقية: تعالوا شاهدوا هذا. وأشارت إلى أقراص الشيخ فقال الشيخ : إذا دخنت إحدى هذه الأقراص في النار توهم الجميع أنهم على النهر وقد خرج عليهم تمساح عظيم يريد أن يلتهمهم. فتقدمت بوجابت من الشيخ بعد أن وضعت سلتها على الطاولة. وتناولت أحد الأقراص تنظر إليه وقالت وهي ترجعه: سموطان إن لك أشياء عجيبة. فنهضت روث قائلة بفضول وهمه : لنجربها. فمنعتها أمها ولكن روث أصرت كما الأطفال. عندها تقدم ديفي من الأقراص وأخذ واحدا وبسرعة رمي به في المدخنة حيث النار وهم يشاهدون صنع ديفي ويترقبون فإذا الدخان يبدأ بالتصاعد من المدخنة. وإذا يتوهم لهم مثل ما قال الشيخ ويخرج عليهم تمساح عظيم من النهر من جانب المدخنة حيث حرق القرص فاتح فمه الكبير يريد أن يلتهمهم فتدافع الجميع إلى الباب جريا مفزوعين حتى صار الجميع خارج الكوخ يلتقطون أنفاسهم, يتأكدون من الباب كي لا يتبعهم ذلك التمساح الضخم الذي بحجم الغرفة. وإذا الشيخ يلتقط أنفاسه قال: نصف قرص تكفي لكان التمساح على ألأقل أصغر حجما من هذا. ثم نظر إلى الباب وتقدم ببطأ والجميع من خلفة وجلين من محاولة سموطان فتح الباب قليلا ليرى ما بداخل الكوخ. ففتحه سموطان ونظر فلم يرى شيئا فدخل ببطأ وتبعه الجميع عندما تبين لهم زوال ذلك التمساح. كان بين الأشجار الكثيفة من يراقب ذلك, إنه الوزير وقد ربط خيله خلفه على شجرة وأزاح الأشجار بيديه متلصصا عليهم فشاهدهم جميعا هناك حيث كانوا بالخارج, فرجع إلى جواده بهدؤ. و بعد فترة وقف الوزير قبالة باب الكوخ ثم دفعه بقوة داخلا ودخل وراءه جنوده مباغتين الجميع, ودخل الجند على سموطان الذي تحفز لهم, ولكن لم تكن لديه فرصة حيث تكاثروا عليه واقتادوه, وإذاهم يريدون القبض على روث أخذت قرصا من تلك الاقراص من على الطاولة واقتادوها إلى الخارج, وقبض جندي على ديفي وسحبه من يده يجره فإذا هو لدى الباب رأى ديفي طاقية الإخفاء فسحبها فقال الجندي : لا بأس أن تأخذ قبعتك معك فقد تحتاجها. ولكن ديفي أخفى القبعة في ملابسه. أحضر الجميع إلى بلاط الملك أجمنون وأخذ الملك يتفقد المجموعة ولم يتعرف على أحد منهم. فقال الوزير وهو يشير إلى ماري: مولاي الملك هذه ماري زوجة أخيكم نحميا واللذان تآمرا على ملككم ,وهذا إبنها منه وهذه زوجة البستاني ومعها إبنتها, وقد أخفاهم هذا الشيخ عنده كل هذه السنين. نزل الملك من على كرسيه وأخذ يتفقد ماري فعرفها وقد تغيرت ملامحها وأخذ ينظر إلى ملابسها الرثة ومنظرها الشحيح وقال : ماري بعد أربع وعشرون عاما. ثم قال الوزير للشيخ سموطان: ألم أقل لك حينها أن جزاء المتستر على المجرمين القتل. وحاول الوزير أن يقترب منه لقتله فصاح به الملك قائلا: توقف. وأمر الملك أحد قواده وقال : خذوه إلى السجن, وكان يشير إلى سموطان: أما البقية فخذوهم واحصروهم في قصر الأمير أخي الراحل وشددوا عليهم الحراسة. وعندما هم القائد بأخذهم قال له الملك: لا أبقها معي بعض الوقت. وقد كان يعني ماري. وعندما خلي المجلس إلامن الملك والوزير وماري قال لها الملك : لقد أحسنت إليك وزوجك وكانت مكافأتي أن حاولتما السيطرة على مملكتي والقضاء علي, لابد وأن هذا من تدبيرك ودفعك له للقيام بما قام به. فقالت ماري : لسنا بخونة لقد أحبك وأخلص لك ولكنها مكيدة دبرها له هذا الحقود. وأشارت إلى الوزير الذي أطلق ابتسامه حاقده. فأسكتها الملك وقال: لقد حزنت على موته, على كل حال ما تقولين لو تزوجتك . عندها رفعت ماري رأسها مستغربة سؤال الملك وقالت : حزني على زوجي يمنعني ولطالما منعني من الزواج من بعده. عندها غضب عليها الملك وأمر الجند بأخذها إلى المعتقل فأخذوها وتوجه الملك إلى الوزير ووقف إلى جانبه الأيسر وقال : إبن نحميا ما هو إلا مسخ. ونظر الملك إلى الوزير وهو يقول : كان يمكن أن يكون إبني ,إنهما بنفس العمر, ولكن هيرود لم يستطع إنتزاع المفتاح من القفل رغم قوته وسطوته. إذا سنحاول أن نجعل هذا المسخ إبن نحميا المحاولة في المفتاح, فكل ذي عاهة جبار. أخذ الجند الشيخ إلى غيابت السجن وعند باب غرفة السجن وقف الشيخ وهو ينظر إلى داخلها عبر القضبان حيث سلاسل أربعة تمتد من الجدار, وكل سلسلة بطول ثلاثة أمتار تنتهي بحلقة ذات قفل. والسلاسل متدلية ومتكدسة على الأرض. فتح الجند الزنزانة وأدخلوا الشيخ ووضعوا الأغلال في يديه ورجليه وأخذ الشيخ ينظر إلى تلك الغرفة المظلمة الرطبة الواسعة ويتحرك بداخلها حيث كان طول السلاسل يسمح بذلك. أما ماري وبوجابت وروث وديفي فقد أدخلهم الجند إلى قصر الأمير الراحل نحميا وأغلقوا الباب ورائهم وشددوا الحراسة عليهم, فدخلت ماري وهي تمسك بديفي وأخذت تمشي به وهي تنظر وتتأمل المكان فقالت لها بوجابت من ورائها: هل عادت اليك الذكريات؟ فقالت ماري بحزن وهي تنظر إلى المكان وتتأمله: هذه رواية قصر كنت أسكن فيه . في صباح اليوم التالي دخل الوزير لوذا واضعا يده على كتف ديفي يسوقه إلى حيث يقف الملك بقرب كرسي عرشه وهو ينظر إليهما يقتربان, واستقبل الملك أجمنون ديفي بالترحيب والملاطفة وقال له : إبن أخي الحبيب, عمك يريد منك خدمه صغيرة, لعبة هل تحب اللعب؟ فهز ديفي رأسه بنعم عندها نظر الملك إلى وزيرة ووضع يده على كتف ديفي وأداره ناحية المخرج وخطى به إلى خارج الديوان والملك يحادث ديفي والوزير من ورائهما . فتح الجندي الزنزانة وبيده صحن من الطعام وقربة ماء, ودخل حتى وصل إلى سموطان الذي يجلس على الأرض مادا رجليه والأغلال عليها, غير مباليا بمن دخل, ينظر إلى الأرض بتركيز. فدخل الجندي ووضع الطعام والماء بجانبه وانصرف وأغلق الباب وهو ينظر إلى الشيخ الذي لم يتحرك ولو قليلا, ثم إنصرف فزحف سموطان إلى الوراء قليلا حتى أسند ظهره على الجدار وأخذ يتمتم بصوت منخفض وعزيمة قوية قد بانت من حدة عينيه: برهتيه كرير تتليه طوران مزجل بزجل ترقب برهش غلمش خوطيرقلنهود برشان كظهيرنموشلخ برهيولآ بشكيلخ قزمزأنغلليط قبرات غياها كيدهولآ شمخاهر شمخاهير شمهاهير بكهطهونيه بشارش طونش شمخا باروخ اللهم بحق العهد القديم كهكهيج يغطشي بلطشغشغويل أمويل جلد مهجما هلمج وروديه مهفياج بعزتك ألا ما أخذت سمعهم وأبصارهم سبحان من ليس كمثله شيء وهو السميع البصير . عاد الملك إلى ديوانه مسرع الخطى وهو في أشد الغضب والحيرة, ومن وراءه ديفي والوزير فالتفت إليهما الملك قائل: ا لم ينجح في الاختبار, لم يستطع إخراج المفتاح من قفله, هل يعقل أن ما في كتاب سليمان ما هو إلا خرافة ؟ ووجه الملك كلامه إلى الوزير وقال : ما العمل الآن؟ وقد بدا الملك يائسا فأجابه الوزير : لا أدري يا مولاي العظيم لعلنا لم نستوفي شروط العمل, أو هناك خلل ما لم نحط به. حينها صرف الملك الغلام وقال للجند : خذوه إلى أمه خذوه وصرخ بهم . كانت ماري تدق على الباب ليفتح لها الجند بقوة وغضب ومن ورائها بوجابت وروث ولكن الجند لم يبالوا بها حتى فتح الباب ودخل ديفي وارتمى في حضن أمه تضمه بقوة فرحة تتأمله إذ لم يمسه سؤ. ودخل من خلفه من الباب الوزير لوذا وقال شامتا : لم يستطع إخراج المفتاح هذا المتخلف, لقد قتلتي زوجك نحميا للاشيء, ليست إلا خرافة وكذبة كبيرة. فنظرت إليه ماري باحتقار وهي تحتضن إبنها وخرج من الباب وأشار إلى الجند فاغلقوا عليهم. تقدمت بوجابت من ماري وديفي واحتضنتهم فقالت روث من خلفهم : سموطان ؟ فقالت بوجابت: أرجو ألا يلحقوا به الآذى. فقالت ماري : إنه لا ذنب له في هذا كله. فقالت بوجابت : يجب أن نجد طريقة لإنقاذه. ففكرت ماري في قول بوجابت . |
أنور المشايخي |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى أنور المشايخي |
البحث عن كل مشاركات أنور المشايخي |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|