منتديات جعلان > جعلان للتربية والتعليم والموسوعات > جعلان للتربية والتعليم | ||
(((بحث حول العباده وعمارة الكون ))) |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
(((بحث حول العباده وعمارة الكون )))
الغاية من خلق الانسان ..
كما رأينا من بعض التأمل في فكر التوحيد ، أن الله عز وجل ، هو الغني بذاته عن جميع مخلوقاته . وأنه هو وحده الخير المحض ، الذي لا يصدر عنه إلاّ الخير والحق والجمال . فلماذا إذاً خلق الله هذا الإنسان الشقي المتعب ، المعذب ، كما هو ظاهر حاله في تاريخه الطويل ؟ ثم يا نوح ويا إبراهيم ، ويا موسى ، ويا عيسى ، ويا محمد ، سلام الله عليكم ، وعلى من سبقكم وعلى من لحق بكم من أنصار الله وأحبائه وأوليائه ، هل كنتم أشقياء متعبين معذبين ؟ وهل الشقاء حالة عامة ، تلازم جميع الناس ، وفي جميع مراحل حياتهم ؟ يبدو أن الأمر ليس كذلك . فهنالك الذين غنوا ورقصوا وضحكوا .. وما زالوا يغنون ويرقصون ويضحكون .. ولو كان ورد في كتاب الله قوله عز وجل : { ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ . ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ .. }(1) . ــــــــــــــــــــــ (1) سورة غافر ، الآية ( 75 ـ 76 ) . إلاّ أنه سبحانه لم يترك أهل الدنيا يهنأون كما يشاؤون بدنياهم . فلذلك كثيراً ما عبر الإنسان وما زال ، عن ضيقه وحزنه ومراراته ، شعراً ونثراً وما بين الشعر والنثر في حياته العملية ، بين زفرة وحنين ، وتوجع وأنين ، وكذلك عبَّر عن فرحه ومرحه ، بالكلمات والأصوات والحركات ... ولكن هناك حالة ثالثة ، بين هاتين الحالتين ، هي حال أهل الإعتدال ، الذين هم مصاديق قوله تبارك وتعالى : { لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ .. }(1) . إلا أن خلاصة القول التي تكاد تكون على كل لسان ، كلمة أبي العلاء المعري في داليته : تعب كلها الحياة ... وهل الله سبحانه أقر بعض هذه المعاني ؟ قوله تعالى : { إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى . فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى . وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى . وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى . وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى .وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى }(2) . وهي آيات واضحات المعاني ، إن سعي الإنسان مختلف بين السلب والإيجاب ، فأهل الشمائل الحسنة والصدق مع الله ، ميسورو الحال ، وأهل البخل والأنانية ، وعدم الثقة بالله ، وبوعد الله ، وصنيع الله ، يلزمون السبيل الذي اختاروه . وهل يؤدي إلاّ إلى الشقاء . وهل فيه ما يغني عن رحمة الله سبحانه ؟ . وفهمنا لقوله عز وجل : { إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى .. } وما بعدها ، يحُلُّ لنا الغموضَ الذي في الآية الكريمة : { وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ . إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ }(3). ـــــــــــــــــــــــــ (1) سورة الحديد ، الآية 23 . (2) سورة الليل ، الآيات ( 4 ـ 11 ) . (3) سورة هود ، الآيات ( 118 ـ 119) . مختلفين في الدين ، مختلفين في السبل السلبية ، يتعرض لهم الله سبحانه برحمته ، يلاحقهم بها من البداية إلى النهاية ، فيعرضون عنها مستكبرين . إلاّ فريق أقام وجهه للدين حنيفاً ، فكان حقيقاً بهذه الرحمة ، يستقبلها بعقله ووجهه وقلبه وكل جوارحه . فالغاية من خلق الله سبحانه وتعالى للناس ، هي الرحمة . أما ما يقال أيضاً عن أن الغاية إنما هي العبادة ، استفادة من قوله عزّ وجل : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }(1). فبأيهما نأخذ ؟ بكون الغاية من خلق الله تعالى للناس ، هي الرحمة من قوله عز وجل : { ... إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ } . أم بكون الغاية من خلقه تعالى للناس ، هي عبودية الناس له ؟ الواقع أن الغاية واحدة . كيف ؟ أساس العبادة الحقة ، التوحيد ، وهنا سر الرحمة : { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }(2) . والمثل تصوير لطيف وبليغ لحالة رجل يتعامل مع مجموعة شركاء كلهم له عليه سلطان ، فهو مضطر لخدمة الجميع ، وإرضاء الجميع وطاعة الجميع ، وهذا محتمل نسبياً لو كان لهم مزاج واحد وشخصية واحدة ، إلاّ أن الواقـع غير ذلك ، فما دامـوا شـركاء ، فهـم على إختـلاف أمزجتهم وتطلعاتهـم ، ــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) سورة الذاريات ، الآية 56 . (2) سورة الزمر ، الآية 29 . سينـزع كل واحد منهم منـزعاً يؤدي بالضرورة إلى التشاكس ، وبالضرورة سيكون هذا الرجل بينهم ممزق النفس متحيراً فاقداً لحقيقة الحرية ، إذا أحبًّ واحداً غضب الباقون ، وإن أطاع واحداً ، اتهمه آخر بمعصيته ، وهكذا إلى حالات من التباين معهم لا تنتهي . فهل يستوي وضع هذا الرجل ، مع أخ له لا يتعامل مع مجموعة شركاء ، وإنما يتعامل مع رجل واحد ، تعاملاً فيه السلام والثقة والطمأنينة .. والأمن والأمان والمحبة ، والسعة مدى الحياة .. كذلك عبادة الله الحبيب الواحد الأحد . فالإسلام لله وحده ، والعمل بتعاليمه وقوانينه ، يوصل الإنسان بقدر ما يؤمن ويجاهد ثم يوقن ويجاهد ، ثم يتقي ويجاهد ، ثم يحب ويجاهد ، ويجعل حبه خالصاً لله وحده له الحمد ، بقدر ما يحظى برضى الله ورضوانه . فلا غفلة ولا ألغاز ولا أسرار ، فإن بقي منها أشياء ، فإنها ستكشف له يوم القيامة ، يوم يقال له : { لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ }(1). فإذا كانت العبوديـة للخلاق العظيم ، عملاً بتعاليمه وقوانينه وقرآنه المجيد ، واقتداء بمحمد صلى الله عليه وآله الذي هو رحمة للبشرية ، إذا كان كل ذلك الذي يوصل إلى الفوز المبين ، ليس رحمة ، فما هي الرحمة إذن ؟ هل الذلة والتمزق بين تحكم المخلوقين وأمزجتهم ، أم هي الفوضى والفلتان ، والإندفاع بدون كوابح نحو الهاوية . { وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ }(2) . يتبع >>
|
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
لماذا يذل الإنسان نفسه بالمعصية ؟
أليس الله تبارك وتعالى هو أعلم بنفس الإنسان ، وبالتالي بمصلحة الإنسان ، فإذا نهاه عن أمر ما ، فهل يكون تحكماً منـه بدون طـائل ؟ حاشـى لله . وهل إذا أمره سبحانه بفعل ما ، أو برياضة ما ، نفسية أو بدنية ، فهل يكون أمره عزّ وجل بدون علم النتائج ، وهو الله الذي لا إلـه إلاّ هو الحق المبين . فعلام يتجبر الإنسان ، ويتكبر ، ويجادل بما لا يعلم ، بدون علم ولا هدى ولا كتاب منير . ثم في مجال التجربة العملية : متى كانت المعاصي مسعدة لفاعلها أو مفيدة له ؟ ألا نراها دائماً وأبداً تنكفىء على صاحبها بالندامة ، والخسارة ، والذلة ؟ أما المتعة التي يحصل عليها الإنسان أثناء سقوطه في المعصية ، أليس فضلاً عن كونها تنقطع بردة فعل موحشة ومنكرة ، تشعره بكونه كان معها تافهاً ورخيصاً ؟ والله عزّ وجل يحب لعبده العزة والكرامـة والشرف ، يرفعه بذلك ويرفعه ، ويجري له الامتحانات ، كلما نجح بواحد منهـا ، تحسنـت قابليتـه ـــــــــــــــــــــــــــ (1) سورة الحجر ، الآية 49 . وكفاءته ، فيعرّضه سبحانه لامتحان آخر ، أرفعَ وأرقى ، دون أن يحمله فوق طاقته ، فهو تعالى أعلم بطاقته ، فإذا استقام ، وَاكَبَه سبحانَه بلطفه ، وعونه ورحمته ، حتى يوصله إلى درجة يصلح لها وتليق به . { وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ... }(1) . ( صدق الله العظيم ) { وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى }(2). ( صدق الله العظيم ) هذه الآية الكريمة حتى لا يقولن أحد أنا لست نبيّاً ولست إماماً ، ولست معصوماً ، فقد جعل الله الدرجات العلى لجميع الناس ، كل إنسان يستطيع أن يتوصل إليها بزيادة الايمان وبعمل الصالحات كلها ، التي قد يعبر عنها بالدين الخالص ، أو الدين المخلص لله عز وجل . |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
لماذا خلق الإنسان ؟
ليس غرضنا هنا أن نبحث في خلق الوجود أي في العلل الأولى - العناصر الطبيعية : الماء الهواء النار التراب - التي أدت إلى نشوئه وإنما غرضنا أن نبحث في المغزى الحقيقي له الذي يقودنا اليه السؤالُ المعروف لماذا خلق الكون وبالتالي الانسان الذي هو جزء متناه في الصغر بالإضافة إلى الكون ومتناه في الكبر من جهة كونه الشاهد الوحيد المعروف على وجود هذا الكون ؟ . ولقد قيل - في تفسير علة وجود الكون ومن ثمة وجود الإنسان -الكثيرُ , في الماضي وفي الحاضر . وفي شتى مجالات وعي الإنسان .. في الفلسفة , في الدين , في العلم . ولعل أقدم ماقيل في ذلك , هو ما وصلنا من مدونات السومريين على الألواح الطينية التي ظلت مدفونة تحت الأنقاض قروناً طويلة في أرض مابين النهرين قبل أن يتمّ العثور عليها في العصور الحديثة . تروي إحدى أقدم هذه المدونات التي اكتشفت من قبل علماء آثار ألمان في عام 1939 في تلة ورقة في العراق أسطورة الخلق فتقول : في البدء لم يكن فوق الأرض غيرُ الآلهة وكان على الآلهة أن تتكلّف المشقات لكي تستنبت من الأرض قوتها وأسباب عيشها .. كانت تشقّ الأقنية وتنظفها عاماً إثر عام . تلهث من الجهد خلف المحراث , تضرب بمعاولها في الحقول الوعرة الصلبة حتى تكلّ سواعدها , وحين يستحصد الزرع تنكبّ على الحصيد بمناجلها إلى أن تتصلّب ظهورها فتأبى أن تستقيم إلابعد عناء . هذا العمل الشاق أصبح مع مرور السنين ثقيلاً بغيضاً إلى نفسها فراحت تبحث عن الخلاص . فإذا بالبحث يقودها إلى الإله إنكي . وكان الإله إنكي الحكيم غارقاً في نوم عميق حين جاءت الآلهة تلتمس منه الحل . فلما صحا من رقاده اقترح عليها أن أن يخلق لها الإنسان . ولم ينتظر طويلاً , أخذ طيناً من أعماق المياه ثم عجنه وشكّل منه صورة الإنسان ثم نفخ فيه الروح من أنفاسه بقدر يضمن له العيش سنوات محددة هي سنوات عمر الإنسان . وكمكافأة له على صنيعه فرض على الإنسان أن يمدّ الآلهة بما تحتاج إليه من طعام وشراب , وأقطعه أرض ما بين النهرين وأمره قائلاُ : حوّلها إلى فردوسٍ . فامتثل الإنسان في التوّ لأمر الإله إنكي الحكيم وقام بما عهد إليه من التكاليف التي تبقي موائد الآلهة عامرة بما لذّ لها وطاب . بهذا فسرت الأسطورة السومرية خلق الإنسان , وهي تبدو لنا اليوم ساذجة لاتخرج عن كونها أسطورة من أساطير الأولين . ولكننا حين نعلم أن هذا التفسير ظلّ في جوهره سارياً في معتقدات الناس من أصحاب مايدعى بالديانات السماوية إلى يومنا هذا رغم مرور آلاف السنين على نشأته , يسقط حكمنا عليه بالسذاجة . يتبع===>>>
التعديل الأخير تم بواسطة اسير الصحراء ; 04-03-2006 الساعة 12:50 AM.
|
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
فلو عدنا الآن إلى التوراة وهي الأدنى إلى تراث السومريين مما تلاها من كتب العقائد لوجدنا قصة الخلق فيها توشك أن تقترب في بعض عناصرها من اسطورة الخلق السومرية , بما يمنحُ التسويغَ لرأي بعض المفكرين في أن الأفكار الدينية تُتناقل جيلاً بعد جيل بقليل أو كثير من التعديل والتغيير والتطوير .
يروي سفر التكوين قصة الخلق التي ستتبناها المسيحية والإسلام على النحو التالي : يوم صنع الرب الإله الأرض والسماوات , لاشجر البرية كان بعد في الأرض , ولاعشب البرية نبت بعد , فلا كان الرب الإله أمطر على الأرض , ولا كان إنسان يفلح الأرض , بل كان يصعد منها ماءٌ يسقي وجه التربة كله . وجبل الرب الإله تراباً من الأرض ونفخ في أنفه نسمة حياة . فصار آدم نفساً حية . وغرس الرب الإله جنة في عدن شرقاً وأسكن هناك آدم الذي جبله . ورغم التشابه الواضح بين بعض عناصر قصة الخلق في التوراة والاسطورة السومرية , فان التوراة لاتتعرض لذكر الغاية الحقيقية من خلق الانسان كما فعلت الاسطورة السومرية والتي يمكن أن نرمز إليها بكلمة العبودية التي تتجلى عند السومريين في صورة تقديم الطعام التي أشرنا إليها . ولكنها لاتبخل علينا بإيحاءات ترسخ الإعتقاد بأن الإنسان إنما خلقه اللهُ عبداً ليقضي به بعض حاجاته ففي الآية 15 من التكوين نقرأ : وأخذ الرب الإله آدم وأسكنه في جنة عدن ليفلحها ويحرثها . فالفلاحة كما نرى هنا إن هي إلا سبب من أسباب خلق الإنسان , هذا إذا ثبت أن الفلاحة إنما وجبت على آدم لامن أجل عيش آدم وبقائه على قيد الحياة وإنما من أجل مرضاةِ الله . وفي قصة قايين وهابيل التي تزخر بالرموز أول إشارة صريحة لفكرة العبودية بمفهومها المادي الواردة في اسطورة الخلق السومرية والتي تجنح إلى إرضاء حواس الإله بتقديم العطايا والذبائح : ومرت الأيام فقدم قايين من ثمر الأرض تقدمة للرب , وقدم هابيل أيضاً من أبكار غنمه ومن سمانها , فنظر الرب برضى إلى هابيل وتقدمته , أما الى قايين وتقدمته فما نظر برضى . ولعل أوضح الشواهد على ما سبق أن ذكرناه أن تكون الآية 20 من سفر التكوين : وبنى نوح مذبحاً للرب وأخذ من كل البهائم الطاهرة ومن كل الطيور الطاهرة واصعد محرقات على المذبح , فتنسّم الرب رائحة الرضا . وقال الرب في قلبه لاأعود ألعن الأرض أيضاً من أجل الإنسان . كما تعد ذبيحة ابراهيم واحدة من أصدق الشواهد على فكرة العبودية لله في إطارها المادي يتبع ====>>> |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
وأصبح تقديم الذبائح والعطايا للرب الإله تقليداً ثابتاً في التراث الديني اليهودي مع مرور السنين .
ولاريب في أنه تجرد من مفهومه القديم بعد مجيء النبي موسى فأمسى يعبر عن امتنان اسرائيل للرب الاله على رابطة العهد التي خصَّه الله بها . ويرمزالى المسيح المسيّا الذبيحة الالهية التي ستفتدي شعب الله المختار كما جاء في وحي الأنبياء . ولكنه لم يخلُ تماماً من معاني الخضوع والطاعة لله الخالق . وهاتان الصفتان الطاعة والخضوع ليستا غير مظهرين من مظاهر العبودية . كان علينا أن ننتظر المسيح حتى نفرغ نهائياً من فكرة العبودية ببعديها المادي والرمزي كعلّةٍ موجبة لخلق الانسان . وكذلك لكي نحظى بتفسير جديد لوجود الانسان الذي هو المحبة والخير . فالله أحب الانسان ولذلك خلقه . وعلى هذا التفسير لم يعد الإنسان عبداً لله كما كان في السابق وإنما ابناً حراً شريكا له في الابداع . ولم يعد الإنسان بعد هذا مطالباً بتقديم الذبائح . فقد أغنته عنها ذبيحة المسيح . ثم جاء الاسلام بعد المسيحية بقرون وكان يفترض أن يعمّق فهمنا لاسباب وجود الانسان على الارض ولكنه للأسف لم يتقدم خطوة واحدة في هذا المجال , بل إننا لنراه ينكفئ عائداً إلى التصورات القديمة فيتبنى فكرة العبودية لله بأوضح معالمها : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ..) . ويرسي للعبودية قواعد صارمة كالصلوات والحج وشروط الطهارة والجهاد والأضاحي في العيد .. الخ . فيفقد الإنسان بذلك علاقته بالله القائمة على البنوة والتي نشرتها المسيحية . ويتحول الله في الدين الجديد إلى كائن مستبد كشيخ قبيلة يمارس فرائضه وأوامره على أتباعه وعبيده بقسوة وشدة وتهديد ووعيد |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
عمارة الكون تقتضي خلق الانسان روحياً مادياً معاً
عمارة الكون تقتضي خلق الانسان روحياً مادياً معاً ـ النظرة تأبي ما ننافيها ـ نزوع أهل الاديان السابقة إلي مقاومة الفطرة: الرهبانية ابتداع من المسيحين ـ خطر المادية المتحللة ـ توسط الإسلام ـ سبب نزول آيات التفسير ـ إعطاء النفس حقها المشروع لا ينافي تقوى الله ـ حرمان النفس من الطيبات بقصد تهذيبها استظهار وتزيد على الله ـ توسط الإسلام أصل إصلاحي عظيم الاثر في البشر ـ (شبه لدعاة التزهد و التقشف: سير الصالحين و الراشدين. أثر الترف في إفساد الأمم. حملة القرآن على أهل الترف) ـ (الجواب عن هذه الشبه. الولاة قادة و قدوة. الأمم تدعي إلي التقشف في بعض ظروفها كعلاج و استعداد ـ القرآن إنما حمل على المسرفين في ترفهم) ـ أحكام الحلف و مناسبة ذكرها في هذا الموضع ـ حكمة الإسلام في تشريع الكفارات لمس تورط باليمين أو الخطأ أو الالتزام ـ الإسلام يؤثر فعل الخير و البر على التمسك باليمين المنافى لهما ـ التفرقة بين اللغو و ما عقدت عليه العزائم ـ الكفارات من أعظم أبواب البر ـ وجوب حفظ الايمان و ما يوحي به الأمر بذلك . |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
بناء الكون ومصير الإنسان
المعجزة المادية والروحية وتجليها في خلق السماوات والأرض الكتاب: بناء الكون ومصير الإنسان المؤلف: هشام طالب الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر أبها: الوطن من اللافت أن جمهرة العلماء المعاصرين، وعلى الرغم من الإنجازات الهائلة التي حققوها في مختلف المجالات، لا سيما في ميادين الفلك وعلم الكون، لم يتوصلوا إلى حقيقة المعجزات، لا على الأرض ولا في الكون النهائي، حيث تسبح الكواكب والنجوم. والمعجزات التي يقصدها العلماء، هي التي تحرك المخلوقات أينما كانت، وكيفما وجدت... وهم في حيرتهم واضطرابهم الفكري، يستسلمون بعد ذلك إلى القدرة الإلهية فيقرون أن ولادة الكون ونشوء الحياة مسألة دينية، غير خاضعة لقوانين الفيزياء، ولا لأي علم يعرفونه. وأن المعجزات والآيات، إنجاز مادي يقوم به إله مبدع غير منظور، يؤدي حدوثها إلى نتائج لا يمكن أن تفسرها قوانين العلماء، وما اقتبسوه من قوانين الطبيعة الأولى. وقد أثبت الواقع أن تطور العلوم يحتاج إلى التغيير، ولا يمكن للفكرة العلمية أو لتطبيقاتها، أن تكون دائماً ثابتة... وهذا ما أفصح عنه ألبرت أينشتاين واضع النظرية النسبية، الذي قال قبيل وفاته بقليل: "لا أدري ماذا يخبئ المستقبل لنظريتي، لأن ديناميكية العلم تلغي ثبات أي نظرية علمية". ولهذا فإن كثيراً من "النظريات العلمية"، ومنها ما يخص البحث في هذا الكتاب، ويتعلق بعلم الزمكان "الزمان والمكان" والضوء والجاذبية والخصائص الهندسية والرياضية والفيزياء الكلاسيكية والفضائية والعلوم الفلكية والذرية وعلم الإنسان وغيرها، والتي أطلقها أينشتاين ونيوتن وكوبرنيكوس وغاليلي وكبلر، وإقليدس وطاليس وبطليموس وديموفريطس... وكذلك الخوارزمي وأبو العباس الفرغاني وابن الهيثم والبيروني والتباني والزرقاني والصوفي وابن سينا ثم العلماء المحدثون، أمثال جون دالتون وماكس بلانك ورزرفورد ونيلز وجيمس واطسون وفرانسيس كريك وغيرهم. كانت هذه النظريات تخضع للتغيير أو التعديل أو النقض... وقد أثبتت معظم النظريات أن أساس العلوم يمكن أن يتغير، بعد أن أحيطت الفيزياء الكلاسيكية بالشكوك وتبدلت النظريات والاعتقادات ومنذ بداية النشوء الكوني الأول، حدثت سلسلة من التغييرات الكونية في العالم العلوي، وفي الأرض وطبيعتها الجيولوجية والنباتية والحيوانية... وفي طبيعة الإنسان وتطور إدراكه ووعيه، حتى باشر الاتصال بالوعي الكوني والإلهي، بوسائط النبوة التي نزلت على بعض الأتقياء المختارين. من هنا تأتي هذه الدراسة التي عكف المؤلف على وضعها منذ عام 1997 والتي سبقها بحثٌ ودرسٌ استمرا أكثر من 10 سنوات، وهذه الدراسة تعتبر محاولة علمية جادة تبحث في المعجزة المادية والروحية التي تتجلى في خلق السماوات والأرض، وطبيعة تكوينها واتساق أنظمتها الهندسية العملاقة، التي تجسدت في بناء كوني عظيم، رفعه الله تعالى، بغير عمد في فضاء لا نهائي. كما تسجل الدراسة أبرز المعتقدات وتاريخ النظريات العلمية الغابرة والاكتشافات المعاصرة التي تخص الكون والإنسان وطبيعته الخليوية والجينية والذرية... ومستقبله على وجه الأرض وفي الفضاء، وتشرح أبرز المعجزات والظواهر الطبيعية وما فوق الطبيعية، وطبيعة تكوينها الفيزيائي والبيولوجي، ونظام دورانها ومسارها الدقيق. إن هذا السعي للبحث في العلوم الكونية، يعتبر امتداداً واحتواءً لبعض ما جاء في دراسات وأبحاث قام بها بعض من العلماء المسلمين وغير المسلمين... وربما تحمل في بعض مواضعها، إضافات أو تعديلات تتمثل في التفسير القرآني العلمي المعاصر، لبعض الآيات والمعجزات والظواهر الطبيعية. وتركز على كينونة الإنسان، وهنات من أسرار خلقه وخصائص تكوينه، كما تركز على ما أثير وأعلن من نظريات علمية وميتافيزيقية وتفسيرات وتكهنات واحتمالات ما يتوقعه العلماء، من خلال رصدهم ومتابعاتهم للحركة الكونية وعلومها الذرية والفيزيائية والخليوية والبيولوجية والجينية، وكذلك مصير الإنسان في ضوء التطورات التي بلغتها العلوم المعاصرة. وفيها بالمقابل، علوم قرآنية توضح بعض ما يمكن أن يكون قد غاب عن ذهن بعض العلماء من معارف وأسرار، تؤكد على عظمة القرآن الكريم وتدعو للتفكر في آياته. |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
البناء الكوني عبارة قرآنية يرددها علماء الغرب
إن أروع اللحظات هي تلك التي يكتشف فيها المؤمن معجزة جديدة في كتاب الله تعالى، عندما يعيش للمرة الأولى مع فهم جديد لآية من آيات الله، عندما يتذكر قول الحقّ عزَّ وجلَّ: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [النمل: 93]. وفي هذا البحث سوف نعيش مع آية جديدة ومعجزة مبهرة وحقائق يقينية تحدث عنها القرآن قبل أربعة عشر قرناً، ويأتي علماء الغرب اليوم في القرن الحادي والعشرين ليردِّدوها بحرفيتها!! إن أروع اللحظات هي تلك التي يكتشف فيها المؤمن معجزة جديدة في كتاب الله تعالى، عندما يعيش للمرة الأولى مع فهم جديد لآية من آيات الله، عندما يتذكر قول الحقّ عزَّ وجلَّ: [النمل: 93]. وفي هذا البحث سوف نعيش مع آية جديدة ومعجزة مبهرة وحقائق يقينية تحدث عنها القرآن قبل أربعة عشر قرناً، ويأتي علماء الغرب اليوم في القرن الحادي والعشرين ليردِّدوها بحرفيتها! ولا نعجب إذا علمنا أن العلماء قد بدءوا فعلاً بالعودة إلى نفس التعبير القرآني! وهذا الكلام ليس فيه مبالغة أو مغالطة، بل هو حقيقة واقعة سوف نثبتها وفق مبدأ بسيط (من فَمِكَ أُدينُك). وفي هذا رد على كل من يدعي بأن القرآن ليس معجزاً من الناحية العلمية والكونية. بداية القصة وقد بدأت قصتي مع هذه السلسلة من الأبحاث (1) عندما كانت تستوقفني آيات من كتاب الله تعالى لا أجد لها تفسيراً منطقياً أو علمياً، وبعد رحلة من البحث بين المواقع العلمية وما يجدّ من اكتشافات في علوم الفلك والفضاء والكون، إذا بي أُفاجأ بأن ما يكتشفه العلماء اليوم قد تحدث عنه القرآن بمنتهى الوضوح والدقة والبيان. ولكن هذه المرة حدث العكس، فقد لاحظتُ شيئاً عجيباً في الأبحاث الصادرة عن تركيب الكون ونشوئه وبنائه. فقد بدأ علماء الفلك حديثاً باستخدام كلمة جديدة وهي: (بناء). فعندما بدأ العلماء باكتشاف الكون أطلقوا عليه كلمة (فضاء) أي space ، وذلك لظنّهم بأن الكون مليء "بالفراغ". ولكن بعدما تطورت معرفتهم بالكون واستطاعوا رؤية بنيته بدقة مذهلة، ورأوا نسيجاً كونياً cosmic *** محكماً ومترابطاً، بدءوا بإطلاق مصطلح جديد هو (بناء) أي building . إنهم بالفعل بدءوا برؤية بناء هندسي مُحكم، فالمجرات وتجمعاتها تشكل لبنات هذا البناء، كما بدءوا يتحدثون عن هندسة بناء الكون ويطلقون مصطلحات جديدة مثل الجسور الكونية، والجدران الكونية، وأن هنالك مادة غير مرئية سمّوها بالمادة المظلمة أي dark matter ، وهذه المادة تملأ الكون وتسيطر على توزع المجرات فيه، وتشكل جسوراً تربط هذه المجرات بعضها ببعض(2). يتبع ==>> |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
شكل (1) نرى أنواعاً متعددة من المجرات تسبح في الكون وتشكل لبنات بناء في هذا الكون الواسع. وتوجد في الكون المرئي من هذه المجرات أو "اللبنات" مئات البلايين!! وبالرغم من ذلك لا تشكل إلا أقل من 5 بالمئة من البناء الكوني، أما الـ 95 بالمئة الباقية فهي مادة مظلمة لا تُرى. إن كل مجرة من هذه المجرات تحوي أكثر من مئة ألف مليون نجم! فسبحان مبدع هذا البناء العظيم. لقد بدءوا يطلقون مصطلحات غريبة أيضاً. فالصور التي رسمتها أجهزة السوبر كومبيوتر أظهرت الكون وكأن المجرات فيه لآلِئ تزين العقد pearls ! لقد اكتشفوا أشياء كثيرة وما زالوا. وكل يوم نجدهم يطلقون أبحاثاً جديدة وينفقون بلايين الدولارات في سبيل هذه الاكتشافات، بل ويؤكدون هذه الاكتشافات عبر آلاف الأبحاث العلمية. تطابق مذهل والعجيب جداً أن القرآن الكريم تحدث بدقة فائقة عن كل هذه الأمور! والدلائل التي سنشاهدها ونلمسها هي حجّة قوية جداً على ذلك. وسوف نضع أقوال أهم الباحثين على مستوى العالم بحرفيتها، وبلغتهم التي ينشرون بها أبحاثهم، ومن على مواقعهم على الإنترنت، والتي يمكن لكل إنسان أن يرى هذه الأقوال مباشرة. ونتأمل بالمقابل كلام الله الحقّ عزّ وجلّ، ونقارن ونتدبّر دون أن نحمِّل هذه الآيات ما لا تحتمله من التأويلات أو التفسيرات. سوف نرى التطابق الكامل بين ما يكشفه العلم اليوم وبين ما تحدث عنه القرآن قبل قرون طويلة. ولكن قبل التعرف إلى هذه الحقائق لا بدّ أن نقف على أحد الانتقادات المزعومة التي تُوجَّه للإعجاز العلمي. انتقادات واهية صدرت بعض المقالات مؤخراً يتساءل أصحابُها: إذا كانت هذه الحقائق العلمية والكونية موجودة في القرآن منذ 1400 سنة، فلماذا تنتظرون الغرب حتى يكتشفها ثم تقولون إن القرآن قد سبقهم للحديث عنها؟ ولماذا تحمّلون النص القرآني ما لا يحتمل من التأويل والتفسير؟ والجواب نجده في نفس الآيات التي جاء فيها التطابق بين العلم والقرآن، فهذه الآيات موجهة أساساً للملحدين الذين لا يؤمنون بالقرآن، خاطبهم بها الله تعالى بأنهم هم من سيرى هذه الحقائق الكونية وهم من سيكتشفها. لذلك نجد البيان الإلهي يقول لهم: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)[فصلت: 53]. هذه الآية الصريحة تخاطب أولئك الذين يشككون بالقرآن، وأن الله سيريهم آياته ومعجزاته حتى يدركوا ويستيقنوا أن هذا القرآن هو الحق، وأنه كتاب الله تعالى. ويخاطبهم أيضاً بل ويناديهم بقوله تعالى: (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً) [النساء: 82]. إذن لو كان هذا القرآن من عند بشر غير الله تعالى، لرأينا فيه الاختلافات والتناقضات، ولكن إذا رأيناه موافقاً ومطابقاً للعلم الحديث ولا يناقضه أبداً، فهذا دليل على أنه صادر من الله تبارك وتعالى فهو خالق الكون وهو منزِّل القرآن. وهذا هو هدف الإعجاز العلمي، أن نرى فيه التناسق في كل شيء، ولا نجد فيه أي خلل أو خطأ أو تناقض، وهذه مواصفات كتاب الله تعالى. بينما كتب البشر مهما أتقنها مؤلفوها سيبقى فيها التناقض والاختلاف والأخطاء. وأكبر دليل على صدق هذه الحقيقة القرآنية أن العلماء بدءوا يغيرون مصطلحاتهم الكونية: مثل (فضاء) إلى (بناء). إذن هم اكتشفوا أنهم مخطئون في هذه التسمية فعدلوا عنها إلى ما هو أدق وأصحّ منها بعدما اكتشفوا المادة المظلمة. ولكن القرآن المنزَّل من الذي يعلم أسرار السماوات والأرض، أعطانا التعبير الدقيق مباشرة، وهذا ما سنراه الآن. إن هذه الاكتشافات لو تمَّت على أيدي مؤمنين ثم قالوا إنها موجودة في القرآن إذن لشكَّك الملحدون بمصداقيتها، وقالوا بأنها غير صحيحة. ولكن المعجزة أنك تجد من ينكر القرآن يردِّد كلمات هذا القرآن وهو لا يشعر!! وفي هذا إعجاز أكبر مما لو تمَّ الاكتشاف على أيدي المؤمنين. ولو تتبعنا آيات القرآن الكونية نجدها غالباً ما تخاطب الملحدين البعيدين عن كتاب الله والمنكرين لكلامه تبارك وتعالى. فالمؤمن يؤمن بكل ما أنزل الله تعالى، وهذه الحقائق العلمية تزيده يقيناً وإيماناً بخالقه سبحانه وتعالى. أما الملحد فيجب عليه أن ينظر ويتأمل ليصل إلى إيمان عن قناعة، وليدرك من وراء هذه الحقائق صدق هذا الدين وصدق رسالة الإسلام. "لبنات بناء" وهذا مثال على كلمات رددها علماء غربيون حديثاً وهي موجودة في القرآن قبل مئات السنين. ففي أحد الأبحاث التي أطلقها المرصد الأوروبي الجنوبي يصرح مجموعة من العلماء بأنهم يفضلون استخدام كلمة (لبنات بناء من المجرات) بدلاً من كلمة (المجرات)، ويؤكدون أن الكون مزيَّن بهذه الأبنية تماماً كالخرز المصفوفة على العقد أو الخيط!! ففي هذا البحث يقول بول ميلر وزملاؤه: "The first galaxies or rather, the first galaxy building blocks, will form inside the threads of the ***. When they start emitting light, they will be seen to mark out the otherwise invisible threads, much like beads on a string". يتبع ==>> |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
وهذا معناه: "إن المجرات الأولى، أو بالأحرى لبنات البناء الأولى من المجرات، سوف تتشكل في خيوط النسيج. وعندما تبدأ ببث الضوء، سوف تُرى وهي تحدّد مختلف الخيوط غير المرئية، وتشبه إلى حد كبير الخرز على العقد" (3)
شكل (2) عندما رأى العلماء هذا الكون بمناظيرهم المقربة والمكبرة، ورأوا ما فيه من نجوم ومجرات وغبار كوني وجدوا أنفسهم أمام بناء هندسي كوني فسارعوا لإطلاق مصطلح البناء building على هذا الحشد الضخم من المجرات والدخان. ورأوا فيه ألواناً وزينة فشبهوها باللآلئ! وبعد أن أبحرتُ في الكثير من المقالات والأبحاث العلمية والصادرة حديثاً حول الكون وتركيبه، تأكدتُ أن هذا العالم ليس هو الوحيد الذي يعتقد بذلك، بل جميع العلماء يؤكدون حقيقة البناء الكوني، ولا تكاد تخلو مقالة أو بحث من استخدام مصطلح بنية الكون structure of universe وهذا يدل على أن العلماء متفقون اليوم على هذه الحقيقة العلمية، أي حقيقة البناء. وذهبتُ مباشرة إلى كتاب الحقائق – القرآن، وفتَّشتُ عن كلمة البناء وما هي دلالات هذه الكلمة، وكانت المفاجأة أن هذه الكلمة وردت كصفة للسماء في قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاءوَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [غافر: 64]. وفي آية أخرى نجد قوله أيضاً: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً) [البقرة: 22]. وسبحان الله تعالى! كلمة يستخدمها القرآن في القرن السابع، ويأتي العلماء في القرن الحادي والعشرين ليستخدموا نفس الكلمة بعدما تأكدوا وتثبَّتوا بأن هذه الكلمة تعبِّر تعبيراً دقيقاً عن حقيقة الكون وأنه بناء محكم، فهل هذه مصادفة أم معجزة؟! لآلئ تزيِّن العقد! وفي أقوال العلماء عندما تحدثوا عن البناء الكوني نجدهم يتحدثون أيضاً عن تشبيه جديد وهو أن المجرات وتجمعاتها تشكل منظراً رائعاً بمختلف الألوان الأزرق والأصفر والأخضر مثل الخرز على العقد، أو مثل اللآلئ المصفوفة على خيط. أي أن هؤلاء العلماء يرون بناءً وزينةً. ففي إحدى المقالات العلمية نجد كبار علماء الفلك في العالم يصرحون بعدما رأوا بأعينهم هذه الزينة: Scientists say that matter in the Universe forms a cosmic ***, in which galaxies are formed along filaments of ordinary matter and dark matter like pearls on a string. وهذا معناه: "يقول العلماء: إن المادة في الكون تشكل نسيجاً كونياً، تتشكل فيه المجرات على طول الخيوط للمادة العادية والمادة المظلمة مثل اللآلئ على العقد" (4). إذن في أبحاثهم يتساءلون عن كيفية بناء الكون، ثم يقررون وجود بناء محكم، ويتحدثون عن زينة هذا البناء. ويقررون أن الكون يمتلئ بالمادة العادية المرئية والمادة المظلمة التي لا تُرى، أي لا وجود للفراغ أو الشقوق أو الفروج فيه. وقد كانت المفاجأة الثانية عندما وجدتُ أن القرآن يتحدث بدقة تامة وتطابق مذهل عن هذه الحقائق في آية واحدة فقط!!! والأعجب من ذلك أن هذه الآية تخاطب الملحدين الذين كذبوا بالقرآن، يخاطبهم بل ويدعوهم للنظر والتأمل والبحث عن كيفية هذا البناء وهذه الزينة الكونية، وتأمل ما بين هذه الزينة كإشارة إلى المادة المظلمة، تماماً مثلما يرون!!! يقول تعالى: (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَاوَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ) يتبع ==>> |
انواع عرض الموضوع |
العرض العادي |
الانتقال إلى العرض المتطور |
الانتقال إلى العرض الشجري |
|
|