منتديات جعلان > جعلان العامة > جعلان للمواضيع الاسلامية | ||
خصائص التربية الاسلامية.. |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
عضو شرف
![]() غير متواجد
|
![]()
سلام عليكم..
أولاً / منهج رباني: صادر من الله للإنسان ، فالحلال ما أحله الشرع والحرام ما حرمه الشرع .. كذلك هو رباني الوجهة والغاية ، فالمسلم يجعل غايته حسن الصلة بالله -تبارك وتعالى- ويعتقد تمامًا أنه سيلاقي نتيجة كدحه " يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحًا فملاقيه".. وبذلك يختلف اختلافا جذريًا عن أي منهج آخر ، يُرى اليوم صواب أمر ، ويقدح به غدًا ، ويأتي بعد غد بنظرية جديدة . مثال ذلك : طلب العلم فريضة شرعية ، أما أن يستخدم العلم في رماد البشرية فهذا نتاج فكر كافر بعيد عن منهاج الله ، لا يدرك منشأ علومه ولا نهايتها . ثانيًا/ التوحيد: عقيدة التوحيد التي يحققها المسلم في ذاته وفي مجتمعه ويهديها للعالم أجمع كي يشهد ميلاد إنسان جديد ، إنسان تحرر من قيود الأرض وفهم معنى قوله -صلى الله عليه وسلم- :" يا غلام ، احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله . واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك إلا بشيء لن يضروك بشيء قد كتبه الله عليك ، وأن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف " كم هو سعيد الإنسان الذي يعيش هذه المعاني ، وكم تسعد به أمته ، والبشرية جمعاء . يقول أحدهم معلقًا على حالنا: يوم أن خفنا الله وحده كان منا كل شيء ، وسخر لنا كل شيء حتى وحوش الأرض ، ويوم أن خفنا غيره -سبحانه -أ صبحنا نخاف من الفئران وترتعد فرائصنا منها . ثالثًا /العالمية: فالنهج الإسلامي يربي الإنسان الصالح وليس المواطن الطالح ، الإنسان الذي يعيش انسانيته بكل عمقها ونبلها ، لا يهمه عرق ولا حدود ضيقة ولا نوع ، إنه يرتقي بمشاعره ، ويحس أن المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا ، وأن أكرمكم عند الله أتقاكم . ويوم أن أصبح هذا الإنسان الصالح سيد العالم ، فيستطيع أن يستغل موارد الكون لخدمة الأرض ولخلافة الله على هذه الأرض ، فلا نسمع أو نقرأ في نفس الصحيفة عن أناس يموتون جوعًا وفي بقاع أخرى ترمى المنتجات في البحر حفاظًا على سعرها !! إنه الإنسان الذي يرفض أن يكون إمعة؛ لأن منهاجه واضح أمام عينيه، وهو يمتثل هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "لا يكن أحدكم إمعة، يقول : إن أحسن الناس أحسنت وإن أساؤوا أسأت ، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا ، وإن أساؤوا ألا تظلموا " رابعًا/الثبات : لأن مبادئ التوحيد ثابتة ، وأما التغيرات ففي المظهر والشكل لا في الجوهر، فالأجيال لا تتصارع ولكنها تختلف، ومن هنا قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: " أحسنوا تربية أولادكم فقد خلقوا لجيل غير جيلكم " . قد يركب الإنسان الجمل أو الصاروخ أو الطائرة ، لكنه يجب عليه في كل الأحوال أن يقول : "سبحان الذي سخر لنا هذا وماكنا له مقرنين ، وإنا إلى ربنا لمنقلبون" . خامسًا/الشمول لأن المنهج التربوي يتناول الحقائق كلها شاملة ، حقائق الكون والإنسان والحياة ، وهو يخاطب الإنسان ككيان واحد . فالعبادة هي الصلة الدائمة بين العبد وربه، وتشمل الروح والجسد والعقل ، مثال ذلك : التربية البدنية والرياضية لا تنفصل بأي حال عن الضوابط الشرعية ذلك ما نفتقده تمامًا في مناهج التربية الأخرى . سادسًا : التوازن : تتوازن مصادر المعرفة ، وتتناسق كل بحسب وزنه دون تطرف أو شطط ، أو تأليه ما ليس منها بإله، ومصادر المعرفة هي : الوحي ، أي: القرآن والسنة . الكون وكل الحياة والأحياء / أي البحوث العلمية . الإنسان ذاته من آداب وأفكار وسير عظماء . وعندما يعي المسلم هذا التوازن جيدًا فإنه يسير ثابت الخطى مبارك النتائج في طريقه إلى الله ، فلا يقيم الدنيا ويقعدها امن أجل أبحاث ودراسات غير شرعية ، وكم سمعنا بمثل هذه الدراسات ، مثل عملية استئجار الأرحام وبنوك النطف، وهلم جرا من تخريفات العلم . فالتوازن وضع ضوابط لمصادر العلوم وجعلها متناغمة متناسقة منطقية علمية عالمية . سابعًا /الإيجابية: فالمؤمن يعتقد جازمًا أنه عبد لرب فعال لما يريد ، وإلهه مطلع عليه وهو معه أينما كان ، فقد قال -سبحانه- : "قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها" لذلك فالمؤمن يري الله من نفسه خيرًا ويتحرك ليكون فاعلاً وينفي عن نفسه السلبية فيتحرك للعمل، ويشعر أن الله -سبحانه وتعالى- سيعينه عليه . فالإنسان قوة إيجابية فاعلة في هذه الأرض ، فهو مخلوق ابتداء ليستخلف فيها ليحقق منهج الله في صورته الواقعية ، ومن هنا وصف بعض الصالحين بأنه كان قرآنًا يمشي على الأرض ، وليس المطلوب من المسلم أن يجتهد فقط، بل مطلوب منه أن يفرغ جهده في سبيل تحقيق أهدافه العليا،وهنا المبدأ جد هام في العملية التربوية؛ لأنه يبدد الكسل والملل والفراغ والدعة والتخاذل والتواكل والتماس المبررات وإيراد المثبطات ، ويبعث الهمة والنشاط والحيوية والمجاهدة والمصابرة والاستمرار على ذلك، بل وجعل هذا النشاط و الحيوية المتوقدة والحماسة المتزنة منهاج حياة . والواقع أن الفاجر لا يشعر أنه سلبي بل هو إيجابي عدواني بطبيعته ، يريد أن يمحو الحق، والذي يشعر بالعجز والضعف غالبًا ما يكون قد ابتعد عن روح العمل الإسلامي، وهو لا يكتفي بالكسل والتخاذل ، بل ويسلق العاملين بألسنة حداد أشحة على الخير ، وصدق القائل : "إن الجالس يحصي أخطاء السائر " . __________________ |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|