منتديات جعلان > جعلان العامة > جعلان للمواضيع الاسلامية | ||
((( عمـــــوم الدعـــــوة المحمــــدية ))) |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
والمرجان " الرحمن (22) فإنهما إنما يخرجان من الملح فقط والفراء قدر هنا مضافاً لذلك أي من أحدكم " (1)
" واختلف العلماء هل أرسل الله إلى الجن رسلاً من الجن قبل رسالة نبينا محمد فقيل : لا ، وإليه ذهب ابن كثير ، وقيل : نعم " (2) المطلب الثاني : الأدلة من السنة النبوية الشريفة : والأحاديث النبوية تدل كذلك على إرساله للجن : 1- عن ابن عباس قال : قال رسول الله " أعطيت خمساً لم يعطها أحد قبلي من الأنبياء : جعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً ولم يكن من الأنبياء ... يصلي حتى يبلغ محرابه ، ونصرت بالرعب مسيرة شهر يكون بين يدي إلى المشركين فيقذف الله الرعب في قلوبهم ، وكان النبي يبعث إلى خاصة قومه ، وبعثت أنا إلى الجن والإنس ، وكانت الأنبياء يعزلون الخمس فتجيء النار فتأكله ، وأمرت أنا أن أقسمها في فقراء أمتي ، ولم يبق نبي إلا أعطي شفاعة وأخرت أنا شفاعتي لأمتي . أخرجه البيهقي في سننه الكبرى – كتاب الصلاة – باب : أينما أدركتك الصلاة فصل فهو مسجد – ( 2/607 ، 608 ) – حديث رقم (4266) ووجه الشاهد من هذا الحديث الزيادة في رواية ابن عباس للفظ " الجن " في قوله " بعثت أنا إلى الجن والإنس " فهذه زيادة صريحة تدل على دخولهم في عموم دعوة الإسلام . 2- عن أبي سعيد الخدري : قال رسول الله " إن بالمدينة نفراً من الجن قد أسلموا فمن رأى شيئاً من هذه العوامر (1) فليؤذنه ثلاثاً ، فإن بدا له بعد فليقتله فإنه شيطان " -------------------------------------------- (1) روح المعاني : ج8 ص 82 (2) الدعوة إلى الله ، محمد بن سيدي بن الحبيب ص 163 . (1) أي الحيات
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
أخرجه مسلم في صحيحه – كتاب السلام – باب : قتل الحيات وغيرها – ص 1229- حديث رقم (141) .
3- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( انطلق النبي في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا : ما لكم ؟ فقالوا : حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب قالوا : ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذ1 الذي حال بينكم وبين خبر السماء ؟ فانصرف أولئك الذين توجهوا نحو تهامة إلى النبي وهو بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر ، فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا : هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء فهناك حين رجعوا إلى قومهم وقالوا يا قومنا إنا سمعنا قرآنا عجباً يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا فأنزل الله على نبيه : " قل أوحي إلي ... " وإنما أوحي إليه قول الجن . أخرجه البخاري في صحيحه – كتاب الأذان – باب : الجهر بقراءة صلاة الفجر – ص 159 – حديث رقم (773) . ومسلم في صحيحه – كتاب الصلاة – باب – الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجن – ص 236 – حديث رقم (449) . وصدر الحديث عند مسلم فيه : عن ابن عباس : ( ما قرأ رسول الله على الجن وما رآهم ) وهذه الكلمات قريبة من لفظ البخاري ( وإنما أوحي إليه قول الجن ) وباقي الحديث عنده يوافق البخاري . 4- عن داود عن عامر قال : سألت علقمة هل كان ابن مسعود شهد مع رسول الله ليلة الجن ، قال علقمة أنا سألت ابن مسعود فقلت هل شهد أحد منكم مع رسول الله ليلة الجن ، قال : لا ولكننا كنا مع رسول الله ذات ليلة فقدناه ،
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
فالتمسناه في الأودية والشعاب فقلنا : استطير أو اغتيل . (1) قال : فبتنا بشر ليلة بات بها قوم ، فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء قال : فقلنا : يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم ، فقال : أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن ، قال : فانطلق بنا فأرانا آثارهم ، وآثار نيرانهم ، وسألوه الزاد فقال : لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحماً ، وكل بعرة علف لدوابكم ، فقال رسول الله فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم .
أخرجه مسلم في صحيحه – كتاب الصلاة – باب : الهجرة بالقراءة في الصبح والقراءة على الجن – ص 236- حديث رقم (450) . وعند عرض هذه الآيات والأحاديث السابقة يتبن لنا أنا قد ثبت بالقرآن والسنة شمول رسالة سيدنا محمد للجن ويتبقى لنا أمر أخير وهو الجمع بين الروايات فقد يظهر التعارض بين أحاديث عبد الله بن عباس التي ثبت فيها أنه ما رأى الجن ولا قرأ عليهم ، وبين أحاديث عبد الله بن مسعود التي ثبت فيها أنه أتاه داعي الجن وذهب معه ، وقرأ عليهم القرآن ، فقد جمع الحافظ البيهقي بين الروايات فقال ما نصه : ( وهذا الذي حكاه عبد الله بن عباس إنما هو في أول ما سمعت الجن قراءة النبي ، وعلمت بحاله ، وفي ذلك الوقت لم يقرأ عليهم و لم يرهم كما حكاه ، ثم أتاه داعي الجن مرة أخرى فذهب معه وقرأ عليهم القرآن كما حكاه عبد الله بن مسعود ، ورأى آثارهم وآثار نيرانهم . والله أعلم . (1) ------------------------------------------- (1) استطير : أي طارت به الجن ، اغتيل : قتل خفية (1) دلائل النبوة للبيهقي ج 2 ص 12
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
المبحث الخامس : شبهات حول عموم الدعوة الإسلامية ، والرد عليها :
وفيه شبهتان : الأولى : أن الإسلام دين نزل للعرب خاصة . الثانية : أن الإسلام دين انتشر بحد السيف . وأما بالنسبة للشبهة الأولى : فسنورد هنا تفصيل الرد عليها : أ- حديث رسول الله قال : " يا أيها الناس إن الرب واحد وإن الأب أب واحد ، وإن الدين دين واحد ، ألا وإن العربية ليست لكم بأب ولا أم ، إنما لسان ، فمن تكلم بالعربية فهو عربي " (1) ولقد سبق وأشرنا للحديث في أدلة عموم الدعوة الإسلامية من السنة النبوية ، وقلنا أن فيه إشارة ودلالة ضمينة على أن الإسلام دين عالمي ولا يختص بقوم دون قوم ، بل للناس كافة على اختلاف أجناسهم ولغاتهم ، ولا يلزم كون القرآن نزل بلغة العرب أن يكون للعرب خاصة . وسأورد بعض النقول من أقوال العلماء في الرد على هذه الشبهة مع بيان غلطها. ب- يقول الإمام الشوكاني في معرض تفسيره لآية " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم " إبراهيم الآية (4) وقد قيل في هذه الآية إشكال ، لأن النبي أرسل إلى الناس جميعاً بل إلى الجن والإنس ولغاتهم متباينة وألسنتهم مختلفة ، وأجيب بأنه وإن كان مرسلاً إلى الثقلين كما مر لكن لما كان قومه العرب وكانوا أخص به وأقرب إليه كان إرساله بلسانهم أولى من إرساله بلسان غيرهم ، وهم يبنونه لمن كان على غير لسانهم ويوضحونه حتى يصير فهمهم له كفهمهم إياه ، ولو نزل القرآن بجميع لغات من أرسل إليهم ، وبينه رسول الله لكل قوم بلسانهم لكان ذلك مظنة للاختلاف وفتحاً لباب التنازع لأن كل أمة قد تدعي من المعاني في لسانها مالا يعرفه غيرها ، ----------------------------------------- (1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ج 24/ ص225
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
وربما كان ذلك أيضاً مفضياً إلى التحريف والتصحيف بسبب الدعاوى الباطلة التي يقع فيه المتعصبون . أ.هـ (1)
وفي كلام الإمام الشوكاني مختصر مفيد لتحديد وبيان المسألة والحكمة من نزول القرآن بلغة واحدة ، واختيار اللغة العربية دون سواها ، وبيان مسؤولية العرب الملقاة على عاتقهم من بداية الدعوة إلى يومنا هذا في بيان وترجمة مبادئ الإسلام وأحكامه والقرآن الكريم والدعوة إلى الله تعالى لكل شعوب العالم . ولا نغفل دلالة الحديث المتقدم من مسؤولية غير العرب كذلك بتوصيل الإسلام وبيان معانيه ، فليست الدعوة قصراً على العرب دون غيرهم ، بل الدعوة مسؤولية كل مسلم . جـ- والذي يدل كذلك على بطلان شبهة المستشرقين أعداد المسلمين ونسبتهم في العالم ، يقول الأستاذ : محمد الراوي : ( وكون القرآن باللغة العربية لا يعني أنه للعرب بل هذه لغته فقط ، وإلا فمن دخل الإسلام من غير العرب أضعاف من دخلوه من العرب ولو تأملنا في عصرنا الحاضر وجدنا أن الذين ينطقون الضاد لا يمثلون في أعلى نسبة لهم إلا خمس من ينتسبون للإسلام (2) د- يقول الإمام ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى : " إنا أنزلناه قرءاناً عربياً لعلكم تعقلون " يوسف (2) ذلك لأن المنزل عليه عربي ، ولا يمكن أن ينزل عليه إلا كتاب عربي بحيث يفهمه ويتعقله ، ويفهمه قومه ، ثم بعد ذلك يفهمونه للناس ، وهذا أمر طبيعي ، ولأن لغة العرب أفصح اللغات وأبينها وأوسعها ، وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس ، فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف اللغات على أشرف الرسل بسفارة أشرف الملائكة في أشرف بقاع الأرض ، وبدأ نزوله في أشرف شهور السنة ، رمضان فكمل من كل الوجوه . (3) ------------------------------------------------ (1) فتح القدير ، للشوكاني ج 3 ص 118 (2) الدعوة الإسلامية دعوة عالمية ، محمد الراوي ، ص 75 . (3) تفسير القرآن العظيم لابن كثير ج 3/ ص 271
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
وقد زاد هنا الإمام ابن كثير مزية أخرى من مزايا نزول القرآن باللغة العربية ، وهو أمر يختص باللغة العربية ذاتها في كونها لغة ثرية بمفرداتها وغنية بجمالها البلاغي ، وهي لغة أهل الجنة .
هـ- وأنقل إليكم طرفاً من رد الأستاذ : محمد بن سيدي بن الحبيب في كتابه الدعوة إلى الله في سورة إبراهيم الخليل ، وإني أقول للنصارى : إن كان الكتاب الذي أنزل على رسول بلغته لا يلزم به غير أهل تلك اللغة ، فلم تلزمون الناس الذين لا يتكلمون بلغة الأناجيل بالدخول في المسيحية ؟ إذا كان كتابكم نزل بلغتكم كما قلتم في شبهتكم أن رسلكم سلمتكم التوراة والإنجيل بغلتكم أي العبرية ، فعلى قولكم هذا لا يلزم أي إنسان الإيمان بالتوراة ولا بالإنجيل ، إلا إذا كان يهودياً أو نصرانياً ، وأنتم الآن وقبل ذلك تخططون الخطط لإدخال الشعوب في دين المسيحية ، وقد أدخلتم بالفعل كثيراً من الشعوب التي لا تتكلم بالعبرية ولا بالسيريانية فلم تلزمون الناس أمراً لا يلزمهم ، وليسوا مطالبين به . (1) ويقول أيضاً " وأما استدلالهم بقوله تعالى : " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم " سورة إبراهيم (4) وقوله " ولقد أرسلنا من قبلك رسلاً إلى قومهم فجاؤهم بالبينات " الروم (47) . ( فليس في هاتين الآيتين أيضاً دليل على دعواهم ، نعم أن قومه هم العرب عموماً ، وقريش خصوصاً ، ونزل عليه القرآن بلسان قومه ، وليس في هذا دليل على عدم إرساله إلى غيرهم ، لأن الله لم يقل وما أرسلنا من رسول إلا إلى قومه .....) (2) --------------------------------------------------------- (1) الدعوة إلى الله في سورة إبراهيم ، محمد بن سيدي بن الحبيب ص 256 (2) الدعوة إلى الله في سورة إبراهيم الخليل ، محمد بن سيدي بن الحبيب ص 262
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
الشبهة الثانية :
انتشار الإسلام بالسيف : هناك الكثير من الشبه التي تثار حول الإسلام ، للنيل منه وتشويه صورته ووسمه بأقبح وأبشع الصفات ، كالوحشية ، وظلم المرأة ، وسفك الدماء ، وغيرها من الافتراءات الكاذبة ، والادعاءات البعيدة كل البعد عن الموضوعية والحياد . ومن أكثر هذه الشبه وروداً ومناقشة مسألة : انتشار الإسلام في العالم شرقه وغربه وكيف كان ذلك ؟ وما الطريقة التي اتبعها المسلمون ونبيهم محمد في ذلك ؟ فألقى أعداء الإسلام هذه الشبهة في فضاء الفكر العالمي : أن الإسلام دين فرض على الناس بالسيف والقتال ، وأن المسلمين شعوب متعطشة لدماء المخالفين إما أن يؤمنوا بما آمنوا به أو جزاؤهم القتل ، وما زال صدى هذه الشبهة يتردد إلى اليوم ، وتطورت المسميات فظهر لفظ ( الإرهاب ) وصار وصمة في جبين كل مسلم ، وأخذ كل من يخوض في موضوع ( الإرهاب عند المسلمين ) يستدل بأحاديث الرسول وأفعال صحابته والفاتحين ، بل وبآيات القرآن الكريم . وما ذلك في الحقيقة إلا تغيير للحقائق ، وقلب وقائع التاريخ الذي يشهد للإسلام لا عليه . وإن هذا الموضوع لذو شجون ، وأراه متصلاً صلة وثيقة بعالمية الإسلام وعموم دعوته للعالم ، فليس الإسلام إلا رحمة للعالمين ، وما قيل من قيل وما أثير ما أثير حول الإسلام إلا لجعله منزوياً على أهله محصوراً في بلاد معينة ، وحتى تغلق عقول العالم أجمع عن فهم روح الإسلام ، ويتصدوا قلوبهم عن الميل له . وسأتناول هنا موجزة قدر الإمكان ما يهمنا في مسار البحث العلمي ، حول بداية الدعوة الى الإسلام لشعوب العالم ، والرد على شبهة انتشار الإسلام بالسيف بصورة مختصرة ومفيدة تتناسب مع مقام بحثنا الحديثي بالدرجة الأولى : أولاً : هذا الادعاء باطل لأن الإسلام انتشر بتعاليمه الربانية ، ومبادئه القائمة على الإقناع لكل ذي عقل سليم .
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
يقول الشيخ الشعرواي : " الأصل في السيف أن يكون حارساً لكلمة الحق لا أن يكون معيناً على كلمة الباطل ... ولذلك أخذت هذه القضية عند المستشرقين دوراً عميقاً أرادوا به أن يشوهوا وجه الإسلام في سياحته للدنيا فقالوا إن الإسلام فرض بالسيف ، ونقول : بأبسط عبارة : ومن الذي حمل السيف ليرغم الناس على منهج الإسلام ؟
هل بدأ الإسلام سيفاً أم بدأ حرفاً وكلاماً مقنعاً .. إن الذين حملوا السيف ليجتاحوا به الأرض ، لم يفرض عليهم بالسيف .... وإنما دخلوه عن قناعة وقوة برهان . (1) ثانياً : من الأدلة التي تدل على بطلان هذه الشبهة أن من سياسة الفتح الإسلامي التخيير قبل القتال ، فكان قادة المسلمين يخيرون أهل البلاد المفتوحة بين أمور ثلاث إما قبول دعوة الإسلام ، أو دفع الجزية ، أو القتال لمن أبى . فنرى هنا أن الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة هي المقدمة في التعامل مع الغير ، ثم بعدها اللجوء للحلول الأخرى . ثالثاً : " الواقع والتاريخ شهد الكثير من الامبراطوريات التي قامت بالسيف حتى أنا لم تكن تغيب الشمس عنها .... ثم ماذا حدث بعد ذلك ؟ غاب عنها السيف ، فغابت الامبراطوريات ... وزالت من الوجود .. إن الواقع يقول : ( كل ما انتشر بالسيف يزول إذا زال السيف ) . فكيف بقي الإسلام على خلاف هذه القاعدة التي يؤكدها الواقع المشاهد ينتشر بالسيف ... ثم يزول السيف ، فلا يزول الإسلام .... بل يظل ينتشر ويزداد انتشاراً مع الأيام . (2) رابعاً : ما الذي أوجد السيف في الدعوة إلى دين الله ؟ ولأنقل إليكم باختصار كلام نفيس للشيخ الشعراوي في ذلك : يقول : " الإسلام لا يريد قوالب تخضع لكنه يريد قلوباً تخشع ، والقوة التي تفرض ، إنما تتحكم في القالب فقط ولكنها لا تتحكم بالقلب أبداً ... فمن الممكن أن تجبر إنساناً ---------------------------------------------------------------- (1) أسئلة حرجة وأجوبة صريحة للشيخ محمد متولي الشعراوي ص 59 (2) من كتاب أسئلة حرجه وأجوبة صريحة للشيخ الشعراوي بتصرف
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
على أن يقوم بعمل بقالبه وحركة عضلاته لكن ليس من الممكن أبداً أن تجبر قلبه أن يعتقد شيئاً ... لأن العقيدة هي الشيء الذي لا يمكن الإكراه عليه ... إنك تستطيع أن تكره الإنسان على أن يقوم بأي شيء ، ولكنك لا تستطيع ولا تستطيع قوى الدنيا كلها أن تكره إنساناً أن يضع في قلبه غير ما يحب وأن تصدق قلبه بغير ما يريد ... فالقلب خارج عن السيطرة البشرية ....
فالإكراه ليس من مبادئ الإسلام ... والله سبحانه وتعالى يقول : " لا إكراه في الدين " البقرة (256) ولا يعقل أن يحمل المسلمون السيف ليقوموا بشيء قد نهى الله عنه .. وهو الإكراه . ولكن السيف هنا وجد ليعطي فرصة التكافؤ في الاختيار أي أنه وجد ليدافع عن الإرادة الحرة للإنسان ... أي أن السيف وجد ليمنع الإكراه وليعطي الناس الفرصة للاختيار دون إكراه أو ضغط أو إرهاب . (1) خامساً : ننقل إليكم هنا شهادات أدلى بها علماء العرب المنصفين ، التي تثبت أن الإسلام لم يخض الحرب رغبة بها بل لضرورة إزالة العقبات التي تعيق وصول أمر الله للعالم :- أ- " يقول توماس كارليل في كتابه الأبطال : لقد قيل في شأن نشر محمد دينه بالسيف ، ولشد ما أخطأوا وجاروا ، فهم يقولون : ما كان الدين لينتشر لولا السيف ، ولكن ما هو الذي أوجد السيف ؟ إنه قوة ذلك الدين وإنه حق ، إن الرأي الجديد أول ما ينشأ يكون في رأس رجل واحد ، فالذي يعتقده هو فرد فرد ضد العالم أجمع ، فإذا تناول هذا الفرد سيفاً وقام في وجه الدنيا ، فقلما والله يضيع إن كان ما يقوله حقاً ، إن الحق ينشر نفسه بأي طريقة . ص 79 " (2) ب- " ويقول جيمس متشنر ( اعتقد الغرب أن توسع الإسلام ما كان يمكن أن يتم لو لم يعمد المسلمون إلى السيف ، ولكن الباحثين لم يقبلوا هذا الرأي فالقرآن --------------------------------------------------------- (1) المرجع السابق ص 60 (2) خصائص الدعوة الإسلامية لمحمد أمين حسن ص 166
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
صريح في تأييده لحرية العقيدة ، والدليل قوي على أن الإسلام رحب بشعوب مختلفة الأديان ، ما دام أهلها يحسنون المعاملة ، وقد حرص محمد على تلقين المسلمين التعاون مع أهل الكتاب ، أي اليهود والنصارى ، ولاشك أن حروباً نشبت بين المسلمين وغيرهم في بعض الأحيان ، وكان سبب ذلك أن أهل هذه الديانات الأخرى أصروا على القتال ، وقد قطع الرهبان بأن أهل الكتاب كانوا يعاملون معاملة طيبة وكانوا أحراراً في عبادتهم ، ولعل مما يقطع بصحة ذلك ، الكتاب الذي أرسله البطريرك النسطوري ايشوياب الثالث إلى البطريرك سمعان ، زميله في المجمع ، بعد الفتح الإسلامي وجاء فيه ( ها إن العرب الذين منحهم الرب سلطة العالم وقيادة الأرض أصبحوا عندنا ، ومع ذلك نراهم لا يعرضون للنصرانية بسوء ، فهم يساعدوننا ، ويشجعوننا على الاحتفاظ بمعتقداتنا ، وإنهم ليجلون الرهبان والقديسين ) . (1) فالإسلام جاء ليكبت القوى التي تحكم العالم وتفرض عليه عقائد وخرافات تقتنع بها وترفض كل ما عداها ... " جاء ليقول كلمة الحق أمام الناس ثم يطرح القضية عليهم قضية الدين الحنيف فمن آمن بها آمن بقلبه ومن لم يؤمن ظل على دينه ... ولذلك نجد في سياحة الإسلام في هذه البلاد أمم من اليهود .. وأمم من المجوسين ... وأمم من النصارى لم يتعرض لهم الإسلام ... لهم ما لنا وعليهم ما علينا ... ولو أن الإسلام فرض بالسيف كما يقولون لما وجد إلا مسلم في أي أرض يدخلها الإسلام ... فوجود غير مسلمين في أراضي الإسلام ، دليل على أن الإسلام ، لم يجيء ليحمل الناس على مبدأ من المبادئ التي لا يستطيبها سلوكهم ... وإنما أراد فقط أن يزيح المعوقات في اختيار البدائل .... وشرف الإسلام وقوته أنه أول من حارب من أجل حرية الرأي وحرية العقيدة ... كانت هناك حروب قامت من أجل فرض رأي أو عقيدة ما وتلك حروب يعرفها التاريخ جيداً ويعرف من قام بها ... لكن ما من حرب
---------------------- (1) المرجع السابق
|
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|