منتديات جعلان > جعلان العامة > جعلان للمواضيع الاسلامية | ||
ملف تفسير سور القران الكريم |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
مشرفه جعلان للشعر
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]() تفسير سورة إبراهيم ![]() ![]() ( الر ) سبق الكلام على الحروف المقطَّعة في أول سورة البقرة. هذا القرآن كتاب أوحيناه إليك -أيها الرسول- لتُخرج به البشر من الضلال والغيِّ إلى الهدى والنور -بإذن ربهم وتوفيقه إياهم- إلى الإسلام الذي هو طريق الله الغالب المحمود في كل حال- الله الذي له ما في السموات وما في الأرض- خلقًا وملكًا وتصرُّفًا- فهو الذي يجب أن تكون العبادة له وحده. وسوف يصيب الذين لم يؤمنوا بالله ولم يتبعوا رسله يوم القيامة هلاك وعذاب شديد. ![]() ![]() وهؤلاء الذين أعرضوا ولم يؤمنوا بالله ويتبعوا رسله هم الذين يختارون الحياة الدنيا الفانية- ويتركون الآخرة الباقية- ويمنعون الناس عن اتباع دين الله- ويريدونه طريقًا معوجًا ليوافق أهواءهم- أولئك الموصوفون بهذه الصفات في ضلال عن الحق بعيد عن كل أسباب الهداية. ![]() ![]() وما أرسلنا مِن رسولٍ قبلك -أيها النبي- إلا بلُغة قومه- ليوضِّح لهم شريعة الله- فيضل الله من يشاء عن الهدى- ويهدي من يشاء إلى الحق- وهو العزيز في ملكه- الحكيم الذي يضع الأمور في مواضعها وَفْق الحكمة. ![]() ![]() ولقد أرسلنا موسى إلى بني إسرائيل وأيدناه بالمعجزات الدالة على صدقه- وأمرناه بأن يدعوهم إلى الإيمان؛ ليخرجهم من الضلال إلى الهدى- ويذكِّرهم بنعم الله ونقمه في أيامه- إن في هذا التذكير بها لَدلالات لكل صبَّار على طاعة الله، وعن محارمه، وعلى أقداره، شكور قائم بحقوق الله، يشكر الله على نعمه- وخصَّهم بذلك؛ لأنهم هم الذين يعتبرون بها- ولا يَغْفُلون عنها. ![]() واذكر -أيها الرسول- لقومك قصة موسى حين قال لبني إسرائيل: اذكروا نعمة الله عليكم حين أنجاكم من فرعون وأتباعه يذيقونكم أشد العذاب- ويذبِّحون أبناءكم الذكور- حتى لا يأتي منهم من يستولي على مُلْك فرعون- ويبقون الإناث على قيد الحياة ذليلات- وفي ذلكم البلاء والإنجاء اختبار لكم من ربكم عظيم. ![]() وقال لهم موسى: واذكروا حين أعلم ربكم إعلامًا مؤكَّدًا: لئن شكرتموه على نعمه ليزيدنكم من فضله- ولئن جحدتم نعمة الله ليعذبنَّكم عذابًا شديدًا. ![]() ![]() وقال لهم: إن تكفروا بالله أنتم وجميع أهل الأرض فلن تضروا الله شيئًا- فإن الله لغني عن خلقه- مستحق للحمد والثناء- محمود في كل حال. ![]() ألم يأتكم -يا أمَّة محمد- خبر الأمم التي سبقتكم- قوم نوح وقوم هود وقوم صالح- والأمم التي بعدهم- لا يحصي عددهم إلا الله- جاءتهم رسلهم بالبراهين الواضحات- فعضُّوا أيديهم غيظًا واستنكافًا عن قَبول الإيمان- وقالوا لرسلهم: إنا لا نصدِّق بما جئتمونا به- وإنا لفي شكٍّ مما تدعوننا إليه من الإيمان والتوحيد موجب للريبة. ![]() قالت لهم رسلهم: أفي الله وعبادته -وحده- ريب- وهو خالق السموات والأرض- ومنشئهما من العدم على غير مثال سابق- وهو يدعوكم إلى الإيمان- ليغفر لكم ذنوبكم- ويؤخر بقاءكم في الدنيا إلى أجل قدَّره- وهو نهاية آجالكم- فلا يعذبكم في الدنيا؟ فقالوا لرسلهم: ما نراكم إلا بشرًا صفاتكم كصفاتنا- لا فضل لكم علينا يؤهلكم أن تكونوا رسلا . تريدون أن تمنعونا من عبادة ما كان يعبده آباونا من الأصنام والأوثان- فأتونا بحجة ظاهرة تشهد على صحة ما تقولون. ![]() ولما سمع الرسل ما قاله أقوامهم قالوا لهم: حقًا ما نحن إلا بشر مثلكم كما قلتم- ولكن الله يتفضل بإنعامه على مَن يشاء من عباده فيصطفيهم لرسالته- وما طلبتم من البرهان المبين- فلا يمكن لنا ولا نستطيع أن نأتيكم به إلا بإذن الله وتوفيقه- وعلى الله وحده يعتمد المؤمنون في كل أمورهم. ![]() وكيف لا نعتمد على الله- وهو الذي أرشدنا إلى طريق النجاة من عذابه باتباع أحكام دينه؟ ولنصبرنَّ على إيذائكم لنا بالكلام السيئ وغيره- وعلى الله وحده يجب أن يعتمد المؤمنون في نصرهم- وهزيمة أعدائهم. ![]() وضاقت صدور الكفار مما قاله الرسل فقالوا لهم: لنطردنكم من بلادنا حتى تعودوا إلى ديننا- فأوحى الله إلى رسله أنه سيهلك الجاحدين الذين كفروا به وبرسله. ![]() ولنجعلن العاقبة الحسنة للرسل وأتباعهم بإسكانهم أرض الكافرين بعد إهلاكهم- ذلك الإهلاك للكفار- وإسكان المؤمنين أرضهم أمر مؤكد لمن خاف مقامه بين يديَّ يوم القيامة- وخشي وعيدي وعذابي. ![]() ![]() ولجأ الرسل إلى ربهم وسألوه النصر على أعدائهم والحكم بينهم، فاستجاب لهم- وهلك كل متكبر لا يقبل الحق ولا يُذْعن له- ولا يقر بتوحيد الله وإخلاص العبادة له. ![]() ومِن أمام هذا الكافر جهنم يَلْقى عذابها- ويُسقى فيها من القيح والدم الذي يَخْرج من أجسام أهل النار. ![]() يحاول المتكبر ابتلاع القيح والدم وغير ذلك مما يسيل من أهل النار مرة بعد مرة- فلا يستطيع أن يبتلعه- لقذارته وحرارته- ومرارته- ويأتيه العذاب الشديد من كل نوع ومن كل عضو من جسده- وما هو بميت فيستريح- وله من بعد هذا العذاب عذاب آخر مؤلم. ![]() صفة أعمال الكفار في الدنيا كالبر وصلة الأرحام كصفة رماد اشتدت به الريح في يوم ذي ريح شديدة- فلم تترك له أثرًا- فكذلك أعمالهم لا يجدون منها ما ينفعهم عند الله- فقد أذهبها الكفر كما أذهبت الريح الرماد- ذلك السعي والعمل على غير أساس- هو الضلال البعيد عن الطريق المستقيم. ![]() ألم تعلم أيها المخاطب -والمراد عموم الناس- أن الله أوجد السموات والأرض على الوجه الصحيح الدال على حكمته- وأنه لم يخلقهما عبثًا- بل للاستدلال بهما على وحدانيته- وكمال قدرته- فيعبدوه وحده- ولا يشركوا به شيئًا؟ إن يشأ يذهبكم ويأت بقوم غيركم يطيعون الله . ![]() وما إهلاككم والإتيان بغيركم بممتنع على الله- بل هو سهل يسير. ![]() وخرجت الخلائق من قبورهم- وظهروا كلهم يوم القيامة لله الواحد القهار- ليحكم بينهم- فيقول الأتباع لقادتهم: إنَّا كنَّا لكم في الدنيا أتباعًا- نأتمر بأمركم- فهل أنتم -اليوم- دافعون عنا من عذاب الله شيئًا كما كنتم تَعِدوننا؟ فيقول الرؤساء: لو هدانا الله إلى الإيمان لأرشدناكم إليه- ولكنه لم يوفقنا- فضللنا وأضللناكم- يستوي علينا وعليكم الـجَزَع والصبر عليه- فليس لنا مهرب من العذاب ولا منجى. ![]() وقال الشيطان -بعد أن قضى الله الأمر وحاسب خَلْقه- ودخل أهلُ الجنة الجنةَ وأهلُ النارِ النارَ-: إن الله وعدكم وعدًا حقًا بالبعث والجزاء- ووعدتكم وعدًا باطلا أنه لا بَعْثَ ولا جزاء- فأخلفتكم وعدي- وما كان لي عليكم من قوة أقهركم بها على اتباعي- ولا كانت معي حجة- ولكن دعوتكم إلى الكفر والضلال فاتبعتموني- فلا تلوموني ولوموا أنفسكم- فالذنب ذنبكم- ما أنا بمغيثكم ولا أنتم بمغيثيَّ من عذاب الله- إني تبرَّأت مِن جَعْلِكم لي شريكًا مع الله في طاعته في الدنيا. إن الظالمين -في إعراضهم عن الحق واتباعهم الباطل- لهم عذاب مؤلم موجع. ![]() وأُدخل الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا الصالحات جنات تجري من تحت أشجارها وقصورها الأنهار- لا يخرجون منها أبدًا -بإذن ربهم وحوله وقوته- يُحَيَّوْن فيها بسلام من الله وملائكته والمؤمنين. ![]() ألم تعلم -أيها الرسول- كيف ضرب الله مثلا لكلمة التوحيد( لا إله إلا الله ) بشجرة عظيمة- وهي النخلة- أصلها متمكن في الأرض- وأعلاها مرتفع علوًّا نحو السماء؟ ![]() تعطي ثمارها كل وقت بإذن ربها- وكذلك شجرة الإيمان أصلها ثابت في قلب المؤمن علمًا واعتقادًا- وفرعها من الأعمال الصالحة والأخلاق المرضية يُرفع إلى الله وينال ثوابه في كل وقت. ويضرب الله الأمثال للناس- ليتذكروا ويتعظوا- فيعتبروا.
|
شاعرة بلا هوية |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى شاعرة بلا هوية |
البحث عن كل مشاركات شاعرة بلا هوية |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|