منتديات جعلان > جعلان للتربية والتعليم والموسوعات > جعلان للتربية والتعليم | ||
بحوث((( متنوعة وقصيرة ))) |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
الحيتان . . . وصراع البقاء
![]() على مر العصور كانت الحيتان موضوعا محببا للقصص والحكايات الحقيقية والممزوجة بالخرافة أحيانا وربما كانت ضخامة هذا الحيوان الذي يعتبر أضخم المخلوقات البحرية على الاطلاق بلا منازع هي السبب في ذلك وكان الاغريق يطلقون عليه اسم "كيتوس "الذي يعني وحش البحر، فطول بعض الانواع منها يصل الى عشرات الأمتار ويبلغ وزنها عشرات الأطنان بحيث يخيل للمرء أنها غواصات تسير تحت الماء !! ويواجه العلماء الى يومنا هذا لغزا محيرا حول الأصول التي انحدر منها هذا المخلوق الضخم وعكفوا على دراسة أصناف الحيتان من أجل الخروج بفكرة واضحة عن تلك الأصول، ويقول خبراء التصنيف الحيواني أن أكثر من 80 نوعا حيا من الثدييات تصنف على أنها من فصيلة الحيتان وأكبر أنواعها الحوت الأزرق الذي يمتد بطول يصل الى 100 قدم ويزن حوالي ثلث مليون رطل وهو بذلك أكبر من القياسات الخاصة بأي ديناصور لدرجة، أن جمجمته لا تستوعبها أي من الغرف التي نعرفها وفي مقابل ذلك هناك حوت صغير يمكن حمل جمجمته في باطن اليد وهو من الحيوانات الآكلة للحم ويسير على أرجل لها حوافر وقد أنقرض قبل 50 مليون عام!! هذه المعلومات وغيرها ساهمت في زيادة الغموض الذي يلف تاريخ تطور الحيتان حيث كشف أحد العلماء في جامعة ميتشجان عن أن الحيتان كانت في البداية ذات أرجل وفراء وتتغذى على اللحوم وعثر هذا العالم على حفرية لحيوان عمره 53 ونصف مليون عام ويسمى "هيمالاستيكس" وكان هذا الحيوان يعيش في المياه المالحة في بحر قديم وتطابق تحليل عظامه مع عظام الحوت. هذه الفكرة تتعارض مع فكرة تقليدية مفادها أن الحيتان انتقلت للعيش في المياه عندما كانت تبحث عن الأسماك في مياه الأنهار العذبة لكن هذا الأستاذ المتخصص في الحياة القديمة يقول أن الأصافير، التي عثر عليها تشير الى أن الحيتان تحولت عن حيوان "هيمالاستيكس" اللاحم ذي الفراء وانها بمرور الوقت ومع التأقلم تحولت أقدامها الأربعة الى زعانف وفقدت فراءها حتى يسهل عليها السباحة بأجسامها الملساء وأصبحت تتغذى على الأسماك بدلا من الحيوانات البرية. وفي اليابان أفاد باحثون يابانيون في دراسة استندت الى الخصائص الوراثية باستخدام الحمض النووي الريبي لفرس النهر والحوت أن هناك صلة بينهما وتوصل الباحثون الى أصول مشتركة لبعض الحيوانات ولو أنها تطورت الى أجناس مختلفة مع خصائص جسدية خارجية مختلفة للغاية، وألمحت المقارنات بين الحمض النووي الريبي للحيتان والحيوانات ذات الحوافر الى أن الحوت والدلفين وخنزير البحر أقرب الى البقرة والجمل والخنزير مما هي عليه من الحصان والفيل وعجل البحر. وبالنسبة للحيتان أعتقد أن ما يهمها الان البحث عن مستقبل آمن يحافظ عليها من بني البشر بدلا من بذل الجهود للتوصل الى أصولها عبر التاريخ ، فماذا يفيد اكتشاف اصل الحوت وهو مهدد أصلا بالانقراض؟!! وتواجه الحيتان خطر الأنقراض الآن بسبب التهديد المباشر الذي تشكله عمليات الصيد غير المشروع في انحاء العالم كما أن وجودها في المحيطات وهجرتها الموسمية جعلت دراستها أمراً صعباً للغاية. ومن أجل ذلك فقد أطلق الى الفضاء قمر صناعي مهمته اقتفاء أثر مسار هجرة الحيتان المهددة بالانقراض ويأمل دعاة حماة الموارد الطبيعية أن تساهم هذه المهمة في انقاذ الحيتان التي تم اصطيادها حتى أوشكت على الأنقراض في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. وسيتم خلال المشروع وضع أجهزة ارسال على بعض الحيتان ترسل هذه الأجهزة رسائل الى القمر الصناعي مرة كل بضع ساعات تخبره فيها عن مكان الحوت وما اذا كان يعوم تحت الماء أم على السطح وسيتم تعقب حركة الحيتان بعد مغادرتها الشواطيء لمعرفة سبب اختفاء بعضها وعدم عودتها في الموسم التالي. ![]() في الوقت ذاته وضمن جهود بعض البشر في اصلاح ما يفسده البعض الآخر قال مسئولون في حديقة سي وورلد بمدينة سان ديييجو الاميركية ان الحديقة شهدت ولادة أول حوت مفترس بطريقة التلقيح الصناعي وأوضحت متحدثة باسم الحديقة أن الحوت الأم وعمرها 25 عاما وضعت وليدا كامل الصحة بعد فترة حمل استمرت 17 شهرا ومخاض استمر أربع ساعات في حمام سباحة لعروض الحيتان وبعد ولادته بدقائق طفا الحوت على السطح ليلتقط أول أنفاسه وأضافت أن أسلوب التلقيح الصناعي الذي أثمر عن هذه الولادة كان نتاج أبحاث استمرت 12 عاما!! ومن المفارقات الطريفة في عالم الحيتان تلك المعركة الحقيقية التي يخوضها الحوت (كيكو) الذي فر الى الحرية والشهرة في سلسلة أفلام أ)طلقوا ويلى) ومعركة الحوت هذا يخوضها مع الزمن ليتكيف مع الحياة في المحيط المفتوح حيث يجاهد علماء الأحياء لتقليل اعتماد الحوت) الخجول) البالغ من العمر 23 عاما على البشر وتعليمه الصيد والتعامل مع الحيتان الكبيرة قبل هجرتها من موطن) كيكو (في خليج ايسلاندي صخري. وقام الحوت برحلات في المحيط للحاق بذيل أسراب الحيتان الكبيرة ولكنه بعد 21 عاما من الحياة في الأسر أصبح يفتقر الى المهارات الاجتماعية التي تمكن مجتمعه من تقبله وكان يعود دائما بعد هذه الطلعات لزورق حارسه بعد أن يلفظه أبناء جنسه!! وقال مدير العمليات الميدانية لدى الجماعة الخيرية التي تريد اطلاق حرية (كيكو (انه مثل شخص خجول وسط غرفة مليئة بالغرباء ولو كنا نعلم فقط ما يدور في رأسه انه يعود دائما بعد ان يتصل بالحيتان الأخرى لكن لماذا ؟ وماذا يحدث بينهم ؟ لا أحد يستطيع أن يعرف!! وكانت الجمعيه قد دربت (كيكو(على الشاطيء الايسلندي منذ ثلاث سنوات لزيادة لياقته البدنية استعدادا لتحريره لينضم الى حيتان شمال الأطلسي التي تهاجر في أسراب متتبعة مسارات هجرة سمك الرنجة التي تتغذى عليها ورغم أن صحة )كيكو) تؤهله للعيش في البحر المفتوح الا أن حريته تعتمد على رغبته في الانضمام لأحد الأسراب المهاجرة ، لذا فان عليه الاعتماد على نفسه في بحث اقامة علاقات اجتماعية مع الحيتان الأخرى الطليقة!! ولكن على ما يبدو أن تعلم) كيكو (التمثيل فتح المجال للحيتان الأخرى تعلم فن آخر وهو فن الغناء لكن دون مسارح وفرق موسيقية حيث كشفت احدى التقنيات الحديثة وجود حيتان بحرية مشغولة في عالمها الصوتي تحت المائي. وكان أهم ما التقطه المسماع "أغنية الحوت الأحدب العربي" الذي يعتبر أحد الحيتان النادرة الوجود ويعيش في مياه بحر العرب قبالة ساحل سلطنة عمان وأغنية الحوت هذه ذات لحن خاص به!! وقد عرف عن الحيتان الحدباء اقامتها المستمرة لحفلات سهر غنائية موسمية والتي يعتقد أنها ترتبط بموسم التكاثر أو بعبارة أخرى أن الغناء يمثل وسيلة تقرب وتودد للأنثى أو رسالة من ذكر لآخر ليتخذ له مكانا في السلم الهرمي للسيطرة داخل السرب وفي بعض مناطق العالم تمت دراسة الأغاني لتحديد ملامح كل تجمع لكن الدراسات أثبتت أن الحيتان قادرة على تعلم وتبني أغان من تجمعات أخرى!! اذن الحيتان عالم قائم بذاته لم تسلم من تدخل البشر الذين يحاولون جاهدين التوصل الى اكتشافات جديدة توضح الغموض الشديد المتعلق بأصولها واستيضاح مخطط شجرة العائلة الخاصة بها والمحاولة المستميته لملء الفراغ الخاص ببعض الفروع ومن جهة أخرى يتسببون في القضاء عليه وارساله الى الجزء المنقرض من حيوانات العالم .
|
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|