منتديات جعلان > جعلان العامة > جعلان للمواضيع الاسلامية | ||
كيف تكون الثقة بالله..؟ |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني متميز
![]()
![]() غير متواجد
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف تكون الثقة بالله؟ الثقة بالله أمر عظيم غفلنا عنه كثيراً . فما أحوجنا اليوم إلى هذه الثقة لنعيد بها توازن الحياة المنهار ولكن ماهي الثقة بالله ؟؟؟ الثقة بالله.... تجدها في إبراهيم عندما ألقي في النار .. فقال بعزة الواثق بالله حسبنا الله ونعم الوكيل فجاء الأمر الإلهي يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم .. الثقة بالله .... تجدها في هاجر عندما ولى زوجها وقد تركها في واد غير ذي زرع . صحراء قاحلة وشمس ملتهبةووحشة قائلة يا إبراهيم لمن تتركنا ؟! قالتها فقط لتسمع منه كلمة يطمئن بها قلبها فلما علمت أنه أمر إلهي قالت بعزة الواثق بالله إذا لا يضيعنا ففجر لها ماء زمزم وخلد سعيها .. ولو أنها جزعت وهرعت لما تنعمنا اليوم ببركة ماء زمزم ... الثقة بالله....تجدها فى موسى عندما تبعه فرعون وجنوده فقال له قومه انّا لمدركون ....فقال بعزة الواثق بالله كلا ان معي ربي سيهدين فجاء الأمر الالهى فانفلق البحركل فرق كالطود العظيم فنجا بقومه من ظلم فرعون وجبروته الثقة بالله ... تجدها في أولئك القوم الذين قيل لهم إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم .. ولكن ثقتهم بالله أكبر من قوة أعدائهم وعدتهم .. فقالوا بعزة الواثق بالله حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء... الثقة بالله .... تجدها في ذلك الذي مشى شامخاً معتزاً بدينه هامته في السماء بين قوم طأطأوا رؤوسهم يخشون كلام الناس .... الثقة بالله .... نعيم بالحياة .. طمأنينة النفس .. قرة العين .. أنشودة السعداء .. فيا آمة الله أين الثقة بالله ؟!! يامن تريد زوجة صالحة جميلة أين ثقتك بالله ؟ يامن تريدين زوجاً تقياً يسعدك أين ثقتك بالله ؟ يامن يتوق إلى الهداية أين ثقتك بالله ؟ يامن يريد السعادة أين ثقتك بالله ؟ وقال ربكم أدعوني أستجب لكم فهل هناك أصدق من الله ؟؟!! ومن أوفى بعهده من الله اللهم ثبت محبتك في قلوبنا وقوها ووفقنا لشكرك وذكرك وارزقنا التأهب والاستعداد للقائك واجعل ختام صحائفنا كلمة التوحيد منقول من الايميل
|
جعلاني للابد |
مشاهدة ملفه الشخصي |
البحث عن كل مشاركات جعلاني للابد |
صمت البراري |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى صمت البراري |
زيارة موقع صمت البراري المفضل |
البحث عن كل مشاركات صمت البراري |
جعلاني متميز
![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]() السلاام عليكم اختي بنوتة مسقط حبيت اضيف الى موضوعك
( الثقة بالله تعالى وأثرها في العمل الإسلامي ) الثقة بالله تعالى وأثرها في العمل الإسلامي رئيسي :تربية : يتناول الدرس مدى ثقة الدعاة بالله وتأثير ذلك على سلوكهم ومدى ثقة الصحابة بنبينا صلى الله عليه وسلم وكيف أثمرت هذه الثقة حتى دانت لهم كسرى وقيصر. ثم يتحدث عن مظاهر الثقة بالمؤسسة الدعوية مع تطبيقات عملية على الواقع ويختم بخلاصة تبين ثمار الثقة بالله إن أحسن الداعية المسلم الظن بالله . مقدمة : يقول الله تعالى:} قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ [53]{ [سورة الزمر] ويقول سبحانه:} يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُ [8]{ [سورة التحريم] , وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللَّهِ الظَّنَّ]رواه مسلم وأبوداود وابن ماجه وأحمد.. وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ] رواه أحمد والدارمي. هذه الشواهد القرآنية والأحاديث النبوية تؤكد على حسن الثقة بالله، وعدم اليأس والقنوط من رحمته؛ فهو سبحانه يؤيد بنصره رسله وأتباعهم على مر العصور والدهور، فلنثق ولنطمئن إلى علو المسلم وهيمنته على أعدائه مادام مع الله، وقد عيّر الله قومًا فقال تعالى:} وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ ...[23] {[سورة فصلت]. فلا نظن بالله إلا خيرًا، وليكن ما عند الله أوثق مما في أيدينا من متاع زائل. والمتتبع لهذا البحث يجد أنه مقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسة: القسم الأول: يختص بالثقة بالله ومدى تأثيرها على سلوك الدعاة. القسم الثاني: يختص بالثقة بأسوتنا: محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ومدى ثقة صحابته به .. وكيف تمثلت هذه الثقة بسلوك واقعي أدان لها ملك كسرى وقيصر. القسم الثالث: مظاهر الثقة بمؤسسة الدعوة الإسلامية مع تطبيقات عملية على واقع الدعوة والحياة وأهمية هذه الثقة التي تتوقف عليها استمرارية الدعوة إلى الله في إطار الدعوة. ثم يُختم البحث بخلاصة تبين ثمار الثقة بالله إن أحسن الداعية المسلم الظن بالله. مدخل: إن الثقة بالله تعالى موقف ينشأ عما يقوم بنفس المؤمن من أن الله حق وما خلاه باطل، وأن هدى الله هو الهدى ليس بعده إلا الضلال، فإذا استقر هذا العلم بالنفس وصار ديدن المؤمن، واعتقادًا جازمًا حاسمًا بأن الله هو الناصر .. هو المؤيد بنصره من يشاء .. أورث المؤمن حالة من الثقة المطلقة بصحة الطريق الذي يسلكه مقبلاً على ربه وعاملاً في سبيله، وذلك يدعوه للإقدام بثبات نحو الغاية المنصوبة أمامه على صراطها المستقيم. وثقة المؤمن في الله وفي شرعه ثقة وطيدة لا تزعزها الشكوك، فهو إنما يوجه لأعلى ما يصبو إليه البشر، وأكمل ما يقصدون- لله الكبير المتعال- بينما ينحط أهل الشرك ويتخذون من دون الله آلهة ما هم إلا بعض خلقه، لا يماثلونه في شيء . والمؤمن إنما يجعل ولاءه لله الواحد القهار، الذي يصرف أسباب الحياة.. يجلب الخير ويكشف الضر .. والذي ينفرد بالملك يوم الدين لا عاصم من أمره ولا يملك أحدٌ معه شيئًا .. والمؤمن إذ يهتدي بهدى الله، ويتبع شريعته؛ يثق أنه على طريق سديد .. وهكذا يتم للمؤمن اليقين القاطع بأنه يأوي إلى ركن شديد، ويسير على طريق سديد، ويصح اعتماده على ربه:} فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ[79]{ “سورة النمل” }فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ[159]إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ[160]{ “سورة آل عمران” }قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ[51]{“سورة التوبة”. نقلة لطيفة: ننتقل بها لنتعرف على جانب آخر- وأقصد بذلك: الجانب 'الحركي'- من جوانب الثقة:بعد أن نظرنا إلى الثقة بمنظار إيماني تهفو إليه القلوب بأجنحتها، دعنا أخي الداعية نفتح ثغرة ننظر من خلالها إلى ماضينا الإسلامي التليد، ونتحسس أخبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذلك 'الجيل القرآني الفريد' ننظر إليهم بمنظار الثقة بالله .. وكيف حولوا ذلك المفهوم إلى 'حركة ' شهد لها التاريخ على مر العصور: فهذا عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ الْأَنْصَارِيُّ لمّا سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لأَصْحَابِهِ يَومَ بَدْرٍ: [ قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ] قَالَ عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ جَنَّةٌ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ قَالَ: [ نَعَمْ] قَالَ: بَخٍ بَخٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَوْلِكَ بَخٍ بَخٍ] قَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا رَجَاءَةَ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا قَالَ: [ فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا” فَأَخْرَجَ تَمَرَاتٍ مِنْ قَرَنِهِ فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُنَّ ثُمَّ قَالَ: [ لَئِنْ أَنَا حَيِيتُ حَتَّى آكُلَ تَمَرَاتِي هَذِهِ إِنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ فَرَمَى بِمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ التَّمْرِ ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ] رواه مسلم وأحمد.ما أحوجنا نحن الدعاة إلى صيحة عمير هذه .. نقتبس منها جذوة تنير طريق الدعاة المظلم؛ لترسم له معالم الطريق .. بالثقة بالله في كل حركة .. وفي كل سكنة، نعم هذه صيحة من الأعماق ..!! [هذه نماذج من ذلك الجيل السامق الذي تربى بالقرآن في حجر محمد صلى الله عليه وسلم في ظلال التوجيه الرباني الكريم:} قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ[195]إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ[196] {“سورة الأعراف”.. ثم ماذا كان بعد هذا الأذى الذي احتملوه من كيد المشركين، وهذا الاعتصام بالله الذي نزّل الكتاب وهو يتولى الصالحين؟ كانت الغلبة، والعزة، والتمكين لأولياء الله، وكانت الهزيمة، والهوان، والدثور للطواغيت الذين قتلوا الصالحين، وكانت التبعية ممن بقي منهم ممن شرح الله صدره للإسلام لهؤلاء السابقين الذين احتملوا الأذى بثقة في الله لا تزعزع، وبعزيمة في الله لا تلين.. إنّ صاحب الدعوة إلى الله في كل زمان وفي كل مكان لن يبلغ شيئًا إلا بمثل هذه الثقة، وإلا بمثل هذه العزيمة، وإلا بمثل ذلك اليقين .. ومهما أسفر الباطل من تعدٍ وأطلق على الدعاة تهديده، وبقى في وجه كلمة الحق الهادئة، وعربد في التعبير والتفكير .. ينبغي على الدعاة أن يمضوا في الطريق، وأن يحملوا الواجب الملقى على عاتقهم]”طريق الدعوة في ظلال القرآن”. مصادر الثقة بالله: 1 - ضعف لا يتسرب إلى نفسك : [وهذا هو كتاب الله ينطق بيننا، محذرًا من أن يتسرب الضعف إلى نفوس الأتباع، فتحن قلوبهم إلى الاستسلام، لأن الله القدير مؤيدهم وناصرهم، وآخذ بأيديهم، وموهن كيد أعدائهم ...} وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا[104]{ “سورة النساء”.ويقول تعالى:} فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ[35]{ “سورة محمد” . ويبث القرآن الثقة في المجاهدين بأنفسهم معلنًا أن النصر بيد الله وحده، وأن القلة مع تأييد الله لابد من أن تغلب الكثرة مهما بلغت من قوة:}...كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ[249]{“سورة البقرة” ويقول تعالى:} إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ[65]{ “سورة الأنفال” ويقوي القرآن في نفوس المجاهدين الثقة بالنصر؛ لأنهم إنما يجاهدون في سبيل الحق وحده، ولأن وراء الحق قويًا ينصر أهل الحق، وهو يملك وحده جنود السموات والأرض:} ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ ءَامَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ[11]{ “سورة محمد”]” التربية في القرآن لمحمد عبد الله السمان” . يقول سيد قطب-رحمة الله عليه- في 'الظلال' في تفسير هذه الآية: [ومن كان الله مولاه وناصره فحسبه، وفيه الكفاية والغناء، وكل ما قد يصيبه إنما هو ابتلاء وراءه الخير، لا تخليًا من الله عن ولايته له، ولا تخلفًا لوعد الله بنصر من يتولاهم من عباده، ومن لم يكن الله مولاه؛ فلا مولى له، ولو تجمعت له كل أسباب الحماية وكل أسباب القوة التي تجعله يعرفه الناس بها]”في ظلال القرآن”. وهذا داعية آخر يخاطبنا بكلمات من نور لمّا أدرك تمام الإدراك الثقة بالله وبنصره لدعوته، وأن الله لن يخذل عصبة الإسلام .. ولن يترك لراية الخير أن تتناولها أيدي الطغاة .. كلمات الأستاذ عبد القادر عودة رحمه الله عندما قالإنها دعوة الله وليست دعوة أشخاص، وإن الله علّم المسلمين أن الدعوة ترتبط به ولا ترتبط بالدعاة إليها، وأن حظ الأشخاص منها من عمل بها أكرمه الله بعمله، ومن ترك العمل بها، فقد أبعد الخير عن نفسه، وما يضير الدعوة شيئًا]”العوائق، للراشد” . 2 - رجعة إلى الله والصلة به عز وجل : يقول أحد الدعاة: [ادعوا المسلمين خصوصًا .. ادعوهم إلى رجعة حقيقية-لا رجعة كلامية لفظية- إلى الله عز وجل .. ادعوهم إلى توثيق الصلة به، وصدق العبودية له، وربط القلب بالفكر .. إنكم يا شباب إذا رجعتم إلى الله هذه الرجعة الصادقة؛ كنتم الأعلون، وكنتم قدرًا من قدر الله الذي لا يرد .. إذا أردتم الآخرة؛ هانت عليكم الدنيا، فتحررتم من إسار الدنيا، وإذا عرفتم الله صغر عندكم من سواه وما سواه، بل ذاب في أعينكم، وفني في قلوبكم كل ما عداه، ولم يعد يستأهل الطلب والنصب إلا قربه ورضاه، وإذا استشعرتم رابطتكم بربكم وعونه لكم، وأيقنتم أنه معكم؛ رأيتم أنفسكم أقوى من كل قوى الشيطان والطغيان ..!! وهكذا يولد المسلم ولادة جديدة من عقيدته لا من رحم أمه، وينبعث بمعرفته بالله وحرارة إيمانه به .. ولقد أحسن جند الله المؤمنون المخلصون، الذين فرغوا من أنفسهم، ووهبوا حياتهم-كل حياتهم- لربهم، فلم يتحركوا، ولم يقفوا، ولم يعطوا، ولم يمنعوا، ولم يحبوا، ولم يبغضوا، ولم يحاربوا، ولم يسالموا إلا به وفيه ومن أجله عز وجل .. لقد أحسوا أنهم قدر من قدر الله الغلاّب لا تصده ولا ترده قوة في الأرض إلا أن يشاء الله ..]”أزمة روحية، عصام العطار”. 3 - مع الله في كل حال: [أن أكون مع الله في كل حال .. واثقًا به في قدرته على نصري إن أنا بذلت الأسباب. وإن لم أستطع جني الثمار فإنها ستنتظرني عند ربي .. غدًا في الملتقى] ..!! أن أكون مع الله في سبحات الفكر .. أن أكون مع الله في لمحات البصر .. أرى بديع صنعه فأوقن بأن هناك خالقًا لهذا الخلق ومدبرًا لهذا الكون .. وأن أكون مع الله حال احتدام الخطر .. موقنًا بأن الله لا يخذل عند وقع الأذى وتصاعد الصراع، موقنًا بأن فوق عسر المحن يسرا ربانياً، يستجلبه بوحدة يحرص عليها مع إخوانه المؤمنين، يرغم الشيطان بها عند اختلاف الاجتهاد وتزييفات الانفراد .. أن أكون مع الله في حب أهل التقى، وكره من قد فجر .. فلذلك يكون في كل حال .. مع الله]”العوائق،للراشد”. [.. وأن أكون متصلاً برباط وثيق مع الله متوكلاً عليه في جميع أموري متيقنًا بأن الله تعالى هو المنفرد بالخلق، والتدبير، والضرر والنفع، والمنع والعطاء، وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأن الله تعالى يكفي من يتوكل عليه، ويفوض الأمور إليه .. لا سيما من يتوكل عليه في أمور الدعوة إلى الله ونصره وإعلاء كلمته وجهاد أعدائه، قال تعالى حكاية عن موسى وهارون:} قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى[45]قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى[46]{ “سورة طه”. وهذه المعية- معية النصر والتأييد- غير مقصورة على أنبيائه ورسله المتوكلين عليه في تبليغ رسالاته، وإنما هي شاملة لعباده المؤمنين المتقين-لاسيما الدعاة منهم إلى دينه-} إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ[128]{ “سورة النحل”. عدة الداعي: إن للثقة بالله تعالى متطلبات وعدة .. ولابد للداعية من عدة قوية من 'الفهم الدقيق' و'الإيمان العميق' و'الاتصال الوثيق' بالله تعالى .. هذه هي مقومات عدة الداعي وأركانها، وإذا فقدها لم يغن عنها شيء آخر، وإذا ضعفت معانيها في نفسه فعليه أن يقويها.والاتصال الوثيق بالرب جل جلاله ضروري جدًا للداعي المسلم .. فبه تهون عليه الصعاب، وتخفف الآلام، وتنتزع من قلبه الخشية من الناس: }الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ[173]{“سورة آل عمران” ويحس بعزة الإيمان؛ لأنه موصول بالقوي العزيز: }وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ[8]{“سورة المنافقون”. فلا يعظم في عينه باطل ولا مبطل؛ لأن الباطل وأهله من التافه الحقير، فلا يمكن أن يعظم في أعين المؤمنين. فالداعية يثق في ميدان الدعوة، ويوقن إيقانًا عميقًا بأن ما معه هو الشيء الوحيد المثمر، وأن ما عداه لاثمر له؛ لأنه وَهْمٌ لا وجود له .. ولك أن توازن بين شعور زارع يبذر بذورًا سليمة، وآخر يبذر بذورًا عفنة وهو يدرك أنها عفنة .. بل لك أن توازن بين هذين:أحدهما يبذر بذورًا سليمة، والآخر ليس في يده شيء .. إلا أنه يقبض قبضته ثم يبسطها في الجو، لينشر على الأرض لا شيء ..!! محاكيًا فعل الرجل الأول .. فأي العملين حق، وأيهما باطل؟! |
ابن الوافي |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى ابن الوافي |
زيارة موقع ابن الوافي المفضل |
البحث عن كل مشاركات ابن الوافي |
جعلاني متميز
![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
العوامل التي تقوي الثقة في الله :
1 - معرفة الله سبحانه وتعالى عن طريق الإيمان بأسمائه وصفاته الكاملة : فلها أثر كبير في نفس المسلم، حيث إنها تجعل إيمانه قويًا راسخًا؛ لأنه قد عرف خالقه حق المعرفة، وقد تبينت له صفاته من قوة ورحمة، وبطش وعفو، وجلال وقدرة، وعزة وكرامة، وأنه هو الأول ولا شيء قبله، والآخر ولا شيء بعده: }هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ[3] {“سورة الحديد” وهو عليم وخبير بكل شيء.. هذه المعرفة وغيرها تجعل للمؤمن طمأنينة وراحة في النفس: } الَّذِينَ ءَامَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ[28]{ “سورة الرعد” وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [ إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ]رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه وأحمد. والذي يؤمن بالله وبصفاته ويصدقها، لا يتسرب إليه اليأس ولا ينفطر في حال من الأحوال؛ فإنه يؤمن بالذي له خزائن السموات والأرض، فهذا الإيمان يفيض على قلبه طمأنينة غير عادية، ويملؤه سكينة وأملاً وثقة،ولو أهين في الدنيا وطرد عن كل باب من أبوابها، وضاقت عليه سبل العيش وانقطعت عنه الأسباب. 2- الإيمان بملائكة الله: أن نؤمن بوجود الملائكة، وأنهم يطيعون الله تعالى ولا يعصون له أمرًا، والله تعالى سخّرهم في ملكه، وهم يقومون بأوامره حق القيام، وقد أعطى الله الملائكة قوة وبطشًا؛ مسخرين للعمل لأوامر الله عز وجل، وأخبر الله عز وجل عنهم وعن شدتهم في نار جهنم:} يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ[6]{ “سورة التحريم”. وهذه المعرفة بالملائكة تجعل للمؤمن ثقة بالله؛ حيث إن الله تعالى أخبر بأنه ينزل الملائكة لمساعدة عباده الصالحين: }إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ ءَامَنُوا [12]{“سورة الأنفال” كيف تكون واثقًا بالله ؟ هناك من يتساءل في شوق ولهفة: كيف أثق بالله ؟! وكيف أحصل على هذه الثقة؟ وما هو طريقها؟ ونجيب على هذا التساؤل بأن هناك طريقين يمكن الحصول بهما على الثقة بالله تعالى: أولاً: الإيمان باليوم الآخر : إن عقيدة الإيمان باليوم الآخر- البعث والحساب- هي قضية كبرى، تقوم عليها العقيدة الإسلامية، ويقوم عليها كذلك التصور الكلي لمقتضيات هذه العقيدة الواضحة؛ فالمسلم مطالب بأن يؤمن بها، لأنه مكلف أن يقوم على الحق ليدفع الباطل، وأن يفيض بالخير ليقضي على الشر، فلابد إذن من عالم آخر يُبعث فيه الناس للحساب والجزاء..وكذلك إن هذا الإيمان بهذا اليوم نعمة .. يضفيها الإيمان على القلب، ويهبها الله تعالى للفرد الفاني الضعيف. ومن آثار هذه النعمة: أنها تبعث الطمأنينة والثقة التامة بالله عز وجل، فنجد المؤمن الذي يشعر بهذه النعمة سباقًا إلى الجهاد، وبقدر ما تكون هذه النعمة واضحة ومتمكنة من القلب؛ بقدر ما تجد الإنسان مندفعًا إلى العمل والصلاح.. فنجده قد باع نفسه لله عز وجل. وقد صور القرآن لنا هذه الثقة وهذا الإيمان واضحًا في قصص الرسل عليهم السلام: فنجدهم قد اتضح لهم مشهد الآخرة، فكأنهم يرون الجنة والنار، ويرون المجرمين يتهاوون في النار، ويرون الصالحين ينعمون بالجنة. كما قال موسى عليه السلام لأصحابه:} قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ[62]{ “سورة الشعراء” فهو واثق بنصر الله عز وجل ووعده. ويتكرر هذا المشهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم، في غزوة حنين قال: [ أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ]رواه البخاري ومسلم والترمذي وأحمد. وصور لنا موقف الذين استقر الإيمان في قلوبهم: فاستعلوا على جميع الضغوط والتهديد والعذاب؛ لأنهم علموا ما هناك، نعم إنها قصة الاستعلاء الإيماني كما يصورها الله تعالى في القرآن الكريم:} قَالَ ءَامَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ ءَاذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ[49]قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ[50]إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ[51] {“سورة الشعراء”. وقد كان قدوتنا من الأنبياء، والصحابة، والسلف الصالح عنوانًا لنا في ثقتنا بالله. نماذج رائعة للثقة بالله: 1- ثقة الأنبياء بالله: أما ثقة الأنبياء بالله، فهي ثقة كبيرة، وتوجد قصص كثيرة لهم ومواقف تدل على ثقتهم الكبيرة بالله: قصة إبراهيم عليه السلام:قال عزوجل:} قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا ءَالِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ[68]قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ[69]{ “سورة الأنبياء” وسبب غضب المشركين هو محاجة إبراهيم لهم، وترى عند قراءة الآيات الذاكرة للحجيج التي أقامها عليهم مدى قوة النبي وثقته حين يجادلهم؛ يسفه أصنامهم، وكذلك يكسرها حتى لا يبقي إلا على كبيرها، وفوق ذلك يتهكم عليهم، فكل هذا يدل على الثقة الكبيرة القوية بالله؛ فنصره الله، وحوّل النار الحارقة إلى باردة. قصة موسىعليه السلام: قال عزوجل: }فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ[60]فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ[61]قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ[62]فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ[63]{ “سورة الشعراء”.وهذه الآيات تدل دلالة واضحة على هذه الثقة الكبيرة، فقد كان موسى عليه السلام ومن معه من بني إسرائيل في موقف صعب، فالبحر من أمامهم، وفرعون وجنوده من خلفهم، حتى إنّ الذين آمنوا مع موسى ظنوا أنهم هالكون ويئسوا من النجاة، ولكن ثقة موسى بربه في النجاة كانت أكبر من هذا الموقف، فطمأن من معه، ثم فلق البحر وعبر وأغرق الله فرعون وجنوده. ثقة رسول الله صلى الله عليه وسلم بربه: نوضحها بذكر قصتين من القصص العديدة للرسول عليه الصلاة والسلام، تدل دلالة قاطعة على هذه الثقة بالله: عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: [ بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عِنْدَ الْبَيْتِ وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابٌ لَهُ جُلُوسٌ وَقَدْ نُحِرَتْ جَزُورٌ بِالْأَمْسِ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: أَيُّكُمْ يَقُومُ إِلَى سَلَا جَزُورِ بَنِي فُلَانٍ فَيَأْخُذُهُ فَيَضَعُهُ فِي كَتِفَيْ مُحَمَّدٍ إِذَا سَجَدَ فَانْبَعَثَ أَشْقَى الْقَوْمِ فَأَخَذَهُ فَلَمَّا سَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَاسْتَضْحَكُوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَمِيلُ عَلَى بَعْضٍ وَأَنَا قَائِمٌ أَنْظُرُ لَوْ كَانَتْ لِي مَنَعَةٌ طَرَحْتُهُ عَنْ ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدٌ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ حَتَّى انْطَلَقَ إِنْسَانٌ فَأَخْبَرَ فَاطِمَةَ فَجَاءَتْ وَهِيَ جُوَيْرِيَةٌ فَطَرَحَتْهُ عَنْهُ ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيْهِمْ تَشْتِمُهُمْ فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ رَفَعَ صَوْتَهُ ثُمَّ دَعَا عَلَيْهِمْ وَكَانَ إِذَا دَعَا دَعَا ثَلَاثًا وَإِذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ: [ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ] ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمَّا سَمِعُوا صَوْتَهُ ذَهَبَ عَنْهُمْ الضِّحْكُ وَخَافُوا دَعْوَتَهُ ثُمَّ قَالَ: [ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ] وَذَكَرَ السَّابِعَ وَلَمْ أَحْفَظْهُ فَوَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ لَقَدْ رَأَيْتُ الَّذِينَ سَمَّى صَرْعَى يَوْمَ بَدْرٍ ثُمَّ سُحِبُوا إِلَى الْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ ]رواه البخاري ومسلم والنسائي-مختصرا- وأحمد. أما القصة الثانية: فهي عند ذهاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف لعله يجد من يسمع لدعوته بعد أن آذاه أهل مكة، فلم يجد في أهل الطائف ما كان يأمل، بل ردوه ، وأغلظوا له الجواب ومكث عشرة أيام يتردد على منازلهم دون جدوى. ورغم ذلك فقد كانت ثقته بالله أكبر من هذا، وبقي يدعوهم إلى أن طردوه من الطائف، ووقفوا له صفين يرمونه بالحجارة، وزيد بن حارثة يحاول أن يرد عنه الحجارة، حتى شجوا رأسه وأدموا أقدامه إلى أن ألجؤوه إلى بستان لعتبة وشيبة ابني ربيعة،فجاءه ملك الجبال وقال له: [ أَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ فَمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ] فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا]رواه البخاري ومسلم . فبعد كل هذه المتاعب، والإيذاء الذي أصابه من أهل مكة وأهل ثقيف يدعو الله عز وجل أن يخرج من أصلابهم من يوحّد الله، فهل بعد هذه الثقة ثقة؟! وهو ثابت على الحق.. ثابت على دعوته لا يلين ولا ييأس؛ لأنه يثق ثقة كاملة بأن نصر الله آت، وأن إظهار الله لهذا الدين لابد منه ولو بعد حين، فأيد الله رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام، وأظهر هذا الدين الإسلامي الحنيف. 2 - ثقة الصحابة بالله وبرسوله : أما بالنسبة لثقة الصحابة بربهم وبرسوله عليه الصلاة والسلام، فتتمثل فيما رواه الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ قَالَ: [ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَفْرِ الْخَنْدَقِ قَالَ وَعَرَضَ لَنَا صَخْرَةٌ فِي مَكَانٍ مِنْ الخَنْدَقِ لَا تَأْخُذُ فِيهَا الْمَعَاوِلُ فَشَكَوْهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -قَالَ عَوْفٌ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ:- وَضَعَ ثَوْبَهُ ثُمَّ هَبَطَ إِلَى الصَّخْرَةِ فَأَخَذَ الْمِعْوَلَ فَقَالَ [بِسْمِ اللَّهِ] فَضَرَبَ ضَرْبَةً فَكَسَرَ ثُلُثَ الْحَجَرِ وَقَالَ: [ اللَّهُ أَكْبَرُ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الشَّامِ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ قُصُورَهَا الْحُمْرَ مِنْ مَكَانِي هَذَا ]ثُمَّ قَال:َ [بِسْمِ اللَّهِ وَضَرَبَ أُخْرَى فَكَسَرَ ثُلُثَ الْحَجَرِ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ فَارِسَ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ الْمَدَائِنَ وَأُبْصِرُ قَصْرَهَا الْأَبْيَضَ مِنْ مَكَانِي هَذَا ]ثُمَّ قَالَ: [بِسْمِ اللَّهِ] وَضَرَبَ ضَرْبَةً أُخْرَى فَقَلَعَ بَقِيَّةَ الْحَجَرِ فَقَال:َ [اللَّهُ أَكْبَرُ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْيَمَنِ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ أَبْوَابَ صَنْعَاءَ مِنْ مَكَانِي هَذَا ] رواه أحمد. نرى في هذه القصة، وقد كان الصحابة يحفرون الخندق وقد كان الجو باردًا، والطعام قليلاً، وكذلك الماء، وكان يعلم الصحابة ما سيقبل عليهم من الحصار الشديد الذي سيلازمهم، ورغم ذلك لم يصدهم عن الحفر أي سبب من هذه الأسباب، وعندما عرضت لهم هذه الصخرة، وكسرها الرسول صلى الله عليه وسلم كان الرسول يبشرهم بمغانم كثيرة، وبقصور الشام الحمر، وقصر المدائن بفارس، وبأبواب صنعاء في اليمن، ما هذه الثقة العظيمة؟ ثقة الصحابة بقول الرسول عليه الصلاة والسلام وبربهم، لو كان بينهم من هو ضعيف الإيمان لقال: أيبشرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه الغنائم التي تحتاج منا إلى الخروج إليها، ونحن مقبلون على حرب مع قريش وعرب الجزيرة العربية، وقد لا يبقى منا أحد؟! ولكن هؤلاء الصحابة الذين رباهم الرسول عليه الصلاة والسلام وعلمهم معنى الثقة بالله، والذين عندما بشرهم بذلك زاد من حماسهم في الحفر، وأذهب عنهم التعب، والجوع والعطش حتى نصرهم الله على عدوهم بدون قتال، كما قال تعالى: } يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا[9] {“سورة الأحزاب”. نقول في ختام هذا الفصل: [إن صاحب الدعوة إلى الله في كل زمان ومكان لن يبلغ شيئًا إلا بمثل هذه الثقة، وإلا بمثل هذه العزيمة وإلا بمثل هذا اليقين:} إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ[196]{ “سورة الأعراف” ومهما أسفر الباطل عن غشمه وأطلق على الدعاة تهديده، وبغى في وجه كلمة الحق الهادئة، وعربد.. ينبغي على الدعاة أن يمضوا في الطريق وأن يحملوا الواجب الملقى على عاتقهم]”طريق الدعوة في ظلال القرآن”. |
ابن الوافي |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى ابن الوافي |
زيارة موقع ابن الوافي المفضل |
البحث عن كل مشاركات ابن الوافي |
جعلاني متميز
![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]() 3 - ثقة السلف بالله : أريد أن أروي في هذا الفصل قصة إحدى النساء الصالحات ألا وهي زوجة أبي الأنبياء ـ إبراهيم عليه السلام ـ السيدة هاجر ـ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: [ أَوَّلَ مَا اتَّخَذَ النِّسَاءُ الْمِنْطَقَ مِنْ قِبَلِ أُمِّ إِسْمَاعِيلَ اتَّخَذَتْ مِنْطَقًا لَتُعَفِّيَ أَثَرَهَا عَلَى سَارَةَ ثُمَّ جَاءَ بِهَا إِبْرَاهِيمُ وَبِابْنِهَا إِسْمَاعِيلَ وَهِيَ تُرْضِعُهُ حَتَّى وَضَعَهُمَا عِنْدَ الْبَيْتِ عِنْدَ دَوْحَةٍ فَوْقَ زَمْزَمَ فِي أَعْلَى الْمَسْجِدِ وَلَيْسَ بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ فَوَضَعَهُمَا هُنَالِكَ وَوَضَعَ عِنْدَهُمَا جِرَابًا فِيهِ تَمْرٌ وَسِقَاءً فِيهِ مَاءٌ ثُمَّ قَفَّى إِبْرَاهِيمُ مُنْطَلِقًا فَتَبِعَتْهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ فَقَالَتْ يَا إِبْرَاهِيمُ أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا الْوَادِي الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرَارًا وَجَعَلَ لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا فَقَالَتْ لَهُ آللَّهُ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا قَالَ نَعَمْ قَالَتْ إِذَنْ لَا يُضَيِّعُنَا ثُمَّ رَجَعَتْ...]رواه البخاري وأحمد. من هذا نرى مدى إيمان وثقة وتوكل هذه المرأة على الله، وأن الله لن يضيعها، فلم يضيعها الله كما وثقت، وكفى بهذه القصة دليلاً على هذه الثقة، يقول تعالى على لسان نبينا إبراهيم عليه السلام:}رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ[37]{ “سورة إبراهيم” . ثانيًا: الثقة بالرسول صلى الله عليه وسلم : على الداعية أن يثق برسوله الأمين .. موقنًا بأن دعوته هي دعوة الحق التي جاء بها إلى البشرية؛ ليخرجهم من عبادة العباد إلى عبادة الرحمن، ومن جور الأديان إلى عدالة الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة .. على الداعية أن يثق بأسوته، ويجعله نبراسًا يهتدي به في دياجير الليالي، يقول فيه أحد المفكرين الإسلاميين المبرزين: [إذا كان هناك إنسان استوعب جوانب دعوته كل الاستيعاب ووثق بها وبمصيرها كل الثقة، وعرف مضمونها كل المعرفة، وعرف بداياتها ونهاياتها، وأولها وآخرها، ومقدمتها ونتائجها، ولم يتزحزح عن جزء منها، بل الخطوة الثانية تأتي مكملة للخطوة الأولى وممهدة للخطوة التالية، فذلك هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالرسول عليه السلام كان واضحًا تمامًا لديه أن منطلق دعوته هو أن الحكم الحقيقي لا يجوز أن يكون لغير الله، وأن خضوع البشر لغير سلطان الله وحاكميته شرك، وأن التغيير السياسي الأساسي الذي ينبغي أن يتم في العالم هو نقل البشر من خضوع بعضهم لحاكمية بعض، إلى خضوع الكل لله الواحد القهار، وأن الأمة التي تحمل هذه القضية بكل متطلباتها، هي التي سيكون بيدها مفاتيح الحياة البشرية، ولها قياداتها، ومن هذه البداية وانسجامًا معها يقوم كل شيء في حياة البشرية ثانيًا، وحياة الأمة التي تحمله أولاً، ولننظر وضوح هذه الجوانب عنده صلى الله عليه وسلم في بداية الأمر ونهايته]”الرسول ج1، سعيد حوى”. مواقف الثقة بالرسول صلى الله عليه وسلم : [.. وفي جواب الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ـ في غار حراء ـ تطمينًا لقلبه، فَقَالَ : [ مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا]رواه البخاري ومسلم والترمذي وأحمد. مثل من أمثلة الصدق في الثقة بالله، والاطمئنان إلى نصره والاتكال عليه عند الشدائد، وهو دليل واضح على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في دعوته بالنبوة، فهو في أشد المآزق حرجًا ومع ذلك تبدو عليه أمارات الاطمئنان؛ لأن الله بعثه هدى ورحمة للناس، ولن يتخلى عنه في تلك الساعات .. وذلك هو قمة الثقة التي كان يتمتع بها رسولنا الأسوة فهل ترى مثل هذا الاطمئنان والثقة بالله يصدر عن مدعي النبوة؟]”السيرة دروس وعبر، لمصطفى السباعي” عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: [مَرَّ الْمَلَأُ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ خَبَّابٌ وَصُهَيْبٌ وَبِلَالٌ وَعَمَّارٌ فَقَالُوا:يَا مُحَمَّدُ أَرَضِيتَ بِهَؤُلَاءِ مِنْ قَوْمِكَ؟ أَفَنَحْنُ نَكُونُ تَبَعًا لِهَؤُلاءِ؟ أَهَؤُلاءِ الَذِينَ مَنَّ الله عَلَيْهِمْ؟ اطْرُدْهُمْ عَنْكَ فَلَعَلَكَ إِنْ طَرَدتَهُمْ اتَبَعْنَاكَ، قال: فَنَزَلَ فِيهِمْ الْقُرْآنُ: } وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ[51]وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ[52] {“سورة الأنعام”]رواه أحمد- مختصرا- والطبري، وأصله في مسلم. في يوم العقبة حيث تم اللقاء بين الرسول صلى الله عليه وسلم والوفد الثاني للأنصار، كان من أمرهم كما قال العباس بن عبادة: [يا معشر الخزرج هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟ قالوا: نعم! قال: إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس. فإن كنتم ترون أنكم إذا أنهكت أموالكم مصيبة، وأشرافكم قتلاً أسلمتموه؟ فمن الآن، فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة، وإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على نهكة الأموال وقتل الأشراف فخذوه، فهو والله خير الدنيا والآخرة. قالوا: فإنا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف]. وهذه مبايعة أخرى من صحابي امتلأ قلبه ثقة برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ حيث قَالَ له: [نَعَمْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَنَمْنَعَنَّكَ مِمَّا نَمْنَعُ مِنْهُ أُزُرَنَا فَبَايِعْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَحْنُ أَهْلُ الْحُرُوبِ وَأَهْلُ الْحَلْقَةِ وَرِثْنَاهَا كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ ]رواه أحمد . وهذه مبايعة أخرى:' فَقُلْنَا- أي الْأَنْصَار- يَا رَسُولَ اللَّهِ نُبَايِعُكَ قَالَ: [ تُبَايِعُونِي عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي النَّشَاطِ وَالْكَسَلِ وَالنَّفَقَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ وَعَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأَنْ تَقُولُوا فِي اللَّهِ لَا تَخَافُونَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ وَعَلَى أَنْ تَنْصُرُونِي فَتَمْنَعُونِي إِذَا قَدِمْتُ عَلَيْكُمْ مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ وَأَزْوَاجَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ وَلَكُمْ الْجَنَّةُ] فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَبَايَعْنَاهُ وَأَخَذَ بِيَدِهِ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ وَهُوَ مِنْ أَصْغَرِهِمْ فَقَالَ رُوَيْدًا يَا أَهْلَ يَثْرِبَ فَإِنَّا لَمْ نَضْرِبْ أَكْبَادَ الْإِبِلِ إِلَّا وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّ إِخْرَاجَهُ الْيَوْمَ مُفَارَقَةُ الْعَرَبِ كَافَّةً وَقَتْلُ خِيَارِكُمْ وَأَنَّ تَعَضَّكُمْ السُّيُوفُ فَإِمَّا أَنْتُمْ قَوْمٌ تَصْبِرُونَ عَلَى ذَلِكَ وَأَجْرُكُمْ عَلَى اللَّهِ وَإِمَّا أَنْتُمْ قَوْمٌ تَخَافُونَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ جَبِينَةً فَبَيِّنُوا ذَلِكَ فَهُوَ عُذْرٌ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ قَالُوا أَمِطْ عَنَّا يَا أَسْعَدُ فَوَاللَّهِ لَا نَدَعُ هَذِهِ الْبَيْعَةَ أَبَدًا وَلَا نَسْلُبُهَا أَبَدًا قَالَ فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَبَايَعْنَاهُ فَأَخَذَ عَلَيْنَا وَشَرَطَ وَيُعْطِينَا عَلَى ذَلِكَ الْجَنَّةَ ] رواه أحمد، وقال الحافظ ابن حجر:بإسناد حسن. [من هذه النصوص يشعر الإنسان بمقدار الثقة التي كانت تملأ قلوب هذا الرعيل الأول مع معرفتهم بما سيترتب على هذه البيعة من آثار مخيفة] “الرسول ج1، سعيد حوى”. ثمار الثقة بالله: يقول المولى القدير:} وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ...[6]{ “سورة العنكبوت”.إن ثمار الثقة بالله تعالى كثيرة لا تحصى لأن الله يجازي المحسن إحسانًا، ومن هذه الثمار: الثمار الدنيوية : الرضا بقضاء الله تعالى وقدره: كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ]رواه مسلم والدارمي وأحمد. فهو يعيش قرير العين، راضيًا بقضاء الله العادل؛ لأن الله يحفظه ويعينه. اطمئنان النفس وسكينتها بتعرفها على خالقها وهدايته لها: فهو مطمئن النفس؛ لأنه يعرف كيف جاء، وإلى أين يصير؟ وما هو دوره في هذه الحياة: فهو يعيش لهدف:} وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ[56]{ “سورة الذاريات”. وهو يقوم بهذا الدور وهو سيعود إلى ربه، فيجازيه على ما قدم :} كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ [185]{ “سورة آل عمران” }ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ[8]{ “سورة الجمعة” عدم الندم على ما فات من الدنيا: فهو يعلم أن ما عند الله خير وأبقى، وأنه مهما قدم من عمل صالح؛ فهو سيجده في ميزانه، ولا يظلم ربك أحدًا:} فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ[7]{ “سورة الزلزلة” وهناك ثمار أخرى كثيرة. أما الثمار الأخروية : وهي الثمار الحقيقية، ألا وهي جنات النعيم، وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.. واسمع إلى قول الله تعالى يبين جزاء من وثق بوعده ونصره:} وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ[169]فَرِحِينَ بِمَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ[170]{ “سورة آل عمران”. الخاتمة: أخي المسلم نذكرك في الختام أنه علينا أن نحسن الظن بالله تعالى، فالرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَ : [ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ]رواه أحمد والدارمي.فهذه الثقة بالله تعالى تذهب اليأس والقنوط، وتثبت أقدامنا على الطريق الصحيح، وتدفعنا نحو الغاية . تمت من سلسلة رسائل فتيان الدعوة :'الثقة بالله تعالى وأثرها في العمل الإسلامي' بإشراف: الشيخ/ جاسم بن محمد بن مهلهل الياسين.. الشيخ/ أحمد بن عبد العزيز القطان هذي مشاركتي في الموضوع و تشكري اختي بنوتة مسقط |
ابن الوافي |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى ابن الوافي |
زيارة موقع ابن الوافي المفضل |
البحث عن كل مشاركات ابن الوافي |
جعلاني فعال
![]() غير متواجد
|
![]()
سبحان الله
الثقة بالله عجيبة عجيبة تصدقي أنه الصحابة من كثرة ثقتهم بالله كانوا لما يخلص الملح من عندهم يدعوا ربهم بان يرزقهم الملح عشان كذي الناس همومهم لي فوق راسهم لو يثقون بربهم .... كان كل شيء بين ايديهم ... سبحان الله لكن ...... على العموم مشكوووووورة على الموضوع اللي من زمان كنت ابي اصيغة باسلوبي بس ما قدرت لازم له اسلوب مقنع لكن وفرتي علي الطريق أختي ... ولك الأجر باذن الله في امان الله
|
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|