منتديات جعلان > جعلان للتربية والتعليم والموسوعات > جعلان للتربية والتعليم | ||
((( عيون الأثر الجزء الأول والثاني ))) |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
غزوة بواط
قال ابن إسحاق : ثم غزا رسول الله صلى الله عليه و سلم في شهر ربيع الأول يريد قريشاً حتى بلغ بواط من ناحية رضوى ، ثم رجع إلى المدينة و لم يلق كيداً . و استعمل على المدينة السائب بن مظعون فيما ذكر ابن هشام . و حمل اللواء ـ و كان أبيض ـ سعد بن معاذ فيما ذكر ابن سعد ، و قال : و خرج في مائتين من أصحابه يعرض لعير قريش فيها أمية بن خلف الجمحي و مائة رجل من قريش و ألفان و خمسمائة بعير . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
غزوة العشير
قال ابن إسحاق : " في أثناء جمادى الأولى يعني من السنة الثانية : ثم غزا قريشاً حتى نزل العشيرة من بطن ينبع ، فأقام بها جمادى الأولى و ليالي من جمادى الآخرة ، و وادع فيها بني مدلج و حلفائهم من بني ضمرة ، و فيها كنى رسول الله صلى الله عليه و سلم علياً أبا تراب حين و جده نائماً هو و عمار بن ياسر ، و قد علق به تراب ، فأيقظه عليه الصلاة و السلام برجله ، و قال له : مالك أبا تراب ؟ لما يرى عليه من التراب . ثم قال : ألا أحدثكما بأشقى الناس ؟ رجلين . قلنا : بلى يا رسول الله . قال : أحيمر ثمود الذي عقر الناقة ، و الذي يضريك يا علي على هذه ــ و وضع يده على قرنه ــ حتى يبل منها هذه . و أخذ بلحيته " . و استعمل على المدينة أبا سلمة عبد الأسد ، فيما ذكر ابن هشام . و ذكر ابن سعد أهنا كانت في جمادى الآخرة على رأس ستة عشر شهراً ، و حمل لواء رسول الله صلى الله عليه و سلم فيها حمزة بن عبد المطلب ــ و كان أبيض ــ و خرج في خمسين و مائة و يقال : في مائتين من قريش من المهاجرين ممن انتدب ، و لم يكره أحداً على الخروج ، و خرجوا على ثلاثين بعيراً يعتقبونها ، و خرج يعترض لعير قريش حين أبدأت إلى الشام فكان قد جاءه الخبر بفصولها من مكة ، فيها أموال قريش ، و هي لبني مدلج بناحية الينبع ، و بين ينبع و المدينة تسعة برد ، فوجد العير التي خرج إليها قد مضت قبل ذلك بأيام ، و هي العير التي خرج إليها حين رجعت من الشام ، فكانت بسببها وقعة بدر الكبرى . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
غزوة بدر الأولى
قال ابن إسحاق : فلم يقم رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمدينة حين قدم من غزوة العشيرة إلا ليالي قلائل لا تبلغ العشر حتى أغار كرز بن جابر الفهري على سرح المدينة ، فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في طلبه حتى بلغ وادياً يقال له سفوان من ناحية بدر ،وفاته كرز بن جابر فلم يدركه . و اسعتم لعلى المدينة فيما قال ابن هشام زيد بن حارثة . و ذكر ابن سعد أنها في ربيع الأول على رأس ثلاثة عشراً شهراً من الهجرة ، و حمل اللواء فيهاعلي بن أبي طالب ، قال : و السرح : ما رعوا من نعمهم . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
سرية عبد الله بن جحش
و بعث عبد الله بن جحش في رجب مقفله من بدر الأولى ، و معه ثمانية رهط من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد ، و كتب له كتاباً و أمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ، ثم ينظر فيه فيمضي لما أمره به ، و لا يستكره أحداً من أصحابه . و كان أصحابه : أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، و عكاشة بن محصن الأسدي ، و عتبة بن غزوان ، و سعد بن وقاص ، و عامر بن ربيعة ، من عنز بن وائل حليف بني عدي ، و واقد بن عبد الله أحد بني تميم ، حليف لهم ، و خالد بن البكير ، و سهيل بن بيضاء . فلما سار عبد الله بن جحش يومين فتح الكتاب ، فنظر فيه ، فإذا فيه : إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل نخلة بين مكة و الطائف ، فترصد بها قريشاً ، و تعلم لنا من أخبارهم . فلما نظر قي الكتاب قال : سمعاً و طاعة . ثم قال ذلك لأصحابه ، و قال : قد نهاني أن أستكره أحداً منكم . فمضوا لم يتخلف عليه منهم أحد . و سلك على الحجاز حتى إذا كان بمعدن فوق الفرع يقال له بحران ، أضل سعد ابن أبي الوقاص و عتبة بن عزوان بعيراً لهما كانا يعتقبانه ، فتخلفا عليه في طلبه ، و مضى عبد الله بن جحش و أصحابه حتى نزل بنخلة ، فمرت به عير لقريش فيها عمرو بن الحضرمي ، و عثمان بن عبد الله بن المغيرة ، و أخوه نوفل ، المخزوميان ، و الحكم بن كيسان مولى هشام بن المغيرة . فلام رآهم القوم هابوهم ، و قد نزلوا قريباً منهم ، فأشرف عليهم عكاشة بن محصن ، و كان قد حلق رأسه ، فلما رأوه أمنوا ، و قالوا : عمار لا بأس عليكم منهم . و تشاورالقوم فيهم ، و ذلك في آخر يوم من رجب ، فقال القوم : و الله لئن تركتم القوم في هذه اللية ليدخلن الحرم فليمنتعن منكم به ، و لئن قتلتوهم لتقتلنهم في الشهر الحرام . فتردد القوم و هابوا الإقدام عليهم ، ثم شجعوا أنفسهم عليهم ، و أجمعوا قتل من قدروا عليه منهم و أخذ ما معهم فرمى واقد بن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله ، و استأسر عثمان بن عبد الله و الحكم بن كيسان ، و أفلت القوم نوفل بن عبد الله فأعجزهم ، و أقبل عبد الله بن جحش و أصحابه بالعير و الأسيرين حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة . و قد ذكر بعض آل عبد الله بن جحش أن عبد الله قال لأصحابه : إن لرسول الله صلى الله عليه و سلم مما غنمنا الخمس ، و ذلك قبل أن يفرض الله لخمس من المغانم ، فعزل لرسول الله صلى الله عليه و سلم خمس العير ، و قسم سائرها بين أصحابه . قال ابن إسحاق : فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام ، فوقف العير و الأسيرين ، و أبى أن يأخذ من ذلك شيئاً ، فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم في أيدي القوم ، و ظنوا أنهم قد هلكوا ، و عنفهم إخوانهم من المسلمين فما صنعوا ، و قالت قريش : قد استحل محمد و أصحابه الشهر الحرام ، و سكفوا فيه الدم ، و أخذوا فيه الأموال ، و أسروا فيه الرجال . فقال من يرد عليهم من المسلمين ممن كان بمكة : إنما أصابوا ما أصابوافي شعبان . و قالت يهود ــ تفاءل بذلك على رسول الله صلى الله عليه و سلم : عمرو بن الحضرمي قتله واقد بن عبد الله ، عمرو : عمرت الحرب ، و الحضرمي : حضرت الحرب ، و واقد ابن عبد الله : وقدت الحرب . فجعل الله ذلك عليهم لا لهم . فلما أكثر الناس في ذلك أنزل الله تعالى : " يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل " [ البقرة : 217 ] ففرج الله عن المسلمين ما كونوا فيه ، و قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم العير و الأسيرين ، و بعثت إليه قريش في فداء عثمان بن عبد الله ، و الحكم بن كيسان . فقال رسول الله : " لا نفديكما حتى يقدم صاحبانا ، يعني : سعد بن أبي وقاص ، و عتبة بن غزوان ، فإنا نخشاكم عليهما ، فإن تقتلوهما نقتل صاحبيكم ، فقدم سعد و عتبة ، فأفادهما رسول الله صلى الله عليه و سلم منهم ، فأما الحكم بن كيسان فأسلم فحسن إسلامه ، و أقام عند رسول الله صلى الله عليه و سلم و مات في بئر معونة شهيداً ، و أما عثمان بن عبد الله فلحق بمكة فمات بها كافراً " . فلما تجلى عن عبد الله بن جحش و أصحابه ما كانوا فيه حين نزل القرآن طمعوا في الأجر ، فقالوا : يا رسول الله ، أنطمع أن تكون لنا غزوة نعطى فيها أجر المجاهدين ، فأنزل الله فيهم : " إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم " [ البقرة : 218 ] فوضعهم الله من ذلك على أعظم الرجاء . و الحديث في هذا عن الزهري و يزيد بن رومان ، عن عروة بن الزبير . ثم قسم الفيء بعد كذلك . قال ابن هشام : و هي أول غنيمة غنمها المسلمون . و عمرو بن الحضرمي أول من قتل المسلمون ، و عثمان و الحكم أول من أسر المسلمون . فقال في ذلك أبو بكر الصديق ، و يقال هي لعبد الله بن جحش : تعدون قتلاً في الحرام عظيمة و أعظم منه لو يرى الرشد راشد صدودكم عما يقول محمد و كفر به و الله راء وشاهد شفينا من ابن الحضرمي رماحنا بنخلة لما أوقد الحرب واقد و ذكر موسى بن عقبة و محمد بن عائذ نحو ذلك ، غير أنهما ذكرا صفوان بن بيضاء بدل سهيل أخيه ، و لم يذكرا خالداً و لا عكاشة ، و ذكر ابن عقبة فيهم عامر بن إياس . و قال ابن سعد : كان الذي أسر الحكم بن كيسان المقداد بن عمرو ، و ذكر أن النبي صلى الله عليه و سلم بعث عبد الله بن جحش في اثني عشر رجلاً من المهاجرين ، كل اثنين يعتقبان بعيراً إلى بطن نخلة ، و هو بستان ابن عامر ، و أن سعد بن أبي وقاص كان زميل عتبة بن غزوان ، فضل بهما بعيرهما فلم يشهدا الوقعة . و الذي ذكره موسى بن عقبة أن ابن جحش لما قرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و خير أصحابه ، تخلف رجلان سعد و عتبة ، فقدما بحران و مضى سائرهم . و قال ابن سعد : و يقال إن عبد الله بن جحش لما رجع من نخلة خمس ما غنم و قسم بين أصحابه سائر المغانم ، فكان أول خمس خمس في الإسلام ، و يقال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم وقف غنائم نخلة حتى رجع من بدر فقسمها مع غنائم بدر ، و أعطى كل قوم حقهم ، و في هذه السرية سمي عبد الله بن جحش أمير المؤمنين . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
تحويل القبلة
قرئ على الشيخ أبي عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي و أنا حاضر في الرابعة ، أخبركم أبو الحسن علي بن النفيس بن بورانداز ، قراءة عليه ببغداد فأقر به ، أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى ، أخبرنا أبو عطاء بن أبي عاصم ، أخبرنا أبو حاتم بن محمد بن يعقوب ، أخبرنا أبو العباس محمد بن محمد بن الحسن الفريزني ، حدثنا أبو جعفر رجاء بن عبد الله بن فورجة ، حدثنا مالك بن سليمان الهروي ، عن يزيد ، بن عطاء ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب ، قال : لقد صلينا بعد قدوم النبي صلى الله عليه و سلم نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً ، و كان الله يعلم أنه يحب أن يوجه نحو الكعبة ، فلما وجه النيي صلى الله عليه و سلم إليها صلى رجل معه ، ثم أتى قوما من الأنصار و هم ركوع نحو بيت المقدس ، فقال لهم و هم ركوع : أشهد رسول الله صلى الله عليه و سلم قد وجهه نحو الكعبة ، فاستداروا و هم ركوع فاستقبوها . رواه البخاري و غيره من حديث أبي إسحاق عن البراء . و روينا من طريق ابن سعد : حدثنا الحسن بن موسى ، حدثنا زهير ، حدثنا أبو إسحاق ، عن البراء .. الحديث . و فيه : و أنه صلى أول صلاة صلاها العصر ، و صلاها معه قوم ، فخرج رجل ممن صلاها معه ، فمر على أهل مسجد و هم راكعون ، فقال : أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل مكة ، فداروا كما هم قبل البيت . و كان يعجبه أن يحول قبل البيت ، و كانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلي قبل بيت المقدس ، و أهل الكتاب ، فلما ولى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك . و فيه : أنه مات على القبلة قبل أن تحول قبل البيت : رجال ، و قتلوا ، فلم ندر ما نقول فيهم ، فأنزل الله تعالى " وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم " [ البقرة : 143] . و قد اتفق العلماء على أن صلاة النبي صلى الله عليه و سلم بالمدينة كانت إلى بيت المقدس ، و أن تحويل القبلة إلى الكعبة كان بها ، و اختلفوا كم أقام النبي صلى الله عليه و سلم يصلي إلى بيت المقدس بعد مقدمه المدينة ؟ و في أي صلاة كان التحويل ؟ و في صلاته عليه الصلاة و السلام قبل ذلك بمكة كيف كانت ؟ فأما مدة صلاة النبي صلى الله عليه و سلم إلى بيت المقدس بالمدينة فقد رويناه أنه كان ستة عشر شهراً ، أو سبعة عشر شهراً ، أو ثمانية عشر شهراً ، و روينا بضعة عشر شهراً . قال الحربي : ثم قدم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة في ربيع الأول فصلى إلى بيت المقدس تمام السنة ، و صلى من سنة اثنتين ستة أشهر ثم حولت القبلة في رجب . و كذلك روينا عن ابن إسحاق ، قال : و لما صرفت القبلة عن الشام إلى الكعبة ، و صرفت في رجب على رأس سبعة عشر شهراً من مقدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة . في خبر ذكره . و سنذكره بعد تمام هذا الكلام إن شاء الله تعالى . و قال موسى بن عقبة و إبراهيم بن سعد : عن ابن شهاب ، عن عبد الرحمن بن عبد الله ابن كعب بن مالك ، أن القبلة صرفت في جمادى . و قال الواقدي : إنما صرفت في صلاة الظهر يوم الثلاثاء في النصف من شعبان . كذا و جدته عن أبي عمر بن عبد البر . و الذي رويناه عن الواقدي من طريق ابن سعد : حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ، عن داود بن الحصين عن عكرمة ، عن ابن عباس . قال ابن سعد : " و أخبرنا عبد الله بن جعفر الزهري ، عن عثمان بن محمد الأخنسي و عن غيرهما ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما هاجر إلى المدينة صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهراً ، و كان يحب أن يصرف إلى الكعبة ، فقال : يا جبريل ! وددت أن الله صرف وجهي عن قبلة يهود . فقال جبريل : إنما أنا عبد فادع ربك و سله ، و جعل إذا صلى إلى بيت المقدس يرفع رأسه إلى السماء ، فنزلت : " قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام " [ البقرة : 144 ] فوجه إلى الكعبة إلى الميزاب . و يقال : صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ركعتين من الظهر في مسجده بالمسلمين ، ثم أمر أن يوجه إلى المسجد الحرام ، فاستدار إليه ، و دار معه المسلمون ، و يقال : بل زار رسول الله صلى الله عليه و سلم أم بشر بن البراء بن معرور في بني سلمة ، فصنعت له طعاماً ، و حانت الظهر فصلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بأصحابه ركعتين ، ثم أمر أن يوجه إلى الكعبة ، فاستقبل الميزاب ، فسمي المسجد مسجد القبلتين ، و ذلك يوم الأثنين للنصف من رجب على رأس سبعة عشر شهراً . و فرض صوم شهر رمضان في شعبان على رأس ثمانية عشر شهراً . قال محمد بن عمر : و هذا الثبت عندنا " . قال القرطبي : الصحيح سبعة شهراً و هو قول مالك و ابن المسيب و ابن إسحاق . و قد روي ثمانية عشر ، و روي بعد سنتين ، و روي بعد تسعة أشهر أو عشرة أشهر ، و الصحيح ما ذكرماه أولاً . و أما الصلاة التي و قع فيها تحويل القبلة ، ففي خبر الواقدي هذا أنها الظهر ، و قد ذكرنا في حديث البراء قبل هذا أنها العصر . و قد روينا عن ابن سعد ، قال : " أخبرنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : أخبرنا ثابت ، عن أنس ابن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يصلي نحو بيت المقدس فنزل : " قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام " [ البقرة : 144 ] فمر رجل يقوم من بني سلمة و هم ركوع في صلاة الفجر و قد صلوا ركعة ، فنادى : ألا إن القبلة قد حولت إلى الكعبة ، فمالوا إلى الكعبة " . و روينا عن ابن سعد ، قال أخبرنا الفضل بن دكين ، حدثنا قيس بن الربيع ، حدثنا زياد بن علاقة ، عن عمارة ابن أوس الأنصاري ، قال : صلينا إحدى صلاتي العشي ، فقام رجل على الباب و نحن في الصلاة ، فنادى : إن الصلاة قد و جهت نحو الكعبة ، فتحول أو تحرف إمامنا نحو الكعبة و النساء و الصبيان ، و ليس في هذين الخبرين ما يعارض ما قبلهما لأن بلوغ التحويل غير التحويل . و قرىء على أبي عبد الله بن أبي الفتح بن و ثاب الصوري ، و انا أسمع ، أخبركم الشيخان : أبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن الإخوة البغدادي نزيل أصبهان ، و أبو المجد زاهر طاهر الثقفي الأصبهاني إجازة ، قال الأول : أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي ، و قال الثاني : أخبرنا أبو الوفاء منصور بن محمد بن سليم ، قالا : أخبرنا أبو الطيب عبد الرزاق بن عمر بن موسى بن شمة ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم ، قال : أخبرنا علي بن العباسي المقالعي ، عن محمد ابن مروان ، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير ، قال : و حدثنا سفيان ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، قال : كانوا يصلون الصبح فانحرفوا و هم ركوع . و أما كيف كانت صلاته صلى الله عليه و سلم قبل تحويل القبلة ، فمن الناس من قال كانت صلاته صلى الله عليه و سلم إلى بيت المقدس ، من حين فرضت الصلاة بمكة إلى أن قدم المدينة ، ثم بالمدينة إلى وقت التحويل . ==== |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
و روينا من طريق أبي بكر محمد بن إبراهيم بن المقرىء بالسند المذكور آنفاً ، " قال أخبرنا علي بن العباس المقالعي ، عن محمد بن مروان ، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير ، عن أبيه ، عن السدي في كتاب الناسخ و المنسوخ له قال : قوله تعالى : " سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها " [ البقرة : 142 ] قال : قال ابن عباس : أول ما نسخ الله تعالى من القرآن حديث القبلة . قال ابن عباس : إن الله تبارك و تعالى فرض على رسوله الصلاة ليلة أسري به إلى بيت المقدس ركعتين ركعتين ، الظهر و العصر و العشاء و الغداة و المغرب ثلاثاً ، فكان يصلي إلى الكعبة و وجهه إلى بيت المقدس . قال : ثم زيد في الصلاة بالمدينة حين صرفه الله إلى الكعبة ركعتين ركعتين إلا المغرب فتركت كما هي . قال : و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه يصلون إلى بيت المقدس . و فيه : قال : فصلاها رسول الله صلى الله عليه و سلم بمكة سنة حتى هاجر إلى المدينة . قال : و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعجبه أن يصلي قبل الكعبة ، لأنها قبلة آبائه إبراهيم و إسماعيل . قال : و صلاها رسول الله صلى الله عليه و سلم بمكة حتى هاجر إلى المدينة و بعدما هاجر ستة عشر شهراً إلى بيت المقدس . قال : و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صلى رفع رأسه إلى السماء ينظر لعل الله أن يصرفه إلى الكعبة . قال : و قال رسول الله صلى ا-لله عليه و سلم لجبريل عليه السلام : وددت أنك سألت الله أن يصرفني إلى الكعبة . فقال جبريل : لست أستطيع أن أبتدئ الله جل و علا بالمسئلة ، و لكن إن سألني أخبرته . قال فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يقلب وجهه في السماء ينتظر جبريل ، ينزل عليه ، قال : فنزل عليه جبريل و قد صلى الظهر ركعتين إلى بيت المقدس و هم ركوع ، فصرف الله القبلة إلى الكعبة . . " الحديث . و فيه : فلما صرف الله القبلة اختلف الناس في ذلك ، فقال المنافقون : ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ؟ و قال بعض المؤمنين : فكيف بصلاتنا التي صلينا نحو بيت المقدس ؟ فكيف بمن مات من إخواننا و هم يصلون إلى بيت المقدس ؟ تقول : قبل الله عز و جل منا و منهم أم لا ؟ و قال ناس من المؤمنين : كان ذلك طاعة و هذا طاعة ، نفعل ما أمرنا النبي صلى الله عليه و سلم . و قالت اليهود : اشتاق إلى بلد أبيه و هو يريد أن يرضي قومه ، و لو ثبت على قبلتنا لرجونا أن يكون هو النبي الذي كنا ننتظر أن يأتي ، و قال المشركون من قريش : تحير على محمد دينه ، فاستقبل قبلتكم و علم أنكم أهدى منه ، و يوشك أن يدخل في دينكم . فأنزل الله في جميع الفرق كلها :
فأنزل في المنافقين : " ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم " إلى دين الإسلام " وكذلك جعلناكم أمة وسطا " [ البقرة : 142 ـ 143 ] إلى آخر الآية . و أنزل في المؤمنين : " وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه " يقول : إلا لنبتلي بها . و إنما كانت قبلتك التي تبعث بها إلى الكعبة ، ثم تلا : " وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله " قال : من المتقين . قال المؤمنون كانت القبلة الأولى طاعة و هذه طاعة ، فقال الله عز و جل : " وما كان الله ليضيع إيمانكم " [ البقرة : 143 ] . قال : صلاتكم ، لأنكم كنتم مطيعين في ذلك ، ثم قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم : " قد نرى تقلب وجهك في السماء " يقول : تنتظر جبريل حتى ينزل عليك " فلنولينك قبلة ترضاها " يقول : تحبها " فول وجهك شطر المسجد الحرام " [ البقرة : 144 ] نحو الكعبة " وإنه للحق من ربك " [ البقرة : 149 ] أي أنك تبعث بالصلاة إلى الكعبة . و أنزل الله في اليهود : " ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك " [ البقرة : 145 ] قال : لئن جئتهم بكل آية أنزلها في التوراة في شأن القبلة أنها إلى الكعبة ما تبعوا قبلتك ، قال : و أنزل الله في أهل الكتاب : " الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون " [ البقرة : 146 ] قال : يعرفون أن قبلة النبي الذي يبعث من ولد إسماعيل عليهما السلام قبل الكعبة ، كذلك هو مكتوب عندهم في التوراة ، و هم يعرفون بذلك كما يعرفون أبناءهم ، و هم يكتمون ذلك ، و هم يعلمون أن ذلك هو الحق ، يقول الله تعالى : " الحق من ربك فلا تكونن من الممترين " [ البقرة : 147 ] يقول من الشاكين . قال : ثم أنزل في قريش و ما قالوا ، فقال : " لئلا يكون للناس عليكم حجة " قال : لكيلا يكون لأحد من الناس حجة " إلا الذين ظلموا منهم " يعني قريشاً ، و ذلك قول قريش : قد عرف محمد أنكم أهدى منه فاستقبل قبلتكم ، ثم قال : " فلا تخشوهم " قال : فحين قالوا يوشك أن يرجع إلى دينكم يقول : لا تخشوا أن أردكم في دينهم ، قال " ولأتم نعمتي عليكم " [ البقرة : 150 ] أي أظهر دينكم على الأديان كلها . كل هذا عن السدي من كتابه في الناسخ و المنسوخ و هو مروي لنا بالإسناد المذكور ، و هو مروي عن أبي مالك ، عن ابن عباس ، ثم يتخلل سياق خبره فوائد عن بعض رواة الكتاب ، ثم يقول جامعه عند انقضائها و عودة إلى الأول : رجع إلى السدي . ثم يقول عنه : قال ابن عباس كذا في أخبار متعددة متغايرة ، فيحتمل أن يكون ذلك عنده عن أبي مالك عن ابن عباس ، و يحتمل الانقطاع ، و لو كان ذلك في خبر واحد لكان أقرب إلى الاتصال . و السدي هذا هو الكبير : إسماعيل بن عبد الرحمن ، يروي عن أنس ، و عبد خير ، روى عنه الثوري و شعبة و زائدة ، و كان يجلس بالمدينة في مكان يقال له السد فنسب إليه ، احتج به مسلم ، و وثقه بعضهم و تكلم فيه آخرون . و السدي الصغير : هو محمد بن مروان المذكور في الإسناد إليه ، مضعف عندهم . و قال آخرون إنه عليه الصلاة و السلام صلى أول ما صلى إلى الكعبة ثم إنه صرف إلى بيت المقدس . قال أبو عمر : ذكر سنيد ، عن حجاج ، عن ابن جريج ، قال : صلى النبي صلى الله عليه و سلم أول ما صلى إلى الكعبة ، ثم إنه صرف إلى بيت المقدس ، فصلت الأنصار نحو بيت المقدس قبل قدومه عليه الصلاة و السلام بثلاث ، و صلى النبي صلى الله عليه و سلم بعد قدومه ستة عشر شهراً ثم وجهه الله تعالى إلى الكعبة . و قال ابن شهاب : و زعم ناس ـ و الله أعلم ـ أنه كان يسجد نحو بيت المقدس و يجعل وراءه ظهره الكعبة و هو بمكة ، و يزعم ناس أنه لم يزل يستقبل الكعبة حتى خرج منها ، فلما قدم المدينة استقبل بيت المقدس . قال أبو عمر : و أحسن من ذلك قول من قال : إنه عليه الصلاة و السلام كان يصلي بمكة مستقبل القبلتين ، يجعل الكعبة بينه و بين بيت المقدس . و قد روينا ذلك من طريق مجاهد " عن ابن عباس ، قرأت على الإمام الزاهد أبي إسحاق إبراهيم بن علي بن أحمد بن فضل بن الواسطي بسفح قاسيون ، أخبركم الشيخ أبو البركات داود بن أحمد بن محمد بن ملاعب البغدادي ، و أبو الفضل عبد السلام بن عبد الله بن أحمد بن بكران بن الزهري سماعاً عليهما ، الأول بالشام و الثاني بالعراق ، قالا : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر بن البسري بن الزاغوني ، زاد ابن ملاعب : و أبو منصور أنوشتكين بن عبد الله الرضواني ، قال : أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري ، و قال ابن الزغواني : أخبرنا الشريف أبو نصر محمد بن محمد الزينبي ، قالا : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص ، حدثنا يحيى ، حدثنا الحسن بن يحيى الآرزي أبو علي بالبصرة ، حدثنا يحيى بن حماد ، حدثنا أبو عوانة ، عن سليمان ـ يعني الأعمش ـ عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي و هو بمكة نحو بيت المقدس و الكعبة بين يديه ، و بعدما هاجر إلى المدينة ستة عشر شهراً ، ثم صرف إلى الكعبة " . و روينا عن ابن سعد قال : أخبرنا هاشم بن القاسم ، حدثنا أبو معشر ، عن محمد ابن كعب القرظي ، قال : ما خالف نبي نبيياً قط في قبلة و لا في سنة ، إلا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم استقبل بيت المقدس من حين قدم المدينة ستة عشر شهراً ثم قرأ : " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا " [ الشورى : 13 ] . ===== |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
و قد ذكرنا فيما سلف حديث البراء بن معرور و توجهه إلى الكعبة ، و فيه دليل على أن الصلاة كانت يومئذ إلى بيت المقدس . و لما كان صلى الله عليه و سلم يتحرى القبلتين جميعاً و لم يتبين توجهه إلى بيت المقدس للناس حتى خرج من مكة .
قال السهيلي : و كرر الباري سبحانه و تعالى الأمر بالتوجه إلى البيت الحرام في ثلاث آيات ، لأن المنكرين لتحويل القبلة كانوا ثلاثة أصناف : اليهود ، لأنهم لا يقولون بالنسخ في أصل مذهبهم . و أهل الريب و النفاق اشتد إنكارهم له : لأنه كان أول نسخ نزل . و كفار قريش ، لأنهم قالوا : ندم محمد على فراق ديننا ، و كانوا يحتجون عليه ، فيقولون : يزعم محمد أنه يدعونا إلى ملة إبراهيم و إسماعيل و قد فارق قبلة إبراهيم و إسماعيل و آثر عليها قبلة اليهود ، فقال الله له حين أمره بالصلاة إلى الكعبة : " لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم " [ البقرة : 150 ] على الاستثناء المنقطع ، أي : لكن الذين ظلموا منهم لا يرجعون و لا يهتدون ، و ذكر الآيات إلى قوله تعالى : " ليكتمون الحق وهم يعلمون " [ البقرة : 146 ] أي يكتمون ما علموا من أن الكعبة هي قبلة الأنبياء . و روينا من طريق أبي داود في كتاب الناسخ و المنسوخ له : حدثنا أحمد بن صالح ، حدثنا عنبسة ، عن يونس ، عن ابن شهاب ، قال : كان سليمان بن عبد الملك لا يعظم إيلياء كما يعظمها أهل بيته ، قال : فسرت معه و هو ولي عهد ، قال : و معه خالد بن يزيد بن معاوية ، قال سليمان و هو جالس فيها : و الله إن في هذه القبة التي صلى إليها المسلمون و النصارى لعجبا . قال خالد بن يزيد : أما و الله إني لأقرأ الكتاب الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه و سلم ، واقرأ التوراة ، فلم تجدها اليهود في الكتاب الذي أنزل الله عليهم و لكن تابوت السكينة كان على الصخرة ، فلما غضب الله على بني إسرائيل رفعه ، فكانت صلاتهم إلى الصخرة على مشاورة منهم . و روى أبو داود أيضاً : أن يهودياً خاصم أبا العالية في القبلة ، فقال أبو العالية : إن موسى عليه السلام كان يصلي عند الصخرة و يستقبل البيت الحرام ، فكانت الكعبة قبلته ، و كانت الصخرة بين يديه ، و قال اليهودي : بيني و بينك مسجد صالح النبي عليه السلام ، فقال أبو العالية : فإني صليت في مسجد صالح و قبلته إلى الكعبة ، و أخبر أبو العالية أنه صلى في مسجد ذي القرنين و قبلته إلى الكعبة . قلت : قد تقدم في حديث البراء أن رجلاً صلى مع النبي صلى الله عليه و سلم يوم تحويل القبلة ، ثم أتى قوماً من الأنصار فأخبرهم و هم ركوع فاستداروا ، و لم يسمي المخبر في ذلك الخبر ، و الرجل هو عباد بن نهيك بن إساف الشاعر بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو [ النبيت ] بن مالك بن الأوس ، عمر في الجاهلية زماناً ، و أسلم و هو شيخ كبير ، فوضع النبي صلى الله عليه و سلم عنه الغزو ، و هو الذي صلى مع النبي صلى الله عليه و سلم القبلتين في الظهر ، ركعتين إلى بيت المقدس و ركعتين إلى الكعبة يوم صرفت القبلة ، ثم أتى قومه بني حارثة و هم ركوع في صلاة العصر ، فأخبرهم بتحويل القبلة ، فاستداروا إلى الكعبة . و قد ذكروا أبو عمرو هذا الرجل بذلك لكنه لم يرفع نسبه ، إنما قال : عباد ابن نهيك فقط ، و نسبه الخطمي ، فلم يصنع شيئاً ، فخطمة هو عبد الله بن جشم بن مالك بن الأوس ليس هذا منه ، هذا حارثي و بنو خطمة تأخر إسلامهم . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
ذكر فرض صيام شهر رمضان و زكاة الفطر ، و سنة الأضحية
روينا عن ابن سعد " أخبرنا محمد بن عمر ، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة . قال الواقدي : و أخبرنا عبد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر . قال : أخبرنا عبد العزيز بن محمد ، عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه ، عن جده ، قالوا : نزل فرض شهر رمضان بعدما صرفت القبلة إلى الكعبة بشهر ، في شعبان على رأس ثمانية عشر شهراً من مهاجر رسول الله صلى الله عليه و سلم . و أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم في هذه السنة بزكاة الفطر ، و ذلك قبل أن تفرض الزاكاة في الأموال ، و أن تخرج عن الصغير و الكبير و الحر و العبد و الذكر و الأنثى ، صاع من تمر أو صاع من شعير ، أو صاع من زبيب ، أو مدان من بر . و كان يخطب صلى الله عليه و سلم قبل الفطر بيومين ، فيأمر بإخراجها قبل أن يغدو إلى المصلى ، و قال : أغنوهم ـ يعني المساكين ـ عن طواف هذا اليوم . و كان يقسمها إذا رجع ، و صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة العيد يوم الفطر بالمصلى قبل الخطبة . و صلى العيد يوم الأضحى و أمر بالأضحية ، و أقام بالمدينة عشر سنين يضحى في كل عام ، قالوا : و كان يصلي العيدين قبل الخطبة بغير أذان و لا إقامة ، و كان تحمل العنزة بين يديه ، و كانت العنزة للزبير بن العوام ، قدم بها من أرض الحبشة ، فأخذها منه رسول الله صلى الله عليه و سلم . قالوا : و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صلى اشترى كبشين سمينين أقرنين أملحين ، فإذا صلى و خطب أتي بأحدهما و هو قائم في مصلاه ، فيذبحه بيده بالمدية ، ثم يقول : هذا عن أمتي جميعاً ، ممن شهد لك بالتوحيد و شهد لي بالبلاغ . ثم يؤتئ بالآخر فيذبحه هو عن نفسه ، ثم يقول : هذا عن محمد و آل محمد ، فيأكل هو و أهله منه ، و يطعم المساكين ، و كان يذبح عند طرف الزقاق عند دار معاوية " . قال محمد بن عمر : و كذلك تصنع الأئمة عندنا بالمدينة . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
ذكر المنبر و حنين الجذع
قرأت على الشيخة الأصيلة أم محمد مؤنسة خاتون بنت السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب بالقاهرة ، قلت لها : أخبرتك الشيخة أم هانيء عفيفة بنت أحمد ابن عبد الله الفارقانية إجازة ؟ فأقرت به ، قالت : " أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الواحد الصباغ ، أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو علي بن الصواف ، حدثنا الحسين بن عمر ، حدثنا أبي ، حدثنا المعلى بن هلال ، عن عمار الدهني ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أم سلمة ، أنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن قوائم منبري هذا رواتب في الجنة . قال : و كانت أساطين المسجد من دوم ، و ظلاله من جريد النخل ، و كانت الأسطوانة التي تلي المنبر عن يسار المنبر إذا استقبلته دومة . قالت : و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يسند ظهره إليها يوم الجمعة إذا خطب الناس قبل أن يصنع المنبر . فأول يوم وضع المنبر استوى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم قاعداً في الساعة التي كان يستند فيها إلى الأسطوانة ، ففقدته الأسطوانة فجأرت جؤار الثور ، أو خارت خوار الثور ، و النبي صلى الله عليه و سلم على المنبر ، فنزل النبي صلى الله عليه و سلم ، فأتاها فوضع يده عليها ، و قال لها : اسكني ، أو اسكتي ثم رجع النبي صلى الله عليه و سلم إلى منبره " . و قرأت على أبي الفتح يوسف بن يعقوب الشيباني بسفح قاسيون ، " أخبركم أبو العباس الخضر بن كامل بن سالم بن سبيع قراءة عليه و أنتم تسمعون سنة ست أو سبع و ستمائة ، و أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي إجازة ، إن لم يكن سماعاً ، قال الأول : أخبرنا أبو الدر ياقوت بن عبد الله الرومي ، و قال الثاني : أخبرنا أبو الفتح محمد بن محمد بن البيضاوي ، قالا : أخبرنا أبو محمد بن عبد الله بن محمد بن هزارمرد . [ ح ] و قرأت على أبي النور إسماعيل بن نور بن قمر الهيتي ، أخبركم الشيخ أبو نصر موسى بن الشيخ عبد القادر الجيلي قراءة عليه و أنت تسمع ؟ فأقر به ، أخبرنا أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسين بن البنا ، أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري قالا : أخبرنا أبو طاهر محمد ابن عبد الرحمن بن العباس المخلص ، حدثنا عبد الله ـ يعني البغوي ـ حدثنا شيبان بن فروخ ، حدثنا مبارك بن فضالة ، حدثنا الحسن ، عن أنس بن مالك ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب يوم الجمعة إلى جنب خشبة مسنداً ظهره إليها ، فلما كثر الناس ، قال : ابنوا لي منبراً . قال : فبنوا له منبراً له عتبان ، فلما قام على المنبر يخطب حنت الخشبة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم . قال أنس : و أنا في المسجد فسمعت الخشبة تحن حنين الواله ، فما زالت تحن حتى نزل إليها فاحتضنها فسكنت . فكان الحسن إذا حدث بهذا الحديث بكى ، ثم قال : يا عباد الله ، الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم شوقاً إليه ، لمكانه من الله عز و جل ، فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه " . قال القاضي عياض : رواه من الصحابة بضعة عشر منهم : أبي بن كعب ، و جابر ابن عبد الله ، و أنس بن مالك ، و عبد الله بن عمر ، و عبد الله بن عباس ، و سهل بن سعد ، و أبو سعيد الخدري ، و بريدة ، و أم سلمة ، و المطلب بن أبي وداعة ، كلهم يحدث بمعنى هذا الحديث ، قال الترمذي : و حديث أنس صحيح . و في حديث جابر : فلما صنع له المنبر سمعنا لذلك الجذع صوتاً كصوت العشار . و في رواية أنس : حتى ارتج المسجد بخواره . و في رواية سهل : و كثر بكاء الناس لما رأوا به . و في رواية المطلب : " حتى تصدع و انشق ، حتى جاء النبي صلى الله عليه و سلم فوضع يده عليه فسكت "، زاد غيره : "فقال النبي صلى الله عليه و سلم : إن هذا بكى لما فقد من الذكر " و زاد غيره : " والذي نفسي بيده لو لم ألتزمه لم يزل هكذا إلى يوم القيامة تحزناً على النبي صلى الله عليه و سلم ، فأمر به فدفن تحت المنبر " . " و في حديث أبي أنه أخذه أبي فكان عنده إلى أن أكلته الأرض و عاد رفاتا " . و في حديث بريدة ، "فقال ـ النبي صلى الله عليه و سلم ـ : إن شئت أردك إلى الحائط الذي كنت فيه ،تنبت لك عروقك و يكمل خلقك ، و يجدد لك خوص و ثمرة ؟ و إن شئت أغرسك في الجنة فيأكل أولياء الله من ثمرك ؟ ثم أصغى له عليه الصلاة و السلام يستمع ما يقول ، فقال : بل تغرسني في الجنة . فسمعه من يليه ، فقال عليه الصلاة و السلام : قد فعلت " . " و أخبرنا عبد الرحيم بن يوسف الموصلي بقراءة والدي عليه ، أخبرنا ابن طبرزذ ، أخبرنا ابن عبد الباقي ، أخبرنا الجوهري ، أخبرنا ابن الشخير ، حدثنا العباس بن أحمد ، حدثنا محمد بن أبان ، حدثنا أبو القاسم بن أبي الزناد ، عن سلمة بن وردان ، قال : سمعت أبا سعيد بن المعلي يقول ، سمعت علياً يقول ، سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ما بين قبري و منبري روضة من رياض الجنة " . " و رويناه من حديث جابر و فيه و إن منبري على ترعة من ترع الجنة " . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
القسم الأول من غزوة بدر الكبرى ـ و كانت يوم الجمعة صبيحة سبع عشرة من رمضان
قال ابن إسحاق : ثم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم سمع بأبي سفيان بن حرب مقبلاً من الشام في عير لقريش عظيمة ، فيها أموال لقريش و تجارة من تجارتهم ، و فيها ثلاثون رجلاً من قريش ، أو أربعون ، منهم : مخرمة بن نوفل ، و عمرو بن العاص . و قال ابن عقبة و ابن عائذ في أصحاب أبي سفيان : هم سبعون رجلاً ، و كانت عيرهم ألف بعير ، و لم يكن لحويطب بن عبد العزى فيها شيء فلذلك لم يخرج معهم . و قال ابن سعد : هي العير التي خرج لها حتى بلغ ذا العشيرة ، تحين قفولها من الشام ، فبعث طلحة بن عبيد الله التيمي و سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل يتجسسان خبر العير . قال ابن إسحاق : فحدثني محمد بن مسلم الزهري ، و عاصم بن عمر بن قتادة و عبد الله بن أبي بكر ، و يزيد بن رومان ، عن عروة بن الزبير ، و غيرهم من علمائنا عن ابن عباس ، كل قد حدثني بعض الحديث ، فاجتمع حديثهم فيما سقت من حديث بدر ، قالوا : لما سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم بابي سفيان مقبلاً من الشام ، ندب المسلمين إليهم و قال : هذه عير قريش ، فيها أموالهم ، فاخرجوا إليها ، لعل الله ينفلكموها ، فانتدب الناس ، فخف بعضهم ، و ثقل بعضهم ، و ذلك أنهم لم يظنوا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يلقى حرباً . و كان أبو سفيان حين دنا من الحجاز يتجسس الأخبار و يسأل من لقي من الركبان ، تخوفاً من أمر الناس ، حتى أصاب خبراً من بعض الركبان أن محمداً قد استنفر أصحابه لك و لعيرك ، فحذر عند ذلك ، فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري ، فبعثه إلى مكة ، و أمره أن يأتي قريشاً فيستنفرهم إلى أموالهم ، و يخبرهم أن محمداً قد عرض لها في أصحابه ، فخرج ضمضم بن عمرو سريعاً إلى مكة . قال ابن سعد : فخرج المشركون من أهل مكة سراعاً ، و معهم القيان و الدفوف ، و أقبل أبو سفيان بن حرب بالعير ، و قد خافوا خوفاً شديداً حين دنوا من المدينة ، و استبطؤوا ضمضماً و النفير ، حتى وردوا بدراً ، و هو خائف ، فقال لمجدي بن عمرو : هل أحسست أحداً من عيون محمد . قال ابن إسحاق : فأخبرني من لا أتهم ، عن عكرمة ، عن ابن عباس و يزيد بن رومان ، عن عروة بن الزبير ، قالا : و قد رأت عاتكة بنت عبد المطلب قبل قدوم ضمضم مكة بثلاث ليال رؤيا أفزعتها ، فبعثت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب ، فقالت له : يا أخي ، و الله لقد رأيت الليلة رؤيا ، لقد أفظعتني ، و تخوفت أن يدخل على قومك منها شر و مصيبة ، فاكتم عني ما أحدثك . فقال لها : و ما رأيت ؟ قالت : رأيت راكباً أقبل على بعير له حتى و قف بالأبطح ، ثم صرخ بأعلى صوته ألا انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث ، فأرى الناس اجتمعوا إليه ، ثم دخل المسجد و الناس يتبعونه ، فبينما هم حوله مثل به بعيره على ظهر الكعبة ، ثم صرخ بمثلها ألا انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث ، ثم مثل به بعيره على رأس أبي قبيس ، فصرخ بمثلها ، ثم أخذ صخرة فأرسلها ، فأقبلت تهوي حتى إذا كانت بأسفل الجبل ، ارفضت ، فما بقي بيت من بيوت مكة و لا دار إلا دخلتها منه فلقة . قال العباس : و الله إن هذا لرؤيا ، و أنت فاكتميها و لا تذكريها . ثم خرج العباس فلقي الوليد بن عتبة بن ربيعة ، و كان صديقاً له ، فذكرها له ، و استكتمه إياها ، فذكرها الوليد لأبيه عتبة ، ففشا الحديث حتى تحدثت به قريش ، قال العباس : فغدوت لأطوف بالبيت ، و أبو جهل بن هشام في رهط من قريش قعود يتحدثون برؤيا عاتكة فلما رآني أبو جهل ، قال : يا أبا الفضل : إذا فرغت من طوافك فاقبل إلينا ، فلما فرغت أقبلت حتى جلست معهم ، فقال لي أبو جهل : يا بني عبد المطلب ! متى حدثت فيكم هذه النبية ؟ قال : قلت : و ماذاك ؟ قال : ذاك الرؤيا التي رأت عاتكة . قال فقلت : و ما رأت ؟ قال : يا بني عبد المطلب ! أما رضيتم أن تتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم ؟ ! قد زعمت عاتكة في رؤياها أنه قال : انفروا في ثلاث ، فسنتربص بكم هذه الثلاث ، فإن يك حقاً فسيكون ، و إن تمض الثلاث و لم يكن من ذلك شيء نكتب عليكم كتاباً أنكم أكذب أهل بيت في العرب ، قال العباس : فو الله ما كان مني إليه كبير ، إلا أني جحدت ذلك ، و أنكرت أن تكون رأت شيئاً . و عند ابن عقبة في هذا الخبر ، أن العباس قال لأبي جهل : هل أنت منته ؟ فإن الكذب فيك و في أهل بيتك . فقال من حضرهما أبو بكر ما كنت يا أبا الفضل جهولاً و لا خرقاً . و كذلك قال ابن عائذ ، و زاد فقال له العباس : مهلاً يا مصفر أسته ، و لقي العباس من عاتكة أذى شديداً حين أفشى من حديثها . رجع إلى خبر ابن إسحاق : قال : ثم تفرقنا ، فلما أمسيت لم تبق امرأة من بني عبد المطلب إلا أتتني ، فقالت : أقررتم لهذا الفاسق الخبيث أن يقع في رجالكم ؟ ثم قد تناول النساء و أنت تسمع ؟ ثم لم تكن عندك غير لشيء مما سمعت ؟ قال : فقلت قد و الله فعلت ، ما كان مني إليه من كبير ، و ايم الله لأتعرضن له ، فإن عاد لأ كفينكنه قال : فغدوت في اليوم الثالث من رؤيا عاتكة و أنا حديد مغضب ، أرى أني قد فاتني منه أمر أحب أن أدركه منه قال : فدخلت المسجد فرأيته ، فو الله إني لأمشي نحوه أتعرضه ليعود لبعض ما قال ، فأوقع به ، وكان رجلاً خفيفاً ، حديد الوجه ، حديد اللسان ، حديد النظر . قال : إذ خرج نحو باب المسجد يشتد . قال : قلت في نفسي : ماله لعنه الله ، أكل هذا فرق مني أن أشاتمه ؟ قال : فإذا هو قد سمع ما لم أسمع صوت ضمضم بن عمرو الغفاري و هو يصرخ ببطن الوادي واقفاً على بعيره ، قد جدع بعيره ، و حول رحله ، و شق قميصه ، وهو يقول : يا معشر قريش ، اللطيمة اللطيمة ، أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه ، لا أرى أن تدركوها ، الغوث الغوث . قال : فشغلني عنه و شغله عني ما جاء من الأمر ، فتجهز الناس سراعاً ، و قالوا : أيظن محمد و أصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمي ، كلا و الله ليعلمن غير ذلك ، فكانوا بين رجلين ، إما خارج و إما باعث مكانه رجلاً و أوعبت قريش ، فلم يتخلف من أشرافها أحد ، إلا أن أبا لهب ابن عبد المطلب قد تخلف و بعث مكانه العاصي بن هشام بن المغيرة ، وكان قد لاط له بأربعة آلاف درهم كانت له عليه ، أفلس بها فاستأجره بها على أن يجزي عنه بعثه ، فخرج عنه و تخلف أبو لهب . قال ابن عقبة و ابن عائذ : خرجوا في خمسين و تسعمائة مقاتل ، و ساقوا مائة فرس . و روينا عن ابن سعد : أخبرنا عبيد الله بن موسى ، عن شيبان ، عن ابن إسحاق ، عن أبي عبيدة بن عبد الله ، عبد أبيه ، قال : لما أسرنا القوم في بدر ، قلنا : كم كنتم ؟ قالوا : كنا ألفاً . قال ابن إسحاق : و حدثني عبد الله بن أبي نجيح ، أن أمية بن خلف كان أجمع القعود ، و كان شيخاً جليلاً جسيماً ثقيلاً ، فأتاه عقبة بن أبي معيط و هو جالس في المسجد بين ظهراني قومه بمجمرة يحملها ، فيها نار و مجمر ، حتى وضعها بين يديه ، ثم قال يا أبا علي ! استجمر ، فإنما أنت من النساء . قال : قبحك الله و قبح ما جئت به . قال : ثم تجهز فخرج مع الناس . قيل : و كان سبب تثبطه ، ما ذكره البخاري في الصحيح ، من حديثه مع سعد بن معاذ و أبي جهل بمكة ، و قول سعد له : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " إنه قاتلك " . قلت : المشهور عند أرباب السير أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما قال ذلك لأخيه أبي بن خلف بمكة قبل الهجرة ، و هو الذي قتله النبي صلى الله عليه و سلم بعد ذلك يوم أحد بحربته ، و هذا أيضاً لا ينافي خبر سعد ، و الله أعلم . قال ابن إسحاق : و لما فرغوا من جهازهم و أجمعوا السير ، ذكروا ما بينهم و بين بني بكر بن عبد مناة بن كنانة من الحرب ، فقالوا : إنا نخشى أن يأتونا من خلفنا ، فتبدى لهم إبليس في صورة سراقة بن مالك بن مالك بن حعشم الكناني المدلجي ، و كان من أشراف بني كنانة ، فقال : أنا جار لكم من أن تأتيكم كنانة من خلفكم بشيء تكرهونه ، فخرجوا سراعاً . و ذكر ابن عقبة و ابن عائذ في هذا الخبر : و أقبل المشركون و معهم إبليس ـ لعنه الله ـ في صورة سراقة يحدثهم أن بني كنانة وراءه ، قد أقبلوا لنصرهم ، و أنه لا غالب لكم اليوم من الناس و إني جار لكم . قال ابن إسحاق : و عمير بن وهب أو الحارث بن هشام كان الذي رآه حين نكص على عقبيه عند نزول الملائكة ، و قال إني أرى ما لا ترون ، فلم يزل حتى أوردهم ثم أسلمهم ، ففي ذلك يقول حسان : سرنا وساروا إلى بدر لحينهم لو يعلمون يقين العلم ما ساروا دلالهم بغرور ثم أسلمهم إن الخبيث لمن والاه غرار في أبيات ذكرها . قال ابن إسحاق : و خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم من المدينة في ليال مضت من شهر رمضان في أصحابه ، قال ابن هشام : لثمان ليال خلون منه . و قال ابن سعد : يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة خلت منه ، بعد ما وجه طلحة بن عبيد الله و سعيد بن زيد بعشر ليال ، و ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم عسكره ببئر أبي عنبة ، و هي على ميل من المدينة ، فعرض أصحابه ، و رد من استصغر ، و خرج في ثلاثمائة رجل و خمسة نفر ، كان المهاجرون منهم أربعة و سبعين رجلاً ، و سائرهم من الأنصار ، و ثمانية تخلفوا لعذر ، ضرب لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بسهامهم و أجورهم : ثلاثة من المهاجرين ، عثمان بن عفان ، خلفه رسول الله صلى الله عليه و سلم على ابنته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و كانت مريضة ، فأقام عليها حتى ماتت . و طلحة ، و سعيد بن زيد ، بعثهما يتجسسان خبر العير . و خمسة من الأنصار : أبو لبابة بن عبد المنذر ، خلفه على المدينة ، وعاصم بن عدي العجلاني ، خلفه على أهل العالية ، و الحارث بن حاطب العمري رده من الروحاء إلى بني عمرو بن عوف لشيء بلغه عنهم ، و الحارث بن الصمة كسر من الروحاء ، و خوات بن جبير كسر أيضاً . قال ابن إسحاق : و دفع اللواء إلى مصعب بن عمير ـ و كان أبيض ـ و كان أمام رسول الله صلى الله عليه و سلم رايتان سوداوان ، إحداهما مع علي بن أبي طالب و الأخرى مع بعض الأنصار . و قال ابن سعد : كان لواء المهاجرين مع مصعب بن عمير ، و لواء الخزرج مع الحباب بن منذر ، و لواء الأوس مع سعد بن معاذ . كذا قال ، و المعروف أن سعد بن معاذ كان يومئذ على حرس رسول الله صلى الله عليه و سلم في العريش ، و أن لواء المهاجرين كان بيد علي . " قرىء على أبي حفص عمر بن عبد المنعم ابن عمر بن عبد الله بن غدير بعربيل ـ قرية بغوطة دمشق ـ و أنا أسمع ، أخبركم أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل بن الحرستاني قراءة عليه و أنت حاضر في الرابعة ؟ فأقر به ، أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد السلمي سماعاً ، أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد ، أخبرنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين السمسار ، أخبرنا أبو القاسم المظفر بن حاجب بن مالك بن أركين الفرغاني ، أخبرنا أبو الحسن محمد ابن يزيد بن عبد الصمد الدمشقي ، حدثنا أحمد ـ يعني ابن أبي أحمد ـ الجرجاني ، حدثنا شبابة بن سوار الفزاري ، حدثنا قيس بن ربيع ، عن الحجاج بن أرطاة ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، أن النبي صلى الله عليه و سلم أعطى علياً الراية يوم بدر ، و هو ابن عشرين سنة " . |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|