منتديات جعلان > جعلان للتربية والتعليم والموسوعات > جعلان للتربية والتعليم | ||
((( عيون الأثر الجزء الأول والثاني ))) |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
ذكر البراء بن معرور و صلاته إلى القبلة و ذكر العقبة الثالثة
قال ابن إسحاق : " ثم إن مصعب بن عمير رجع إلى مكة ، خرج من خرج من الأنصار من المسلمين إلى الموسم مع حجاج قومهم من أهل الشرك ، حتى قدموا مكة فواعدوا رسول الله صلى الله عليه و سلم القعبة من أوسط أيام التشريق ، فحدثني معبد كعب بن مالك أن أخاه عبد الله ، و كان من أعلم الأنصار ، حدثه أنا أباه كعباً حدثه ، و كان ممن شهد العقبة و بايع رسول الله صلى الله عليه و سلم بها ، قال : خرجنا في حجاج قومنا من المشركين ، و قد صلينا و فقهنا و معنا البراء بن معرور سيدنا و كبيرنا ، فلما وجهنا لسفرنا و خرجنا من المدينة ، قال البراء لنا : يا هؤلاء ! إني قد رأيت رأياً و الله ما أدري أتوافقوني عليه أم لا ؟ قال : قلنا و ما ذاك ؟ قال : رأيت أن لا أدع هذه البنية مني بظهر ـ يعني الكعبة ـ و أن أصلي إليها . قال : قلنا : و الله ما بلغنا أن نبينا يصلي إلا إلى الشام ، و ما نريد أن نخالفه . قال : فقال : إني لمصل إليها . قال : قلنا له : لكنا لا نفعل . قال : فكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام و صلى إلى الكعبة ، حتى قدمنا مكة . قال : و قد كنا عبنا عليه ما صنع ، و أبي إلا الإقامة على ذلك . قال : فلما قدمنا مكة قال لي : يا ابنم أخي ! انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أسأله عما صنعت في سفري هذا ، فإنه و الله لقد وقع في نفسي منه شيء ، لما رأيت من خلافكم إياي فيه . قال : فخرجنا نسأل عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و كنا لا نعرفه و لم نره قبل ذلك ، فلقينا رجلاً من أهل مكة ، فسألناه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : هل تعرفانه ؟ قلنا : لا . قال : فهل تعرفان العباس بن عبد المطلب عمه ؟ قال : قلنا : نعم . قال : و كنا نعرف العباس ، كان لا يزال يقدم علينا تاجراً . قال : فإذا دخلتما المسجد هو الرجل الجالس مع العباس . قال : فدخلنا المسجد فإذا العباس جالس و رسول الله صلى الله عليه و سلم معه ، فسلمنا ثم جلسنا إليه . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم للعباس : هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل ؟ قال : نعم . هذا البراء بن معرور سيد قومه ، و هذا كعب بن مالك . قال : فو الله ما أنسى قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : الشاعر ؟ قال : نعم . قال : فقال له البراء بن معرور : يا نبي الله ! إني خرجت في سفري هذا ، و قد هداني الله للإسلام ، فرأيت أن لا أجعل هذه البنية منى بظهر فصيلت إليها ، و خالفني أصحابي في ذلك ، حتى وقع في نفسي من ذلك شيء ، فماذا ترى يا رسول الله ؟ قال : قد كنت على قبلة لو صبرت عليها . فرجع البراء إلى قبلة رسول الله صلى الله عليه و سلم و صلى إلى الشام ، و أهله يزعمون أنه صلى إلى الكعبة حتى مات ، و ليس كما قالوا ، نحن أعلم به منهم . ثم خرجنا إلى الحج و واعدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم العقبة من أوسط أيام التشريق ، فلما فرغنا من الحج و كانت الليلة التي واعدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم لها ، و معنا عبد الله بن عمرو ابن حرام أبو جابر ، سيد من ساداتنا ، أخذناه و كنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا ، فكلمناه و قلنا له يا أيا جابر إنك سيد من ساداتنا ، و شريف من أشرافنا ، و إنا نرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطباً للنار غداً ، ثم دعوناه إلى الإسلام و أخبرناه بميعاد رسول الله صلى الله عليه و سلم إيانا العقبة . قال : فأسلم و شهد معنا العقبة و كان نقيباً . فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا ، حتى إذا مضى ثلث الليل ، خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله صلى الله عليه و سلم تسلل القطا ، مستخفين . حتى اجتمعنا في الشعب عند العقبة ، ونحن ثلاثة و سبعون رجلاً ، ومعنا امرأتان من نسائنا : نسيبة بنت كعب أم عمارة إحدى نساء بني مازن بن النجار ، و أسماء بنت عمرو بن عدي بن نابي إحدى نساء بني سلمة ، و هي أم منيع . قال : فاجتمعنا في الشعب ننتظر رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى جاءنا و معه العباس بن عبد المطلب ، و هو يومئذ على دين قومه ، إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه و يتوثق له . فلما جلس كان أول متكلم . فقال : يا معشر الخزرج و كانت العرب إنما يسمون هذا الحي من الأنصار : الخزرج ـ خزرجها و أوسها ـ إن محمداً منا الحديث قد علمتم ، و قد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه ، فهو في عز من قومه و منعة في بلده ، و إنه قد أبى إلا الانحياز إليكم و اللحوق بكم ، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه ، و مانعوه ممن خالفه فأنتم و ما تحملتم من ذلك ، و إن كنتم ترون أنكم مسلموه و خاذلوه بعد الخروج به إليكم فمن الآن فدعوه ، فإنه في عز و منعة من قومه و بلده قال : فقلنا له قد سمعنا ما قلت . فتكلم يا رسول الله فخذ لنفسك و لربك ما أحببت قال : فتكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم فتلا القرآن ، و دعا إلى الله ، و رغب في الإسلام ، ثم قال : أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم و أبناءكم . قال : فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال : نعم و الذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا فبايعنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فنحن و الله أهل الحروب و أهل الحلقة ، و رثناها كابراً عن كابر . قال : فاعترض القول ـ و البراء يكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم ـ أبو الهيثم بن التيهان ، فقال : يا رسول الله ! إن بيننا و بين الرجا لحبالاً ، و إنا قاطعوها ـ يعني اليهود ـ فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ، ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك و تدعنا ، قال : فتبسم رسول الله ثم قال : بل الدم الدم و الهدم الهدم ، أنا منكم و أتنم مني ، أحارب من حاربتم ، و أسالم من سالمتم . و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيباً ، يكونون على قومهم بما فيهم ، فأخرجوا تسعة من الخزرج و ثلاثة من الأوس . فمن الخزرج ثم من بني النجار : أسعد بن زرارة بن عدس . و من بني مالك الأغر ابن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج : عبد الله بن رواحة بن ثعلبة امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس الأكبر بن مالك الأغر ، و سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر . ومن بني زريق : رافع ابن مالك بن العجلان . و من بني سلمة ، ثم بني حرام : عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام . و من بني عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة أبو بكر البراء بن معرور ابن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد . و من بني طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب ابن الخزرج : سعد بن عبادة دليم بن حارثة بن أبي خزيمة بن ثعلبة بن طريف . و من بني ثعلبة بن الخزرج أخي طريف : النمذر بن عمرو بن خنيس بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة . و من بني غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج : عبادة بن الصامت . و من الأوس ، ثم من بني عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو ابن مالك بن الأوس : أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل . و من بني السلم بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس : سعد بن خيثمة ابن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط بن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم . و من بني أمية بن زيد ، رفاعة بن عبد المنذر بن زنبر بن زيد بن أمية " . قال ابن هشام : و أهل العلم يعدون فيهم أبا الهيثم بن التيهان بدل رفاعة . و روينا عن أبي بكر البيقهي بسنده إلى مالك ، قال : فحدثني شيخ من الأنصار أن جبريل عليه السلام كان يشير له إلى من يجعله نقيباً . و قد قيل إن الذي تولي الكلام مع الأنصار و شد العقد لرسول الله صلى الله عليه و سلم أسعد بن زرارة . و روينا من طريق العدني ، حدثنا يحيى بن سليم ، عن ابن خثيم ، عن أبي الزبير ، عن جابر فذكر حديث العقبة و فيه : فأخذ بيده يعني النبي صلى الله عليه و سلم أسعد بن زرارة و هو أصغر السبعين إلا أنا ، فقال . رويدا يا أهل يثرب ، إنا لم نضرب إليه أكباد المطي و نحن نعلم أنه رسول الله ، و إن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة ، و قتل خياركم ، و أن تعضكم السيوف ، فإما أنتم قوم تصبرون عليها إذا مستكم بقتل خياركم و مفارقة العرب كافة فخذوه و أجركم على الله ، و إما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه ، فهو أعذر لكم عند الله . فقالوا : يا أسعد ! أمط عنا يدك ، فو الله لا نذر هذه البيعة و لا نستقلبها . . الحديث . و قيل : بل العباس بن عبادة بن نضلة . روينا عن ابن إسحاق ، حدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، أن القوم لما اجتمعوا لبيعة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قال العباس بن عبادة بن نضلة : يا معشر الخزرج ! إنكم تبايعونه على حرب الأحمر و الأسود من الناس . فذكر نحو ما تقدم . قال : فأما عاصم فقال : و الله ما قال ذلك العباس إلا ليشد العقد لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، و أما عبد الله بن أبي بكر فقال : ما قال ذلك العباس إلا ليؤخر القوم تلك الليلة رجاء أن يحضرها عبد الله بن أبي سلول ، فيكون أقوى لأمر القوم ، فالله أعلم أي ذلك كان . و كانت هذه البيعة على حرب الأسود و الأحمر ، و أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم لنفسه و اشترط عليهم لربه ، و جعل لهم على الوفاء بذلك الجنة ، فأما المبايعين فيها مختلف فيه : فروينا عن ابن إسحاق من طريق البكائي ، و من طريق أبي عروبة ، " عن سليمان بن سيف ، عن سعيد بن بزيغ عنه قال : بنو النجار يزعمون أن أبا أمامة أسعد بن زرارة كان أول من ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه و سلم . و بنو عبد الأشهل يقولون : بل أبو الهيثم بن التيهان ، و قد تقدم أنه البراء بن معرور . فلما انتهيت البيعة صرخ الشيطان من رأس العقبة : يا أهل الجباجب هل لكم في مذمم و الصباة معه قد أجمعوا على حربكم . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : هذا أزب العقبة ، أتسمع أي عدو الله ، أما و الله لأفرغن لك . فاستأذنه العباس بن عبادة في القتال . فقال : لم نؤمر بذلك . و تطلب المشركون خبرهم فلم يعرفوه ، ثم شعروا به حين انصرفوا فاقتفوا آثارهم فلم يدركوا إلا سعدوا بن عبادة و المنذر بن عمرو ، فأما سعد فكان ممن عذب في الله ، و أما المنذر فأعجزهم و أفلت . و نمى خبر سعد بن عبادة إلى جبير بن مطعم و الحارث ابن حرب بن أمية على يدي أبي البختري بن هشام فأنقذه الله بهما . و قال ضرار بن الخطاب الفهري : تداركت سعداً عنوة فأخذته و كان شفاء لو تداركت منذرا و لو نلته طلت هناك جراحه و كان حرياً أن يهان و يهدرا فأجابه حسان بأبيات ذكرها ابن إسحاق . فلما قدموا المدينة أظهروا الإسلام و كان عمرو بن الجموح ممن بقي على شركه ، و كان له صنم يعظمه فكان فتيان ممن أسلم من بني سلمة يدلجون بالليل على صنمه فيطرح في بعض حفر بني سلمة منكساً رأسه في عذراً الناس ، فإذا أصبح عمرو قال : ويحكم من عدا على آلهتنا هذه الليلة ، ثم يغدو يلتمسه حتى إذا وجده غسله و طهره و طيبه ، فإذا أمسى عدوا عليه ففعلوا به مثل ذلك إلى أن غسله مرة و طهره ثم جاء بسيفه فعلقه عليه ، ثم قال له : ما أعلم من يصنع بك ما أرى ، فإن كان فيك خير فامتنع فهذا السيف معك . فلما أمسى و نام عمرو عدوا عليه و أخذوا السيف من عنقه ، ثم أخذوا كلباً ميتاً فقرنوه به بحبل ثم ألقوه في بئر من آبار بني سلمة فيها عذر من عذر الناس. و غدا عمرو بن الجموح فلم يجده في مكانه ، فخرج يتبعه حتى وجده في تلك البئر منكساً مقرونا بكلب ميت ، فلما رآه أبصر شأنه و كلمه من أسلم من قومه فأسلم رضي الله عنه ، و حسن إسلامه " . |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|