منتديات جعلان > جعلان للتربية والتعليم والموسوعات > جعلان للتربية والتعليم | ||
((( زاد المعاد ))) الأجزاء 1.2.3.4.5 |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
فصل فيما يقوله ويفعله من ابتلي بالوسواس ، وما يستعين به على الوسوسة
روى صالح بن كيسان ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن ابن مسعود يرفعه : "إن للملك الموكل بقلب ابن آدم لمة، وللشيطان لمة، فلمة الملك إيعاد بالخير، وتصديق بالحق ، ورجاء صالح ثوابه . ولمة الشيطان ، إيعاد بالشر ، وتكذيب بالحق ، وقنوط من الخير، فإذا وجدتم لمة الملك ، فاحمدوا الله ، وسلوه من فضله ، وإذا وجدتم لمة الشيطان ، فاستعيذوا بالله فاستغفروه ". وقال له عثمان بن أبي العاص : يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي ، قال : "ذاك شيطان يقال له : خنزب ، فإذا أحسسته ، فتعوذ بالله منه ، واتفل عن يسارك ثلاثاً" . وشكى إليه الصحابة أن احدهم يجد في نفسه -يعرض بالشيء - لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به ، فقال : "الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة". وأرشد من بلي بشيء من وسوسة التسلسل في الفاعلين ، إذا قيل له: هذا الله خلق الخلق ، فمن خلق الله ؟ أن يقرأ: " هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم " [الحديد : 13 ]. كذلك قال ابن عباس لأبي زميل سماك بن الوليد الحنفي وقد سأله : ما شيء أجده في صدري ؟ قال : ما هو؟ قال : قلت : والله لا أتكلم به . قال : فقال لي : أشيء من شك ؟ قلت : بلى، فقال لي : ما نجا من ذلك أحد، حتى أنزل الله عز وجل : " فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك " [يونس : 94 ] قال : فقال لي : فإذا وجدت في نفسك شيئاً، فقل : " هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم " . فأرشدهم بهذه الآية إلى بطلان التسلسل الباطل ببديهة العقل ، وأن سلسلة المخلوقات في ابتدائها تنتهي إلى أول ليس قبله شيء ، كما تغتب كما تنتهي في آخرها إلى آخر ليس بعده شيء ، كما أن ظهوره هو العلو الذي ليس فوقه شيء ، وبطونه هو الإحاطة التي لا يكون دونه فيها شيء ، ولو كان قبله شيء يكون مؤثراً فيه ، لكان ذلك هو الرب الخلاق ، ولا بد أن ينتهي الأمر إلى خالق غير مخلوق ، وغني عن غيره ، وكل شيء فقير إليه ، قائم بنفسه ، وكل شيء قائم به ، موجود بذاته ، وكل شيء موجود لا به . قديم لا أول له ، وكل ما سواه فوجوده بعد عدمه ، باق بذاته ، وبقاء كل شيء به ، فهو الأول الذي ليس قبله شيء ، والآخر الذي ليس بعده شيء ، الظاهر الذي ليس فوقه شيء ، والباطن الذي ليس دونه شيء . وقال صلى الله عليه وسلم : "لا يزال الناس يتساءلون حتى يقول قائلهم : هذا الله خلق الخلق ، فمن خلق الله ؟ فمن وجد من ذلك شيئاً فليستعذ بالله ولينته " ، وقد قال تعالى : " وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم " [فصلت : 36 ]. ولما كان الشيطان على نوعين : نوع يرى عياناً ، وهو شيطان الإنس ، ونوع لا يرى، وهو شيطان الجن ، أمر سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يكتفي من شر شيطان الإنس بالإعراض عنه ، والعفو، والدفع بالتي هي أحسن ، ومن شيطان الجن بالاستعاذة بالله منه ، والعفو، وجيع بين النوعين في سورة الأعراف ، وسورة المؤمنين ، وسورة فصلت ، والاستعاذة في القراءة والذكر أبلغ في دفع شر شياطين الجن ، والعفو والإعراض والدفع بالإحسان أبلغ في دفع شر شياطن الإنس . قال : فما هو إلا الاستعاذة ضارعاً أو الدفع بالحسنى هما خير مطلوب فهذا دواء الداء من شر مايرى وذاك دواء الداء من شر محجوب |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|