منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - بحث((( موسوعة سيرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 123  ]
قديم 04-26-2006, 07:49 PM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
فصل : قول ابن اسحاق وقدم رسول الله المدينة من تبوك

قال ابن إسحاق : وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك في رمضان ، وقدم عليه في ذلك الشهر وفد ثقيف .
وكان من حديثهم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انصرف عنهم : اتبع أثره عروة بن مسعود ، حتى أدركه قبل أن يدخل المدينة . فأسلم ، وسأله : أن يرجع إلى قومه بالإسلام ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن فيهم نخوة الامتناع ، فقال : يا رسول الله ! أنا أحب إليهم من أبكارهم . وكان فيهم كذلك محبباً مطاعاً .
فخرج يدعوهم إلى الإسلام ، رجاء أن لا يخالفوه ، لمنزلته فيهم. فلما أشرف لهم على علية -وقد دعاهم إلى الإسلام- رموه بالنبل من كل وجه ، فأصابه سهم فقتله ، فقيل له : ما ترى من دمك ؟ فقال : كرامة أكرمني الله بها ، وشهادة ساقها الله إلي ، فليس في إلا ما في الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يرتحل عنكم ، فادفنوني معهم . فدفنوه معهم ، فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن مثله في قومه كمثل صاحب يس في قومه .
ثم أقامت ثقيف بعد قتل عروة أشهراً، ثم ائتمروا بينهم، ورأوا أنهم لا طاقة لهم بحرب من حولهم من العرب ، وقد أسلموا وبايعوا، فأجمعوا أن يرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً ، كما أرسلوا عروة .
فكلموا عبد ياليل بن عمرو ، وعرضوا عليه ذلك ، فأبى ، وخشي أن يصنع به كما صنع بعروة ، فقال : لست فاعلاً حتى ترسلوا معي رجالاً ، فأجمعوا أن يرسلوا معه رجلين من الأحلاف وثلاثة من بني مالك ، منهم عثمان بن أبي العاص . فلما دنوا من المدينة ونزلوا قناة ، ألفوا بها المغيرة بن شعبة ، فاشتد ليبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم [بقدومهم ، فلقيه أبو بكر ، فقال : أقسمت عليك بالله لا تسبقني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم]، حتى أكون أنا أحدثه . ففعل ، ثم خرج المغيرة إلى أصحابه ، فروح الظهر معهم . وعلمهم كيف يحيون رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلم يفعلوا إلا بتحية الجاهلية ، فضرب عليهم قبة في ناحية المسجد .
وكان فيما سألوه : أن يدع لهم اللات لا يهدمها ثلاث سنوات ، فأبى . فما برحوا يسألونه سنة ، فيأبى ، حتى سألوه شهراً واحداً ، فأبى عليهم أن يدعها شيئاً مسمى . وإنما يريدون بذلك -فيما يظهرون- أن يسلموا بتركها من سفهائهم ونسائهم ، ويكرهون أن يروعوهم بهدمها ، حتى يدخلهم الإسلام ، فأبى إلا أن يبعث أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة يهدمانها .
فلما أسلموا أمر عليهم عثمان بن أبي العاص -وكان من أحدثهم سناً- وذلك : أنه كان من أحرصهم على التفقه في الدين ، وتعلم القرآن .
فلما توجهوا راجعين بعث معهم أبا سفيان والمغيرة بن شعبة ، حتى إذا قدموا الطائف أراد المغيرة : أن يقدم أبا سفيان ، فأبى، وقال : ادخل أنت على قومك . وأقام أبو سفيان بماله بذي الهدم . فلما دخل المغيرة علاها يضربها بالمعول . وقام دونه بنو معتب ، خشية أن يرمى ، كما فعل بعروة ، وخرج نساء ثقيف حسراً يبكين عليها ، فلما هدمها أخذ مالها وحليها وأرسل به إلى أبي سفيان