المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ✿【✿】✿ الوعــد المبيــت مـن إعصار "فيـــت" ✿【✿】✿


صاحب الذوق
06-18-2010, 12:45 AM
الوعــد المُبيــت من الإعصـار "فيـــت"




حينما يلملم حبيبك أوراقــه تاركاً خلفه بصمة تكاد لاتُنسى ..وحينما تترك الأم فلذة كبدها تاركة معه كل ما تحمل منه من ذكرى طيبة وجراح لا تبرى .. وحينما يكتب المؤلف كتابه تاركاً وراءه صفحات بيضاء ...حينها يوشك كلٌ منهم أن يبتعد عنا وقد لا يجد في فراقه كلمات مودًع ولا حتى همسات رحيله ، وتتلاطم أمواج رحيله في طيات ذاكرتنا صادرة نحيب كنحيب الأم على فقد ولدها ، وبل أشد من ذلك . وتتناثر بصمات لحظاته الماضية في قلوبنا رامية خلفها ذكرى معطره وذكرى موجعة حينها لا أملك إلا أن أقول يبكـــــــي الرجال !! نعم ، هم كذلك ولكن ليس كبكاء الطفلة عندما تفقد دميتها الصغيرة بل هو أكثر مما نتصوره وأشد مما نحن نتخيله ، وليس من الضروري أن ترى دموعهم على خديهم إلا قلةٌ منهم ، بل قد تلقى قلوبهم تعتصر من فراق أعــز ما يملكون ، ومن فراق حبيبة دربــهم التي لطالما استأنسوا بقربها ورافقتهم طول حياتهم على مدى الذكرى .
وفـــي لحظة تأمل وهدوء وعيونُ تسودها علامات التعجب والاستغراب ، بات الوعد المقدًر أن يصل ولا يعلم الحبيب ما أخفي لحبيبته من أمور قد تستبعد .. وأهوال قد تترك .. وأمواج قد تنزاح .. ودمار قد يخيًل لنا من نسج الخيال ..نعم هذا هو الحال المرتقب والوعد المبيت من إعصار "فيت" الذي ضرب ولايتنا الجميلة والعزيزة على قلوبنا " جعلان بني بو علي " .. فما هو حال العاشق عندما يُهمس في أذنيــه أنه قد يفارق عشيقته " النخلـــة " وما هو حالها هي الأخرى في تلك الساعات المفاجئة ؟ أتضنون أن لديها كلمات الوداع لترميها على عاشقها حــاملةُ معها طيات من الذكرى الطيبة أم أنها باتت عاجــزة عن ذلك الشعور؟ ...لا أرى في ذلك إلا البراءة في أجنحتها المرفرفة حول جسدها صادرةٌ معها ألذ صوت يُسمع وكلمات عشق يكاد لا يفهمها إلا من اجتباها حاملةُ في أجنحتها نسمات من الهواء العليل وصوت البلبل المغرد وهو يطير ..ولا أرى إلا المذاق اللذيذ في رطبها التي أوشكت أن تهديه لعاشقها ليستأنس بهديتها ويزيد من حُبه لها ....ولكن !!!! الوعد المقدًر كاد أن يصل ، فلا وقت ولا نية تجمع بينهم في ذلك اليوم . وكلٌ منهم باتت في عينيه نظرات من الاستغراب تلًوح في داخلها علامات من الاستفهام المتناثرة .. وودًع العاشق عشيقته على نية أن يلتقي بها في صبيحة اليوم التالي ، وهي كذلك تلوح بسعفها في الأفق مودعةُ إياه على أمل أن تلتقي به.. ولكن !! " قــدًر الله ما شاء فعل" .
وفي ليلة اليوم الأول وصبيحة اليوم التالي ..والسماء تغطت بالسحب الراكمه والهواء القوي، وبدأت السماء تغيث ماءها والرياح صفيرها وبدأ الرعب يسود على العشاق ، واستيقظ كلٌ من نومه على حدثُ كاد لم يحُسب وعلى قدر لم يُعرف وبدأت عليهم أكوام من الاستغراب ..وإذا بالسحب تنهمر ماءاً والرياح تزداد قوةً وشدةً والظلام يسود كل مكان بــــدأت الفاجعــــة وبدأ الوعد المبيت من إعصار "فيت" وبدأ العشاق يهرعون ويفزعون بالوعد المفاجئ وبدأت العاشقات "النخيل" تلوح في الأفق وتصيح بأعلى صوتها وقد بح صوتها من هول الرياح القوية ... حينها بدأت الفاجعة !!!!
نبضات القلب في ازدياد والعاشق يحاتي عشيقته وكأنه يسمع نداء إستغاثتها لهُ ولكن لم تكن في يــده حيلة وبدأت دموعه تنهار على خديه ..أترى ما هو حالها هي الآن ..وإذا بالعاشقة تصيح بأعلى صوتها مستنجدة به ولكن لا تملك إلا كلمات الوداع الأخير وهي تبكي بكاءاً مريراً على وشوك مفارقتها لعشيقها ، وإذا بالمفاجأة التي لم تكن في الحسبان وإذ بالفيلق " الوادي" يدخل علىيهن وبدون إستئذان ، حيث ترتططم أمواجه بجذوعها ويتعمق ويلتف بجذورها وهي ماسكةُ نفسها لعلها تتغلب على هذا الوحش .."ولكن باتت مشيئة الله فوق ذلك" فإذا بالفيلق يقتلع كل صغيره وكبيره بدون رحمة ولا شفقه ..فمنها من تصيح للنجدة ومنها من تستغيث للمساعدة ومنها من مالت وأوشكت على السقوط ولكن بدون جدوى ، فالصغيرة والكبيرة باتت في دربه سهله لنفيها من الحياة ، وأصر على أن يقلب موازين التربة التي لطالما تغذت منها في مسار حياتها وإستروت من ماءها وضمت فيها جذورها ..وإذا بها كجثة هامدة ملقية في عرض البحر تتلاطمها الأمواج في كل مكان وقد إنحسرت جذورها وتبعثرت في أنحاء الأرض ، وثمرتها الطيبة تناشلت في كل مكان وأجنحتها المرفرفة الجميلة باتت ملقية على حافة طريقه لعلها تكون ذكرى للعشاق .
وما هي إلا ساعات قليلة والسماء فيها ما زالت تنهمر بزخات بسيطة من المطر وإذا بالعشاق يذهبون ليروا ما هو حال عشيقاتهم .. ولـكـــــــن !!! يا هـــول الموقف .. كلُ منهم لم يصدق ما ترى عيناه أو ما تسمع أُذنيه ، فإذ هذا عيونه تدمع والثاني له نحيب كنحيب الام والآخر يصرخ من فوق رأسه ..أيعقل أن قصر عشيقتي أصبح أبيض يكاد لا يُرى فيه شي !! أين أعز ما أملك وأين عشيقتي التي لطالما غرستها بيدي منذ صغرها وانتظرت ثمارها سنة تلوى الأخرى ... أيعقل لا أجدها في مكانها ؟ أيعقل حتى تربتها التي إستقويت بها إنجرفت معها؟ ...نعم .. هــذا هو الوعد وهذه هي المشيئة التي قدًرها الله لنا في أعز ما نملك لدينا . أكتب هذه السطور لكم وعيوني تذرف دمعاً على خدي مما حصل على معشوقتي ، وسأضل أذكرها وأرثيها طول عمري ولن أنسى ذكرياتها الجميلة معي عندما أزورها وأحتضنها لأقتطف ما بها من ثمارٌ لذيذة وصوت العصافير وهي تغرد على أجنحتها .. لا وثم لا لن أنساك أيتها العشيقة وستخلدين في ذاكرتــــي الى الأبــــد .

ملامح يوسفيه
06-18-2010, 01:37 AM
يسلموا ع المجهووود

تقبل مروري

آلدنيآإ آخ،ـذ و ع’ـطآآ
06-18-2010, 02:04 AM
يسلمو خيو

بس أحس شي غريب في الموضع

المهم مشكور ولاهنت

صاحب الذوق
06-18-2010, 06:24 AM
يسلموا ع المجهووود

تقبل مروري

يسلم لي مرورك الطيب اخي العزيز..

صاحب الذوق
06-18-2010, 06:27 AM
يسلمو خيو

بس أحس شي غريب في الموضع

المهم مشكور ولاهنت

يسلملي مرورك اخي ... واذا توجد ملاحظة " أرجو ان تخبرني بها في الخاص"
دمـــــت بـــود ...