ابن الاشخرة
03-26-2007, 08:29 PM
قصيدة ليس الغريب 
من احب القاصيد الى قلبي
ليس الغريب
لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَنِ ** إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ
 
إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتـِه ** على الْمُقيمينَ في الأَوطــانِ والسَّكَنِ
 
سَفَري بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَنـي ** وَقُوَّتي ضَعُفَتْ والمـوتُ يَطلُبُنـي
 
وَلي بَقايــا ذُنوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها ** الله يَعْلَمُهــا في السِّرِ والعَلَنِ
 
مـَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني ** وقَدْ تَمـادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِي
 
تَمُرُّ سـاعـاتُ أَيّـَامي بِلا نَدَمٍ ** ولا بُكاءٍ وَلاخَـوْفٍ ولا حـَزَنِ
 
أَنَـا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوابَ مُجْتَهِداً ** عَلى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُنـي
 
يَـا زَلَّةً كُتِبَتْ في غَفْلَةٍ ذَهَبَتْ ** يَـا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلبِ تُحْرِقُني
 
دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسي وَأَنْدِبُـهـا ** وَأَقْطَعُ الدَّهْرَ بِالتَّذْكِيـرِ وَالحَزَنِ
 
كَأَنَّني بَينَ تلك الأَهلِ مُنطَرِحــَاً ** عَلى الفِراشِ وَأَيْديهِمْ تُقَلِّبُنــي
 
وَقد أَتَوْا بِطَبيبٍ كَـيْ يُعالِجَنـي ** وَلَمْ أَرَ الطِّبَّ هـذا اليـومَ يَنْفَعُني
 
واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُـها ** مِن كُلِّ عِرْقٍ بِلا رِفقٍ ولا هَوَنِ
 
واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها ** وصـَارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَني
 
وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفوا ** بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَنِ
 
وَقـامَ مَنْ كانَ حِبَّ لنّاسِ في عَجَلٍ ** نَحْوَ المُغَسِّلِ يَأْتينـي يُغَسِّلُنــي
 
وَقــالَ يـا قَوْمِ نَبْغِي غاسِلاً حَذِقاً ** حُراً أَرِيباً لَبِيبـاً عَارِفـاً فَطِنِ
 
فَجــاءَني رَجُلٌ مِنْهُمْ فَجَرَّدَني ** مِنَ الثِّيــابِ وَأَعْرَاني وأَفْرَدَني
 
وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحـاً ** وَصـَارَ فَوْقي خَرِيرُ الماءِ يَنْظِفُني
 
وَأَسْكَبَ الماءَ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَني ** غُسْلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَوْمَ بِالكَفَنِ
 
وَأَلْبَسُوني ثِيابـاً لا كِمامَ لهـا ** وَصارَ زَادي حَنُوطِي حيـنَ حَنَّطَني
 
وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيـا فَوا أَسَفاً ** عَلى رَحِيـلٍ بِلا زادٍ يُبَلِّغُنـي
 
وَحَمَّلوني على الأْكتـافِ أَربَعَةٌ ** مِنَ الرِّجـالِ وَخَلْفِي مَنْ يُشَيِّعُني
 
وَقَدَّموني إِلى المحرابِ وانصَرَفوا ** خَلْفَ الإِمـَامِ فَصَلَّى ثـمّ وَدَّعَني
 
صَلَّوْا عَلَيَّ صَلاةً لا رُكوعَ لهـا ** ولا سُجـودَ لَعَلَّ اللـهَ يَرْحَمُني
 
وَأَنْزَلوني إلـى قَبري على مَهَلٍ ** وَقَدَّمُوا واحِداً مِنهـم يُلَحِّدُنـي
 
وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَني ** وَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنيهِ أَغْرَقَني
 
فَقامَ مُحتَرِمــاً بِالعَزمِ مُشْتَمِلاً ** وَصَفَّفَ اللَّبِنَ مِنْ فَوْقِي وفـارَقَني
 
وقَالَ هُلُّوا عليه التُّرْبَ واغْتَنِموا ** حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَنِ
 
في ظُلْمَةِ القبرِ لا أُمٌّ هنــاك ولا ** أَبٌ شَفـيقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّسُنــي
 
فَرِيدٌ وَحِيدُ القبرِ، يــا أَسَفـاً ** عَلى الفِراقِ بِلا عَمَلٍ يُزَوِّدُنـي
 
وَهالَني صُورَةً في العينِ إِذْ نَظَرَتْ ** مِنْ هَوْلِ مَطْلَعِ ما قَدْ كان أَدهَشَني
 
مِنْ مُنكَرٍ ونكيرٍ مـا أَقولُ لهم ** قَدْ هــَالَني أَمْرُهُمْ جِداً فَأَفْزَعَني
 
وَأَقْعَدوني وَجَدُّوا في سُؤالِهـِمُ ** مَـالِي سِوَاكَ إِلهـي مَنْ يُخَلِّصُنِي
 
فَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْوٍ مِنك يــا أَمَلي ** فَإِنَّني مُوثَقٌ بِالذَّنْبِ مُرْتَهــَنِ
 
تَقاسمَ الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُوا ** وَصَارَ وِزْرِي عَلى ظَهْرِي فَأَثْقَلَني
 
واستَبْدَلَتْ زَوجَتي بَعْلاً لهـا بَدَلي ** وَحَكَّمَتْهُ فِي الأَمْوَالِ والسَّكَـنِ
 
وَصَيَّرَتْ وَلَدي عَبْداً لِيَخْدُمَهــا ** وَصَارَ مَـالي لهم حـِلاً بِلا ثَمَنِ
 
فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيــا وَزِينَتُها ** وانْظُرْ إلى فِعْلِهــا في الأَهْلِ والوَطَنِ
 
وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها ** هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ
 
خُذِ القَنـَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها ** لَوْ لم يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ
 
يَـا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراً ** يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ
 
يـَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي ** فِعْلاً جميلاً لَعَلَّ اللهَ يَرحَمُني
 
يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً ** عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَنِ
 
ثمَّ الصلاةُ على الْمُختـارِ سَيِّدِنـا ** مَا وَصَّـا البَرْقَ في شَّامٍ وفي يَمَنِ
 
والحمدُ لله مُمْسِينَـا وَمُصْبِحِنَا ** بِالخَيْرِ والعَفْوْ والإِحْســانِ وَالمِنَنِ
 
وهذي الانشوده بصوة الشيخ مشاري العفاسي
http://www.alafasy.com/audio/files/700.rm
من احب القاصيد الى قلبي
ليس الغريب
لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَنِ ** إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ
إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتـِه ** على الْمُقيمينَ في الأَوطــانِ والسَّكَنِ
سَفَري بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَنـي ** وَقُوَّتي ضَعُفَتْ والمـوتُ يَطلُبُنـي
وَلي بَقايــا ذُنوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها ** الله يَعْلَمُهــا في السِّرِ والعَلَنِ
مـَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني ** وقَدْ تَمـادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِي
تَمُرُّ سـاعـاتُ أَيّـَامي بِلا نَدَمٍ ** ولا بُكاءٍ وَلاخَـوْفٍ ولا حـَزَنِ
أَنَـا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوابَ مُجْتَهِداً ** عَلى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُنـي
يَـا زَلَّةً كُتِبَتْ في غَفْلَةٍ ذَهَبَتْ ** يَـا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلبِ تُحْرِقُني
دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسي وَأَنْدِبُـهـا ** وَأَقْطَعُ الدَّهْرَ بِالتَّذْكِيـرِ وَالحَزَنِ
كَأَنَّني بَينَ تلك الأَهلِ مُنطَرِحــَاً ** عَلى الفِراشِ وَأَيْديهِمْ تُقَلِّبُنــي
وَقد أَتَوْا بِطَبيبٍ كَـيْ يُعالِجَنـي ** وَلَمْ أَرَ الطِّبَّ هـذا اليـومَ يَنْفَعُني
واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُـها ** مِن كُلِّ عِرْقٍ بِلا رِفقٍ ولا هَوَنِ
واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها ** وصـَارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَني
وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفوا ** بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَنِ
وَقـامَ مَنْ كانَ حِبَّ لنّاسِ في عَجَلٍ ** نَحْوَ المُغَسِّلِ يَأْتينـي يُغَسِّلُنــي
وَقــالَ يـا قَوْمِ نَبْغِي غاسِلاً حَذِقاً ** حُراً أَرِيباً لَبِيبـاً عَارِفـاً فَطِنِ
فَجــاءَني رَجُلٌ مِنْهُمْ فَجَرَّدَني ** مِنَ الثِّيــابِ وَأَعْرَاني وأَفْرَدَني
وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحـاً ** وَصـَارَ فَوْقي خَرِيرُ الماءِ يَنْظِفُني
وَأَسْكَبَ الماءَ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَني ** غُسْلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَوْمَ بِالكَفَنِ
وَأَلْبَسُوني ثِيابـاً لا كِمامَ لهـا ** وَصارَ زَادي حَنُوطِي حيـنَ حَنَّطَني
وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيـا فَوا أَسَفاً ** عَلى رَحِيـلٍ بِلا زادٍ يُبَلِّغُنـي
وَحَمَّلوني على الأْكتـافِ أَربَعَةٌ ** مِنَ الرِّجـالِ وَخَلْفِي مَنْ يُشَيِّعُني
وَقَدَّموني إِلى المحرابِ وانصَرَفوا ** خَلْفَ الإِمـَامِ فَصَلَّى ثـمّ وَدَّعَني
صَلَّوْا عَلَيَّ صَلاةً لا رُكوعَ لهـا ** ولا سُجـودَ لَعَلَّ اللـهَ يَرْحَمُني
وَأَنْزَلوني إلـى قَبري على مَهَلٍ ** وَقَدَّمُوا واحِداً مِنهـم يُلَحِّدُنـي
وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَني ** وَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنيهِ أَغْرَقَني
فَقامَ مُحتَرِمــاً بِالعَزمِ مُشْتَمِلاً ** وَصَفَّفَ اللَّبِنَ مِنْ فَوْقِي وفـارَقَني
وقَالَ هُلُّوا عليه التُّرْبَ واغْتَنِموا ** حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَنِ
في ظُلْمَةِ القبرِ لا أُمٌّ هنــاك ولا ** أَبٌ شَفـيقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّسُنــي
فَرِيدٌ وَحِيدُ القبرِ، يــا أَسَفـاً ** عَلى الفِراقِ بِلا عَمَلٍ يُزَوِّدُنـي
وَهالَني صُورَةً في العينِ إِذْ نَظَرَتْ ** مِنْ هَوْلِ مَطْلَعِ ما قَدْ كان أَدهَشَني
مِنْ مُنكَرٍ ونكيرٍ مـا أَقولُ لهم ** قَدْ هــَالَني أَمْرُهُمْ جِداً فَأَفْزَعَني
وَأَقْعَدوني وَجَدُّوا في سُؤالِهـِمُ ** مَـالِي سِوَاكَ إِلهـي مَنْ يُخَلِّصُنِي
فَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْوٍ مِنك يــا أَمَلي ** فَإِنَّني مُوثَقٌ بِالذَّنْبِ مُرْتَهــَنِ
تَقاسمَ الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُوا ** وَصَارَ وِزْرِي عَلى ظَهْرِي فَأَثْقَلَني
واستَبْدَلَتْ زَوجَتي بَعْلاً لهـا بَدَلي ** وَحَكَّمَتْهُ فِي الأَمْوَالِ والسَّكَـنِ
وَصَيَّرَتْ وَلَدي عَبْداً لِيَخْدُمَهــا ** وَصَارَ مَـالي لهم حـِلاً بِلا ثَمَنِ
فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيــا وَزِينَتُها ** وانْظُرْ إلى فِعْلِهــا في الأَهْلِ والوَطَنِ
وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها ** هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ
خُذِ القَنـَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها ** لَوْ لم يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ
يَـا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراً ** يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ
يـَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي ** فِعْلاً جميلاً لَعَلَّ اللهَ يَرحَمُني
يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً ** عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَنِ
ثمَّ الصلاةُ على الْمُختـارِ سَيِّدِنـا ** مَا وَصَّـا البَرْقَ في شَّامٍ وفي يَمَنِ
والحمدُ لله مُمْسِينَـا وَمُصْبِحِنَا ** بِالخَيْرِ والعَفْوْ والإِحْســانِ وَالمِنَنِ
وهذي الانشوده بصوة الشيخ مشاري العفاسي
http://www.alafasy.com/audio/files/700.rm