منتديات جعلان > جعلان للتربية والتعليم والموسوعات > جعلان للتربية والتعليم | ||
((( عيون الأثر الجزء الأول والثاني ))) |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
ذكر عرض رسول الله صلى الله عليه و سلم نفسه على قبائل العرب
" أخبرنا محمد بن إبراهيم المقدسي الإمام قراءة عليه و أنا حاضر في الرابعة ، و عبد الرحيم ابن يوسف المزي قراءة عليه و أنا أسمع بالجامع الأزهر ، قال الأول : أخبرنا أبو اليمن زيد ابن الحسن الكندي قراءة عليه و أنا أسمع . و قال الثاني : أخبرني أبو حفص عمر بن محمد ابن طبرزذ سماعاً عليه في الخامسة ، قالا : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري ، أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني ، أخبرنا أبو بكر محمد ابن إسماعيل الوراق ، حدثنا أبو أحمد إسماعيل بن موسى بن إبراهيم الحاسب ، حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ، حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي ، حدثنا إسرائيل يعني ابن يونس ، عن عثمان بن أبي المغيرة الثقفي ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن جابر بن عبد الله ، قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم يعرض نفسه على الناس في الوقف و يقول : ألا رجل يعرض علي قومه ، فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي " . " و أخبرنا عبد الرحيم بن يوسف الموصلي بقراءة والدي عليه و غازي بن أبي الفضل بن عبد الوهاب الدمشقي بقراءتي عليه ، قالا : أخبرنا ابن طبرزذ ، أخبرنا ابن الحصين . أخبرنا ابن غيلان ، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي ، حدثنا إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي ، حدثنا عبد الله بن رجاء ، حدثنا سعيد بن سلمة بن أبي الحسام ، حدثنا محمد بن المنكدر أنه سمع ربيعة بن عباد ـ أو عباد ـ الدؤلي يقول : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يطوف على الناس في منازلهم قبل أن يهاجر إلى المدينة يقول : يا أيها الناس إن الله أمركم أن تعبدوه و لا تشركوا به شيئاً . قال : و وراءه رجل يقول : يا أيها الناس إن هذا يأمركم أن تتركوا دين آبائكم . فسألت من هذا الرجل ؟ فقيل : أبو لهب . و ذكر ابن إسحاق عرضه عليه السلام نفسه على كندة ، و على كلب ، و على بني حنيفة . قال : و لم يك أحدة من العرب أقبح رداً عليه منهم . و على بني عامر بن صعصعة . و ذكر الواقدي دعاءه عليه السلام بني عبس إلى الإسلام ، و أنه أتى غسان في منازلهم . و بني محارب كذلك . و ذكر قاسم بن ثابت فيما رأيته عنه " من حديث عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب في خروجهما هو و أبو بكر مع رسول الله صلى الله عليه و سلم لذلك ، قال علي : و كان أبو بكر في كل خير مقدماً . فقال : ممن القوم ؟ فقالوا : من شيبان بن ثعلبة . فالتفت أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : بأبي أنت و أمي هؤلاء غرر في قومهم ، و فيهم مفروق بن عمرو ، و هانيء بن قبيصة ، و مثنى بن حارثة ، و النعمان بن شريك . و كان مفروق بن عمرو قد غلبهم جمالاً و لساناً ، و كان له غديرتان ، و كان أدنى القوم مجلساً من أبي بكر رضي الله عنه . فقال له أبو بكر رضي الله عنه : كيف العدد فيكم ؟ فقال له مفروق : إنا لنزيد على الألف ، و لن تغلب الألف من قلة . فقال أبو بكر : كيف المنعة فيكم ؟ فقال مفروق : علينا الجهد و لكل قوم جد . فقال أبو بكر : فكيف الحرب بينكم و بين عدوكم ؟ فقال مفروق : إنا لأشد ما نكون غضباً حين نلقى و إنا لأشد ما نكون لقاء حين نغضب ، و إنا لنؤثر الجياد على الأولاد و السلاح على اللقاح ، و النصر من عند الله ، يديلنا مرة علينا اخرى ، لعلك أخو قريش ؟ فقال أبو بكر : أو قد بلغكم أنه رسول الله ؟ فها هو ذا . فقال مفروق : قد بلغنا أنه يذكر ذلك ، فغلام تدعو يا أخا قريش ؟ فتقدم رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال : أدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له ، و أني رسول الله ، و إلى أن تؤوني و تنصروني ، فإن قريشاً قد تظاهرت على على أمر الله و كذبت رسله ، و استغنت بالباطل عن الحق ، و الله الغني الحميد . فقال مفروق إلام تدعو أيضاً يا أخا العرب ؟ فقال : رسول الله صلى الله عليه و سلم : " قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون " [ الأنعام : 150 ] فقال مفروق : و غلام تدعو أيضاً يا أخا قريش ؟ فتلا رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون " [ النحل : 90 ] فقال مفروق : دعوت و الله يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق ، و محاسن الأعمال ، و لقد أفك قوم كذبوك ، و ظاهروا عليك . و كأنه أراد أن يشركه في الكلام هانئ بن قبيصة ، فقال : و هذا هانئ بن قبيصة شيخنا و صاحب ديننا . فقال هانئ : قد سمعنا مقالتك يا أخا قريش ، و إني أرى أن تركنا ديننا و اتباعنا إياك على دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول و لا آخر : زلة في الرأي و قلة نظر في العاقبة ، و إنما تكون الزلة مع العجلة ، و من ورائنا قوم نكره أن نعقد عليهم عقداً ، و لكن نرجع و نرجع ، و ننظر و تنظر . و كأنه أحب أن يشركه في الكلام المثني بن حارثة . فقال : و هذا المثنى بن حارثة شيخنا ، و صاحب حربنا . فقال المثنى : قد سمعت مقالتك يا أخا قريش ، و الجواب هو جواب هانيء بن قبيصة : في تركنا ديننا ، و اتباعنا دينك لمجلس إلينا ليس له أول و لا آخر ، و إنا إنما نزلنا بين صريي اليمامة و السمامة . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما هذان الصريين ؟ فقال أنهار كسرى و مياه العرب . فأما ما كان من أنهار كسرى فذنب صاحبه غير مغفور و عذره غير مقبول ، و أما ما كان من مياه العرب فذنب صاحبه مغفور و عذره مقبول ، و إنا نزلنا على عهد أخاه علينا كسرى أن لا نحدث حدثاً و لا نؤوي محدثاً ، و إني أرى أن هذا الأمر الذي تدعونا إليه أنت ، هو مما تكرهه الملوك ، فإن أحببت أن نؤويك و ننصرك ، مما يلي مياه العرب فعلنا . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما أسألتم في الرد إذ أفصحتم بالصدق ، و إن دين الله لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه من جميع . أرأيتم إن لم تلبثوا إلا قليلاً حتى يورثكم الله بأرضهم و ديارهم و أموالهم و يفرشكم نساءهم ؟ أتسبحون الله و تقدسونه ؟ فقال النعمان بن شريك : اللهم لك ذا . فتلا رسول الله صلى الله عليه و سلم " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا " [ الأحزاب : 45 ـ 46 ] ثم نهض رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذ بيدي فقال : يا أبا بكر يا أبا حسن أية أخلاق في الجاهلية ؟ ! ما أشرفها ! بها يدفع الله بأس بعضهم عن بعض ، و بها يتحاجزون فيما بينهم . قال : ثم دفعنا إلى مجلس الأوس و الخزرج ، فما نهضنا حتى بايعوا النبي صلى الله عليه و سلم ، و كانوا صدقاً صبراً . و لم يزل رسول الله صلى الله عليه و سلم في ذلك كله يدعو إلى دين الله ، و يأمر به كل من لقيه ، و رآه من العرب ، إلى أن قدم سويد بن الصامت ، أخو بني عمرو بن عوف من الأوس ، فدعاه رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الإسلام فلم يبعد و لم يجب ، ثم انصرف إلى يثرب فقتل في بعض حروبهم . قال ابن إسحاق : فإن كان رجال من قومه ليقولون إنا نراه قد قتل و هو مسلم . و قدم مكة أبو الحيسر أنس بن رافع في فتية من قومه بني عبد الأشهل ، يطلبون الحلف ، فدعاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الإسلام . فقال رجل منهم اسمه إياس بن معاذ و كان شاباً : يا قوم ، هذا و الله خير مما قدمنا له . فضربه أبو الحيسر و انتهره فسكت . ثم لم يتم لهم الحلف فانصرفوا إلى بلادهم ، و مات إياس بن معاذ . فقيل : إنه مات مسلماً . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
بدء إسلام الأنصار و ذكر العقبة الأولى
و الأنصار : بنو الأوس و الخزرج ، ابني حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن ابن الأزد دراء بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ عامر بن يشجب ابن يعرب بن يقطن قحطان . قال ابن إسحاق : فلما أراد الله إظهار دينه و إعزاز نبيه و إنجاز موعده له ، خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في الموسم الذي لقي فيه النفر من الأنصار ، فعرض نفسه على قبائل العرب كما كان يصنع في كل موسم ، فبينما هو عند العقبة لقي رهطاً من الخزرج ، أراد الله بهم خيراً فقال لهم : من أنتم ؟ قالوا : نفر من الخزرج . قال : أمن موالي يهود ؟ قالوا : نعم . قال : أفلا تجلسون أكلمكم . قالوا : بلى . فجلسوا معه ، فدعاهم إلى الله ، و عرض عليهم الإسلام ، و كان مما صنع الله به في الإسلام أن يهود كانوا معهم في بلادهم ، و كانوا أهل علم و كتاب ، و كانوا هم أهل شرك ، أصحاب أوثان ، و كانوا قد غزوهم ببلادهم فكانوا إذا كان بينهم شيء . قالوا لهم : إن نبياً مبعوث الآن ، قد أظل زمانه ، نتبعه نقتلكم معه قتل عاد و إرم . فلما كلم رسول الله صلى الله عليه و سلم أولئك النفر ، و دعاهم إلى الله ، قال بعضهم لبعض تعلموا و الله إنه لنبي الذي توعدكم به يهود ، فلا يسبقنكم إليه . فأجابوه فيما دعاهم إليه ، بأن صدقوا و قبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام . و قالوا له : إنا تركنا قومنا و لا قوم بينهم من العداوة و الشر ما بينهم ، فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعز منك . ثم انصرفوا راجعين إلى بلادهم قد آمنوا و صدقوا . و هم فيما ذكر لي ستة نفر من الخزرج منهم من بني النجار ـ و هو تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأكبر : أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم ابن مالك بن النجار . و عوف بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن غنم بن مالك ابن النجار ـ و ابن سعد يقول : سواد بن مالك بن غنم بن مالك ـ و هو ابن عفراء . و من بني زريق : رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق . و من بني سواد بن غنم بن كعب بن سلمة : قطبة بن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد . و من بني سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن سادرة بن تزيد بن جشم . ثم من بني حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة : عقبة بن عامر بن نابي بن زيد بن حرام . و من بني عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة : جابر بن عبد الله بن رئاب ابن النعمان بن سنان بن عبيد . قال أبو عمر : و من أهل العلم بالسير من يجعل فيهم عبادة بن الصامت و يسقط جابر ابن رئاب ، و الله أعلم . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
ذكر العقبة الثانية
حتى إذا كان العام المقبل قدم مكة من الأنصار اثنا عشر رجلاً ، منهم خمسة من الستة الذين ذكرنا و هم : أبو أمامة ، و عوف بن عفراء ، و رافع بن مالك ، و قطبة ، و عقبة . و بقيتهم : معاذ بن الحارث بن رفاعة و هو ابن عفراء أخو عوف المذكور . و ذكوان بن عبد قيس بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق الزرقي . ذكروا أنه رحل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى مكة فسكنها فهو مهاجري أنصاري قتل يوم أحد . و عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن عمرو ابن عوف بن الخزرج . و من بني سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج : العباس بن عبادة بن نضلة ابن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم . و من حلفائهم : يزيد بن ثعلبة بن خزمة ـ بسكون الزاي و الطبري يفتحها ـ بن أصرم بن عمرو بن عمارة ـ بفتح العين و تشديد الميم ـ بن مالك من بني فران من بلي . و من بني الأوس بن حارثة أخي الخزرج : ثم من بني جشم أخي عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس : أبو الهيثم مالك بن التيهان ـ أهل الحجاز يخففون الياء و غيرهم يشددها ـ بن مالك بن عمرو بن زيد بن جشم بن عمرو بن جشم . و من الناس من يعده لهم من بلي . و من بني أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس : عويم بن ساعدة بن عايش بن قيس بن النعمان بن زيد بن أمية بن زيد بن أمية بن زيد . فبايع رسول الله صلى الله عليه و سلم هؤلاء عند العقبة على بيعة النساء ، و لم يكن أمر القتال بعد . " أخبرنا أحمد بن يوسف الساوي بقراءة والدي عليه سنة ست و سبعين ، أخبرنا أبو روح المطهر بن أبي بكر البيهقي سماعاً ، أخبرنا أبو بكر الطوسي ، أخبرنا نصر الله بن أحمد الخشنامي ، أخبرنا أحمد بن الحسن النيسابوري ، أخبرنا محمد بن أحمد ، حدثنا محمد بن يحيى الذهلي ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر عن الزهري ، عن أبي أدريس الخولاني ، عن عبادة بن الصامت ، قال : بايع رسول الله صلى الله عليه و سلم نفراً أنا منهم ، فتلا عليهم آية النساء لا تشركوا بالله شيئاً ثم قال : و من وفى فأجره على الله ، و من أصاب من ذلك شيئاً فعوقب به في الدنيا فهو طهر له ـ أو قال كفارة له ـ و من أصاب من ذلك شيئاً فستره الله عليه فأمره إلى الله إن شاء الله غفر له و إن شاء عذبه " . رواه البخاري . حدثني إسحاق بن منصور ، أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا ابن أخي ابن شهاب ، عن عمه ، فذكره بمعناه . فلما انصرفوا بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم معهم ابن أم مكتوم و مصعب بن عمير يعلمان من أسلم منهم القرآن ، و يدعوان من لم يسلم إلى الإسلام ، فنزل مصعب بن عمير على أسعد بن زرارة ، و كان مصعب بن عمير يدعى المقرئ و القارئ ، و كان يؤمهم ، و ذلك أن الأوس و الخزرج كره بعضهم أن يؤمه بعض ، فجمع بهم أول جمعة جمعت في الإسلام . و عند ابن إسحاق : أول من جمع بهم أبو أمامة أسعد بن زرارة . روينا عن ابن أبي عروبة حدثنا هاشم بن القاسم ، حدثنا ابن وهب ، عن يونس عن ابن شهاب ، قال : بلغنا أن أول ما جمعت الجمعة بالمدينة قبل أن يقدمها رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فجمع بالمسلمين مصعب بن عمير بن عبد مناف . و به قال حدثنا هاشم ، حدثنا ابن وهب ، أخبرني ابن جريج ، عن سليمان بن موسى ، أن النبي صلى الله عليه و سلم كتب إليه يأمره بذلك . و روينا من طريق أبي داود ، حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا ابن أدريس ، عن محمد ابن إسحاق ، عن محمد بن أبي أمامة بن سهل ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ـ و كان قائد أبيه بعدما ذهب بصره ـ عن أبيه كعب بن مالك ، أنه كان إذا سمع النداء يوم الجمعة ترحم لأسعد بن زرارة . فقلت له إذا سمعت النداء ترحمت لأسعد بن زرارة ؟ فقال : لأنه أول من جمع بنا في هزم البيت من حرة بني بياضة في بقيع يقال له : بقيع الخضمات . قلت : كم أنتم يومئذ ؟ قال : أربعون . بقيع الخضمات بالباء وقع في هذه الرواية ، و قيده البكري بالنون ، و قال : هزم النبيت : جبل على بريد من المدينة . قال السهيلي : " تجميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم الجمعة و تسميتهم إياها بهذا الاسم هداية من الله لهم قبل يؤمروا بها ، ثم نزلت سورة الجمعة بعد أن هاجر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المدينة فاستقر فرضها و استمر حكمها ، و لذلك قال عليه الصلاة و السلام : أضلته اليهود و النصارى و هداكم الله له " . و ذكر عبد بن حميد : حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، عن ابن سيرين ، قال : جمع أهل المدينة قبل أن يقدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة ، و قبل أن تنزل الجمعة . . الحديث . و روى الدارقطني عن ابن عباس إذن النبي صلى الله عليه و سلم لهم بها قبل الهجرة . و قد روينا من طريق ابن أبي عروبة الأثر عن سليمان بن موسى بذلك . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
ذكر إسلام سعد بن معاذ و أسيد بن حضير على يدي مصعب بن عمير
قال ابن إسحاق : و حدثني عبيد الله بن المغيرة بن معيقيب و عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، أن أسعد بن زرارة خرج بمصعب بن عمير يريد دار بني عبد الأشهل و دار بني ظفر فدخل حائطاً من حوائط بني ظفر ، فجلسا فيه ، و اجتمع إليهما رجال ممن أسلم ، و سعد بن معاذ و أسيد بن حضير يومئذ سيدا قومهما ، و كلاهما مشرك على دين قومه ، فلما سمعا به قال سعد بن معاذ لأسيد بن حضير : لا أبا لك ، انطلق إلى هذين الرجلين اللذين قد أتيا دارينا ليسفها ضعفاءنا فازجرهما و انههما عن أن يأتيا دارينا ، فإنه لولا أن سعد بن زرارة مني حيث قد علمت كفيتك ذلك ، و هو ابن خالتي ، و لا أجد عليه مقدماً ، فأخذ أسيد بن حضير حربته ، ثم أقبل إليهما ، فلما رآه أسعد بن زرارة قال لمصعب : هذا سيد قومه ، قد جاءك ، فاصدق الله فيه . ثم قال مصعب : إن يجلس هذا أكلمه . قال : فوقف عليها مشتماً ، فقال : ما جاء بكما إلينا تسفهان ضعفاءنا ، اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة . فقال له مصعب : أوتجلس فتسمع ، فإن رضيت أمراً قبلته و إن كرهته كف عنك ما تكره . قال : أنصف . ثم ركز حربته و جلس إليهما ، فكلما مصعب بالإسلام و قرأ عليه القرآن . فقالا فيما يذكر عنهما : و الله لعرفنا في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم . ثم قال : ما أحسن هذا و أجمله ! كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين ؟ قالا له : تغتسل فتطهر ، و تطهر ثوبيك ، ثم تشهد شهادة الحق ، ثم تصلي . فقام فاغتسل و طهر ثوبيه و تشهد شهادة الحق ، ثم قام فركع ركعتين ، ثم قال لهما : إن ورائي رجلاً إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه ، و سأرسله إليكما الآن ، و هو سعد ابن معاذ . ثم أخذ حريته فانصرف إلى سعد و قومه ، و هم جلوس في ناديهم ، فلما نظر إليه سعد بن معاذ مقبلاً ، قال : أحلف بالله لقد جاءكم أسيد بن حضير بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم ، فلما وقف على النادي قال له سعد : ما فعلت ؟ قال : كلمت الرجلين ، فو الله ما رأيت بهما بأساً ، و قد نهيتهما ، فقالا : نفعل ما أحببت ، و قد حدثت أن بني حارثة خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه ، و ذلك أنهم عرفوا أنه ابن خالتك ليحفروك . فقام سعد مغضباً مبادراً تخوفاً للذي ذكر له من بني حارثة ، فأخذ الحربة من يده و قال : و الله ما أراك أغنيت عنا شيئاً . ثم خرج إليهما ، فلما رآهما سعد مطمئين ، عرف أن أسيداً إنما أراد منه أن يسمع منهما . فوقف عليهما متشتما ، ثم قال لأسعد بن زرارة : يا أبا أمامة ، أما و الله لولا ما بيني و بينك من القرآبة ما رمت مني هذا . أتغشانا في دارينا بما نكره ، و قد قال أسعد بن زرارة لمصعب بن عمير : أي مصعب ، جاءك و الله سيد من وراءه من قومه ، إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان . قال : فقال له مصعب : أو تقعد فتسمع فإن رضيت أمراً قبلته و إن كرهته عزلنا عنك ما تكره . قال سعد : أنصفت ، ثم ركز الحربة و جلس ، فعرض عليه الإسلام . و قرأ عليه القرآن . قالا : فعرفنا و الله في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم . ثم قال لهما : كيف تصنعون إذا أنتم أسلمتم و دخلتم في هذا الدين . قالا : تغتسل فتطهر و تطهر ثوبيك ، ثم تشهد شهادة الحق ، ثم ركع ركعتين . قال فقام فاغتسل و طهر ثوبيه ثم شهد شهادة الحق ، ثم ركع ركعتين ، ثم أخذ حربته فأقبل عامداً إلى نادي قومه و معهم أسيد بن حضير ، فلما رآه قومه مقبلاً قالوا : نحلف بالله لقد رجع إليكم سعد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم . فلما وقف عليهم قال : يا بني عبد الأشهل ، كيف تعلمون أمري فيكم ؟ قالوا : سيدنا و أفضلنا رأياً و أيمنناً نقيبة ، قال : فإن كلام رجالكم و نسائكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله و رسوله . قال : فو الله ما أمسى في دار بني عبد الأشهل رجل و لا امرأة إلا مسلماً و مسلمة . قال أبو عمر : " حاشا الأصيرم ، و هو عمرو بن ثابت بن وقش ، فإنه تأخر إسلامه إلى يوم أحد ، فأسلم و استشهد و لم يسجد لله سجدة ، و أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه من أهل الجنة " . رجع إلى ابن إسحاق : قال و رجع مصعب إلى منزل أسعد بن زرارة ، فأقام عنده يدعو الناس إلى الإسلام ، حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا و فيها رجال و نساء مسلمون ، إلا ما كان من دار بني أمية بن زيد ، و خطمة و وائل و واقف ، و تلك أوس الله ، و هم من الأوس بن حارثة . قال أبو عمر : و كانوا سكاناً في عوالي المدينة ، فأسلم منهم قوم ، و كان سيدهم أبو قيس صيفي بن الأسلب ، فتأخر إسلامه و إسلام سائر قومه إلى أن مضت بدر و أحد و الخندق ثم أسلموا كلهم . و رأيت في التاريخ الأوسط للبخاري أن أهل مكة سمعوا هاتفاً يهتف قبل إسلام سعد بن معاذ : فإن يسلم السعدان يصبح محمد بمكة لا يخشى خلاف المخالف فحسبوا أنه يريد القبيلتين سعد هذيم من قضاعة ، و سعد بن زيد مناة بن تميم ، حتى سمعوه يقول : فيا سعد سعد الأوس كن أنت ناصراً و يا سعد سعد الخزرجين الغطارف أجيبا إلى داعي الهدى و تمنيا على الله في الفردوس منية عارف في أبيات ، و قد روينا ذلك أطول من هذا . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
ذكر البراء بن معرور و صلاته إلى القبلة و ذكر العقبة الثالثة
قال ابن إسحاق : " ثم إن مصعب بن عمير رجع إلى مكة ، خرج من خرج من الأنصار من المسلمين إلى الموسم مع حجاج قومهم من أهل الشرك ، حتى قدموا مكة فواعدوا رسول الله صلى الله عليه و سلم القعبة من أوسط أيام التشريق ، فحدثني معبد كعب بن مالك أن أخاه عبد الله ، و كان من أعلم الأنصار ، حدثه أنا أباه كعباً حدثه ، و كان ممن شهد العقبة و بايع رسول الله صلى الله عليه و سلم بها ، قال : خرجنا في حجاج قومنا من المشركين ، و قد صلينا و فقهنا و معنا البراء بن معرور سيدنا و كبيرنا ، فلما وجهنا لسفرنا و خرجنا من المدينة ، قال البراء لنا : يا هؤلاء ! إني قد رأيت رأياً و الله ما أدري أتوافقوني عليه أم لا ؟ قال : قلنا و ما ذاك ؟ قال : رأيت أن لا أدع هذه البنية مني بظهر ـ يعني الكعبة ـ و أن أصلي إليها . قال : قلنا : و الله ما بلغنا أن نبينا يصلي إلا إلى الشام ، و ما نريد أن نخالفه . قال : فقال : إني لمصل إليها . قال : قلنا له : لكنا لا نفعل . قال : فكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام و صلى إلى الكعبة ، حتى قدمنا مكة . قال : و قد كنا عبنا عليه ما صنع ، و أبي إلا الإقامة على ذلك . قال : فلما قدمنا مكة قال لي : يا ابنم أخي ! انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أسأله عما صنعت في سفري هذا ، فإنه و الله لقد وقع في نفسي منه شيء ، لما رأيت من خلافكم إياي فيه . قال : فخرجنا نسأل عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و كنا لا نعرفه و لم نره قبل ذلك ، فلقينا رجلاً من أهل مكة ، فسألناه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : هل تعرفانه ؟ قلنا : لا . قال : فهل تعرفان العباس بن عبد المطلب عمه ؟ قال : قلنا : نعم . قال : و كنا نعرف العباس ، كان لا يزال يقدم علينا تاجراً . قال : فإذا دخلتما المسجد هو الرجل الجالس مع العباس . قال : فدخلنا المسجد فإذا العباس جالس و رسول الله صلى الله عليه و سلم معه ، فسلمنا ثم جلسنا إليه . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم للعباس : هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل ؟ قال : نعم . هذا البراء بن معرور سيد قومه ، و هذا كعب بن مالك . قال : فو الله ما أنسى قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : الشاعر ؟ قال : نعم . قال : فقال له البراء بن معرور : يا نبي الله ! إني خرجت في سفري هذا ، و قد هداني الله للإسلام ، فرأيت أن لا أجعل هذه البنية منى بظهر فصيلت إليها ، و خالفني أصحابي في ذلك ، حتى وقع في نفسي من ذلك شيء ، فماذا ترى يا رسول الله ؟ قال : قد كنت على قبلة لو صبرت عليها . فرجع البراء إلى قبلة رسول الله صلى الله عليه و سلم و صلى إلى الشام ، و أهله يزعمون أنه صلى إلى الكعبة حتى مات ، و ليس كما قالوا ، نحن أعلم به منهم . ثم خرجنا إلى الحج و واعدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم العقبة من أوسط أيام التشريق ، فلما فرغنا من الحج و كانت الليلة التي واعدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم لها ، و معنا عبد الله بن عمرو ابن حرام أبو جابر ، سيد من ساداتنا ، أخذناه و كنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا ، فكلمناه و قلنا له يا أيا جابر إنك سيد من ساداتنا ، و شريف من أشرافنا ، و إنا نرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطباً للنار غداً ، ثم دعوناه إلى الإسلام و أخبرناه بميعاد رسول الله صلى الله عليه و سلم إيانا العقبة . قال : فأسلم و شهد معنا العقبة و كان نقيباً . فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا ، حتى إذا مضى ثلث الليل ، خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله صلى الله عليه و سلم تسلل القطا ، مستخفين . حتى اجتمعنا في الشعب عند العقبة ، ونحن ثلاثة و سبعون رجلاً ، ومعنا امرأتان من نسائنا : نسيبة بنت كعب أم عمارة إحدى نساء بني مازن بن النجار ، و أسماء بنت عمرو بن عدي بن نابي إحدى نساء بني سلمة ، و هي أم منيع . قال : فاجتمعنا في الشعب ننتظر رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى جاءنا و معه العباس بن عبد المطلب ، و هو يومئذ على دين قومه ، إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه و يتوثق له . فلما جلس كان أول متكلم . فقال : يا معشر الخزرج و كانت العرب إنما يسمون هذا الحي من الأنصار : الخزرج ـ خزرجها و أوسها ـ إن محمداً منا الحديث قد علمتم ، و قد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه ، فهو في عز من قومه و منعة في بلده ، و إنه قد أبى إلا الانحياز إليكم و اللحوق بكم ، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه ، و مانعوه ممن خالفه فأنتم و ما تحملتم من ذلك ، و إن كنتم ترون أنكم مسلموه و خاذلوه بعد الخروج به إليكم فمن الآن فدعوه ، فإنه في عز و منعة من قومه و بلده قال : فقلنا له قد سمعنا ما قلت . فتكلم يا رسول الله فخذ لنفسك و لربك ما أحببت قال : فتكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم فتلا القرآن ، و دعا إلى الله ، و رغب في الإسلام ، ثم قال : أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم و أبناءكم . قال : فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال : نعم و الذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا فبايعنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فنحن و الله أهل الحروب و أهل الحلقة ، و رثناها كابراً عن كابر . قال : فاعترض القول ـ و البراء يكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم ـ أبو الهيثم بن التيهان ، فقال : يا رسول الله ! إن بيننا و بين الرجا لحبالاً ، و إنا قاطعوها ـ يعني اليهود ـ فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ، ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك و تدعنا ، قال : فتبسم رسول الله ثم قال : بل الدم الدم و الهدم الهدم ، أنا منكم و أتنم مني ، أحارب من حاربتم ، و أسالم من سالمتم . و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيباً ، يكونون على قومهم بما فيهم ، فأخرجوا تسعة من الخزرج و ثلاثة من الأوس . فمن الخزرج ثم من بني النجار : أسعد بن زرارة بن عدس . و من بني مالك الأغر ابن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج : عبد الله بن رواحة بن ثعلبة امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس الأكبر بن مالك الأغر ، و سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر . ومن بني زريق : رافع ابن مالك بن العجلان . و من بني سلمة ، ثم بني حرام : عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام . و من بني عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة أبو بكر البراء بن معرور ابن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد . و من بني طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب ابن الخزرج : سعد بن عبادة دليم بن حارثة بن أبي خزيمة بن ثعلبة بن طريف . و من بني ثعلبة بن الخزرج أخي طريف : النمذر بن عمرو بن خنيس بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة . و من بني غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج : عبادة بن الصامت . و من الأوس ، ثم من بني عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو ابن مالك بن الأوس : أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل . و من بني السلم بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس : سعد بن خيثمة ابن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط بن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم . و من بني أمية بن زيد ، رفاعة بن عبد المنذر بن زنبر بن زيد بن أمية " . قال ابن هشام : و أهل العلم يعدون فيهم أبا الهيثم بن التيهان بدل رفاعة . و روينا عن أبي بكر البيقهي بسنده إلى مالك ، قال : فحدثني شيخ من الأنصار أن جبريل عليه السلام كان يشير له إلى من يجعله نقيباً . و قد قيل إن الذي تولي الكلام مع الأنصار و شد العقد لرسول الله صلى الله عليه و سلم أسعد بن زرارة . و روينا من طريق العدني ، حدثنا يحيى بن سليم ، عن ابن خثيم ، عن أبي الزبير ، عن جابر فذكر حديث العقبة و فيه : فأخذ بيده يعني النبي صلى الله عليه و سلم أسعد بن زرارة و هو أصغر السبعين إلا أنا ، فقال . رويدا يا أهل يثرب ، إنا لم نضرب إليه أكباد المطي و نحن نعلم أنه رسول الله ، و إن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة ، و قتل خياركم ، و أن تعضكم السيوف ، فإما أنتم قوم تصبرون عليها إذا مستكم بقتل خياركم و مفارقة العرب كافة فخذوه و أجركم على الله ، و إما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه ، فهو أعذر لكم عند الله . فقالوا : يا أسعد ! أمط عنا يدك ، فو الله لا نذر هذه البيعة و لا نستقلبها . . الحديث . و قيل : بل العباس بن عبادة بن نضلة . روينا عن ابن إسحاق ، حدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، أن القوم لما اجتمعوا لبيعة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قال العباس بن عبادة بن نضلة : يا معشر الخزرج ! إنكم تبايعونه على حرب الأحمر و الأسود من الناس . فذكر نحو ما تقدم . قال : فأما عاصم فقال : و الله ما قال ذلك العباس إلا ليشد العقد لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، و أما عبد الله بن أبي بكر فقال : ما قال ذلك العباس إلا ليؤخر القوم تلك الليلة رجاء أن يحضرها عبد الله بن أبي سلول ، فيكون أقوى لأمر القوم ، فالله أعلم أي ذلك كان . و كانت هذه البيعة على حرب الأسود و الأحمر ، و أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم لنفسه و اشترط عليهم لربه ، و جعل لهم على الوفاء بذلك الجنة ، فأما المبايعين فيها مختلف فيه : فروينا عن ابن إسحاق من طريق البكائي ، و من طريق أبي عروبة ، " عن سليمان بن سيف ، عن سعيد بن بزيغ عنه قال : بنو النجار يزعمون أن أبا أمامة أسعد بن زرارة كان أول من ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه و سلم . و بنو عبد الأشهل يقولون : بل أبو الهيثم بن التيهان ، و قد تقدم أنه البراء بن معرور . فلما انتهيت البيعة صرخ الشيطان من رأس العقبة : يا أهل الجباجب هل لكم في مذمم و الصباة معه قد أجمعوا على حربكم . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : هذا أزب العقبة ، أتسمع أي عدو الله ، أما و الله لأفرغن لك . فاستأذنه العباس بن عبادة في القتال . فقال : لم نؤمر بذلك . و تطلب المشركون خبرهم فلم يعرفوه ، ثم شعروا به حين انصرفوا فاقتفوا آثارهم فلم يدركوا إلا سعدوا بن عبادة و المنذر بن عمرو ، فأما سعد فكان ممن عذب في الله ، و أما المنذر فأعجزهم و أفلت . و نمى خبر سعد بن عبادة إلى جبير بن مطعم و الحارث ابن حرب بن أمية على يدي أبي البختري بن هشام فأنقذه الله بهما . و قال ضرار بن الخطاب الفهري : تداركت سعداً عنوة فأخذته و كان شفاء لو تداركت منذرا و لو نلته طلت هناك جراحه و كان حرياً أن يهان و يهدرا فأجابه حسان بأبيات ذكرها ابن إسحاق . فلما قدموا المدينة أظهروا الإسلام و كان عمرو بن الجموح ممن بقي على شركه ، و كان له صنم يعظمه فكان فتيان ممن أسلم من بني سلمة يدلجون بالليل على صنمه فيطرح في بعض حفر بني سلمة منكساً رأسه في عذراً الناس ، فإذا أصبح عمرو قال : ويحكم من عدا على آلهتنا هذه الليلة ، ثم يغدو يلتمسه حتى إذا وجده غسله و طهره و طيبه ، فإذا أمسى عدوا عليه ففعلوا به مثل ذلك إلى أن غسله مرة و طهره ثم جاء بسيفه فعلقه عليه ، ثم قال له : ما أعلم من يصنع بك ما أرى ، فإن كان فيك خير فامتنع فهذا السيف معك . فلما أمسى و نام عمرو عدوا عليه و أخذوا السيف من عنقه ، ثم أخذوا كلباً ميتاً فقرنوه به بحبل ثم ألقوه في بئر من آبار بني سلمة فيها عذر من عذر الناس. و غدا عمرو بن الجموح فلم يجده في مكانه ، فخرج يتبعه حتى وجده في تلك البئر منكساً مقرونا بكلب ميت ، فلما رآه أبصر شأنه و كلمه من أسلم من قومه فأسلم رضي الله عنه ، و حسن إسلامه " . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
تسمية من شهد العقبة
و هذه تسمية من شهد العقبة ، و كانوا ثلاثة و سبعين رجلاً و امرأتين . هذا هو العدد المعروف ، و إن زاد في التفضيل على ذلك ، فليس ذلك بزيادة في الجملة ، و إنما هو لمحل الخلاف فيمن شهد ، فبعض الرواة يثبته و بعضهم يثبت غيره بدله ، و قد وقع ذلك في غير موضع ، في أهل بدر و شهداء أحد ، و غير ذلك . و هم من الأوس أحد عشر رجلاً ، ثم من بني عبد الأشهل : أسيد بن حضير ، و أبو الهيثم مالك بن التيهان ، و سلمة بن سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل . و سعد بن زيد بن عامر بن عمرو بن جشم بن الحارث بن الخزرج ، و بنو جشم عدادهم في بني عبد الأشهل . شهد العقبة في قول الواقدي وحده و هو معدود في البدريين عند غيره . و قد اختلف في نسبه ، و هو عند ابن إسحاق : سعد بن زيد بن مالك بن عبيد ابن كعب بن عبد الأشهل . و من بني عبد حارثة بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس : ظهير بن رافع ابن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة ، و أبو بردة هانئ بن نيار بن عمرو بن عبيد بن كلاب بن دهمان بن غنم بن ذبيان بن هميم بن كاهل بن ذهل بن هني بن بلي بن عمرو ابن الحاف بن قضاعة حليف لهم ، و بهيز بن الهيثم بن نابي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج ـ و بهيز بالباء الموحدة عند بعضهم و بالنون عند آخرين ـ . و من بني عمرو بن عوف : سعد بن خيثمة ، و رفاعة بن عبد المنذر ، و عبد الله بن جبير بن النعمان بن أمية بن البرك ـ و اسم البرك : امرئ القيس ـ بن ثعلبة بن عمرو ، و معن بن عدي بن الجد بن العجلان بن ضبيعة ، و عويم بن ساعدة . و من الخزرج ثم من بني النجار : أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد ابن عوف ابن غنم بن مالك بن النجار ، و معاذ بن عفراء ، و أخواه معوذ و عوف ، و عمارة ابن حزم ابن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار ، و أسعد ابن زرارة ، و النعيمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن غنم عند الواقدي وحده . و من بني مبذول عامر بن مالك بن النجار : سهل بن عتيك بن نعمان بن زيد بن معاوية بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن عامر . و من بني حديلة : أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار ، و حديلة أم معاوية بن عمرو ، و هي ابنة مالك بن زيد مناة بن حبيب ابن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج ، و لم يذكره ابن إسحاق . و من بني مغالة ، و هم بنو عدي بن عمرو بن مالك بن النجار : أوس بن ثابت عن المنذر بن حرام ، بن عمرو بن زيد مناة بن عدي ، و أبو طلحة زيد بن سهل بن الأسود ابن حرام . و من بني مازن بن النجار : قيس بن أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول ابن عمرو بن غنم بن مازن ، و عمرو بن غزية بن عمرو بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول . و ابن هشام يقول : هو غزية بن عمرو بن عطية بن خنساء ، و غيرهما يثبتهما معاً . و من بني الحارث بن الخزرج : عبد الله بن رواحة ، و سعد بن ربيع ، و خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيش بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج ، و بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس ـ بفتح الخاء المعجمة و تشديد اللام للدارقطني ، و بكسرها و تخفيف اللام عند غيره ـ ابن زيد مناة بن مالك الأغر ، و خلاد بن سويد ابن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرىء القيس بن مالك الأغر ، و عبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه بن زيد بن الحرث بن الخزرج . و بعضهم يقول في زيد زيد مناة ، و ابن عمارة يسقط ثعلبة . صاحب الأذان . و من بني الأبجر : خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج : عبد الله بن ربيع بن قيس ابن عامر بن عباد الأبجر . و من بني أخيه خدارة بن عوف : عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن خدارة بن عوف بن الحارث ، أبو مسعود و كان أحدثهم سناً ، و ابن إسحاق يسقط منه عطية ، و أسيرة عنده بالياء يسيرة ، و ذكرها الدارقطني و أبو بكر الخطيب عن ابن إسحاق نسيرة بالنون المضمومة ، و وهم الأمير ، و ابن عبد البر من قال ذلك ، و أما ابن عقبة فقال أسيرة بفتح الهمزة ، و كذلك اختلفوا في تقييد عسيرة ، فمنهم من يفتح العين و يكسر السين ، و منهم من يفتح السين و يضم العين . و خدارة : منهم من يقول بالجيم ، ومنهم من يقول بالخاء المعجمة ، و الذين يقولونها بالجيم منهم من يضمها و منهم من يكسرها . و من بني زريق بن عبد الحارثة : رافع بن مالك بن العجلان ، و ذكوان بن عبد قيس ، و عباد بن قيس بن عامر بن خالد بن عامر بن زريق . و الحارث بن قيس بن خالد بن مخلد بن عامر بن زريق . و عند ابن الكلبي : خلدة بدل خالد . و من بني بياضة بن عامر بن زريق : زياد بن لبيد بن ثعلبة بن سنان بن عامر بن عدي ابن أمية بن بياضة ، و فروة بن عمرو بن ودفة بن عبيد بن عامر بن بياضة ، و خالد ابن قيس بن مالك بن العجلان بن عامر بن بياضة . و من بني سلمة ، ثم من بني عبيد : البراء بن معرور ، و ابنه بشر ، و سنان بن صيفي ابن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد ، و الطفيل بن النعمان بن خنساء بن سنان بن عبيد ـ قال ابن سعد : لا أحسبه إلا وهلاً ـ و معقل و يزيد ابنا المنذر بن سرح بن خناس بن سنان بن عبيد ، و مسعود بن يزيد بن سبيع بن خنساء بن سنان بن عبيد ، و الضحاك بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عبيد ، و يزيد بن خذام ـ و بعضهم يقول حرام ـ بن سبيع بن خنساء بن سنان بن عبيد ، و الجبار بن صخر بن أمية بن خنساء بن سنان بن عبيد ، و يقال خناس . و الطفيل بن مالك بن خنساء بن سنان بن عبيد . و من بني سلمة أيضاً ، ثم من بني سواد ، ثم من بني كعب بن سواد : كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين ، و عند غيره : كعب بن أبي كعب بن عمرو بن القين بن كعب بن سواد ، رجل . و من بني غنم بن سواد : قطبة بن عامر بن حديدة و أخوه يزيد ، و سليم بن عمرو ابن حديدة ، و أبو اليسر كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو بن غنم ، و صيفي بن سواد ابن عباد المذكور ، خمسة . و من بني نابي بن عمرو بن سواد : ثعلبة بن عنمة بن عدي بن نابي و أخوه عمرو ، و عبس ابن عامر بن عدي بن نابي ، و خالد بن عمرو بن عدي بن نابي ، و عبد الله بن أنيس بن أسعد بن حرام بن حبيب بن مالك بن غنم بن كعب بن تيم بن بهثة بن ناشرة بن يربوع بن البرك بن وبرة . و البرك : دخل في جهينة حليف لهم ـ و عند أبي عمر : تيم بن نفاثة بن إياس بن يربوع ـ خمسة . و عامر بن نابي : أبو عقبة المذكور في العقبة الأولى ذكره ابن الكلبي ، و عمير بن عامر بن نابي شهد المشاهد كلها ، قاله ابن الكلبي ، قال الدمياطي : و لم أر من تابعه على ذكر عمير في الصحابة . و من بني سلمة ثم من بني حرام : عبد الله بن عمرو بن حرام ، ابنه جابر ، و ثابت ابن الجذع ثعلبة بن زيد بن الحارث بن حرام ، و عمير ـ و قيل عمرو ـ بن الحارث ابن ثعلبة بن الحارث ابن حرام ، و ابن هشام يقول : لبدة بدل ثعلبة . و عمرو بن الجموح ابن زيد بن حرام ، و ابنه معاذ . و لم يذكر ابن إسحاق عمراً . و خديج بن سلامة بن أوس بن عمرو بن كعب بن القراقر بن الضحيان أبو شباث حليف لهم من قضاعة ، سبعة . و من بني أدي بن سعد أخي سلمة بن سعد : معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي ، عداده في بني سلمة ، لأنه كان أخا سهل ابن محمد بن الجد بن قيس بن صخر بن سنان بن عبيد لأمه . و من بني غنم بن عوف أخي سالم الحبلى : عبادة بن الصامت ، و العباس بن عبادة بن نضلة ، و يزيد بن ثعلبة البلوي حليفهم ، و عمرو بن الحارث بن لبدة بن عمرو بن ثعلبة ، و مالك بن الدخشم بن مالك بن الدخشم بن مرضخة بن غنم ، و أبو معشر ينكر شهوده العقبة ، خمسة ، و هم من القوافل . و من بني الحبلى سالم : رفاعة بن عمرو بن زيد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن سالم ، و ابنه مالك بن رفاعة ، ذكره الأموي . و عقبة بن وهب بن كلدة بن الجعد بن هلال بن الحارث بن عمرو بن عدي بن جشم بن عوف بن بهثة بن عبد الله بن غطفان بن سعد ابن قيس عيلان حليف لهم ، ثلاثة . و من بني ساعدة : سعد بن عبادة ، و المنذر بن عمرو . و المرأتان من بني مازن بن النجار : نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول ابن عمرو بن غنم بن مازن أم عمارة . و من بني سلمة : أم منيع أسماء بنت عمرو بن عدي بن نابي . قال أبو عمر : و قد ذكر بعض أهل السير فيهم أوس بن عباد بن عدي في بني سلمة . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
ذكر الهجرة إلى المدينة
قال ابن إسحاق : فلما تمت بيعة هؤلاء لرسول الله صلى الله عليه و سلم في ليلة العقبة ، و كانت سراً عن كفار قومهم و كفار قريش ، أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم من كان معه بالهجرة إلى المدينة . فخرجوا أرسالاً ، أولهم ـ فيما قيل ـ أبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي ، و حبست عنه امرأته أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بمكة نحو سنة ، ثم أذن لها بنو المغيرة الذين حبسوها في اللحاق بزوجها ، فانطلقت وحدها مهاجرة ، حتى إذا كانت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة أخا بني عبد الدار ، و كان يومئذ مشركاً ، فشيعها حتى أوفى على قرية بني عمرو بن عوف بقباء ، قال لها : هذا زوجك في هذه القرية ، ثم انصرف راجعاً إلى مكة فكانت تقول : ما رأيت صاحباً قط كان أكرم من عثمان بن أبي طلحة . و قد قيل : إن أول المهاجرين مصعب بن عمير . روينا عن أبي عروبة ، حدثنا ابن بشار و ابن المثنى ، قالا : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، قال : سمعت البراء يقول : كان أول من قدم المدينة من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم مصعب بن عمير ، ثم عامر بن ربيعة حليف بني عدي بن كعب ، معه امرأته ليلى بنت أبي حثمة بن غانم قال أبو عمر : و هي أول ظعينة دخلت من المهاجرات المدينة . و قال موسى بن عقبة : و أول امرأة دخلت المدينة أم سلمة . ثم عبد الله بن جحش بن رئاب بأهله و أخيه عبد بن جحش أبي أحمد ، و كان ضريراً ، و كان منزلهما و منزل أبي سلمة و عامر ، على مبشر بن عبد المنذر بن زنبر بقباء في بني عمرو بن عوف . قال أبو عمر : " و هاجر جميع بني جحش بنسائهم ، فعدا أبو سفيان على دراهم فتملكها ، و كانت الفارعة بنت أبي سفيان بن حرب تحت أبي أحمد بن جحش . و زاد غير أبي عمر : فباعها من عمرو بن علقمة أخي بني عامر بن لؤي ، فذكر ذلك عبد الله ابن جحش لما بلغه لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال له رسول الله : ألا ترضى يا عبد الله أن يطيك الله بها داراً في الجنة خيراً منها ؟ قال : بلى ، قال : فذلك لك . فلما افتتح رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة كلمه أبو أحمد في دارهم ، فأبطأ عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال الناس لأبي أحمد : يا أبا أحمد ! إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يكره أن ترجعوا في شيء أصيب منكم في الله " . فأمسك عن كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم . رجع إلى خبر ابن إسحاق : و كان بنو غنم بن دودان أهل إسلام قد أوعبوا إلى المدينة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم هجرة رجالهم و نساؤهم . عكاشة بن محصن بن حرثان بن قيس بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد ابن خزيمة أبو محصن ، حليف بني أمية . و أخوه عمرو بن محصن . و شجاع و عقبة ابنا و هب و ربيعة بن أسد بن صهيب بن مالك بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة . و أربد بن جميرة ، و قال ابن هشام : حميرة بالحاء ، و هو عند ابن سعد : حمير . و منقذ ابن نباته بن عامر بن غنم بن دودان بن أسد . و سعيد بن رقيش . و محرز بن نضلة ابن عبد الله بن مرة بن كبير بن غنم . و زيد بن رقيش . و قيس بن جابر . و مالك بن عمرو . و صفوان بن عمرو . و ثقف بن عمرو حليف بني عبد شمس . و ربيعة بن أكثم بن سخبرة ابن عمرو بن لكيز بن عامر بن غنم بن دودان بن أسد . و الزبير بن عبيدة . و تمام بن عبيدة . و سخبرة بن عبيدة . و محمد بن عبد الله بن جحش . و من نسائهم : زينب بنت جحش . و أم حبيبة بنت جحش . و جدامة بنت جندل و أم قيس بنت محصن . و أم حبيب بنت ثمامة . و آمنة بنت رقيش . و سخبرة بنت تميم . و حمنة بنت جحش . و قال أبو عمر : ثم خرج عمر بن الخطاب ، و عياش بن أبي ربيعة ، في عشرين راكباً ، فقدموا المدينة ، فنزلوا في العوالي في بني أمية بن زيد ، و كان يصلي بهم سالم مولى أبي حذيفة ، و كان أكثرهم قرآناً ، و كان هشام بن العاصي بن وائل قد أسلم و واعد عمر بن الخطاب أن يهاجر معه ، و قال : تجدني أو أجدك عند أضاة بني غفار ، ففطن لهشام قومه فحبسوه عن الهجرة . ثم إن أبا جهل و الحارث بن هشام ـ و من الناس من يذكر معهما أخاهما العاصي بن هشام ـ خرجا حتى قدما المدينة ، و رسول الله صلى الله عليه و سلم بمكة ، فكلما عياش بن أبي ربيعة ، و كان أخاهما لأمهما و ابن عمهما ، و أخبراه أن أمه قد نذرت أن لا تغسل رأسها و لا تستظل حتى تراه ، فرقت نفسه و صدقهما ، و خرج راجعاً معهما ، فكتفاه في الطريق و بلغا به مكة ، فحبساه به مكة ، فحبساه بها إلى أن خلصه الله تعالى بعد ذلك بدعاء رسول الله صلى الله عليه و سلم له في قنوت الصلاة : " اللهم أنج الوليد بن الوليد ، و سلمة بن هشام ، و عياش ابن أبي ربيعة " . قال ابن إسحاق : فحدثني بعض آل عياش بن أبي ربيعة ، أنهما حين دخلا مكة ، دخلا به نهاراً موثقاً ، ثم قالا : يأهل مكة ، هكذا فافعلوا بسفهائكم كما فعلنا بسفيهنا هذا . قال ابن هشام : " و حدثني من أثق به أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال و هو بالمدينة : من لي بعياش بن أبي ربيعة ، و هشام بن العاص ؟ فقال الوليد بن الوليد بن المغيرة : أن لك يا ر سول الله بهما . فخرج إلى مكة فقدمها مستخفياً ، فلقي امرأة تحمل طعاماً ، فقال لها : أين تريدين يا أمة الله ؟ قالت : أريد هذين المحبوسين ـ تعنيهما ـ فتبعها حتىعرف موضعهما ، و كانا محبوسين في بيت لا سقف له ، فلما أمسى تسور عليهما ، ثم أخذ مروة فوضعها تحت قيديهما ، ثم ضربهما بسيفه فقطعهما ، فكان يقال لسيفه : ذو المروة لذلك . ثم حملها على بعيره ، و ساق بهما ، فعثر فدميت إصبعه ، فقال : هل أنت إلا إصبع دميت ؟ و في سبيل الله ما لقيت ثم قدم بهما على رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة ". قال ابن إسحاق : و نزل عمر بن الخطاب حين قدم المدينة و من لحق به من أهله و قومه ، و أخوه زيد بن الخطاب ، و عمرو و عبد الله ابنا سراقة بن المعتمر بن أنس بن أداة ابن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب ، و خنيس بن حذافة السهمي ـ و كان صهره على ابنته حفصة بنت عمر بن الخطاب ، خلف عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم بعده ـ و سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، و واقد بن عبد الله التميمي حليف لهم ، و خولي بن أبي خولي ، و مالك بن أبي خولي ، و اسم أبي خولي عمرو بن زهير ـ قيل : جعفي ، و قيل : عجلي و قيل غير ذلك ـ حليفان لهم ، و بنو البكير أربعتهم إياس و عاقل و عامر وخالد ، و حلفاؤهم من بني سعد بن ليث : على رفاعة بن عبد المنذر بن زنبر ، في بني عمرو بن عوف بقباء ، و قد كان منزل عياش بن أبي ربيعة معه عليه حين قدما المدينة . ثم تتابع الهاجرون ، فنزل طلحة بن عبد الله و صهيب بن سنان على خبيب بن إساف ، و يقال : بل نزل طلحة على سعد بن زرارة أخي بني النجار ، كذا قال ابن سعد و إنما هو أسعد . قال ابن هشام : " و قد ذكر لي عن أبي عثمان النهدي ، أنه قال : بلغني أن صهيباً حين أراد الهجرة قال له كفار قريش : أتينا صلعوكاً حقيراً ، فكثر مالك عندنا ، و بلغت الذي بلغت ، ثم تريد أن تخرج بمالك و نفسك ؟ لا و الله لا يكون ذلك . فقال لهم صهيب : أرأيتم إن جعلت لكم مالي أتخلون سبيلي ؟ قالوا : نعم . فقال : فإني قد جعلت لكم مالي . فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال : ربح صهيب ، ربح صهيب " . قال ابن إسحاق : ونزل حمزة بن عبد المطلب و زيد بن حارثة ، و أبو مرثد كناز بن الحصين بن يربوع بن عمرو بن يربوع بن خرشة بن سعد بن طريف بن جلان بن غنم ابن غني بن يعصر الغنوي ، كذا ذكره أبو عمر عن ابن إسحاق . و أما ابن الرشاطي فقال : حصين بن عمرو بن يربوع بن طريف بن خرشة بن عبيد بن سعد بن عوف بن كعب بن جيلان بن غنم بن غني . و ابنه مرثد . و أنسة ، و أبو كبشة ، مولياً رسول الله صلى الله عليه و سلم : على كلثوم بن هدم ، أخي بني عمرو بن عوف بقباء ، و يقال : بل نزلوا على سعد بن خيثمة . و يقال : بل نزل حمزة بن عبد المطلب على أسعد بن زرارة . و نزل عبيدة بن الحارث و أخواه الطفيل و الحصين و مسطح بن أثاثة ـ و اسمه عمرو ابن أثاثة ـ بن عباد بن المطلب بن عبد مناف بن قصي ، و سويبط بن سعد بن حريلمة ، و طليب بن عمير ، و خباب مولى عتبة بن غزوان : على عبد الله بن سلمة ، أخي بني العجلان بقباء . و نزل عبد الرحمن بن عوف في رجال من المهاجرين على سعد بن الربيع . و نزل الزبير بن العوام و أبو سبرة بن أبي رهم على منذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة ابن الجلاح . و نزل مصعب بن عمير على سعد بن معاذ . و نزل أبو حذيفة بن عتبة ، و سالم مولى أبي حذيفة ، و عتبة بن غزوان ، على عباد ابن بشر بن وقش . و نزل عثمان بن عفان على أوس بن ثابت أخي حسان . و يقال : نزل الأعزاب من المهاجرين على سعد بن خثيمة ، و ذلك أنه كان عزباً . و أقام رسول الله صلى الله عليه و سلم بمكة بعد أصحابه من المهاجرين ينتظر أن يؤذن له في الهجرة ، و لم يتخلف معه أحد من المهاجرين ، إلا من حبس أو افتتن ، إلا علي بن أبي طالب و أبو بكر و كان أبو بكر كثيراً ما يستأذن رسول الله صلى الله عليه و سلم في الهجرة ، فيقول له : لا تعجل ، لعل الله أن يجعل لك صاحباً ، فيطمع أبو بكر أن يكون هو . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
ذكر يوم الزحمة
قال ابن إسحاق : و لما رأت قريش أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد كانت له شيعة و أصحاب من غيرهم ، بغير بلدهم ، و رأوا خروج أصحابه من المهاجرين إليهم ، عرفوا أنهم قد نزلوا داراً و أصابوا منعة ، فحزروا خروج رسول الله صلى الله عليه و سلم إليهم ، و عرفوا أنه قد جمع لحربهم ، فاجتعمعوا له في دار الندوة ، و هي دار قصي بن كلاب ، التي كانت قريش لا تقضي أمراً إلا فيها ، يتشاورون فيها ما يصنعون في أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خافوه . فحدثني من لا أتهم من أصحابنا ، عن عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد بن جبر أبي الحجاج و غيره ممن لا أتهم ، عن عبد الله بن عباس ، قال : لما اجتمعوا لذلك و اتعدوا أن يدخلوا دار الندوة ليتشاوروا فيها في أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم ، غدوا في اليوم الذي اتعدوا له ، و كان ذلك اليوم يسمى يوم الزحمة ، فاعترضهم إبليس لعنه الله في هيئة شيخ جليل عليه بت له ، فوقف على باب الدار ، فلما رأوه واقفاً على بابها قالوا : من الشيخ ؟ قال : شيخ من أهل نجد سمع بالذي اتعدتم له فحضر معكم ليسمع ما تقولون ، و عسى أن لا يعدمكم منه رأياً و نصحاً . قالوا : أجل فادخل ، فدخل معهم ، و قد اجتمع فيها أشراف قريش من بني عبد شمس : عتبة بن ربيعة ، و شيبة بن ربيعة ، و أبو سفيان بن حرب . و من بني نوفل ابن عبد مناف : طعيمة بن عدي ، و جبير بن مطعم ، و الحارث بن عمرو بن نوفل ، و من بني عبد الدار بن قصي : النضر بن الحارث بن كلدة . و من بني أسد بن عبد العزى : أبو البحتري بن هشام ، و زمعة بن الأسود ، و حكيم بن حزام . و من بني مخزوم : أبو جهل بن هشام . و من بني سهم : نبيه و منبه ابنا الحجاج . و من بني جمح : أمية بن خلف . و من كان منهم و غيرهم ممن لا يعد من قريش . فقال بعضهم لبعض : إن هذا الرجل قد كان من أمره ما قد رأيتم ، و إنا و الله ما نأمنه على الوثوب علينا بمن قد اتبعه من غيرنا ، فأجمعوا فيه رأياً . قال : فتشاوروا ، ثم قال قائل منهم : احبسوه في الحديد ، و أغلقوا عليه باباً ، ثم تربصوا به ما أصاب أشباهه من الشعراء الذين كانوا قبله زهير و النابغة ، و من مضى منهم من هذا الموت ، حتى يصيبه ما أصابهم . قال الشيخ النجدي : لا و الله ما هذا لكم برأي ، و الله لو حبستموه كما تقولون ليخرجن أمره من وراء الباب الذي أغلقتم دونه إلى أصحابه ، فلأوشكوا أن يثبوا عليكم فينتزعوه من أيديكم ، ثم يكاثروكم به حتى يغلبوكم على أمركم ، ما هذا لكم برأي ، فانظروا إلى غيره . فتشاوروا ، ثم قال قائل منهم : نخرجه من بين أظهرنا ، فننفيه من بلادنا ، فإذا خرج عنا ، فو الله ما نبالي أين ذهب و لا حيث وقع إذا غاب عنا و فرعنا منه ، فأصلحنا أمرنا و ألفتنا كما كانت . قال الشيخ النجدي : و الله ما هذا لكم برأي ألم تروا حسن حديثه و حلاوة منطقه و غلبته على قلوب الرجال بما يأتي به ، و الله لو فعلتم ذلك ما أمنت أن يحل على حي من العرب ، فيغلب بذلك عليهم من قوله و حديثه ، حتى يتابعوه عليه ، ثم يسير بهم إليكم ، حتى يطأكم بهم ، فيأخذ أمركم من أيديكم ثم يفعل بكم ما أراد ، أديروا فيه رأياً غير هذا . قال : فقال أبو جهل بن هشام : و الله إن لي فيه لرأيا ما أراكم وقعتم عليه بعد . قالوا : و ما هو يا أبا الحكم ؟ قال : أرى أن تأخذوا من كل قبيلة فتى شاباً جلداً نسيباً و سيطاً ، ثم نعطي كل فتى منهم سيفاً صارماً ، ثم يعمدوا إليه فيضربوه بها ضربة رجل واحد فيقتلوه ، فنستريح منه ، فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعاً ، فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعاً ، فيرضوا منا بالعقل ، فعلقناه لهم . قال : يقول الشيخ النجدي : القول ما قال هذا الرجل ، هذا الرأي و لا رأي غيره . فتفرق القوم على ذلك و هم مجمعون له . فأتى جبريل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه . قال : فلما كانت عتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه حتى ينام ، فيثبون عليه ، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم مكانهم قال لعلي بن أبي طالب : نم على فراشي و تسج ببردي هذا الحضرمي الأخضر ، فنم عليه ، فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ينام في برده ذلك إذا نام . فحدثني يزيد بن زياد ، عن محمد بن كعب القرظي ، قال : لما اجتمعوا له و فيهم أبو جهل بن هشام ، فقال و هم على بابه : إن محمداً يزعم أنكم إن تابعتموه على أمره كنتم ملوك العرب و العجم ، ثم بعثتم من بعد موتكم ، فجعلت لكم جنان كجنان الأردن ، و إن لم تفعلوا كان له فيكم ذبح ، ثم بعثتم من بعد موتكم ، فجعلت لكم نار تحرقون فيها . قال : وخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذ حفنة من تراب في يده ، ثم قال : نعم أنا أقول ذلك ، و أنت أحدهم . و أخذ الله أبصارهم عنه فلا يرونه ، فجعل ينثر ذلك التراب على رؤوسهم ، و هو يتلو هذه الآيات " يس * والقرآن الحكيم * إنك لمن المرسلين * على صراط مستقيم " إلى قوله : " فأغشيناهم فهم لا يبصرون " [ يس : 1 ـ 9 ] حتى فرغ رسول الله صلى الله عليه و سلم من هذه الآيات ، ولم يبق منهم رجل إلا و قد وضع على رأسه تراباً ، ثم انصرف إلى حيث أراد أن يذهب ، فأتاهم آت ممن لم يكن معهم ، فقال : و ما تنتظرون ها هنا ؟ قالوا : محمداً . قال : قد خيبكم الله ، قد و الله خرج عليكم محمد ، ثم ما ترك منكم رجلاً إلا وقد وضع على رأسه تراباً و انطلق لحاجته ، أفما ترون ما بكم ؟ قال : فوضع كل رجل منهم يده على رأسه فإذا عليه تراب ، ثم جعلوا يطلعون ، فيرون علياً على الفراش متسجياً ببرد رسول الله صلى الله عليه و سلم فيقولون : و الله إن هذا لمحمد نائماً ، عليه بردة ، فلم يزالوا كذلك حتى أصبحو ، فقام علي عن الفراش . فقالوا : و الله لقد صدقنا الذي كان حدثنا . فكان مما أنزل الله من القرآن في ذلك : " وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " [ الأنفال : 30 ] و قول الله تعالى : " أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون * قل تربصوا فإني معكم من المتربصين " [ الطور : 30 ـ 31 ] " . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
ذكر فوائد تتعلق بهذه الأخبار
قوله /: بقباء هو مسكن بني عمرو بن عوف ، على فرسخ من المدينة ، و يمد و يقصر ، و يؤنث و يذكر ، و يصرف و لا يصرف . و ذكر في مهاجري بني دودان بن أسد : بنات جحش بن رئاب ، و هن : زينب ، وكان اسمها برة ، فسماها رسول الله صلى الله عليه و سلم زينب ، وهي التي كانت عند زيد ابن حارثة ، و نزلت فيها " فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها " [ الأحزاب : 37 ] . وحمنة بنت جحش ، و هي التي كانت تحت عبد الرحمن بن عوف . و أم حبيبة ، و قال السهيلي : أم حبيب و حكاه أبو عمر ، و قال : هو قول أكثرهم ، و كان شيخنا الحافظ أبو محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي رحمه الله يقول : أم حبيب حبيبة ، و أما الحافظ أبو القاسم بن عساكر فعنده أم حبيبة ، و اسمها حمنة ، فهما اثنتان ـ على هذا ـ فقط . و لم أجد في جمهرة ابن الكلبي و كتاب أبي محمد بن حزم في النسب غير زينب و حمنة ، و السهيلي يقول : كانت زينب عند زيد بن حارثة ، و أم حبيب تحت عبد الرحمن بن عوف ، و حمنة تحت مصعب بن عمير . و قال : و وقع في الموطأ وهم أن زينب كانت تحت عبد الرحمن بن عوف ، و لم يقله أحد ، و الغلط لا يسلم منه بشر ، غير أن شيخنا أبا عبد الله محمد بن نجاح ، أخبرنا : أن أم حبيب كان اسمها زينب ، فهما زينبان ، غلبت على إحداهما الكنية ، فعلى هذا لا يكون في حديث الموطأ وهم . و ذكر جدامة بنت جندل ـ و هي بالدال المهملة ، و من أعجمها فقد صحف ـ قال السهيلي : و أحسبها جدامة بنت وهب . قلت : جادمة بنت جندل غير معروفة ، و الذي ذكره أبو عمر جدامة بنت وهب ، أسلمت بمكة و هاجرت مع قومها إلى المدينة لا يعرف غير ذلك . و ذكر في المهاجرين محرز بن نضلة . و ابن عقبة يقول فيه : محرز بن وهب و ذكر في خبر يوم الزحمة : تشاور قريش في أمره عليه السلام ، و لم يسم المشيرين ، و كان الذي أشار بحبسه أبو البختري بن هشام ، و الذي أشار بإخراجه و نفيه هو أبو الأسود ربيعة بن عمير أخو بني عامر بن لؤي ، ذكره السهيلي عن ابن سلام . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
أحاديث الهجرة و توديع رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة
" قرأت على أبي حفص عمر بن عبد المنعم بعربيل من غوطة دمشق ، أخبركم أبو القاسم عبد الصمد بن محمدالأنصاري حضوراً في الرابعة ، أخبرنا أبو الحسن السلمي ، أخبرنا أبو نصر الحسين بن محمد بن أحمد بن طلاب الخطيب ، قال علي بن أبي طالب أخبرنا ابن جميع ، حدثنا إبراهيم بن معاوية ، حدثنا عبد الله بن سليمان ، حدثنا نصر بن عاصم ، حدثنا الوليد ، حدثنا طلحة ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم و الله إني لآخرج منك و إني لأعلم أنك أحب بلاد الله إلى الله ، و أكرمها على الله ، و لولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت منك " . و كان أبو بكر يستأذنه عليه الصلاة و السلام في الهجرة فيثبطه ليكون معه من غير أن يصرح له بذلك ، " كما أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المقدسي بقراءة و الدي عليه و أنا حاضر في الرابعة ، و أبو عبد الله محمد بن عبد المؤمن بقراءتي عليه بظاهر دمشق ، قالا : أخبرنا ابن ملاعب ، أخبرنا الأموري ، أخبرنا يوسف بن محمد بن أحمد ، أخبرنا أبو عمر بن مهدي ، أخبرنا ابن مخلد ، حدثنا ابن كرامة ، حدثنا أبو أسامة ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : استأذن أبو بكر في الخروج من مكة حين اشتد عليه الأذى ، فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : أقم . فقال : يا رسول الله ! أتطمع أن يؤذن لك ؟ فيقول : إني لأرجو ذلك . فانتظره أبو بكر ، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم ظهراً ، فناداه ، فقال : أخرج من عندك . فقال : يا رسول الله إنما هما ابنتاي . قال : أشعرت أنه قد أذن لي في الخروج ؟ فقال : يا رسول الله ! الصحبة . فقال : الصحبة . قال : يا رسول الله ! عندي ناقتان قد أعددتهما للخروج ، فأعطى النبي صلى الله عليه و سلم إحداهما ـ وهي الجدعاء ـ فركبها ، فانطلقا حتى أتيا الغار ، و هو بثور ، فتواريا فيه ، و كان عامر بن فهيرة غلاماً لعبد الله بن طفيل ، و هو أخو عائشة لأمها ، و كانت لأبي بكر منحة فكان يروح بها و يغدو عليها ، و يصبح فيدلج إليهم ، ثم يسرح و لا يفطن له أحد من الرعاء ، فلما خرجا خرج معهما يعقبانه ، حتى قدم المدينة ، فقتل عامر بن فهيرة يوم بئر معونة " . |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|