منتديات جعلان > جعلان للتربية والتعليم والموسوعات > جعلان للتربية والتعليم | ||
بحوث التربية الاسلامية |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني متميز
غير متواجد
|
يتبــــــع للبحث 18
شروط سبعة وإليك تفصيلها وبيانها:
أولاً: التراضي: عقد الزواج اختياري ولا يجوز فيه الإكراه بوجه من الوجوه وذلك أنه يتعلق بحياة الزوجين (الرجل والمرأة) ومستقبلهما وأولادهما ولذلك فلا يجوز أن يدخل طرف من طرفي العقد مكرهاً. أما بالنسبة للرجل فهذا مما لا خلاف فيه. وأما بالنسبة للمرأة فالأصل في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: [الثيب أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها>. رواه الجماعة إلا البخاري عن ابن عباس. وفي رواية لأبي هريرة: [لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا البكر حتى تستأذن>. قالوا: يا رسول الله، وكيف إذنها؟ قال: [أن تسكت> رواه الجماعة. وعن عائشة قالت يا رسول الله: تستأمر النساء في أبضاعهن، قال: [نعم>، قلت: إن البكر تستأذن وتستحي. قال: [إذنها صماتها>. (رواه البخاري ومسلم). وهذه الأدلة جميعها نص في أنه لا سبيل على المرأة بإجبار في النكاح ثيباً كانت أو بكراً وأن الفرق بينهما إنما هو الفرق في صورة الإذن فالثيب -عادة- لا تستحي من الكلام في الزواج، ولذلك فهي تخطب إلى نفسها أو ترضى وتأمر وليها بولاية عقد نكاحها ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: [تستأمر> أي يطلب أمرها. وأما البكر فالغالب عليها الحياء ولذلك تخطب من وليها والولي يستأذنها فإن أذنت بمقال أو بسكوت يدل على الرضا تزوجت وإلا فلا. ولقد خالف في هذا الحكم بعض الأئمة والفقهاء مستدلين بزواج النبي صلى الله عليه وسلم، بعائشة وهي ابنة ست سنين ولا تعي مثل هذا الإذن، ولا دليل في ذلك لاختصاص الني صلى الله عليه وسلم في الزواج بخصوصيات كثيرة كالزيادة على أربع، والزواج بغير ولي وشهود من أي امرأة تهب نفسها له لقوله تعالى: {وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين..} الآية. وهذا الزواج بعائشة على هذا النحو من جملة خصوصياته جمعاً بين الأدلة. واستدلوا كذلك بتفريق النبي صلى الله عليه وسلم بين البكر والثيب في الإذن وقالوا إنه يجوز إجبار البكر على الزواج، وهذا خطأ فاحش لأن التفريق إنما هو في بيان صورة الرضى والإذن فقط. ويدل على خطأ القول بإجبار البكر ما رواه ابن عباس أن جارية بكراً أتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت أن أباها زوجها وهي كارهة فخيرها النبي صلى الله عليه وسلم. (رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة والدار قطني). وكذلك ما رواه ابن عمر قال: 'توفي عثمان بن مظعون وترك ابنة له من خولة بنت حكيم بن أمية حارثة، وأوصى إلى أخيه قدامة بن مظعون، قال عبدالله: وهما خالاي. فخطب إلى قدامة بن مظعون ابنة عثمان بن مظعون فزوجنيها، ودخل المغيرة بن شعبة يعني إلى أمها فأرغبها في المال، فحطت إليه، وحطت الجارية إلى هوى أمها، فأبتا، حتى ارتفع أمرهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال قدامة بن مظعون يا رسول الله: ابنة أخي أوصى بها إلي فزوجتها ابن عمتها، فلم أقصر بها في الصلاح، ولا في الكفاءة، ولكنها امرأة وإنما حطت إلى هوى أمها. قال: فقال رسول الله: [هي يتيمة ولا تنكح إلا بإذنها>. قال فانتزعت والله مني بعد أن ملكتها فزوجوها المغيرة بن شعبة. (رواه أحمد والدارقطني). وهذه جميعها أدلة صحيحة واضحة أنه لا يجوز الإجبار مطلقاً وخاصة مع اليتيمة التي قال الله في شأنها: {وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع..} الآية. أي إن خفتم أن لا تعدلوا عند زواج اليتيمة في المهر وغيره فاتركوها إلى غيرها. وهذا حتى تنصف المرأة وتوضع حيث تريد لا حيث يشاء من يتولى أمرها ويتسلم ولايتها. ثانياً: الولي: ولاية المرأة بنفسها عقد الزواج مستنكرة فطرة وذوقاً، ووسيلة إلى الفساد والزنا باسم النكاح، ولذلك جاء الشرع باشتراط مباشرة عقد النكاح بواسطة ولي المرأة: أبوها، أو أخوها أو الأقرب بها، فالأقرب، ولا يكون ولياً للمرأة إلا أقرب الناس الأحياء إليها فالأب أولاً ثم الأخ وهكذا.. والأصل في اشتراط الولي قول النبي صلى الله عليه وسلم: [لا نكاح إلا بولي> وقوله: [أيما امرأة نكحت (أي تزوجت) بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له> (رواه الخمسة إلا النسائي). واشتراط الولي يقول فيه ابن المنذر: إنه لا يعلم مخالفاً من الصحابة له وذهب أبو حنيفة من الفقهاء إلى عدم اعتبار الولي في النكاح. والأحاديث السابقة ترد على هذا القول. واعتبر الإمام مالك رحمه الله الولي شرطاً في الرفيقة من النساء (ذات الشرف والمنصب) دون الوضيعة (التي تكون من ضعفة الناس وسقطهم) وهذا التفريق لا مسوغ له. بل قد يكون الاشتراط في الوضيعة ألزم منعاً للزنا والفساد.. ثالثاً: الشاهدان: لا بد لصحة العقد أن يشهد عليه شاهدان عدلان، وقد جاء في هذا أحاديث لا يخلو واحد منها من مقال وضعف، ولكن عامة أهل العلم من المسلمين على العمل بذلك وبهذا أفتى ابن عباس وعلي وعمر رضي الله عنهم، ومن التابعين ابن المسيب والأوزاعي والشعبي، ومن الأئمة الأربعة أحمد والشافعي وأبوحنيفة. وهذا القول هو الموجب لحفظ الحقوق عند كل من الرجل والمرأة، وضبط العقود، ومن ألزم العقود بالضبط عقد النكاح ووقوعه بغير شهود مدعاة للفساد والتلاعب أو النسيان وضياع الحقوق ولذلك أصبح وكأنه معلوم من الدين بالضرورة ولا نرى أن يخالف في هذا أحد من أهل العلم.. رابعاً: المهر (الصداق): اشتراط الشارع الحكيم لصحة عقد النكاح أن يكون هناك مهر مقدم من الرجل للمرأة. ولا يعنينا كثيراً البحث في فلسفة المهر وأنه عوض عن ماذا. ويهمنا الحكمة العظيمة منه فهو هدية للمرأة وتطييب لخاطرها، ولذلك فهو ملك لها ويجوز لها أن تتنازل عنه كله أو شيء منه لزوجها كما قال تعالى: {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً} وهذه الآية قد جمعت أحكام الصداق فهو نحلة أي هدية وعطية كما نقول نحلت فلاناً كذا وكذا أي وهبته وتنازلت له. وهي نحلة واجبة للأمر الصريح بذلك في هذه الآية وقد جاء في السنة ما يقصد ذلك، وهو ملك للمرأة يجوز لها أن تتنازل لزوجها عن شيء منه ويحل لزوجها أكل ذلك دون حرج ما دام بسماح زوجته وإذنها. والنظر إلى المهر على هذا الأساس أكرم من النظر إليه على أنه ثمن لبضع المرأة، فالزواج ليس بيعاً وشراءً ولكنه رباط مقدس لاستمرار الحياة وتبادل المنافع وللتراحم والتآلف والحب، والبيع والشراء محله المشادة والغش والمناورة ولا يجوز أن يكون عقد الزواج كذلك ولذلك كان النظر إلى المهر على أنه نحلة وهدية هو الواجب لأن الهدية والعطية تكون بين الأحباب بعكس البيع والشراء. ولما كان المهر هدية ونحلة لم يأت في الشرع تحديد لأقله وأكثره وإنما ترك للمقدرة والأريحية وقد زوج الرسول رجلاً وامرأة من المسلمين على تعليم آيات من القرآن الكريم وذلك لما لم يكن عنده شيء يصلح أن يكون مهراً حتى أن الرسول قال له: [التمس ولو خاتماً من حديد>، فلم يجد فزوجه إياها على أن يعلمها سوراً من القرآن. وبالرغم من أن الشارع لم يحدد نهاية للمهور إلا أنه حبب للمسلمين الاقتصاد فيها ونهى عن المغالاة التي تؤدي إلى أوخم العواقب. وقد جاوز الناس في زماننا حد المعقول في المهور وأصبح ينظر إلى المهر على أنه ثمن وغنيمة وصفقة يكسب من ورائها آباء البنات وبهذا عظمت المصيبة ووضع أمام الزواج عقبة كأناء (وسنناقش هذه المشكلة على حدة في مشكلات الزواج إن شاء الله تعالى) والمهم هنا بيان أن المهر شرط في صحة عقدة النكاح وأنه حق المرأة الخالص ولا يجوز لأبيها أن يأخذ منه إلا بإذن ابنته وكذلك لا يجوز للزوج أن يسترد شيئاً من المهر إلا بسماح زوجته، وأن المهر هدية ومنحة وليس ثمناً وعوضاً كما ذكر بعض الفقهاء ذلك وأن خير المهر ما كان أيسره وفي حدود الطوق والوسع. خامساً: الإحصان: اشترط الله سبحانه وتعالى على المسلم أن لا ينكح (يتزوج) إلا العفيفة المسلمة، والعفيفة الكتابية كما قال تعالى: {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة، والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين} والنكاح هنا بمعنى الزواج بدليل الحديث الآتي: عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن مرتد بن أبي مرتد الغنوي كان يحمل الآساري بمكة (أي يفر بهم إلى المدينة) وكان بمكة بغي يقال لها عتاق، وكانت صديقته (أي في الجاهلية) قال: فجئت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أنكح عتاقاً؟ قال: فسكت عني فنزلت {والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك} فدعاني فقرأها علي وقال: [لا تنكحها>. رواه أبو داود والنسائي والترمذي وحسنه. وكذلك الأمر في الكتابية (اليهودية والنصرانية) كما قال الله تعالى: {اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم}.. الآية. وهذا نص في أنه لا يجوز إلا المحصنة المؤمنة والمحصنة الكتابية، والمحصنة هنا يعني العفيفة سميت بالمحصنة كأن بينها وبين الفاحشة حصناً يمنعها عنها. وهذا يعني أن المرأة المشهورة باقتراف الفاحشة أو الدعوة إليها لا يجوز لمسلم الزواج بها حتى على أمل أن تهتدي أو تتحصن بالزواج وكذلك الأمر بالنسبة للرجل الزاني المشهور بالفاحشة لا يجوز لمسلمة أن ترضى به زوجاً أو تسعى للزواج به. سادساً: الكفاءة: الكفاءة بين الزوجين شرط لصحة الزواج ومن الكفاءة أمور اعتمدها الشارع وجعلها أساساً، وأمور أخرى أهدرها الشارع، وأمور حسنها وأرشد إليها. فمن الأمور التي جعلها الشارع شرطاً في الكفاءة اتفاق الدين بين الرجل والمرأة وذلك أن الدين هو المعيار الأساسي الذي يقدم به البشر في ميزان الله سبحانه وتعالى ولذلك كان النظر الأول في الكفاءة إليه وكان الشرك مانعاً إذا وجد في أحد الزوجين كما قال تعالى: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم، ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه}.. الآية. إلا أن الله سبحانه وتعالى استثنى من هذا الحكم جواز نكاح الرجل المسلم بالكتابية يهودية كانت أو نصرانية كما قال تعالى: {اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات، والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن} فعلم بهذا النص المتأخر عن آية البقرة السابقة أن الكتابية مستثناة من جملة المشركين شريطة أن تكون عفيفة (محصنة) كما قدمنا والحكمة من هذا هو استمالة أهل الديانتين للدخول في الإسلام، وقد كان لها أكبر الأثر في دخول شعوب الشام ومصر في الإسلام وذلك بزواج العرب المسلمين من نسائهم ونشأة أولادهم على الإسلام.. وليس هذا مجال تفصيل هذا الحكم وآثاره. والمهم أنه حكم ثابت بالكتاب والسنة وباق إلى يوم القيامة مع وجوب معرفة محاذيره، وهي أن لا يتحول الأبناء إلى دين الأم بسبب ضعف شخصية الزوج أو سكنه في غير بلاد المسلمين وقد أصيب المسلمون من جراء هذا بشر مستطير، ومن الأمور التي اعتبرها الشارع أيضاً في الكفاءة الحرية. فالعبد لا يتزوج إلا أمة مثله، وكذلك الحر لا يتزوج إلا حرة. ولكن الله استثنى من هذا أيضاً زواج الأمة المسلمة وهذا شرط بالحر المسلم إذا خشي العنت على نفسه ولم يستطع الزواج بمسلمة حرة. قال تعالى: {ومن لم يستطع منكم طولاً أن ينكح المحصنات المؤمنات فمما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فأنكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان} ثم قال تعالى في آخر هذه الآية: {ذلك لمن خشي العنت منكم وأن تصبروا خير لكم} فعلم من هذه الآية جواز زواج الحر المسلم بالأمة المسلمة فقط في حالة الإعسار ولا يخفى أن علة هذا الحكم هو رفع الحرج عن بعض الذين ما كانوا يجدون ما يتزوجون به الحرائر وكذلك كره الله هذا الأمر لما فيه من اشتغال الزوجة بسيادة مالكها، واسترقاق أولادها أيضاً لأن الأولاد تبع للأم (وليس هذا مجال تفصيل هذا الحكم). وأما الأمة الكتابية والمجوسية فلا يجوز الزواج بها قطعاً ولذلك لما قيل للإمام أحمد إن أبا ثور يجيز ذلك قال: (هو كاسمه) أي ثور. وأما الأمور التي أهدرها الشارع في الكفاءة فهي المال واللون والجنس والقبيلة والمنزلة الاجتماعية فكل هذه الاعتبارات مهدرة، ولا تخدش عقد الزواج. وقد ناقشنا سابقاً في الصفات المثالية كيف يختار الرجل زوجته المناسبة وكيف تختار المرأة زوجها المناسب وقد اعتمدنا في هذا على ما حسنه الشارع أو أثبتته التجارب الصحيحة السليمة. وبهذا يتضح ماذا نعني باشتراط الكفاءة في عقد النكاح. سابعاً: الصيغة: اشترط بعض العلماء وجود صيغة دالة على الإيجاب والقبول في عقد النكاح ومعنى الإيجاب: طلب الزوج من المرأة أو وكيلها الزواج ومعنى القبول: رضا الزوجة بصفة تدل على ذلك أو العكس كأن تقول المرأة أو وكيلها أرضي بك زوجاً فيقول الرجل وأنا قبلت. وشط بعض العلماء فجعل العربية شرط في الصيغة وأن الزواج لا يعقد إلا باللغة العربية. وشبهتهم في هذا أنه عبادة فاشترط ما ليس في كتاب الله فالزواج معاملة فيجوز عقده بالعربية وغيرها. وكذلك هو عقد اختياري فيجوز بكل ما تتم به العقود وما يدل على الرضا بالزواج وكل لفظ يدل على الزواج الشرعي ويحصل به إيجاب وقبول بين طرفي العقد فإنه يعتبر صيغة صحيحة لأن يعقد العقد بها. وبهذا نكون قد أنهينا الشروط اللازمة لصيغة عقد النكاح. |
ابن الوافي |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى ابن الوافي |
زيارة موقع ابن الوافي المفضل |
البحث عن كل مشاركات ابن الوافي |
جعلاني متميز
غير متواجد
|
البحث 19
صـــلاة الجمعــــه صلاة الجمعة
مكانة الجمعة في الإسلام إن الجمعة يسعى إليها بالخشوع والطمأنينة والوقار لحضور هذا الخير والمشاركة فيه من الصلاة والذكر ، وسماع ما ينفعك في أمر دينك ودنياك؛ لقول الله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ثم بعد ذلك أمر سبحانه بما ينفع الإنسان في الدنيا والآخرة ، فقال: فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ أي اطلبوا الرزق والتمسوا الخير وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ حتى لا تشغلكم أنواع البيع والشراء ، وأنواع الملذات ، وأنواع الحاجات العاجلة عن ذكر الله سبحانه وتعالى وعن أسباب الفلاح ، فالفلاح في ذكر الله ، والقيام بأمر الله ، فلا ينبغي أن تطغى حاجات البدن على حاجات القلب والروح ، ولا تطغى حاجات القلب والروح على حاجات البدن والدنيا . بل يراعى هذا وهذا ، فالمسلمون يقومون بهذا وهذا؛ تارة لأمور دنياهم وحاجاتهم ، فهذا يعمل في الزراعة في مزرعته ، والآخر في دكانه ومتجره ، والثالث في حاجات أخرى وأعمال أخرى مما أباح الله عز وجل ، حتى يشترك الجميع في أنواع المشاريع الخيرية والأعمال المباحة النافعة ، حتى يواسي الفقير وحتى يحسن إلى الناس . وإذا جاءت الأوقات التي أوجب الله على الإنسان فيها شيئا بادر إلى طاعة الله وأداء ما أوجب الله عليه فلا تشغله حاجات عن حاجات ، بل يعطي كل مقام ما يليق به ويعطي كل حاجة ما يناسبها ، فهو حافظ لوقته مؤد لما أوجب الله عليه ، طالب للرزق ، ساع في أرض الله لطلب الحلال ، ومعلوم أن الصلاة هي عمود الإسلام والركن الثاني من أركانه . لقول النبي صلى الله عليه وسلم: رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت متفق على صحته . صلاة الجمعة ركعتان وهي فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل حرّ ذكر مقيم غير معذور بعذر من أعذار تركها إذا كانوا أربعين مستوطنين. فلا تجب على الكافر الأصلي وجوب مطالبة في الدنيا، ولا تجب على الصبي ولا المجنون ولا العبد ولا الأنثى ولا المسافر وإن كان مسافة سفره دون مسافة القصر، ولا المعذور بعذر من أعذار تركها كالمريض مرضًا يشق معه الذهاب إلى مكان الجمعة. وتجب على من نوى الإقامة في بلد الجمعة أربعة أيام كاملة، أي غير يومي الدخول والخروج فأكثر، لأنه بذلك ينقطع حكم السفر. شرط الجمعة: 1) أن تكون في خطة أبنية أي في مكان معدود من البلد، ولو كانت الأبنية من خشب أو قصب أو سعف (غصون النخل)، فتصح في المسجد وفي الدار وفي الفضاء ضمن البلد، ولا تصح خارج الخطة. 2) وخطبتان قبلها يسمعهما الأربعون، ويشترط أن يكون كل واحد منهم مسلمًا بالغًا عاقلًا حرًّا ذكرًا مستوطنًا. 3) وأن تصلى جماعة بهم أي بالأربعين. 4) ووقت الظهر، فلا تصح قبله ولا بعده. 5) وأن لا تقارنها أخرى ببلد واحد وإن كبرت البلد، أي إذا لم يشق اجتماع أهل البلد، فإذا سبقت إحدى الجمعتين صحت وبطلت التي بعدها، وإذا لم تعلم السابقة بطلتا، وقال بعض أصحاب الشافعي: لا يصح تعدد الجمعة بوجه من الوجوه. أركان الخطبتين: 1) حمد الله بلفظ: 'الحمد لله' أو: 'لله الحمد' أو: 'حمدًا لله' أو نحو ذلك. 2) والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بنحو: 'اللّهم صل على محمد' ويكفي: 'صلى الله على محمد'. 3) والوصية بالتقوى، بالحثّ على الطاعة والزجر عن المعصية أو أحدهما، ولا يشترط لفظ التقوى فيكفي نحو: 'أطيعوا الله'. 4) والآية مفهمة كاملة في إحداهما، والأفضل أن تكون في الخطبة الأولى في أخرها 5) والدعاء للمؤمنين الشامل للمؤمنات في الخطبة الثانية، ويسن ذكر المؤمنات، ولا يشترط التعميم بل لو خصّ من حضر أو أربعين منهم كفى. شرائط الخطبتين: 1) الطهارة عن الحدثين الأكبر والأصغر، وعن النجاسة غير المعفوّ عنها في البدن والمكان وما يحمله من ثوب وغيره. 2) وستر العورة، وهي ما بين السرة والركبة. 3) والقيام فيهما للقادر، فإن عجز عن القيام خطب قاعدًا. 4) والجلوس بين الخطبتين، وأقلّ هذا الجلوس قدر الطمأنينة، وأكمله قدر سورة الإخلاص، وتندب قراءتها فيه. 5)والموالاة بين أركانهما، وبينهما وبين الصلاة. 6) وأن تكون أركان كلّ منهما بالعربية. 7) وأن تكونا بعد الزوال. 8) وسماع الأربعين لأركان الخطبتين. 9) وتقديم الخطبتين على الصلاة. السنن : 1_ الغسل للجمعة ويدخل وقته بالفجر، ويكره تركه. 2_ ولبس الثياب البيض. 3_ والتطيّب. 4_هو تقليم الأظافر. 5_هوا لتبكير بالمشي لها من الفجر. 6_ والإنصات للخطيب، ومعنى الإنصات السكوت مع الاستماع، فإن ترك ذلك كان مكروهًا. ومن دخل والإمام يخطب يصلي ركعتين خفيفتين ثم يجلس. سجود التلاوة : يستحب أن يسجد القارئ أو السامع أو المستمع سجود التلاوة بعد قراءة أو سماع آية من آيات السجدة، ما لم يطل الفصل عرفًا، فإن طال الفصل عرفًا فاتت ولم تُقضَ، فإن كان القارئ أو السامع محدِثًا فتطهر عن قرب سجد، وإلا فلا. وسجدة التلاوة تفتقر إلى شرائط الصلاة كطهارة وستر واستقبال القبلة وترك كلام الناس، وإلى دخول وقتها وهو من قراءة أو سماع آية السجدة جميعها. ولو سجد غير المصلي وجب أن يكبر للإحرام ناويًا السجود، وندب رفع يديه مع التكبير كإحرام الصلاة، ثم يهوي للسجود مكبرًا، ثم يرفع رأسه مكبرًا، ويجلس، ويشترط له السلام، ولا يشترط التشهد، فإن كان في الصلاة كبّر للهُوِيّ وللرفع من السجود ندبًا، ولا يسن لمن قرأ قاعدًا أن يقف ليسجد من القيام. ويستحب للإمام تأخيرها في السرية إلى الفراغ، لئلا يشوش على المأمومين إذا قصر الفصل. سجود الشكر : سجدة الشكر تستحب عند هجوم نعمة كحدوث ولد أو مال أو قدوم غائب أو نصر على عدو، وعند اندفاع نِقمة كنجاة من غرق أو حريق، ولا تستحب لاستمرار النعمة واندفاع النقمة. وهي كسجدة التلاوة المفعولة خارج الصلاة شروطًا وكيفية. فائدة: لا يجوز السجود بلا سبب بنية التقرب إلى الله تعالى، وكذلك لا يجوز السجود لشخص مسلم أو غيره ولو بنية التحية. |
ابن الوافي |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى ابن الوافي |
زيارة موقع ابن الوافي المفضل |
البحث عن كل مشاركات ابن الوافي |
جعلاني متميز
غير متواجد
|
البحث 20
الدعـــــــــــاء ويشمل بحثين أود الفصل بينهما حتى تحصل الفائدة ويعم النفع ولا تتداخل الأمور والشروح بعضها مع بعض.
أولاً: في قول الحق سبحانه وتعالى ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ (البقرة:186). 1. سبب النـزول جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه ). 2. أنه صلى الله عليه وسلم كان في غزوة فرفع أصحابه أصواتهم بالتكبير والتهليل فقال -صلى الله عليه وسلم- (إنكم لا تدعون أصمّ ولا غائباً إنما تدعون سميعاً بصيراً قريباً ). أسئلة كثيرة سألها الناس للنبي صلى الله عليه وسلم ولكنها بمجموعها يمكن أن نقسمها قسمين:- 1- أسئلة تتعلق بالأصل –العقيدة- مثل يسألونك عن الروح – ويسألونك عن الجبال – ويسألونك عن ذي القرني- ويسألونك عن الساعة. 2- أسئلة تتعلق بالفروع – الأحكام- التي تلزمهم في حياتهم بعد الأيمان لضبط سلوكهم وِفق إيمانهم مثل: يسألونك ماذا ينفقون- يسألونك عن الشهر الحرام- يسألونك عن الأنفال- ويسألونك عن الخمر والميسر. نرى مما سبق وأوردناه كأمثلة أنهم سألوه ولو استعرضنا الآيات بمعظمها فيكون بعد يسألونك (قل) يعني بلّغ جوابه عن سؤالهم وأما في هذه الآية فكان ابتدائها ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ﴾ ولم يقل قل أني قريب وهذه أول بشارة وتكريم لنا فلا يوجد بيننا وبين ربنا تبارك وتعالى في الدعاء والاستجابة وسيط. ﴿ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ أي أقبل عبادة من عبدني والدعاء بمعنى العبادة والإجابة بمعنى القبول يشرحه قول المصطفى -صلى الله عليه وسلم -ما رواه أبو داود عن النعمان بن بشير أنه قال ( الدعاء هو العبادة قال ربكم ادعوني استجب لكم ) فسمى الدعاء عبادة وفيه قوله عز وجل ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ إدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ (غافر:60) أي يستكبرون عن دعائي والطلب مني. بل أمرنا ربنا عز وجل بأن ندعوه مخلصين له الدين ووعدنا بالإستجابه لطلبنا ودعائنا. روى الليث بن حوشب عن عبادة بن الصامت قال سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول ( أعطيت أمتي ثلاثاً لم تعط إلا الأنبياء، كان الله إذا بعث نبياً قال ادعني استجب لك وقال لهذه الأمة ادعوني استجب لكم، وكان الله إذا بعث نبياً قال له : ما جعل عليك في الدين من حرج، وقال لهذه الأمة ما جعل عليكم في الدين من حرج، وكان إذا بعث النبي جعله شهيداً على قومه، وجعل هذه الأمة شهداء على الناس). وكان خالد الرِّبعي يقول عجبت لهذه الأمة في قوله تعالى ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ أمرهم بالدعاء ووعدهم بالإجابة وليس بينهما شرط قيل: مثل ماذا ؟قال له مثل قوله عز وجل ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ فها هنا شرط وقوله ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ﴾ فليس فيه شرط. و رُب سائل يسأل .... ندعوا فلا يستجاب لنا .... يعني لا نرى أثر الدعاء والجواب ما رواه أبو سعيد الخدري – ولا عطر بعد عروس – أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ' ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها، إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث، إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخر له، وإما أن يكف عنه من السوء بمثلها ' قالوا ( إذن نكثر ) قال ( لله أكثر ). وقال ابن عباس: ( كل عبد دعا استجيب له، فإن كان الذي يدعوا به رزقاً له في الدنيا أعطاه، وان لم يكن رزقاً له في الدنيا ذُخِرَ له ). |
ابن الوافي |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى ابن الوافي |
زيارة موقع ابن الوافي المفضل |
البحث عن كل مشاركات ابن الوافي |
جعلاني متميز
غير متواجد
|
البحـــــــــــــــث 21
العالم و المتعلم شريكان بالخير ' العالم والمتعلم شريكان في الخير'
حديث شريف يهتم الإسلام اهتماماً كبيراً بالعلم، ويرتفع ويسمو به سمواً عظيماً: قال تعالى :{ يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} (المجادلة:11) ويرتبط العلم في الإسلام بخدمة الناس والانتفاع به في أفعال الخير وصالحات الأعمال. والعالم في الإسلام هو الذي يقرن علمه بالعمل الذي يؤدي إلى الصلاح والإصلاح، والبناء والعمران . . ويهدف إلى سبيل الرشد والخير، وطريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وطالب العلم في نظر الإسلام شريك للعالم في الخير، ويدعو رسول الله صلي الله عليه وسلم الى طلب العلم، لأنه السبيل الأمثل لنموذج الحياة الأفضل، ولا شك أن طلب العلم والمعرفة والبحث عن الحقيقة يزيد من إيمان الإنسان إيماناً قوياً إذ يجعله يشهد بوحدانية الله عز وجل، وربوبيته وقدرته العظيمة . . فيقترب من اليقين ، ويميز بين الحق والباطل،ويفرق بين الصدق والكذب. يقول الرسول صلي الله عليه وسلم : 'سارعوا في طلب العلم، فالحديث من صادق خير من الدنيا وما عليها من ذهب وفضة' رواه الرافعي وأشرف العلوم هو العلم الإسلامي، ومن أفضل ثماره المعرفة بمبادئ وأصول التربية الإسلامية الصحيحة التي تهدف إلى بناء الإنسان بناءاً سليماً صالحاً قوياً كما أراده الله عز وجل أن يكون ليستحق شرف الخلافة في الأرض. إن هدف أي أمة تحرص على تقدمها وازدهارها هو إنشاء جيل قوي صالح متعلم مثقف واع بمفهوم التربية الإسلامية وما تنشئه من غرس للقيم والمبادئ والمثل العليا، فيسمو الإنسان بنفسه حيث خلقه الله عز وجل في أحسن تقويم، ويرتفع بمستوى مجتمعه بآداب التربية الإسلامية التي أصبحت طباعاً ملازمة له في سلوكه مما يجعله يؤثر في كل فرد من حوله وبذلك يكون هذا الإنسان قدوة صالحة يقتدى به. ومما لا شك فيه أن للمؤسسات التعليمية من المدرسة إلى الجامعة دورها الكبير في إخراج هذا الجيل الصالح الواعي الذي يستطيع أن يحمل الأمانة ويقدر المسئولية ولن يتحقق ذلك إلا بما يلي: 1. إدخال مادة التربية الإسلامية في جميع المراحل التعليمية المختلفة، واعتبارها مادة أساسية لا يحق للطالب الانتقال إلى المرحلة التالية إلا بعد النجاح فيها. 2. بث الروح الإسلامية وفهم أصول الدين الإسلامي فهماً صحيحاً. 3. غرس مبادئ التربية الإسلامية في نفوس أبناءنا، وما تنشئه هذه التربية من قيم العدل، الإحسان، الطاعة، الإخاء ، المساواة، التعاون، العفو، الرحمة، المحبة، الاستقامة، كظم الغيظ، الوفاء، حب الخير، الأمانة، الصدق، الصبر، الصفح الجميل، إلى غير ذلك من الأخلاق الطيبة والأعمال الصالحة المستمدة من القرآن الكريم والسنة المحمدية الشريفة. 4. الأخذ في الاعتبار عند تدريس تعاليم الإسلام للأبناء مراعاة اختلاف أسلوب التعليم في المراحل التعليمية المختلفة، من مرحلة إلى أخرى، واختلاف الأعمار، وتفاوت مستوى التفكير العقلي للطالب. 5. الاهتمام بطريقة التعليم حيث يجب أن تتميز بالإطار المحبب المشوق حتى نضمن حب الأبناء لدينهم ومحاولة معرفتهم المزيد عنه. 6. العناية بربط مبادئ التربية الإسلامية بالسلوك العملي في الحياة، وبذلك نصل بالتربية إلى هدفها المنشود كسلوك وعلم وعمل وحياة وفكر وأخلاق. إن الهدف الرئيسي للتربية الإسلامية هو ربط الإنسان بربه خالقه وفاطره، وآداب التربية الإسلامية هي آداب ربانية يعلِّمــها الله عز وجل لعبده حتى يقتدي بها فتصبح نبراساً يضيء له الطريق، ونوراً يبصره بحياته، وسبيلاً يجب اتباعه بما يتفق وعقيدة الإسلام. إن الأزهر الشريف يعتبر رائداً ومناراً للإسلام، وهو القائد لرحلة الدعوة الإسلامية في الحياة، وربان سفينة تعاليم الإسلام التي تقود الإنسان إلى بر الأمان. فليس هناك مجالٌ للشك في أن للأزهر الشريف أكبر الأثر وأعظم النفع في بناء التربية الإسلامية وذلك من خلال كونه أكبر جامعة إسلامية تهدف إلى: 1. تعليم أصول الدين الحنيف، وتوضيح أحكامه، وإظهار آدابه وأهدافه، والتعرف على أسرار شريعته. 2. نشر الدين والدعوة الإسلامية في مصر والعالم الإسلامي كله. 3. إحياء التراث الإسلامي القديم والمحافظة عليه. 4. العمل على نشر مفهوم التربية الإسلامية الصحيحة ومبادئها وأهدافها والشروط الواجب توافرها في المربي الصالح سواء في الأسرة أو المدرسة أو المجتمع ككل. 5. إنشاء المعاهد الدينية الأزهرية وتطوير رسالتها بحيث تشمل جميع أنشطة الحياة. 6. عقد الندوات الدينية القائمة على الحوار المفتوح والمناقشة الحرة البناءة للإجابة على أي تساؤل يحير أي فكر، معتدلاً كان أم منحرفاً يريد أن يتفقه في أمر دينه. 7. عقد المؤتمرات الإسلامية التـي تعالج الموضوعات الدينية، والعمل على نقل صورة حية كاملة عنها بواسطة وسائل الإعلام. إلى غير ذلك من الأهداف الأخرى التـي يقوم بها الأزهر الشريف لخدمة الإسلام والمسلمين. وبالتالي نضمن إخراج جيل مسلم مؤمن قوي عارف بربه سليم في معاملته وعلاقاته مع الآخرين مؤسساً تأسيساً دينياً صالحاً، لديه قاعدة عريضة من الإيمان الإلهي وما يستتبعه من قيم ومثل عليا، وسمو في الأخلاق، ورقي في الآداب. مما سبق تتضح لنا حقيقة هامة وهي أن الأزهر الشريف لا يعتبر جامعة علمية الغرض منها تلقي العلم الإسلامي فحسب، وإنما يتسع دورها ليشمل العلم والعمل معاً، حيث تخدم المسلمين بتعليمهم الدين الإسلامي، وتعمل على نشر الدعوة الإسلامية في كل مكان، وما يتبع ذلك من تعاليم وآداب وأحكام. وبناءاً على هذا الدور الخطير المؤثر الفعال الذي يقوم به الأزهر فإننا نناشده بما يلي: 1. أن يكون له صوت عال، وكلمة حق، ومقولة عدل في القضاء على الانحراف والفساد، ومحاربة الدعاوى المغرضة التي تسيء إلى الإسلام. 2. تضافر الجهود مع المؤسسات التعليمية الأخرى للعمل على خطة مدروسة لتنمية التربية الإسلامية وما تنشئه من غرس للقيم والمبادئ والمثل العليا، والأخلاق الكريمة، والآداب الحميدة المستمدة من النبع الفياض القرآن الكريم. 3. الإشراف على مناهج التربية الإسلامية في المراحل التعليمية المختلفة مع مراعاة التطور العلمي والمادي والحضاري في المجتمع. 4. الإكثار من الندوات الدينية التي تبين مفهوم الدين الإسلامي مفهوماً صحيحاً سليماً. 5. زيادة أوجه التعاون بين مصر ودول العالم الإسلامي في المجالات الإسلامية وذلك عن طريق التوحيد في كلمة الدين، وعقد المؤتمرات الدينية، وتدعيم المراكز الإسلامية في هذه الدول. 6. الإكثار من إنشاء المكتبات الإسلامية المتخصصة التـي تضم: -المخطوطات الإسلامية وبيان ما حقق منها وما لم يُحقّق بعد حتى يتسنى للباحثين المهتمين بها دراستها وتحقيق ما يختارونه منها. -الكتب الدينية التي تحتوي على جميع فروع وأقسام الدين الإسلامي والتي تناسب جميع الأعمار. مع مراعاة التوزيع الجغرافي لهذه المكتبات وخبرة القائمين عليها وعمل نظام موحد للاستعارة من هذه المكتبات حيث أن الكثير من الباحثين المهتمين بالموضوعات الإسلامية لا يتسنى لهم الوقت للانتظام والتواجد صباحاً في هذه المكتبات نظراً لظروف عملهم. -العمل على إنشاء موسوعة تضم جميع الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة حيث حدث الآن خلط بين الأحاديث القوية الصحيحة والأحاديث الضعيفة، مما ينشئ التباساً في دراسة الباحث للأحاديث النبوية ، ومما يساعد على تكوين فكر خاطئ في دراسته لجانب يعتبر من الجوانب الإسلامية الهامة والتـي قد تؤثر في أبحاثه وموضوعاته التي يقوم بدراستها الآن، والتـي سوف ينادي بها في المستقبل. - حث الشباب وتشجيعهم على المعرفة والبحث وذلك بطرح المسابقات الدينية في صورة أبحاث تعالج الموضوعات الإسلامية الهامة، وتقرير جوائز تشجيعية لأفضل الأبحاث مع العمل على نشر هذه الأبحاث الفائزة. - تبني الأفكار الصالحة والأخذ بيدها إلى طريق العلم والمعرفة وتشجيعها والإعلان عنها وبذلك يكون هناك حافز دائم للقراءة والبحث في الأمور الدينية مما يحمي شبابنا من الأفكار الضالة والمفاهيم الخاطئة، والطريق مفتوح وواسع لكل اجتهاد في الإسلام يهدف إلى الخير، وينشد البناء والتقدم. - العمل على ربط الموضوعات التي تعالجها التربية الإسلامية بالسلوك الإنساني في الحياة، فالأخلاق بيئة صالحة للحياة العملية، فلابد من ربطها بالعلاقات الإنسانية التي تقوم على ربط علاقة الإنسان بربه، وصلته به سبحانه وتعالى. نحن في حاجة إلى القلوب التـي تصلح وتغير، والعقول التـي تنمي وتقوي، والصدور الواسعة التي تتبنى كل فكر صالح، وتقوم كل فكر طالح . . نحن في أشد الحاجة إلى النفوس المؤمنة السليمة المستقيمة التي تعمل من أجل إعلاء كلمة الحق ورفعة الإسلام. إن التربية الإسلامية هدف أساسي ومطلب ضروري في حياة كل فرد . . كيف نريد أن ننشئ جيلاً قوياً صالحاً قادراً على حمل الأمانة ما لم يكن هذا الجيل قد أخذ حظه الوافي من التربية الإسلامية وما تنشئه هذه التربية من القيم والمثل والمبادئ التـي تسمو بالإنسان وتؤثر فيه تأثيراً كبيراً فيصبح إنساناً لا يقبل إلا الإيمان حياة . . والحب طريق . . والخير سلوك . . والعلم غاية . . والخلق سبيل إلى العمل الصالح مما يساعد على بناء المجتمع بناءاً سليماً قوياً صالحاً، ومما يحقق الأمن والاستقرار والسعادة والرفاهية لكل فرد في المجتمع. نحن قلوب تتعطش إلى الصفاء والنقاء، ولا ترتوي إلا من العلم والإيمان. اللهم لا تجعل في قلوبنا مكاناً للحقد والحسد والكراهية،واجعل قلوبنا مليئة بالإيمان بك .. بصيرة بطريق النور.. نابضة بالحب والخير .. متحلية بالخلق الكريم .. مزودة بالعلم القويم على الصراط المستقيم.. فننعم بالسلام الروحي الممدود، والاطمئنان القلبـي المشهود، والأمن النفسي المنشود |
ابن الوافي |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى ابن الوافي |
زيارة موقع ابن الوافي المفضل |
البحث عن كل مشاركات ابن الوافي |
جعلاني للابد |
مشاهدة ملفه الشخصي |
البحث عن كل مشاركات جعلاني للابد |
ابن الوافي |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى ابن الوافي |
زيارة موقع ابن الوافي المفضل |
البحث عن كل مشاركات ابن الوافي |
شهيدة الفلوجة |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى شهيدة الفلوجة |
البحث عن كل مشاركات شهيدة الفلوجة |
انواع عرض الموضوع |
العرض العادي |
الانتقال إلى العرض المتطور |
الانتقال إلى العرض الشجري |
|
|