منتديات جعلان > جعلان للتربية والتعليم والموسوعات > جعلان للتربية والتعليم | ||
((( عيون الأثر الجزء الأول والثاني ))) |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
ذكر الخبر عن دخول بني هاشم و بني المطلب ابني عبد مناف في الشعب و ما لقوا من سائر قريش في ذلك
قال أبو عمر : أخبرنا عبد الله بن محمد ، حدثنا محمد بن بكر ، حدثنا أبو داود ، حدثنا محمد بن سلمة المرادي ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني ابن لهيعة ، عن محمد بن عبد الرحمن أبي الأسود ، و أخبرنا عبد الوارث بن سفيان ، حدثنا قاسم بن أصبغ ، حدثنا مطرف ابن عبد الرحمن بن قيس ، حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب ، و أخبرنا عبد الله بن محمد ، حدثنا محمد بن بكر ، حدثنا أبو داود ، حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي ، قالا : حدثنا محمد بن فليح ، عن موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب دخل حديث بعضهم في بعض ، قال : ثم إن كفار قريش أجمعوا أمرهم و اتفق رأيهم على قتل رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و قالوا : قد أفسد أبناءنا و نساءنا ، فقالوا لقومه : خذوا منا دية مضاعفة و يقتله رجل من غير قريش ، و تريحوننا و تريحون أنفسكم ، فأبى قومه بنو هاشم من ذلك ، فظاهرهم بنو المطلب بن عبد مناف ، فأجمع المشركون من قريش على منابذتهم و إخراجهم من مكة إلى الشعب ، فلما دخلوا الشعب أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم من كان بمكة من المؤمنين أن يخرجوا إلى أرض الحبشة و كانت متجراً لقريش ، و كان يثنى على النجاشي بأنه لا يظلم عنده أحد ، فانطلق إليها عامة من آمن بالله و رسوله ، و دخل بنو هاشم و بنو المطلب شعبهم ، مؤمنهم و كافرهم ، فالمؤمن ديناً و الكافر حمية ، فلما عرفت قريش أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد منعه أجمعوا على أن لا يبايعوهم و لا يدخلوا إليهم شيئاً من الرفق ، و قطعوا عنهم الأسواق ، و لم يتركوا طعاماً و لا إداماً و لا بيعاً إلا بادروا إليه و اشتروه دونهم ، و لا يناكحوهم و لا يقبلوا منهم صلحاً أبداً ، و لا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه و سلم للقتل ، و كتبوا بذلك صحيفة و علقوها في الكعبة ، و تمادوا على العمل بما فيها من ذلك ثلاث سنين ، فاشتد البلاء على بني هاشم في شعبهم و على كل من معهم ، فلما كان رأس ثلاث سنين تلاوم قوم من قصي ممن ولدتهم بنو هاشم و من سواهم ، فأجمعوا أمرهم على نقض ما تعاهدوا عليه من الغدر و البراءة ، و بعث الله على صفيحتهم الأرضة فأكلت و لحست ما في الصحيفة من ميثاق و عهد ، و كان أبو طالب في طول مدتهم في الشعب يأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم فيأتي فراشه كل ليلة حتى يراه من أراد به شراً أو غائلة ، فإذا نام الناس أمر أحد بنيه أو إخوته أو بني عمه ، فاضطجع على فراش رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يأتي بعض فرشهم فيرقد عليها ، فلم يزالوا في الشعب على ذلك إلى تمام ثلاث سنين ، و لم تترك الأرضة في الصحيفة اسماً لله عز و جل إلا لحسته و بقي ما كان فيها من شرك أو ظلم أو قطيعة رحم ، فأطلع الله رسوله على ذلك فذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم لأبي طالب ، فقال أبو طالب : لا و الثواقب ما كذبتني ، فانطلق في عصابة من بني عبد المطلب حتى أتوا المسجد و هم خائفون لقريش ، فلما رأتهم قريش في جماعة أنكروا ذلك ، و ظنوا أنهم خرجوا من شدة البلاء ليسلموا رسول الله صلى الله عليه و سلم برمته إلى قريش ، فتكلم أبو طالب فقال : قد جرت أمور بيننا و بينكم لم نذكرها لكم ، فائتوا بصحيفتكم التي فيها مواثيقكم فلعله أن يكون بيننا و بينكم صلح ، و إنما قال ذلك أبو طالب خشية أن ينظروا في الصحيفة قبل أن يأتوا بها ، فأتوا بصحيفتهم معجبين ، لا يشكون أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يدفع إليهم ، فوضعوها بينهم و قالوا لأبي طالب قد آن لكم أن ترجعوا عما أحدثتم علينا و على أنفسكم ، فقال أبو طالب : إنما أتيتكم في أمر هو نصف بيننا و بينكم ، إن ابن أخي أخبرني و لم يكذبني ، أن هذه الصحيفة التي في أيديكم قد بعث الله عليها دابة فلم تترك فيها اسماً إلا لحسته ، و تركت فيها غدركم و تظاهرتم علينا بالظلم ، فإن كان الحديث كما يقول فأفيقوا ، فلا و الله لا نسلمه حتى نموت من عند آخرنا ، و إن كان الذي يقول باطلاً دفعنا إليكم صاحبنا فقلتم أو استحييتم ، فقالوا : قد رضينا بالذي تقول : ففتحوا الصحيفة فوجدوا الصادق المصدوق صلى الله عليه و سلم قد أخبر بخبرها قبل أن تفتح ، فلما رأت قريش صدق ما جاء به أبو طالب عن النبي صلى الله عليه و سلم قالوا : هذا سحر ابن أخيك . و زادهم ذلك بغياً و عدوانا . و قال ابن هشام : و ذكر بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لأبي طالب : يا عم إن ربي قد سلط الأرضة على صحيفة قريش فلم تدع فيها اسماً إلا أثبتته ، و نفت منها القطيعة و الظلم و البهتان ، قال : أربك أخبرك بهذا ؟ قال : نعم . قال فو الله ما يدخل عليك أحد . ثم خرج إلى قريش ، فقال : يا معشر قريش ! إن ابن أخي أخبرني . و ساق الخبر بمعنى ما ذكرناه . و قال ابن إسحاق و ابن عقبة و غيرهما : و ندم منهم قوم فقالوا : هذا بغي منا على إخواننا و ظلم لهم ، فكان أول من مشى في نقض الصحيفة هشام بن عمرو بن الحارث العامري و هو كان كاتب الصحيفة ، و أبو البختري العاص بن هشام بن الحارث بن أسد بن عبد العزى و المطعم بن عدي . إلى هنا انتهى خبر ابن لهيعة عن أبي الأسود يتيم عروة ، و موسى ابن عقبة عن ابن شهاب . و ذكر ابن إسحاق فيهم زهير بن أبي أمية بن المغيرة المخزومي ، و زمعة بن الأسود بن المطلب . و ذكر ابن إسحاق في أول هذا الخبر قال : و قد كان أبو جهل فيما يذكرون لقي حكيم بن حزام و معه غلام يحمل قمحاً يريد به عمته خديجة ، و هي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في الشعب ، فتعلق به و قال : أتذهب بالطعام إلى بني هاشم ؟ قال له أبو البختري : طعام كان لعمته عنده أفتمنعه أن تأتيها بطعامها ، خل سبيل الرجل ، فأبي أبو جهل حتى نال أحدهما من صاحبه ، فأخذ أبو البختري لحي بعير فضربه به فشجه و وطئه وطئاً شديداً . و ذكر أبو عبد الله محمد بن سعد : هشام بن عمرو العامري المذكور و قال : كان أوصل قريش لبني هاشم حين حصروا في الشعب ، أدخل عليهم في ليلة ثلاثة أحمال طعاماً ، فعلمت بذلك قريش ، فمشوا إليه حين أصبح ، فكلموه في ذلك ، فقال : إني غير عائد لشيء خالفكم ، فانصرفوا عنه ، ثم عاد الثانية ، فأدخل عليهم ليلاً حملاً أو حملين ، فغالظته قريش وهمت به ، فقال أبو سفيان بن حرب : دعوه ، رجل وصل أهل رحمه ، أما إني أحلف بالله لو فعلنا مثا ما فعل كان أحسن بنا . و عن ابن سعد : و كان الذي كتب الصحيفة بغيض بن عامر بن هاشم بن عبد مناف ابن عبد الدار بن قصي فشلت يده . و حصروا بني هاشم في شعب أبي طالب ليلة هلال المحرم سنة سبع من حين نبئ رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و كان خروجهم في السنة العاشرة ، و قيل مكثوا في الشعب سنتين . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
ذكر خبر أهل نجران
قال ابن إسحاق : ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو بمكة عشرون رجلاً أو قريب من ذلك من النصارى حين بلغهم خبره من الحبشة ، فوجدوه في المسجد ، فجلسوا إليه و كلموه و سألوه ، و رجال من قريش في أنديتهم حول الكعبة ، فلما فرغوا من مسألة رسول الله صلى الله عليه و سلم عما أرادوا ، دعاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الله ، و تلا عليهم القرآن ، فلما سمعوه فاضت أعينهم من الدمع ، ثم استجابوا له و آمنوا به و صدقوه ، و عرفوا منه ما كان يوصف لهم في كتابهم من أمره ، فلما قاموا عنه اعترضهم أبو جهل بن هشام في نفر من قريش ، فقالوا لهم : خيبكم الله من ركب ، بعثكم من وراءكم من أهل دينكم ترتادون لهم لتأتوهم بخبر الرجل ، فلم تطمئن مجالسكم عنده حتى فارقتم دينكم و صدقتموه بما قال ، ما نعلم ركباً أحمق منكم أو كما قالوا . فقالوا لهم : سلام عليكم لا نجاهلكم ، لنا ما نحن عليه و لكم ما أنتم عليه ، لم نأل من أنفسنا خيراً . و يقال : إن النفر من النصارى من أهل نجران ، و يقال : فبهم نزلت " الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون * وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به " إلى قوله " لا نبتغي الجاهلين " [ القصص : 52 ـ 55 ] . و قال الزهري ما زلت أسمع من علمائنا أنهن نزلن في النجاشي و أصحابه . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
ذكر وفاة خديجة وأبي طالب
روينا عن الدولابي ، حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي ، حدثنا زهير بن العلاء ، حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، قال : توفيت خديجة بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين ، و هي أول من آمن بالنبي صلى الله عليه و سلم . قال : و حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، حدثني يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق قال : ثم إن خديجة بنت خويلد و أبا طالب ماتا في عام واحد ، فتتابعت على رسول الله صلى الله عليه و سلم مصيبتان ، هلاك خديجة و أبي طالب ، و كانت خديجة وزيرة صدق على الإسلام ، و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يسكن إليها . قال : و قال زياد البكائي عن ابن إسحاق : إن خديجة و أبا طالب هلكا في عام واحد ، و كان هلاكهما بعد عشر سنين مضين من مبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و ذلك قبل مهاجره صلى الله عليه و سلم إلى المدينة بثلاث سنين . و ذكر ابن قتيبة أن خديجة توفيت بعد أبي طالب بثلاثة أيام . و ذكر البيهقي نحوه ، و عن الواقدي : توفيت خديجة قبل أبي طالب بخمس و ثلاثين ليلة . و قيل غير ذلك . فلما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه و سلم من الأذى ما لم تكن تطمع فيه من حياة أبي طالب ، حتى اعترضه سفيه من سفهاء قريش فنثر على رأسه تراباً ، فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم بيته و التراب على رأسه ، فقامت إليه إحدى بناته فجعلت تغسل عنه التراب و هي تبكي ، و رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " لا تبكي يا بنية فإن الله مانع أباك ، و يقول بين ذلك : ما نالت مني قريش شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب " . قال : و لما اشتكى أبو طالب و بلغ قريشاً ثقله ، قال بعضهم لبعض : إن حمزة و عمر قد أسلما و قد فشا أمر محمد في قبائل قريش كلها ، فانطلقوا بنا إلى أبي طالب فليأخذ لنا على ابن أخيه و ليعطه منا ، فإنا و الله ما نأمن أن ببتزونا أمرنا ، فمشوا إلى أبي طالب و كلموه و هم أشراف قومه : عتبة و شيبة ابنا ربيعة ، و أبو جهل بن هشام ، و أمية بن خلف ، و أبو سفيان بن حرب ، في رجال من أشرافهم ، فقالوا : يا أبا طالب إنك منا حيث قد علمت و قد حضرك ما ترى و تخوفنا عليك ، و قد علمت الذي بيننا و بين ابن أخيك ، فادعه و خذ له منا و خذ لنا منه ليكف عنا و نكف عنه ، و ليدعننا و ديننا ، و ندعه و دينه ، فبعث إليه أبو طالب فجاءه ، فقال : يا ابن أخي هؤلاء أشراف قومك و قد اجتمعوا لك ليعطوك و ليأخذوا منك ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : نعم . كلمة واحدة تعطونيها و تملكون بها العرب ، و تدين لكم بها العجم . فقال أبو جهل : نعم و أبيك ، وعشر كلمات . قال : " تقولون لا إله إلا الله ، و تخلعون ما تعبدون من دونه " . قال : فصفقوا بأيديهم ثم قالوا : يا محمد ، أتريد أن تجعل الآلهة إلهاً واحداً ، إن أمرك لعجب . ثم قال بعضهم لبعض : و الله ما هذا الرجل بمعطيكم شيئاً مما تريدون ، فانطلقوا و امضوا على دين آبائكم حتى يحكم الله بينكم و بينه . ثم تفرقوا ، فقال أبو طالب لرسول الله صلى الله عليه و سلم : و الله يا ابن أخي ما رأيتك سألتهم شحطاً . فلما قال طمع رسول الله صلى الله عليه و سلم فيه ، فجعل يقول له : " أي عم فأنت فقلها ، أستحل لك بها الشفاعة يوم القيامة " . فلما رأى حرص رسول الله صلى الله عليه و سلم . قال له : يا ابن أخي و الله لولا مخافة السبة عليك و على بني أبيك من بعدي ، و أن تظن قريش أني إنما قلتها جزعاً من الموت لقلتها لا أقولها إلا لأسرك بها . فلما تقارب من أبي طالب الموت نظر العباس إليه يحرك شفتيه ، فأصغى إليه بأذنه ، فقال : يا ابن أخي و الله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته بقولها . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لم أسمع " . كذا في رواية ابن إسحاق أنه أسلم عند الموت . و قد روي أن عبد الله بن عبد المطلب و آمنة بنت وهب أبوي النبي صلى الله عليه و سلم أسلما أيضاً و أن الله قد أحياهما له فآمنا به . و روي ذلك أيضاً في حق جده عبد المطلب ، و هي روايات لا معول عليها . و الصحيح من ذلك ما رويناه من طريق مسلم : " حدثني حرملة بن يحيى التجيبي ، أخبرنا عبد الله بن وهب ، أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني سعيد ابن المسيب ، عن أبيه ، أنه قال : لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه و سلم فوجد عنده أبا جهل و عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا عم قا لا إله إلا الله ، كلمة أشهد لك بها عند الله . فقال أبو جهل و عبد الله بن أمية : يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب ، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه و سلم يعرضها عليه ، و يعيدان له تلك المقالة ، حتى قال أبو طالب ـ آخر ما كلمهم ـ هو على ملة عبد المطلب و أبى أن يقول لا إله إلا الله . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أما و الله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك . فأنزل الله عز و جل " ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم " [ التوبة : 113 ] و أنزل الله في أبي طالب ، فقال لرسول الله صلى الله عليه و سلم " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين " [ القصص : 56 ] " . و رواه مسلم من حديث أبي هريرة أيضاً و فيه : لولا أن تعيرني قريش ، يقولون : إنما حمله على ذلك الخرع لأقررت بها عينك . و في الصحيح " من حديث أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر عنده عمه أبو طالب ، فقال : لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة ، فيجعل في ضحضاح من النار " . " و عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أهون أهل النار في النار عذاباً أبو طالب ، و هو منتعل بنعلين من نار يغلي منهما دماغه " . " أخبرنا عبد الرحيم المزي . بقراءة والدي عليه ، أخبركم أبو علي حنبل بن عبد الله بن الفرج ، أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أخبرنا أبو علي بن المذهب ، أخبرنا أبو بكر القطيعي ، أخبرنا عبد الله بن أحمد ، حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، قال : سمعت ناجية بن كعب يحدث عن علي ، أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : إن أبا طالب مات فقال له النبي صلى الله عليه و سلم اذهب فواره . فقال : إنه مات مشركاً . قال : اذهب فواره . فلما واريته رجعت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال لي : اغتسل " . و أخبرنا أبو الفضل بن الموصلي ، قال : " أخبرنا أبو علي بن سعادة الرصافي ، أخبرنا هبة الله بن محمد الشيباني ، أخبرنا الحسن بن علي التميمي ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، أخبرنا عبد الله بن أحمد ، حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، عن وكيع بن عدس ، عن أبي رزين عمه ، قال : يا رسول الله ! أين أمي ؟ قال : أمك في النار قال : فأين من أهلك ؟ قال : أما ترضى أن تكون أمك مع أمي ؟ ! " . قال عبد الله : قال أبي : الصواب حدس . و ذكر بعض أهل العلم في الجمع بين هذه الروايات ما حصله أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يزل راقياً في المقامات السنية ، صاعداً في الدرجات العلية إلى أن قبض الله روحه الطاهرة إليه و أزلفه بما خصه به لديه من الكرامة حين القدوم عليه ، فمن الجائز أن تكون هذه درجة حصلت له صلى الله عليه و سلم بعد أن لم تكن ، و أن يكون الإحياء و الإيمان متأخراً عن تلك الأحاديث فلا تعارض . و قال السهيلي : شهادة العباس لأبي طالب لو أداها بعدما أسلم كانت مقبولة ، لأن العدل إذا قال سمعت و قال من هو أعدل منه لم أسمع ، أخذ بقول من أثبت السماع ، و لكن العباس شهد بذلك قبل أن يسلم . قلت : قد أسلم العباس بعد ذلك ، و سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن حال أبي طالب فيما أخبرنا عبد الرحيم بن يوسف ، بقراءة أبي عليه ، و قرأت على أبي الهيجاء غازي بن أبي الفضل ، قال : " أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا ابن الحصين ، أخبرنا أبو طالب ابن غيلان ، أخبرنا أبو بكر الشافعي ، حدثنا بشر بن موسى ، حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان ، حدثنا عبد الملك بن عمير ، قال : سمعت عبد الله بن الحارث بن نوفل ، قال : سمعت العباس يقول : قلت يا رسول الله ، إن أبا طالب كان يحفظك و ينصرك ، فهل نفعه ذلك قال : نعم ، و جدته في غمرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح " . صحيح الإسناد مشهور ، متفق من حديث العباس في الصحيحين . و لو كانت هذه الشهادة عنده لأداها بعد إسلامه ، و علم حال أبي طالب و لم يسأل ، و المعتبر حالة الأداء دون التحمل . و فيما ذكره السهيلي ، أن الحارث بن عبد العزى أبا رسول الله صلى الله عليه و سلم من الرضاعة قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة ، فأسلم و حسن إسلامه ، في خبر ذكره من طريق يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، عن أبيه ، عن رجال من بني سعد بن بكر . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
ذكر خروج النبي صلى الله عليه و سلم إلى الطائف
و ذلك في ليال بقين من شوال سنة عشر من النبوة ، قال ابن إسحاق : " و لما هلك أبو طالب و نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه و سلم ما لم تكن تنال منه في حياته ، خرج إلى الطائف و حده ـ و قال ابن سعد : و معه زيد بن حارثه ـ يلتمس النصرة من ثقيف و المنعة بهم من قومه ، و رجا أن يقبلوا منه ما جاءهم به من الله ، فلما انتهى إلى الطائف عمد إلى نفر من ثقيف ، و هم يومئذ سادة ثقيف و أشرافهم ، و هم إخوة ثلاثة : عبد ياليل ، و مسعود ، و حبيب ، بنو عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف ، و عند أحدهم من قريش من بني جمح ، فجلس إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و كلمهم بما جاءهم له من نصرته على الإسلام ، و القيام معه على من خالفه من قومه . فقال له أحدهم : هو يمرط ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك . و قال الآخر : أما وجد الله أحداً يرسله غيرك . و قال الثالث : و الله لا أكلمك أبداً ، لئن كنت رسولاً من الله كما تقول لأنت أعظم خطراً من أن أرد عليك الكلام ، و لئن كنت تكذب على الله ما ينبغي لي أن أكلمك . فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم من عندهم و قد يئس من خير ثقيف ، و قد قال لهم ـ فيما ذكر لي ـ إذا فعلتم ما فعلتم فاكتموا علي ، و كره رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يبلغ قومه عنه . فيذئرهم ذلك عليه ، فلم يفعلوا و أغروا به سفهاءهم و عبيدهم يسبونه و يصيحون به ، حتى اجتمع عليه الناس . قال موسى بن عقبة : قعدوا له صفين على طريقه ، فلما مر رسول الله صلى الله عليه و سلم بين صفيهم جعل لا يرفع رجليه و لا يضعها إلا رضخوهما بالحجارة ، حتى أدموا رجليه . زاد سليمان التيمي : أنه صلى الله عليه و سلم كان إذا أذلقته الحجارة قعد إلى الأرض ، فيأخذون بعضديه فيقيمونه ، فإذا مشى رجموه و هم يضحكون . و قال ابن سعد : و زيد بن حارثة يقيه بنفسه ، حتى لقد شج في رأسه شجاجاً . قال ابن عقبة : فخلص منهم ، و رجلاه تسيلان دماً ، فعمد إلى حائط من حوائطهم فاستظل في ظل حبلة منه و هو مكروب موجع ، و إذا في الحائط عتبة و شيبة ابنا ربيعة ، فلما رآهما كره مكانهما لما يعلم من عدواتهما لله و رسوله . قال : فلما رآه ابنا ربيعة و ما لقي تحركت له رحمهما فدعوا غلاماً لهما نصرانياً يقال له عداس ، فقالا له : خذ قطفاً من هذا العنب ، فضعه في هذا الطبق ، ثم اذهب به إلى ذلك الرجل ، فقل له يأكل منه ، ففعل عداس ، ثم أقبل به حتى وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ثم قال له : كل ، فلما وضع رسول الله صلى الله عليه و سلم فيه يده قال : بسم الله ، ثم أكل ، فنظر عداس في وجهه ، ثم قال : و الله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد . فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : و من أي البلاد أنت يا عداس ؟ و ما دينك ؟ قال : نصراني و أنا من أهل نينوى . فقال له : كل ، فلما وضع رسول الله صلى الله عليه و سلم في يده قال : بسم الله ، ثم أكل ، فنظر عداس في وجهه ، ثم قال : و الله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد . فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : و من أي البلاد أنت يا عداس ؟ و ما دينك ؟ قال : نصراني و أنا من أهل نينوى . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من أهل قرية الرجل الصالح يونس بن متى ؟ قال له عداس : و ما يدريك لقد أعلمني بأمر لا يعلمه إلا نبي . قالا : ويحك يا عداس ، لا يصرفنك عن دينك فإن دينك خير من دينه " . و روينا في الصحيح ، " من حديث عائشة رضي الله عنها ، أنها قالت للنبي صلى الله عليه و سلم : هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد ؟ فقال : لقد لقيت من قومك ، و كان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت على وجهي و أنا مهموم ، فلم أستفق إلا و أنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فإذا فيها جبريل ، فناداني ، فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك و ما ردوا عليك ، و قد بعث إليك ملك الجبال ، لتأمره بما شئت فيهم . فناداني ملك الجبال ، فسلم علي فقال : يا محمد ، ذلك لك فما شئت ؟ و إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئاً " . و ذكر ابن هشام : " أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما انصرف عن أهل الطائف و لم يجيبوه لما دعاهم إليه من تصديقه و نصرته ، صار إلى حراء ، ثم بعث إلى الأخنس بن شريق لجيره ، فقال : أنا حليف ، و الحليف لا يجير . فبعث إلى سهيل بن عمرو ، فقال : إن بني عامر لا تجير على بني كعب . فبعث إلى المطعم بن عدي فأجابه إلى ذلك ، ثم تسلح المطعم و أهل بيته ، و خرجوا حتى أتوا المسجد ، ثم بعث إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ادخل ، فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فطاف بالبيت و صلى عنده ، ثم انصرف إلى منزله . و لأجل هذه السابقة التي سلفت للمطعم بن عدي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في أسارى بدر : لو كان المطعم بن عدي حياً ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له " . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
ذكر إسلام الجن
و في انصراف رسول الله صلى الله عليه و سلم من الطائف راجعاً إلى مكة حين يئس من خير ثقيف مر به النفر من الجن و هو بنخلة ، كما سيأتي إن شاء الله تعالى . و هم فيما ذكر ابن إسحاق سبعة من جن نصيبين ، و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد قام من جوف الليل و هو يصلي . و الخبر بذلك ثابت "من طريق عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : قرأت على أبي عبد الله بن أبي الفتح الصوري بمرج دمشق ، أخبركم أبو القاسم بن الحرستاني سماعاً عليه ؟ فأقر به . أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل ، أخبرنا أبو الحسين بن مكي ، أخبرنا القاضي أبو الحسن الحلبي ، قال : حدثني إسحاق بن محمد بن يزيد ، قال : حدثنا أبو داود ـ يعني سليمان بن سيف ـ حدثنا أيوب بن خالد ، حدثنا الأوزاعي ، حدثني إبراهيم ابن طريف ، حدثني يحيى بن سعيد الأنصاري ، حدثني عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : حدثني عبد الله بن مسعود ، قال : كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم ليلة صرف الله النفر من الجن . . . " الحديث . و روينا من حديث أبي المعلى ، " عن عبد الله بن مسعود ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل الهجرة إلى نواحي مكة فخط لي خطاً ، و قال : لا تحدثن شيئاً حتى آتيك . ثم قال : لا يروعنك أو لا يهولنك شيء تراه . ثم جلس ، فإذا رجال سود كأنهم رجال الزط . قال : و كانوا كما قال الله : " كادوا يكونون عليه لبدا " [ الجن : 19 ] فأردت أن أقوم فأذب عنه ، بالغاً ما بلغت ، ثم ذكرت عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فمكثت ، ثم إنهم تفرقوا عنه ، فسمعتهم يقولون : يا رسول الله ، إن شقتنا بعيدة و نحن منطلقون ، فزودنا . . الحديث . و فيه : فلما و لوا قلت : من هؤلاء ؟ قال هؤلاء جن نصيبين " . " و روينا من حديث أبي عبد الله ، و فيه قال : ثم شبك أصابعه في أصابعي و قال : إني و عدت أن تؤمن بي الجن و الإنس ، فأما الإنس فقد آمنت بي و أما الجن فقد رأيت " . و روى أبو عمر " من طريق أبي داود ، حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود قال : لما كانت ليلة الجن أتت النبي صلى الله عليه و سلم سمرة فآذنته بهم ، فخرج إليهم " . قال أبو داود حدثنا هارون بن معروف ، حدثنا سفيان عن مسعر ، عن عمرو بن مرة ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي عبيدة ، أن مسروقاً قال له : أبوك أخبرنا أن شجرة أنذرت النبي صلى الله عليه و سلم بالجن . و روينا حديث أبي فزارة ، "عن أبي زيد عمرو بن مولى بن حريث ، حدثنا عبد الله بن مسعود ، قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قال : إني قد أمرت أن أقرأ على إخوانكم من الجن ، فليقم معي رجل منكم ، و لا يقم رجل في قلبه مثقال حبة خردل من كبر ، فقمت معه ، و أخذت إداوة فيها نبيذ ، فانطلقت معه فلما برز خط لي خطاً و قال لي : لا تخرج منه فإنك إن خرجت لم ترني و لم أراك إلى يوم القيامة . قال : ثم انطلق فتوارى عني حتى لم أره ، فلما سطع الفجر أقبل ، فقال لي : أراك قائماً . فقلت ما قعدت . فقال : ما عليك لو فعلت . قلت : خشيت أن أخرج منه . فقال : أما إنك لو خرجت منه لم ترني و لم أراك إلى يوم القيامة . هل معك وضوء ؟ قلت : لا ، فقال : ما هذه الإداوة ؟ قلت : فيها نبيذ . قال : تمرة طيبة و ماء طهور . فتوضأ و أقام الصلاة ، فلما قضى الصلاة قام إليه رجلان من الجن فسألاه المتاع . فقال : ألم آمر لكما و لقومكما بما يصلحكما ؟ قالا : بلى ، و لكن أحببنا أن يشهد بعضنا معك الصلاة . فقال : ممن أنتما ؟ قالا : من أهل نصيبين . فقال : أفلح هذان و أفلح قومهما ، و أمر لهما بالروث و العظم طعاماً ولحماً ، و نهى النبي صلى الله عليه و سلم أن يستنجي بعظم أو روثة " . رويناه من حديث قيس بن الربيع و هذا لفظه . و من حديث الثوري و إسرائيل و شريك و الجراح بن مليح و أبي عميس كلهم عن أبي فزارة . و غير طريق أبي فزارة عن أبي زيد لهذا الحديث أقوى منها ، للجهالة الواقعة في أبي زيد ، ولكن أصل الحديث مشهور عن ابن مسعود من طرق حسان متظافرة يشهد بعضها لبعض ويشد بعضها بعضاً ، و لم تتفرد طريق أبي زيد إلا بما فيها من التوضؤ بنبيذ التمر ، وليس ذلك مقصودنا الآن . و يكفي من أمر الجن مافي سورة الرحمن ، و سورة قل أوحي إلي ، و سورة الأحقاف " وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن " [ الأحقاف : 29 ] الآيات . و ذكر ابن سعد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يشعر بالجن و هم يستمعون له يقرأ حتى نزلت عليه " وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن " الآية . و روينا عن ابن هشام قال : حدثني خلاد بن قرة بن خالد السدوسي ، و غيره من مشائخ بكر بن وائل من أهل العلم ، أن أعشى بني قيس بن ثعلبة ، خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد الإسلام فقال يمدح رسول الله صلى الله عليه و سلم : ألم تغتمض عيناك ليلة أرمداو بت كما بات السليم مسهداً ألا أيهذا السائلي أين يممت فإن لها في أهل يثرب موعدا و آوليت لا آوي لها من كلالة و لا من حفا حتى تلاقي محمدا متى ما تناخى عند باب ابن هاشم تراحي و تلقي من فواضله ندى نبياً يرى ما لا ترون و ذكرهأغار لعمري في البلاد و أنجدا له صدقات ما تغب و نائل و ليس عطاء اليوم مانعه غدا أجدك لم تسمع وصاة محمدنبي الإله حين أوصى و أشهدا إذا أنت لم ترحل بزاد من التقىو لاقيت بعد الموت من قد تزودا ندمت على أن لا تكون كمثله فترصد للموت الذي كان أرصدا فلما كان بمكة أو قريباً منها اعترضه بعض المشركين من قريش ، فسأله عن أمره ، فأخبره أنه جاء يريد رسول الله صلى الله عليه و سلم ليسلم ، فقال له : يا أبا صبير ! فإنه يحرم الزنا . فقال الأعشى : و الله إن ذلك لأمر مالي فيه من أرب . فقال : يا أبا بصير ، فإنه يحرم الخمر . قال الأعشى : أما هذه فو الله إن في النفس منها لعلالات ، و لكني منصرف أرتوي منها عامي هذا ، ثم آتيه فأسلم . فانصرف فمات في عامه ذلك ، و لم يعد إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم . قوله : [ لا آوي لها من كلالة ] أي لا أرق . و في هذه الأبيات عن غير ابن هشام بعد قوله أغار لعمري في البلاد و أنجدا : به أنقذا الله الأنام من العمى و ما كان فيهم من يريع إلى هدى و قوله : فلما كان بمكة و هم ظاهر ، لأن تحريم الخمر إنما كان بعد أحد ، و في الأبيات : [ فإن لها في أهل يثرب موعداً ] ، و هو أيضا مما يبين ذلك ، و الله أعلم . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
خبر الطفيل بن عمرو الدوسي
روينا عن محمد بن سعد ، " أخبرنا محمد بن عمر ، حدثني عبد الله بن جعفر ، عن عبد الواحد بن أبي عوف الدوسي ، و كان له حلف في قريش ، قال : كان الطفيل شريفاً شاعراً نبيلاً كثير الضيافة ، فقدم مكة و رسول الله صلى الله عليه و سلم بها ، فمشى إليه رجال من قريش ، فقالوا : يا طفيل ، إنك قدمت بلادنا ، و هذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا ، و فرق جماعتنا ، و شتت أمرنا ، و إنما قوله كالسحر يفرق بين الرجل و أبيه و بين الرجل و أخيه . قال : فو الله ما زالوا بي حتى أجمعت أن لا أسمع منه شيئاً ، و لا أكلمه ، فأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله ، فمكثت حتى انصرف إلى بيته ، فقلت : يا محمد ! إن قومك قالوا لي كذا و كذا حتى سددت أذني بكرسف لئلا أسمع قولك . فاعرض علي أمرك . فعرض عليه الإسلام و تلا عليه القرآن ، فقال : لا و الله ما سمعت قولاً قط أحسن من هذا ، و لا أمراً أعدل منه ، فأسلمت . فقلت : يا نبي الله إني امرؤ مطاع في قومي ، و أنا راجع إليهم فداعبهم إلى الإسلام ، فادع الله أن يكون لي عوناً عليهم . قال: اللهم اجعل له آية . فخرجت حتى إذا كنت بثنية تطلعني على الحاضر وقع نور بين عيني مثل المصباح ، فقلت اللهم في غير وجهي ، فإني أخشى أن يظنوا أنها مثلة ، فتحول في رأسي سوطي ، فجعل الحاضر يتراءون ذلك النور كالقنديل المعلق . قال : فأتاني أبي ، فقلت له . قال : ديني دينك فأسلم . ثم ائتني صاحبتي ، فذكر مثل ذلك ، فأسلمت ، ثم دعوت دوساً إلى الإسلام فأبطؤوا علي ، ثم جئت رسول الله صلى الله عليه و سلم بمكة ، فقلت يا رسول الله ! قد غلبتني دوس ، فادع الله عليهم . فقال : اللهم اهد دوساً ، فخرجت إليهم ، ثم قدمت على رسول الله صلى الله عليه و سلم بمن أسلم من قومي و هو بخيبر بسبعين أو ثمانين بيتاً من دوس ، فأسهم لنا مع المسلمين ، و قلنا : يا رسول الله ! اجعلنا ميمنتك ، و اجعل شعارنا [ مبرور ] . ففعل ، ثم قلت بعد فتح مكة يا رسول الله ! ابعثني إلى ذي الكفين صنم عمرو بن حممة حتى أحرقه ، فبعثه . و جعل الطفيل يقول : يا ذا الكفين لست من عبادكا ميلادنا أكبر من ميلادكا إن حشت النار في فؤادكا قال : فلما أحرقته أسلموا جميعاً ، ثم قتل الطفيل باليمامة شهيداً " . و الخبر عند ابن سعد طويل و أنا اختصرته . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
ذكر الحديث عن مسرى رسول الله صلى الله عليه و سلم و معراجه و فرض الصلاة
قرأت على أبي عبد الله بن أبي الفتح الصوري ، أخبركم الشيخان أبو مسلم المؤيد ابن عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن الإخوة ، و أم حبيبة عائشة بنت معمر بن الفاخر القرشية إجازة ، قالا : " أخبرنا أبو الفرج سعيد بن الرجاء الصيرفي قراءة عليه و نحن نسمع بأصبهان ، أخبرنا أبو نصر إبراهيم بن محمد بن علي الأصبهاني الكسائي ، أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ ، أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى ، حدثنا محمد بن إسماعيل بن علي الوساوسي ، حدثنا ضمرة بن ربيعة ، عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني ، عن أبي صالح مولى أم هانئ ، عن أم هانىء ، قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم بغلس و أنا على فراشي ، فقال : أشعرت أني نمت الليلة في السمجد الحرام ، فأتاني جبريل عليه السلام فذهب بي إلى باب المسجد ، فإذا دابة أبيض فوق الحمار و دون البغل ، مضطرب الأذنين ، فركبته ، فكان يضع حافره مد بصره ، إذا أخذ في هبوط طالت يداه و قصرت رجلاه ، و إذا أخذ في صعود طالت رجلاه و قصرت يداه ، و جبريل عليه السلام لا يفوتني ، حتى إذا انتهينا إلى بيت المقدس ، فأوثقته بالحلقة التي كانت الأنبياء توثق بها ، فنشر لي رهط من الأنبياء ، فيهم إبراهيم و موسى و عيسى عليهم السلام ، فصليت بهم و كلمتهم ، و أتيت بإناءين أحمر و أبيض ، فشربت الأبيض ، فقال لي جبريل عليه السلام : شربت اللبن و تركن الخمر ، لو شربت الخمر لارتدت أمتك . ثم ركبته فأتيت المسجد الحرام فصليت به الغداة . فتعلقت بردائه و قلت أنشدك الله ابن عم إن تحدث بهذا قريشاً ، فيكذبك من صدقك . فضرب بيده على ردائه فانتزعه من يدي ، فارتفع عن بطنه فنظرت إلى عكنه فوق ردائه ، و كأنه طي القراطيس و إذا نور ساطع عند فؤاده كاد يخطف بصري ، فخررت ساجدت ، فلما رفعت رأسي إذا هو قد خرج ، فقلت لجاريتي نبعة ، ويحك ! اتبعيه فانظري ماذا يقول ؟ و ماذا يقال له ؟ فلما رجعت نبعة أخبرتني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم انتهى إلى نفر من قريش في الحطيم ، فيهم المطعم بن عدي بن نوفل ، و عمرو بن هشام ، و الوليد بن المغيرة . فقال : إني صليت الليلة العشاء في هذا المسجد ، و صليت به الغداة ، و أتيت فيما بين ذلك بيت المقدس ، فنشر لي رهط من الأنبياء ، منهم إبراهيم و موسى و عيسى عليهم السلام ، فصليت بهم و كلمتهم . فقال عمرو بن هشام كالمستهمزئ ، صفهم لي . فقال : أما عيسى ففوق الربعة و دون الطويل ، عريض الصدر ، ظاهر الدم ، جعد الشعر ، يعلوه صهبة كأنه عروة بن مسعود الثقفي ، و أما موسى عليه السلام فضخم آدم ، طويل كأنه من رجال شنوءة ، كثير الشعر ، غائر العينين ، متراكب الأسنان ، مقلص الشفتين ، خارج اللثة ، عابس ، و أما إبراهيم عليه السلام فو الله إنه لأشبه الناس بي خلقاً و خلقاً ، فضجوا و أعظموا ذلك ، فقال المطعم بن عدي بن نوفل : كل لأمرك قبل اليوم كان أمماً ، غير قولك اليوم ، أشهد أنك كاذب ، نحن نضرب أكباد الإبل إلى بيت المقدس مصعداً شهراً و منحدراً شهراً ، تزعم أنك أتيته في ليلة ، و اللات و العزى لا أصدقك ، و ما كان هذا الذي تقول قط . و كان للمطعم بن عدي حوض على زمزم ، أعطاه إياه عبد المطلب فهدمه ، فأقسم باللات و العزى لا يسقي منه قطرة أبداً ، فقال أبو بكر رضي الله عنه : يا مطعم ، بئس ما قلت لابن أخيك ، جبهته و كذبته ، أنا أشهد أنه صادق فقال : يا محمد ، صف لنا بيت المقدس . قال : دخلته ليلا و خرجت منه ليلا ، فأتاه جبريل عليه السلام فصوره في جناحه ، فجعل يقول باب منه كذا في موضع كذا ، و باب منه كذا في موضع كذا ، و أبو بكر رضي الله عنه يقول : صدقت صدقت . قالت نبعة فسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يومئذ : يا أبا بكر إن الله عز و جل قد سماك الصديق ، قالوا : يا مطعم دعنا نسأله عما هو أغنى لنا من بيت المقدس ، يا محمد أخبرنا عن عيرنا . فقال : أتيت على عير بني فلان بالروحاء قد أضلوا ناقة لهم ، و انطلقوا في طلبها ، فانتهيت إلى رحالهم ليس بها منهم أحد ، و إذا قدح ماء فشربت منه ، فسلوهم عن ذلك . فقالوا : هذه و اللات و العزى آية ، ثم انتهيت إلى عير بني فلان مني الإبل ، و برك منها جمل أحمر عليه جوالق ، مخطط ببياض ، و لا أدري أكسر البعير أم لا ؟ فاسألوهم عن ذلك . فقالوا : هذه و الآلهة آية . ثم انتهيت إلى عير بني فلان بالأبواء ، يقدمها جمل أوراق ، ها هي تطلع عليكم من الثنية . فقال الوليد بن المغيرة : ساحر . فانطلقوا فنظروا فوجدوا كما قال ، فرموه بالسحر . و قالوا : صدق الوليد بن المغيرة فيما قال ، و أنزل الله تبارك و تعالى " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن " . قلت يا أم هانئ ما الشجرة الملعونةفي القرآن ؟ قالت : الذين خوفوا فلم يزدهم التخويف إلا طغياناً كبيراً ". و روينا من طريق البخاري ، " حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، قال سمعت جابر بن عبد الله ، أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول : لما كذبتني قريش قمت في الحجر ، فجلى الله لي بيت المقدس فطففت أخبرهم عن آياته و أنا أنظر إليه " . و قرأت على أبي حفص عمر بن عبد المنعم بن القواس بعربيل بغوطة دمشق ، أخبركم أبو القاسم بن الحرستاني في الرابعة ، فأقر به . قال " أخبرنا جمال الإسلام أبو الحسن علي ابن المسلم السلمي ، قال أخبرنا أبو نصر الحسين بن محمد بن أحمد بن طلاب الخطيب سماعاً ، أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع ، حدثنا محمد بن صالح بن زكريا ابن يحيى بن داود بن زكريا العثماني ، حدثنا أحمد بن العلاء ، حدثنا زيد بن أسامة ، عن سفيان ، عن مسعر ، عن قتادة ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه و سلم : أتي بدابة فوق الحمار و دون البغل ، خطوه مد البصر ، فلما دنا منه اشمأز ، فقال جبريل : اسكن ، فما ركبك أحد أكرم على الله من محمد " . " و عن عائشة و أم سلمة و أم هانئ و ابن عمرو و ابن عباس رضي الله عنهم ، قالوا : أسري برسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة سبع عشرة من شهر ربيع الأول قبل الهجرة بسنة من شعب أبي طالب إلى بيت المقدس . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : حملت على دابة بيضاء بين الحمار و بين البغل ، في فخذيها جنحان تحفز بهما رجليها ، فلما دنوت لأركبها شمست ، فوضعت جبريل يده على معرفتها ، ثم قال : ألا تستحيين يا براق مما تصنعين ؟ و الله ما ركب عليك أحد قبل محمد أكرم على الله منه . فاستحييت حتى أرفضت عرقاً ، ثم قرت حتى ركبتها . . " الحديث . و في رواية يونس بن بكير : " عن ابن إسحاق في هذا الخبر أنه عليه السلام وعد قريشاً بقدوم العير الذين أرشدهم إلى البعير ، و شرب إناءهم ، أن يقدموا يوم الأربعاء ، فلما كان ذلك اليوم لم يقدموا حتى كربت الشمس أن تغرب ، فدعا الله فحبس الشمس حتى قدموا كما وصف . قال : و لم تحبس الشمس إلا له ذلك اليوم و ليوشع بن نون " . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
حديث المعراج
روينا من طريق مسلم ، " حدثنا شيبان بن فروخ ، حدثنا حماد بن سلمة ، حدثنا ثابت البناني ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أتيت بالبراق و هو دابة أبيض طويل فوق الحمار و دون البغل علي بن أبي طالب يضع حافره عند منتهى طرفه ، قال : فركبته حتى أتيت بيت المقدس . قال : فربطته بالحلقة التي تربط بها الأنبياء . قال : ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ، ثم خرجت فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر و إناء لبن ، فاخترت اللبن . فقال جبريل صلى الله عليه و سلم : اخترت الفطرة ، ثم عرج بنا إلى السماء فاستفتح جبريل عليه السلام ، فقيل : من أنت ؟ قال : جبريل . قيل : و من معك ؟ قال محمد صلى الله عليه و سلم . قيل : و قد بعث إليه ؟ قال : قد بعث إليه . ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب بي و دعا لي بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء الثانية ، فاستفتح جبريل فقيل : من أنت ؟ قال : جبريل . قيل : و من و معك ؟ قال : محمد . قيل : و قد بعث إليه ؟ قال : قد بعث إليه . قال : ففتح لنا ، فإذا أنا بابني الخالة عيسى بن مريم و يحيى بن زكريا صلوات الله عليهما ، فرحبا بي و دعوا لي بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة ، فاستفتح جبريل ، فقيل : من أنت ؟ قال : جبريل . قيل : و من معك ؟ قال : محمد . قيل : و قد بعث إليه ؟ قال : قد بعث إليه . ففتح لنا ، فإذا أنا بيوسف صلى الله عليه و سلم ، و إذا هو قد أعطي شطر الحسن . قال : فرحب بي و دعا لي بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة ، فاستفتح جبريل . قيل : من هذا ؟ قال : جبريل . قال : و من معك ؟ قال : محمد . قال : و قد بعث إليه ؟ قال : قد بعث إليه . ففتح لنا ، فإذا أنا بإدريس ، فرحب بي و دعا لي بخير . قال الله عز و جل : " ورفعناه مكانا عليا " [ مريم : 57 ] ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة ، فاستفتح جبريل . قيل : من هذا ؟ قال : جبريل . قيل : و من معك ؟ قال : محمد . قيل : و قد بعث إليه . قال : قد بعث إليه . ففتح لنا فإذا أنا بهارون صلى الله عليه و سلم ، فرحب بي و دعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء السادسة ، فاستفتح جبريل . قيل : من هذا ؟ قال : جبريل . قيل : و من معك ؟ قال : محمد . قيل : و قد بعث إليه ؟ قال : قد بعث إليه . ففتح لنا ، فإذا أنا بموسى صلى الله عليه و سلم فرحب بي و دعا لي بخير . ثم عرج بنا إلى السماء السابعة ، فاستفتح جبريل . فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل . قيل : و من معك ؟ قال : محمد . قيل : و قد بعث إليه ؟ قال : قد بعث إليه . ففتح لنا ، فإذا أنا بإبراهيم صلى الله عليه و سلم مسنداً ظهره إلى البيت المعمور ، و إذا هو يدخله كل يوم سبعين ألف ملك لا يعودون إليه ، ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى ، فإذا ورقها كآذان الفيلة و إذا ثمرها كالقلال . قال : فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها ، فأوحى الله إلي ما أوحى ، ففرض علي خمسين صلاة في كل يوم و ليلة ، ، فنزلت إلى موسى ، فقال : ما فرض ربك على أمتك ؟ قلت : خمسين صلاة . قال : ارجع إلى ربك فسله التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك ، فإني قد بلوت بني إسرائيل و خبرتهم . قال : فرجعت إلى ربي ، فقلت : يا رب ، خفف عن أمتي . فحط عني خمساً ، فرجعت إلى موسى . فقلت : حط عني خمساً . قال : إن أمتك لا يطيقون ذلك ، فارجع إلى ربك فسله التخفيف . قال : فلم أزل أرجع بين ربي تبارك و تعالى و بين موسى حتى قال : يا محمد ، إنهن خمس صلوات في كل يوم و ليلة ، بكل صلاة عشر ، فذلك خمسون صلاة . و من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشراً . و من هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه شيئاً ، فإن عملها كتبت السيئة واحدة . قال : فنزلت حتى انتهيت إلى موسى ، فأخبرته . فقال : ارجع إلى ربك فسله التخفيف . فقلت : قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه " . قال الشيخ : أبو أحمد ، حدثنا أبو العباس الماسرجسي حدثنا شيبان بن فروخ ، حدثنا حماد بن سلمة بهذا الحديث . و قد روينا " من طريق ابن شهاب عن أنس بن مالك قال : كان أبو ذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : فرج سقف بيتي و أنا بمكة ، فنزل جبريل عليه السلام ففرج صدري ثم غسله من ماء زمزم ، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة و إيمانا فأفرغها في صدري ، ثم أطبقه ، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء .. " الحديث . قال ابن شهاب : " و أخبرني ابن حزم أن ابن عباس و أبا حبة الأنصاري يقولان : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام و فيه : ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ ، و إذا ترابها المسك " . و في حديث مالك بن صعصعة : " فلما جاوزته ـ يعني موسى ـ بكى ، فنودي ما يبكيك ؟ قال ، رب هذا غلام بعثته بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخل من أمتي . و فيه : ثم رفع لي البيت المعمور . فقلت : يا جبريل ! ما هذا ؟ قال هذا البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا إليه آخر ما عليهم " . و في حديث أبي هريرة : " و قد رأيتني في جماعة من الأنبياء ، فحانت الصلاة فأممتهم ، فقال قائل : يا محمد : هذا مالك خازن النار فسلم عليه ، فالتفت ، فبدأني بالسلام " . و كلها في الصحيح ، و حديث ثابت عن أنس أحسنها مساقاً . و روينا من طريق الترمذي ، " حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، حدثنا أبو تميلة ، عن الزبير بن جنادة ، عن ابن بريدة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لما انتهينا إلى بيت المقدس ، قال جبريل بأصبعه فخرق بها الحجر و شد به البراق " . و ذكر ابن إسحاق " في حديث أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه و سلم رؤيته آدم في سماء الدنيا تعرض عليه أرواح بنيه فيسر بمؤمنيها ، و يعبس بوجهه عند رؤية كافريها ، ثم قال : رأيت رجالا لهم مشافر كمشافر الإبل ، في أيديهم قطع من نار كالأفهار ، يقذفونها في أفواههم فتخرج من أدبارهم . قلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء أكلة أموال اليتامى ظلماً . قال : ثم رأيت رجالاً لهم بطون لم أر مثلها قط ، بسبيل آل فرعون ، يمرون عليهم كالإبل المهيومة ، حين يعرضون على النار يطؤونهم ، لا يقدرون على أن يتحولوا من مكانهم ذلك . قال : قلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء أكلة الربا . قال : ثم رأيت رجالاً بين أيديهم لحم سمين طيب إلى جنبه لحم غث منتن يأكلون من الغث المنتن ، و يتركون السمين الطيب . قال : قلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يتركون ما أحل الله له من النساء و يذهبون إلى ما حرم الله عليهم منهن . قال : ثم رأيت نساء معلقات بثديهن . فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء اللاتي أدخلن على الرجال ما ليس من أولادهم " . و قد اختلف العلماء في المعارج و الإسراء هل كانا في ليلة واحدة أو لا ؟ و أيهما كان قبل الآخر ؟ و هل كان ذلك كله في اليقظة أو في المنام . أو بعضه في اليقظة و بعضه في المنام ؟ و هل كان المعراج مرة أو مرات ؟ و اختلفوا في تاريخ ذلك . و الذي روينا عن ابن سعد في المعراج ، " عن محمد بن عمر ، عن أبي بكر بن عبد الله ابن أبي سبرة و غيره من رجاله ، قالوا : كان عليه الصلاة و السلام يسأل ربه أن يريه الجنة و النار ، فلما كانت ليلة السبت لسبع عشرة خلت من شهر رمضان قبل الهجرة بثمانية عشر شهراً ، و رسول الله صلى الله عليه و سلم نائم في بيته ظهراً ، أتاه جبريل و ميكائيل ، فقالا : انطلق إلى ما سألت الله . فانطلقا به إلى ما بين المقام و زمزم ، فأتي بالمعراج فإذا هو أحسن شيء منظراً ، فعرجا به إلى السموات سماء سماء .. " الحديث . و ذكر السهيلي رحمه الله خلاف السلف في الإسراء : هل كان يقظة أو مناماً ؟ و حكى القولين و ما يحتج به لكل قول منهما ، ثم قال : و ذهبت طائفة ثالثة منهم شيخنا أبو بكر ابن العربي إلى تصديق المقالتين و تصحيح المذهبين ، و أن الإسراء كان مرتين إحداهما في نومه توطئة له و تيسيراً عليه ، كما كان بدء نبوته الرؤيا الصالحة ليسهل عليه أمر النبوة فإنه عظيم تضعف عنه القوى البشرية ، و كذلك الإسراء سهله عليه الرؤيا ، لأن هوله عظيم فجاء في اليقظة على توطئة و تقدمة رفقاً من الله بعبده و تسهيلاً عليه . و رجح هذا القول أيضاً للجمع بين الأحاديث الواردة في ذلك ، فإن في ألفاظها اختلافاً ، و تعدد الواقعة أقرب لوقوع جميعها . و حكى قولاً رابعاً ، قال : كان الإسراء بجسده إلى بيت المقدس في اليقظة ثم أسري بروحه عليه السلام إلى فوق سبع سماوات ، و لذلك شنع الكفار قوله : أتيت بيت المقدس في ليلتي هذه . و لم يشنعوا قوله فيما سوى ذلك . ====== |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
قال : و قد تكلم العلماء في رؤية النبي صلى الله عليه و سلم لربه ليلة الإسراء ، فروي عن مسروق عن عائشة أنها أنكرت أن يكون رآه ، قالت : و من زعم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم الفرية على الله ، و احتجت بقوله سبحانه و تعالى : " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار " [ الأنعام : 103 ] .
و روينا من طريق الترمذي ، حدثنا ابن أبي عمر ، حدثنا سفيان ، عن مجالد ، عن الشعبي ، قال : لقي ابن عباس كعباً بعرفة ، فسأله عن شيء ، فكبر حتى جاوبته الجبال .فقال ابن عباس : إنا بنو هاشم نقول إن محمداً رأى ربه . فقال كعب : إن الله قسم رؤيته و كلامه بين محمد و موسى ، فكلم موسى مرتين و رآه محمد مرتين . و روينا من طريق مسلم " عن أبي ذر ، قلت : يا رسول الله ، هل رأيت ربك ؟ قال : رأيت نوراً " . و في حديث آخر عند مسلم قال : " نور أنى أراه " . و في تفسير النقاش عن ابن عباس : أنه سئل هل رأى محمد ربه ؟ فقال رآه رآه . حتى انقطع صوته . و في تفسير عبد الرزاق عن معمر عن الزهري و ذكر إنكار عائشة أنه رآه ، فقال الزهري : ليست عائشة أعلم عندنا من ابن عباس . و في تفسير ابن سلام عن عروة ، انه كان إذا ذكر إنكار عائشة يشتد ذلك عليه . و قول أبي هريرة في هذه المسألة كقول ابن عباس أنه رآه . قال أبو القاسم : و المتحصل من هذه الأقوال أنه رآه لا على أكمل ما تكون الرؤية ، على نحو ما يراه في حظيرة القدس عند الكرامة العظمى و النعيم الأكبر ، و لكن دون ذلك ، و إلى هذا يومىء قوله : رأيت نوراً . قلت : و قوله تعالى " لا تدركه الأبصار " لا يعارض هذا لأنه لا يلزم من الرؤية الإدراك . و أما فرض الصلاة فكان ليلة المعراج ، و قد ذكرنا عن الواقدي من طريق ابن سعد : أنه كان ليلة السبت لسبع عشرة خلت من رمضان قبل الهجرة بثمانية عشر شهراً من مكة إلى السماء . ومن يرى أن المعراج من بيت المقدس و أنه هو الإسراء في تاريخ واحد ، فقد ذكرنا في الإسراء أنه ليلة سبع عشرة من ربيع الأول قبل الهجرة بسنة ، و بعد المبعث بتسع ، أو اثنتي عشرة على حسب اختلافهم في ذلك ، و هذا هو المشهور . قال أبو عمر : و قد روى الوقاصي عن الزهري ، أن الإسراء و فرض الصلاة كان بعد المبعث بخمس سنين . و أبعد من ذلك ما حكاه أبو عمر أيضاً ، قال : و قال أبو بكر محمد بن علي بن القاسم في تاريخه : ثم أسري بالنبي صلى الله عليه و سلم من مكة إلى بيت المقدس ، و عرج به إلى السماء بعد مبعثه بثمانية عشر شهراً . قال : و لا أعلم أحداً من أهل السير قال ذلك و لا أسند قوله إلى أحد ممن يضاف إليه هذا العلم . و في صبيحة ليلة المعراج كان نزول جبريل و إمامته بالنبي صلى الله عليه و سلم ليريه أوقات الصلوات الخمس ، كما هو مروي من حديث ابن عباس و أبي هريرة و بريدة و أبي موسى و أبي مسعود و أبي سعيد و جابر وعمرو بن حزم و البراء و غيرهم . و كان ذلك عند البيت و أم به مرتين ، مرة أول الوقت و مرة آخره ليعلمه بذلك كله . و أما عدد ركعاتها حين فرضت ، فمن الناس من ذهب إلى أنها فرضت أول ما فرضت ركعتين ركعتين ، ثم زيد في صلاة الحضر فأكملت أربعاً و أقرت صلاة السفر على ركعتين ، روي ذلك عن عائشة و الشعبي و ميمون بن مهران و محمد بن إسحاق و غيرهم . و منهم من ذهب إلى أنها فرضت أول ما فرضت أربعاً إلا المغرب ففرضت ثلاثاً و الصبح ركعتين . كذلك قال الحسن البصري و نافع بن جبير بن مطعم و ابن جريج . و منهم من ذهب إلى أنها فرضت في الحضر أربعاً و في السفر ركعتين و يروي ذلك عن ابن عباس . و قال أبو إسحاق الحربي : أول ما فرضت الصلاة بمكة فرضت ركعتين أول النهار و ركعتين آخره ، و ذكر في ذلك حديث عائشة : فرض رسول الله صلى الله عليه و سلم الصلاة ركعتين ركعتين ، ثم زاد فيها في الحضر . هكذا حدث به الحربي ، عن أحمد بن الحجاج ، عن ابن المبارك ، عن ابن عجلان ، عن صالح بن كيسان ، عن عروة ، عن عائشة . حكى ذلك أبو عمر . قال : و ليس في حديث عائشة دليل على صحة ما ذهب إليه الحربي و لا يوجد هذا في أثر صحيح ، بل فيه دليل على أن الصلاة التي فرضت ركعتين ركعتين هي الصلوات الخمس ، لأن الإشارة بالألف و اللام في الصلاة إشارة إلى معهود . و روينا عن الطبراني ، حدثنا الحسن بن علي بن الأشعث المصري ، حدثنا محمد بن يحيى بن سلام الإفريقي ، حدثني أبي ، حدثني عثمان بن مقسم ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن سعيد بن يسار ، عن عمر بن عبد العزيز ، حدثني عروة بن الزبير ، عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : فرضت الصلاة ركعتين ، فزيد في صلاة المقيم ، و أثبتت صلاة المسافر كما هي . و قد روينا عن السائب بن يزيد مثل ذلك ، روينا عن أبي العباس بن السراج ، حدثنا قتيبة ، حدثنا عبد العزيز ، عن سعيد بن سعيد ، عن السائب بن يزيد ، أنه قال : فرضت الصلاة ركعتين ، ثم زيد في صلاة المقيم و أقرت صلاة المسافر . قال أبو عمر : قول الشعبي في هذا ، أصله من حديث عائشة ، و يمكن أن يكون قد أخذه عن مسروق أو الأسود عنها ، فأكثر ما عنده عن عائشة فهو عنهما . قلت : قد وقع لنا ذلك من حديثه عن مسروق كما ظن أبو عمر . روينا من طريق السراج ، حدثنا أحمد بن سعيد الرباطي ، حدثنا محبوب بن الحسن ، حدثنا داود عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة ، قالت : فرضت صلاة الحضر و السفر ركعتين ركعتين ، فلما أقام رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمدينة زيد في صلاة الحضر ركعتان ركعتان . وتركت صلاة الفجر لطول القراءة ، و صلاة المغرب لأنها وتر النهار . و أما ابن إسحاق فخبر عائشة عنده عن صالح بن كيسان ، عن عروة ، عنها . فيمكن أن يكون أخذه من هناك . و أما ميمون بن مهران فروي ذلك عنه من طريق سالم مولى أبي المهاجر ، و سالم غير سالم من الجرح ، و من قال بهذا من أهل السير قال : إن الصلاة أتمت بالمدينة بعد الهجرة بشهر و عشرة أيام ، و قيل بشهر . و أما من قال : فرضت أربعاً ثم خفف عن المسافر ، فأخبرنا الإمام الزاهد أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن أحمد الواسطي قراءة عليه و أنا أسمع بسفح قاسيون ، أخبركم الشيخان أبو البركات داود بن أحمد بن محمد بن ملاعب قراءة عليه و أنت تسمع بدمشق ، و أبو علي بن الحسن بن إسحاق بن موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي سماعاً عليه ببغداد . قال الأول : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن سلامة بن الرطبي قراءة عليه و أنا أسمع . و قال الثاني : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن الزاغوني ، قالا : " أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري ، أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص ، حدثنا يحيى ـ يعني ابن محمد بن صاعد ـ حدثنا لوين بن محمد بن سليمان ، حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن رجل من بني عامر ، قال : و الرجل حي فاسمعوه منه ، يقال له أنس بن مالك ، قال ابن صاعد : هو القشيري : أن النبي صلى الله عليه و سلم بعث خيلاً فغارت على إبل جار لي ، فانطلق في ذلك أبي و عمي أو قرابة لي قريبة . قال : فقدمت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو يطعم فقال : هلم إلى الغذاء . قال : إني صاثم . قال صلى الله عليه و سلم : هلم أحدثك عن ذلك ، إن الله وضع عن المسافر شطر الصلاة و الصيام و عن الحبلى و المرضع .. " الحديث . خالف أيوب يحيى بن أبي كثير ، فرواه عن أبي قلابة ، عن جعفر بن عمرو ابن أمية الضمري ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه و سلم . ===== |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
و قد رويناه من طريق السراج ، حدثنا داود بن رشيد ، حدثنا الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، عنه .
و مع صحة الإسنادين فتصويب الأول من جعلهما حديثين عند أبي قلابة ، لاشتهار هذا الخبر من طريق أنس القشيري ، و بعد تعدد هذه الواقعة و الله أعلم . قالوا : و وضع ، لا يكون إلا من فرض ثابت ، و بما روينا " من طريق أبي العباس الثقفي حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا عبد الله بن إدريس ، حدثنا ابن جريج ، عن ابن أبي عمار ، عن عبد الله بن بابيه ، عن يعلى بن أمية ، قال : قلت لعمر بن الخطاب : ليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خففتم ؟ فقد أمن الناس . فقال عمر : عجبت مما عجبت منه ، فسالت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذلك . فقال : صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته " . رواه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم ، فوقع لنا مواقفة عالية له . قالوا : و لم يقصر رسول الله صلى الله عليه و سلم آمناً إلا بعد نزول آية القصر في صلاة الخوف ، و كان نزولها بالمدينة ، و فرض الصلاة بمكة . فظاهر هذا يقتضي أن القصر طارئ على الإتمام . و أما قول ابن عباس إنها فرضت في الحضر أربعاً ، و في السفر ركعتين ، و في الخوف ركعة ، فقرأت على أبي العباس أحمد بن هبة الله بن عساكر بجامع دمشق ، أخبرتكم زينب بن عبد الرحمن الشعري إجازة ، قالت : أخبرنا الشيخان أبو محمد إسماعيل بن القاسم ابن أبي بكر القارئ سماعاً ، و أبو عبد الله الفراوي إجازة ، قالا : أخبرنا عبد الغافر الفارسي ، أخبرنا بشر بن أحمد الإسفرايني ، أخبرنا أبو سليمان داود بن الحسين البيهقي ، حدثنا يحيى بن يحيى ، حدثنا أبو عوانة ، عن بكير بن الأخنس ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : فرض الله عز و جل الصلاة على لسان نبيكم في الحضر أربعاً ، و في السفر ركعتين ، و في الخوف ركعة . رواه مسلم عن يحيى فوافقناه بعلو . و قرأت على الشيخة الأصيلة مؤنسة خاتون بنت الملك العادل سيف الدين أبي بكر ابن أيوب إجازة ، أخبرتك أم هانئ عفيفة بنت أحمد بن عبد الله الفارقانية إجازة ، أخبرنا أبو طاهر عبد الواحد بن محمد الصباغ ، أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، أخبرنا ابن الصواف أخبرنا بشر بن موسى ، حدثنا محمد بن سعيد ـ يعني ابن الأصبهان ـ ، حدثنا شريك و أبو وكيع ، عن زبيد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن عمر ، قال : صلاة السفر ركعتان ، و صلاة الجمعة ركعتان ، و صلاة العيد ركعتان ، تمام غير قصر على لسان رسول الله صلى الله عليه و سلم . و قال أبو وكيع : على لسان نبيكم صلى الله عليه و سلم . و روينا عن الطبراني ، حدثنا محمد بن سهل الرباطي ، حدثنا سهل بن عثمان ، حدثنا شريك ، عن قيس بن وهب ، عن أبي الكنود ، سألت ابن عمر عن صلاة السفر ، فقال : ركعتان نزلت من السماء فإن شئتم فردوها . و أما قول الحربي فبعيد ، غير أنه قد قيل : إن الصلاة قبل فرضها كانت كذلك و سيأتي . قال أبو عمر : و قد أجمع المسلمون أن فرض الصلاة في الحضر أربعاً إلا المغرب و الصبح ، لا يعرفون غير ذلك عملاً و نقلاً مستفيضاً ، و لا يضرهم الاختلاف فيما كان أصل فرضها إذ لا خلاف بينهم فيما آل إليه أمرها و استقر عليه حالها . و أما الصلاة طرفي النهار : فروينا عن ابن الصواف بالسند المذكور آنفاً ، " حدثنا أبو علي بشر بن موسى ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الضبي ، حدثنا محمد بن أبان ، عن أبي إسحاق ، عن عمارة بن روبية الثقفي ، قال : سمع أذناي و وعى قلبي من رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من صلى قبل طلوع الشمس و قبل غروبها و جبت له الجنة و من ذلك قوله تعالى " وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار " [ غافر : 55 ] " . |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|