منتديات جعلان > جعلان للتربية والتعليم والموسوعات > جعلان للجامعات والكليات > جعلان للبحوثات العلمية | ||
بحث((( موسوعة سيرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ))) |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
الوقائع المشهورة التي أنزل الله تعالى فيها القرآن
فمن الوقائع المشهورة التي أنزل الله فيها القرآن : وقعة بدر ، قد أنزل الله فيها سورة الأنفال . وبعدها وقعة قينقاع ، ثم وقعة أحد بعد سنة ، وفيها الآيات التي في آل عمران . وبعدها وقعة بني النضير ، وفيها الآيات التي في سورة الحشر . ثم وقعة الخندق ، وبني قريظة ، وفيها الآيات التي في سورة الأحزاب . ثم وقعة الحديبية ، وفتح خيبر ، وأنزل الله فيها سورة الفتح ، وفتح مكة ، ووقعة حنين ، وأنزل الله فيها سورة النصر ، وذكر حنين في سورة براءة ، ثم غزوة تبوك ، وذكرها الله في سورة براءة . ولما دانت له العرب ، ودخلوا في دين الله أفواجاً ، وابتدأ في قتال العجم اختار الله له ما عنده ، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعدما أقام بالمدينة عشر سنين ، وقد بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة فوقعت الردة المشهورة . وذلك أنه لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتد غالب من أسلم وحصلت فتنة عظيمة ، ثبت الله فيها من أنعم عليهم بالثبات ، بسبب أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، فإنه قام فيها قياماً لم يدانه فيه أحد من الصحابة ، ذكرهم فيه ما نسوا ، وعلمهم ما جهلوا ، وشجعهم لما جبنوا ، فثبت الله به دين الإسلام جعلنا الله من أتباعه ، وأتباع ما حمله أصحابه . قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله " الآية ، قال الحسن : هم والله أبو بكر وأصحابه . |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
قتال أهل الردة :
وصورة الردة : أن العرب افترقت في ردتها ، فطائفة رجعت إلى عبادة الأصنام ، وقالوا : لو كان نبياً لما مات . وفرقة قالت : نؤمن بالله ولا نصلي . وطائفة أقروا بالإسلام وصلوا ، ولكن منعوا الزكاة . وطائفة شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ولكن صدقوا مسيلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم أشركه معه في النبوة . وذلك : أنه أقام شهوداً معه بذلك ، وفيهم رجل من أصحابه معروف بالعلم والعبادة ، يقال له الرجال ، فصدقوه لأجل ما عرفوا فيه من العلم والعبادة ، ففيه يقول بعضهم ممن ثبت منهم : يا سعاد الفؤاد بنت أثال طال ليلي بفتنة الرجال فتن القوم بالشهادة والله عزيز ذو قوة ومحال وقوم من أهل اليمن ، صدقوا الأسود العنسي في ادعائه النبوة ، وقوم صدقوا طليحة الأسدي . ولم يشك أحد من الصحابة في كفر من ذكرنا ، ووجوب قتالهم ، إلا مانع الزكاة ، ولما عزم أبو بكر رضي الله عنه على قتالهم ، قيل له : "كيف نقاتلهم ؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحقها، قال أبو بكر : فإن الزكاة من حقها ، والله ! لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه" . ثم زالت الشبهة عن الصحابة رضي الله عنهم ، وعرفوا وجوب قتالهم ، فقاتلوهم ونصرهم الله عليهم ، فقتلوا من قتلوا منهم، وسبوا نساءهم وعيالهم . فمن أهم ما على المسلم اليوم : تأمل هذه القصة التي جعلها الله من حججه على خلقه إلى يوم القيامة . فمن تأمل هذه تأملاً جيداً - خصوصاً إذا عرف أن الله شهرها على ألسنة العامة ، وأجمع العلماء على تصويب أبي بكر في ذلك ، وجعلوا من أكبر فضائله ، وعلمه : أنه لم يتوقف في قتالهم ، بل قاتلهم من أول وهلة ، وعرفوا غزارة فهمه في استدلاله عليهم بالدليل الذي أشكل عليهم ، فرد عليهم بدليلهم بعينه ، مع أن المسألة موضحة في القرآن والسنة . أما القرآن ، فقوله تعالى : " فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم " . وفي الصحيحين أن "رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى" . فهذا كتاب الله الصريح ، للعامي البليد ، وهذا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا إجماع العلماء الذين ذكرت لك . والذي يعرفك هذا جيداً : هو معرفة ضده ، وهو أن العلماء في زماننا يقولون : من قال لا إله إلا الله فهو المسلم ، حرام المال والدم ، لا يكفر ولا يقاتل ، حتى إنهم يصرحون بذلك في شأن البدو الذين يكذبون بالبعث ، وينكرون الشرائع ، ويزعمون أن شرعهم الباطل : هو حق الله ، ولو طلب أحد منهم خصمه أن يخاصمه عند شرع الله لعدوه من أنكر المنكرات ، بل من حيث الجملة : إنهم يكفرون بالقرآن من أوله إلى آخره ، ويكفرون بدين الرسول كله ، معه إقرارهم بذلك بألسنتهم ، وإقرارهم : أن شرعهم أحدثه آباؤهم لهم كفراً بشرع الله . وعلماء الوقت يعترفون بهذا كله ، ويقولون : ما فيهم من الإسلام شعرة ، وهذا القول تلقته العامة عن علمائهم ، وأنكروا به ما بينه الله ورسوله ، بل كفروا من صدق الله ورسوله في هذه المسألة ، وقالوا : من كفر مسلماً فقد كفر ، والمسلم عندهم : الذي ليس معه من الإسلام شعرة ، إلا أنه يقول بلسانه : لا إله إلا الله ، وهو أبعد الناس عن فهمها وتحقيق مطلوبها علماً وعقيدة وعملاً . فاعلم -رحمك الله- أن هذه المسألة : أهم الأشياء كلها عليك ، لأنها هي الكفر والإسلام ، فإن صدقتهم فقد كفرت بما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ، كما ذكرنا لك من القرآن والسنة والإجماع، وإن صدقت الله ورسوله عادوك وكفروك . وهذا الكفر الصريح بالقرآن والرسول في هذه المسألة : قد اشتهر في الأرض مشرقها ومغربها ، ولم يسلم منه إلا أقل القليل . فإن رجوت الجنة ، وخفت من النار : فاطلب هذه المسألة ، وادرسها من الكتاب والسنة ، وحررها . ولا تقتصر في طلبها ، لأجل شدة الحاجة إليها ، ولأنها الإسلام والكفر . وقل : اللهم ألهمني رشدي ، وفهمني عنك ، وعلمني عنك ، وأعذني من مضلات الفتن ما أحييتني |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
الدعاء الذي كان يدعو به صلى الله عليه وسلم في الصلاة
وأكثر الدعاء بالدعاء الذي صح "عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو به في الصلاة ، وهو : اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم" . ونزيد المسألة إيضاحاً ودلائل لشدة الحاجة إليها ، فنقول : ليتفطن العاقل لقصة واحدة منها وهي أن بني حنيفة أشهر أهل الردة، وهم الذين يعرفهم العامة من أهل الردة ، وهم عند الناس أقبح أهل الردة ، وأعظمهم كفراً ، وهم -مع هذا- يشهدون : أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ويؤذنون ويصلون ، ومع هذا فإن أكثرهم يظنون أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بذلك ، لأجل الشهود الذين شهدوا مع الرجال . والذي يعرف هذا -ولا يشك فيه- يقول : من قال : لا إله إلا الله فهو المسلم ، ولو لم يكن معه من الإسلام شعرة ، بل قد تركه واستهزأ به متعمداً . فسبحان الله مقلب القلوب كيف يشاء !! كيف يجتمع في قلب من له عقل -ولو كان من أجهل الناس- أنه يعرف أن بني حنيفة كفروا ، مع أن حالهم ما ذكرنا، وأن البدو إسلام ، ولو تركوا الإسلام كله ، وأنكروه ، واستهزؤوا به على عمد ، لأنهم يقولوا : لا إله إلا الله ، لكن أشهد أن الله على كل شئ قدير ، نسأله أن يثبت قلوبنا على دينه ، ولا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ، وأن يهب لنا منه رحمة ، إنه هو الوهاب . |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
الدليل الثاني : قصة أخرى وقعت في زمن الخلفاء الراشدين :
وهي أن بقايا من بني حنيفة ، لما رجعوا إلى الإسلام ، وتبرأوا من مسيلمة ، وأقروا بكذبه : كبر ذنبهم عند أنفسهم ، وتحملوا بأهليهم إلى الثغر لأجل الجهاد في سبيل الله ، لعل ذلك يمحو عنهم آثار تلك الردة ، لأن الله تعالى يقول : " إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات " ، ويقول : " وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى " ، فنزلوا الكوفة ، وصار لهم بها محلة معروفة ، فيها مسجد يسمى مسجد بني حنيفة ، فمر بعض المسلمين على مسجدهم بين المغرب والعشاء ، فسمعوا منهم كلاماً معناه : أن مسيلمة كان على حق ، وهم جماعة كثيرون، ولكن الذي لم يقله لم ينكره على من قاله، فرفعوا أمرهم إلى عبد الله بن مسعود ، فجمع من عنده من الصحابة واستشارهم : هل يقتلهم وإن تابوا ، أو يستتيبهم ؟ فأشار بعضهم بقتلهم من غير استتابة . وأشار بعضهم باستتابتهم ، فاستتاب بعضهم ، وقتل بعضهم ولم يستتبه . فتأمل -رحمك الله- إذا كانوا قد أظهروا من الأعمال الصالحة الشاقة ما أظهروا ، لما تبرؤوا من الكفر وعادوا إلى الإسلام ، ولم يظهر منهم إلا كلمة أخفوها في مدح مسيلمة ، لكن سمعها بعض المسلمين . ومع هذا لم يتوقف أحد في كفرهم كلهم -المتكلم والحاضر الذي لم ينكر- ولكن اختلفوا : هل تقبل توبتهم أو لا ؟ والقصة في صحيح البخاري . فأين هذا من كلام من يزعم أنه من العلماء ويقول : البدو ما معهم من الإسلام شعرة ، إلا أنهم يقولون : لا إله إلا الله ومع ذلك يحكم بإسلامهم بذلك ؟ أين هذا مما أجمع عليه الصحابة : فيمن قال تلك الكلمة ، أو حضرها ولم ينكر ؟ سارت مشرقة وسرت مغرباً شتان بين مشرق ومغرب ربنا إني أعوذ بك أن أكون ممن قلت فيهم : " فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون * صم بكم عمي فهم لا يرجعون " ، ولا ممن قلت فيهم : " إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
الدليل الثالث : ما وقع في زمان الخلفاء الراشدين :
قصة أصحاب علي بن أبي طالب -لما اعتقدوا فيه الألوهية التي تعتقد اليوم في أناس مز أكفر بني آدم وأفسقهم- فدعاهم إلى التوبة فأبوا ، فخد لهم الأخاديد ، وملأها حطباً ، وأضرم فيها النار وقذفهم فيها وهم أحياء . ومعلوم أن الكافر -مثل اليهودي والنصراني- إذا أمر الله بقتله لا يجوز إحراقه بالنار ، فعلم أنهم أغلظ كفراً من اليهود والنصارى . هذا ، وهم يقومون الليل ، ويصومون النهار ، ويقرؤون القرآن ، آخذين له عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما غلوا في علي ذلك الغلو أحرقهم بالنار وهم أحياء ، وأجمع الصحابة وأهل العلم كلهم على كفرهم ، فأين هذا ممن يقول في البدو تلك المقالة ، مع اعترافه بالذه القصة وأمثالها ، واعترافه : أن البدو كفروا بالإسلام كله ، إلا أنهم يقولون لا إله إلا الله ؟ واعلم : أن جناية هؤلاء إنما هي على الألوهية ، وما علمنا فيهم جناية على النبوة ، والذين قبلهم جناياتهم على النبوة، وما علمنا لهم جناية على الألوهية ، وهذا مما يبين لك شيئاً من معنى الشهادتين اللتين هما أصل الإسلام |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
الدليل الرابع : ما وقع في زمن الصحابة أيضاً :
وهي قصة المختار بن أبي عبيد الثقفي ، وهو رجل من التابعين . مصاهر لعبد الله بن عمر رضي الله عنه وعن أبيه، مظهر للصلاح. فظهر في العراق يطلب بدم الحسين وأهل بيته ، فقتل ابن زياد ، ومال إليه من مال ، لطلبه دم أهل البيت ممن ظلمهم ابن زياد ، فاستولوا على العراق ، وأظهر شرائع الإسلام ، ونصب القضاة والأئمة من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه . وكان هو الذي يصلي بالناس الجمعة والجماعة ، لكن في آخر أمره : زعم أنه يوحى إليه ، فسير إليه عبد الله بن الزبير جيشاً ، فهزموا جيشه وقتلوه ، وأمير الجيش مصعب بن الزبير ، وتحته امرأة أبوها أحد الصحابة ، فدعاها مصعب إلى تكفيره فأبت ، فكتب إلى أخيه عبد الله يستفتيه فيها ، فكتب إليه : إن لم تبرأ منه فاقتلها . فامتنعت ، فقتلها مصعب . وأجمع العلماء كلهم على كفر المختار -مع إقامته شعائر الإسلام- لما جنى على النبوة . وإذا كان الصحابة قتلوا المرأة التي هي من بنات الصحابة لما امتنعت من تكفيره ، فكيف بمن لم يكفر البدو مع إقراره بحالهم ، فكيف بمن زعم أنهم هم أهل الإسلام ، ومن دعاهم إلى الإسلام هو الكافر ؟ يا ربنا نسألك العفو والعافية |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
الدليل الخامس : ما وقع في زمن التابعين :
وذلك قصة الجعد بن درهم ، وكان من أشهر الناس بالعلم والعبادة ، فلما جحد شيئاً من صفات الله - مع كونها مقالة خفية عند الأكثر- ضحى به خالد بن عبد الله القشري يوم عيد الأضحى ، فقال : أيها الناس ، ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم ، فإنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ، ولم يكلم موسى تكليماً . ثم نزل فذبحه ، ولم يعلم أن أحداً من العلماء أنكر ذلك عليه ، بل ذكر ابن القيم إجماعهم على استحسانه ، فقال : شكر الضحية كل صاحب سنة لله درك من أخي قربان فإذا كان رجل من أشهر الناس بالعلم والعبادة ، أخذ العلم عن الصحابة ، أجمعوا على استحسان قتله ، فأين هذا من اعتقاد أعداء الله في البدو ؟ |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
الدليل السادس : قصة بني عبيد القداح :
فإنهم ظهروا على رأس المائة الثالثة ، فادعى عبيد الله أنه من آل علي بن أبي طالب ، من ذرية فاطمة، وتزيى بزي أهل الطاعة والجهاد في سبيل الله ، فتبعه أقوام من البربر من أهل المغرب ، وصار له دولة كبيرة في المغرب ولأولاده من بعده ، ثم ملكوا مصر والشام، وأظهروا شرائع الإسلام ، وإقامة الجمعة والجماعة ، ونصبوا القضاة والمفتين ، لكن أظهروا الشرك ومخالفة الشريعة، وظهر منهم ما يدل على نفاقهم وشدة كفرهم ، فأجمع أهل العلم : أنهم كفار وأن دارهم دار حرب ، مع إظهارهم شعائر الإسلام . وفي مصر من العلماء والعباد أناس كثير ، وأكثر أهل مصر لم يدخل معهم فيما أحدثوا من الكفر . ومع ذلك : أجمع العلماء على ما ذكرنا ، حتى إن بعض أكابر أهل العلم المعروفين بالصلاح ، قال : لو أن معي عشرة أسهم لرميت بواحد منهم النصارى المحاربين ، ورميت بالتسعة بني عبيد . ولما كان زمان السلطان محمود بن زنكي أرسل إليهم جيشاً عظيماً بقيادة صلاح الدين ، فأخذوا مصر من أيديهم ، ولم يتركوا جهادهم بمصر لأجل من فيها من الصالحين . فاما فتحها السلطان محمود فرح المسلمون بذلك أشد الفرح ، وصنف ابن الجوزي في ذلك كتابا سماه النصر على مصر . وأكثر العلماء التصنيف والكلام في كفرهم ، مع ما ذكرنا من إظهارهم شرائع الإسلام الظاهرة . فانظر ما بين هذا وبين ديننا الأول أن البدو إسلام ، مع معرفتنا بما هم عليه من البراءة من الإسلام كله ، إلا قول لا إله إلا الله ولا تظن أن أحداً منهم يكفر إلا إن انتقل يهودياً أو نصرانياً . فإن آمنت بما ذكر الله ورسوله ، وبما أجمع عليه العلماء ، وتبرأت من دين آبائك في هذه المسألة ، وقلت : آمنت بالله وبما أنزل الله ، وتبرأت مما خالفه باطناً وظاهراً ، مخلصاً لله الدين في ذلك ، وعلم الله ذلك من قلبك ، فأبشر ، ولكن اسأل الله التثبيت ، واعرف أنه مقلب القلوب |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
الدليل السابع : قصة التتار :
وذلك : أنهم بعدما فعلوا بالمسلمين ما فعلوا ، وسكنوا بلاد المسلمين ، وعرفوا دين الإسلام ، استحسنوه وأسلموا ، لكن لم يعملوا بما يجب عليهم من شرائعه ، وأظهروا أشياء من الخروج عن الشريعة ، لكنهم كانوا يتلفظون بالشهادتين، ويصلون الصلوات الخمس والجمعة والجماعة ، وليسوا كالبدو ، ومع هذا كفرهم العلماء ، وقاتلوهم وغزوهم ، حتى أزالهم الله عن بلدان المسلمين . وفيما ذكرنا كفاية لمن هداه الله . وأما من أراد الله فتنته : فلو تناطحت الجبال بين يديه لم ينفعه ذلك . ولو ذكرنا ما جرى من السلاطين والقضاة ، من قتل من أتى بأمور يكفر بها - ولو كان يظهر شعائر الإسلام - وقامت عليه البينة باستحقاقه للقتل ، مع أن في هؤلاء المقتولين من كان من أعلم الناس ، وأزهدهم وأعبدهم في الظاهر ، مثل الحلاج وأمثاله، ومن هو من الفقهاء المصنفين ، كالفقيه عمارة . فلو ذكرنا قصص هؤلاء لاحتمل مجلدات ، ولا نعرف فيهم رجلاً واحداً بلغ كفره كفر البدو الذين يقول عنهم -من يزعم إسلامهم-: إنه ليس معهم من الإسلام شعرة إلا قول لا إله إلا الله، ولكن من يهد الله فهو المهتدي ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً . والعجب : أن الكتب التي بأيديهم ، والتي يزعمون أنهم يعرفونها ويعملون بها ، فيها مسائل الردة . وتمام العجب : أنهم يعرفون بعض ذلك ويقرون به ، ويقولون : من أنكر البعث كفر ، ومن شك فيه كفر ، ومن سب الشرع كفر ، ومن أنكر فرعاً مجمعاً عليه كفر ، كل هذا يقولونه بألسنتهم . فإذا كان من أنكر الأكل باليمين ، أو أنكر النهي عن إسبال الثياب ، أو أنكر سنة الفجر أو الوتر ، فهو كافر . ويصرحون : أن من أنكر الإسلام كله وكذب به ، واستهزأ بمن صدقه ، فهو أخوك المسلم ، حرام الدم والمال ، ما دام يقول : لا إله إلا الله ثم يكفروننا ، ويستحلون دماءنا وأموالنا ، مع أنا نقول : لا إله إلا الله، فإذا سئلوا عن ذلك ؟ قالوا : من كفر مسلماً فقد كفر . ثم لم يكفهم ذلك حتى أفتوا لمن عاهدنا بعهد الله ورسوله : أن ينقض العهد وله في ذلك ثواب عظيم ، ويفتون من عنده أمانة لنا ، أو مال يتيم : أنه يجوز له أكل أمانتنا ، ولو كانت مال يتيم ، بضاعة عنده أو وديعة ، بل يرسلون الرسائل لدهام بن دواس وأمثاله : إذا حاربوا التوحيد ونصروا عبادة الأصنام ، يقولون : أنت يا فلان قمت مقام الأنبياء . مع إقرارهم أن التوحيد - الذين ندعو إليه ، وكفروا به وصدوا الناس عنه - هو دين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وأن الشرك -الذي نهينا الناس عنه، ورغبوهم هم فيه ، وأمروهم بالصبر على آلهتهم- : أنه الشرك الذي نهى عنه الأنبياء ، ولكن هذه من أكبر آيات الله ، فمن لم يفهمها فليبك على نفسه ، والله سبحانه وتعالى أعلم |
جعلاني ذهبي
غير متواجد
|
نسب النبي صلى الله عليه وسلم
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان . إلى هنا معلوم الصحة . وما فوق عدنان مختلف فيه . ولا خلاف أن عدنان من ولد إسماعيل ، واسماعيل هو الذبيح على القول الصواب ، والقول بأنه إسحاق باطل . ولا خلاف أنه صلى الله عليه وسلم ولد بمكة عام الفيل ، وكانت وقعة الفيل تقدمة قدمها الله لنبيه وبيته ، وإلا فأهل الفيل نصارى أهل كتاب ، دينهم خير من دين أهل مكة ، لأنهم عباد أوثان ، فنصرهم الله نصراً لا صنع للبشر فيه ، تقدمة للنبي صلى الله عليه وسلم الذي أخرجته قريش من مكة ، وتعظيماً للبلد الحرام . |
انواع عرض الموضوع |
العرض العادي |
الانتقال إلى العرض المتطور |
الانتقال إلى العرض الشجري |
|
|