كان هناك راعي غنم يتيم لا أب له ولا أم كان لديه جده ،وتعود انه يرعى الغنم من شروق الشمس وحتى غروبها وفي يوم من الأيام صادف امرأة جميله جدا وقرر انه يتزوجها فأخبر جدته فذهب معها وخطبها وتزوجها وبعد مرور عدة أيام
وبينما كانت زوجته ذاهب لجلب الماء من الغدير رآها أبن التاجر وابتهر من جمالها وقام بالسؤال عنها حتى عرف إنها زوجة الراعي الفقير وقرر أن يتزوجها منه وبدأ بالتخطيط .
وفي يوم من الأيام ذهب أبن التاجر لمقابلة القاضي فأخبره بأنه يريد أن يتزوج زوجة راعي الغنم وكان ابن التاجر يريد من القاضي أن يرغم الراعي بان يطلقها فقال القاضي ليس هناك سبب يجعلني اجبر الراعي بان يطلق زوجته اذهب وعود لي بحل يجعلني اطلقهما ، ذهب ابن التاجر وبدأ بالتفكير بخطه ، وبعد مرور ثلاث أيام عاد ابن التاجر إلى القاضي وعنده السبب الذي يجعل القاضي يطلقهما فسأله القاضي ما هو السبب ؟؟؟ فقال ابن التاجر: رأيت في منامي إني قد نمت مع زوجة الراعي وكانت تضحك معي وتبتسم وهام بنا الشيطان حتى الفجر فما قولك يا قاضي بهذا ، فقال القاضي انه سبب مقنع سيتم الطلاق في اقرب وقت إن شاء الله، وفي اليوم التالي استدعى القاضي راعي الغنم واخبره بما حلم ابن التاجر وان عليه تطليق زوجته رغما عنه ليتزوجها ابن التاجر، وبعد الطلاق ذهب الراعي إلى مكان بعيد على أطراف المدينة يبكي ويشكى همومه إلى الله ، وفي يوم من الأيام كان الراعي جالساً تحت ظل شجره حزيناً بما فعل به القاضي ومر عليه " أبو نواس " فسأله ماذا بك فلم يجب الراعي بشيء فكرر السؤال فأخبره بما حدث ، فقال " أبو نواس " أنهض معي يا راعي الغنم وسأريك ما سأفعل بهما، فذهبا إلى القرية وقام " أبو نواس " بجمع عشرون رجلاً واشترى معدات الحفر والجزم وقال لرجال الذين جمعهم بأن يأتوا أمام بيته في منتصف الليل ، وفي الليل جاء العشرون رجلاً ووقفوا أمام بيت " أبو نواس " فخرج " أبو نواس " إليهم ومعه راعي الغنم وذهب بهم إلى بيت القاضي وقال لهم كل خمسه أشخاص يحفروا من جهة من جهات المنزل وقاموا بالحفر وبدأ البيت المكون من طابقين بالاهتزاز وهنا صرخ القاضي ما الذي تفعلونه أيها المغفلون قالوا له "أبو نواس " أمرنا بفعل ذلك فسأل القاضي " أبو نواس " لماذا تحفرون تحت بيتي رد عليه " أبو نواس " حلمت ليلة الأمس أن كنز أبي مدفون تحت منزلك فأمرتهم بالحفر تحت بيتك فرد عليه القاضي ذلك كان حلم فكيف تصدق ذلك فرد عليه وهو يشير إلى الراعي إلا تعرف هذا الرجل قال القاضي نعم اعرفه قال " أبو نواس " : إذاً كيف حكمت عليه بان يطلق زوجته ليتزوجها أبن التاجر وأنت الآن تقول أن الحلم ليس حقيقة ولا يجب تصديقه ، فهنا تأسف القاضي بما فعله لراعي الغنم وأمر بطلاقها من ابن التاجر وزواجها لراعي الغنم .

:)