السعودية تحقيق - غزيل العتيبي: عندما يكون الزوجان لعبة في يد العمالة المنزلية لديهم سواء السائق او الخادمة فتلك مصيبة ولا نبالغ إذا قلنا أن هناك من الأزواج من أعطى الصلاحيات للسائق والخادمة لينصبا نفسيهما رقيبين على تصرفات الزوجية الأمر الذي أدى الى المزيد من المشاكل وبالتالي انعدام الثقة بين الزوجين.. حول هذا الموضوع كان ل "الرياض" وقفة مع الأسر التي عانت من مؤامرات تلك العمالة. * تتحدث (هيفاء محمد) قائلة: "حدثت حكايتي قبل سنة ونصف السنة وذلك عندما جاء السائق الجديد الى المنزل حيث اخرج معه كل صباح ليطمئن على توصيل ابنائي الستة الى مدارسهم".

وتتابع قائلة: لقد كنت اقوم بكل شيء لأن زوجي كثير الاسفار وذلك بسبب عمله، وتواصل قائله: لقد لاحظت تصرفات غير لائقة من هذا السائق الامر الذي جعلني اخبر احد اخوتي الذي قام بضربه وتحذيره. وتضيف قائلة: بعد مرور شهر علي موقف اخي تفاجأت بورقة طلاقي من زوجي وعلمت فيما بعد ان السائق اخبره بأنني أخرج كل يوم مع رجل غريب وانه عندما حاول نصحي اختلقت قصة انه يتحرش بي. وتتابع قائلة: لقد تألمت كثيراً ولكن احمد الله ان خلصني من رجل لم يعرف طوال خمس عشرة سنة من تكون زوجته. * أما (نورة ماجد) طالبة بالمرحلة الجامعية فتقول: تبدأ محاضراتي حسب الجدول اليومي من الساعة التاسعة صباحاً لذلك أخرج من الساعة الثامنة والربع، وتواصل قائلة: كنت الاحظ بعض الحركات من سائقي الخاص الامر الذي جعلني أشعر بالخوف في الواقع. وتتابع قائلة: عند عودتي الى المنزل طلب مني السائق اقامة علاقة معه الامر الذي جعلني اصاب بالدهشة والخوف في نفس الوقت ولكنني تمالكت نفسي وفي اليوم التالي وضعت مسجلة صغيرة لانني كنت اتوقع ان يقوم بالعرض للمرة الثانية. وتواصل قائلة: بالفعل قام الغبي بذلك وعند عودتي للمنزل قمت باخبار والدي واخي اللذين قاما بضربه وترحيله على الفور. * يشاركنا (فيصل خالد) قائلا: ارجو من الازواج الذين يقومون بالتجسس على زوجاتهم ان يتوقفوا عن ذلك حتى لا يصيبهم ما اصابني. ويضيف قائلاً: لقد كلفت السائق وهو من جنسية عربية بمراقبة تصرفات زوجتي في غيابي وبالتالي كانت التقارير اليومية تصلني اولا بأول عن تحركاتها وكنت ادفع له نظير خدمته بالاضافة الى راتبه ثلاثمائة ريال. ويتابع قائلاً استمر هذا الوضع مدة سنتين وبالتالي انتهت حياتي معها بالطلاق على الرغم من وجود ثلاثة أبناء بيننا. ويواصل قائلا: اقترنت بامرأة اخرى وبعد فترة وصلتني رسالة من السائق يخبرني بأن زوجتي بريئة من كل التهم وأنه كان يفعل ذلك من أجل الحصول على المزيد من المال. ويتوقف قليلاً ليقول: "اشعر بالذنب والندم في نفس الوقت ولكن ماذا افعل فانا السبب في كل ما حدث". * يقول (مشعل عبدالله): اخبرتني الخادمة ذات يوم بأن زوجتي تستقبل رجلاً غريباً في المنزل اثناء غيابي لم اصدقها ولكن لا انكر انني بدأت رحلة مميتة مع الشك. ويتابع قائلاً: بعد فترة اكتشفت الحقيقة المرة وهي ان الخادمة كانت على علاقة مع السائق وان زوجتي اكتشفت تلك العلاقة وبالتالي قاموا بقلب القصة على زوجتي ولكن ما الفائدة لقد انتهى كل شيء. * تتحدث (نوال مساعد) قائلة: ما زلت معاناتي مستمرة مع زوجي والسائق، وتواصل قائلة لقد عين زوجي السائق رباً للمنزل في غيابه حيث يحق له ان يسمح لنا بالخروج أو لا وكذلك هو المسؤول عما ينقص في المنزل من اغراض لذلك تجدينا نطلب من السائق ما نريد وهو حر يقبل او يرفض طلبنا. وتتابع قائلة: ليس في يدي حيلة ما دام زوجي العزيز جعل الغريب بيننا. * وتشاركنا (نورة عبدالله الباز) مشرفة تربوية لمادة علم النفس وعلم الاجتماع بمكتب الاشراف التربوي بشمال الرياض فتقول: أهم الأسباب التي تدفع كلاً من الزوجين الى ادخال العمالة المنزلية في حياتهما الخاصة هم: 1- قلة الوعي والادراك من قبل الزوجين بقدسية الحياة الزوجية. 2- ممارسة الزوج او الزوجة لسلوك سييء يثير الشكوك من قبل الطرف الآخر. 3- انعدام الثقة بين الزوجين المترتبة على فقدان التواصل والاحترام. 4- معاناة الزوج او الزوجة من بعض الأمراض النفسية التي تؤدي الى شكوك مرضية لا مبرر لها. * أما الطرق الصحيحة التي لابد من تطبيقها للحد من هذه الظاهرة فهي: 1- الوضوح والصراحة من كلا الزوجين في كل ما يصدر منهما من تصرفات. 2- عمل كلا الزوجين على بناء الثقة والاحترام له من قبل الطرف الآخر حتى لا يفسر الطرف الآخر ما يصدر عنه من سلوك تفسيراً خاطئاً. 3- تحجيم العمالة المنزلية في حجمها الطبيعي وعدم وضعها في مكان اكبر من حقيقتها حتى لا تمارس أدوارا اكبر من حجمها الحقيقي وتعمل على تدمير الأسرة لأن تدخلها مع جهلها وعدم حرصها وأمانتها قد يؤدي الى تفاقم المشاكل بين الزوجين ووصولها الى ما لا تحمد عقباه.

:(