ها أنا .... أعود إليكم وفي جعبتي قصة من قصص العرب التي تسرد بارع الملح التي أُُثرت عن الحمقى وتفصل روائع النوادر التي فاضت بها قرائح الحمقى وما يشبه ذلك مما فيه راحة للنفوس ونشاط للخواطر:



كان لأبي حية النميري سيف ليس بينه وبين الخشب فرق،كان يسميه" لعاب المنية" فحكى عنه بعض جيرانه أنه قال : أشرفت عليه ليلة وقد انتضاه؛ وهو واقف بباب بيت في داره، وقد سمع فيه حساً ، وهو يقول: أيها المغتر بنا ، المجترئ علينا ، بئس والله ما اخترت لنفسك! خير قليل , وسيف صقيل "لعاب المنية" الذي سمعت به مشهورة صولته ، لا تخاف نبوته ،اخرج بالعفو عنك ، لا أدخل العقوبة عليك! إني والله إن أدع قيسا تملأ الفضاء عليك خيلا ورجلا ، سبحان الله! ما أكثرها وأطيبها! والله ما أنت ببعيد من تابعها ، والرسوب في تيار لجتها.


وهبٌت ريح ففتحت الباب , فخرج كلب ، فاربد وجهه ، وشغر برجليه( أي رفع إحدى رجليه) وتبادرت إليه نساء الحىٌ فقلن : يا أبا حية ، ليفرخ روعك( أي لينكشف عنك فزعك) إنما هو كلب ، فجلس وهو يقول : الحمد لله الذي مسخك كلباً ، وكفاني حرباً .