النهج المميز



منذ بزوغ فجر الإسلام وعمان أخذت المسلك الحق والطريق السوي الذي يجعلها تسير على هدى وبصيرة من أمرها مهتدية بالحق المبين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد فتعاملت بهديه وطبقته في سلوكها ومعاملاتها وتوجهاتها وأخذها وعطائها ورسخت تعاليمه في عقول أبنائها ومن هذا المنطلق كان التعامل على مر العصور والأيام (خير الأمور أوسطها) نهجت هذه الوسطية وتوشحت بالاعتدال متخذة من قول الحق سبحانه وتعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا). ومن هذا المنطق كانت التوجهات التي عرفها العماني توجهات تجعله في سلم الرضا من الجميع لأنها مبعث السعادة والاطمئنان والخير على مر الدهور والأيام فطابت مسيرات الخير والنماء في ربوعها وكل يوم تزداد بهاء وتألقا وتحظى بالحب والثناء من القاصي والداني بل من كل من سمع ورأى.
فما من منصف يقدر الخير ويعرفه إلا شهد لها بالسماحة وحب الخير والمسارعة إلى البر والإحسان وما هذا النهج إلا انه تطبيق للمنهج الخالد الذي يدعو إلى ما فيه السعادة للبشرية جمعاء ويزرع المحبة والتسامح بين الناس (انما المؤمنون اخوة).
وكم هم الذين التقيت بهم من العلماء والمفكرين والباحثين الذين أشادوا بالتسامح وكريم الاخلاق التي تتجلى في أبناء عمان معبرين عنهم بأجمل العبارات والهدوء والدفء الذي يتمتع به أبناء عمان حتى إن أحدا قال في وصفهم (انهم ملائكة) بهذه العبارة.
وإذا كان هذا الاعتراف جاء من الخارجية الأمريكية فانه تأكيد على ما يتصف به العماني على مر الدهور والأزمان فعمان ديدنها الحوار وما ذلك إلا تطبيق لقول الحق سبحانه وتعالى: (وجادلهم بالتي هي أحسن) (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).
وهكذا بعون الله تعالى سيبقى هذا النهج راسخا في أذهان أبناء عمان يتناقلونه جيلا بعد جيل خالدا خلود الكتاب العزيز بإذن الله تعالى.

أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق
انواع عرض الموضوع
الانتقال إلى العرض العادي الانتقال إلى العرض المتطور العرض الشجري

حسابٌ واحد لجميع خدماتنا !