الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني فعال
![]()
![]() غير متواجد
|
بيتي -
استيقظ قبل الفجر كعادته ، رطب قلبه بركعات أطال فيها القراءة والسجود والدعاء ، توجه إلى المذياع الذي لم يزل سليماً بعد هدم البيت وتدمير كل ما فيه من أغراض الحياة ، جلس فوق بقايا بيته يستمع إلى آخر استفزازات الاحتلال الوقحة :
( قررت قيادة جيش الدفاع منع المصلين المسلمين من دخول المسجد الأقصى وذلك لمدة أسبوع أولها الجمعة نظراً لزيارة حشد من كبار الزوار من الدول الصديقة ، وتسمح القيادة لمن يزيد عمره عن الستين عاماً بالدخول لمدة ربع ساعة فقط كل أذان ، وعلى كل من يخالف تحمل المسئولية كاملة ) غاص في أعماق الذكريات ، ضيقها الكلاب وهل تركوا أحد ليبلغ الستين ، راح يستغفر حيناً ويفكر حينا حتى الفجر ، صلى في المسجد المجاور لبيته الراحل ، مكث حتى صلى الضحى ، ناداه خليل جاره : - محمد ، تعال معي ، لبنى زوجتي أعدت الإفطار - ما أبغي والله يا خليل - تقوى بالطعام يا شيخ ، ما تريد رجم اليهود اليوم على أبواب الأقصى ؟ - الأقصى ؟! سمعت الأخبار يا خليل ؟ - سمعت حبيبي ، لكن ورب العرش ما نستجيب لكلاب صهيون ، يمنعونا بالقوة ونرجمهم بالحجر - ما عاد ينفع يا خليل أنا راحل لبيتي الثاني خرج من المسجد و ترك خليل يضرب كفاً بكف : أي بيت يقصد ؟ مر على أنقاض بيته ، احتضنه بعينه طويلاً ، اتجه إلى ركن متهدم يضع فيه صندوقاً يحفظ فيه ما تبقى من متاعه ، قلب حاجياته ثم أغلق الصندوق وقبله ، اتجه إلى طريق الأقصى حيث تكثر نقاط التفتيش ، سمع قائد النقطة الأولى يشير إليه من بعيد : - قد جاء أول المخرفين أحضروه نتسلى به هب جندي لتنفيذ الأوامر فصاح فيه : - انتظر ديفيد دعني أنا أكون في شرف استقباله ثم قهقه هو والجنود بهستيرية وهو يتجه إلى محمد ليمسك به من كتفه - هويتك - فقدتها تحت منزلي المهدم - وتريد المرور - نعم - بهذه السهولة - وما المانع ؟! - لم يعد لك شيء هنا ، لا بيت ولا أقصى فماذا تريد ؟ - أريد العبور إلى بيتي الثاني يزيد الضابط من قهقهته ساخراً ومحدثاً جنوده الذين شاركوه : - ألم أقل لكم إنه مخرف ؟ ثم وجه حديثه إلى محمد باستهزاء : - وأين يقع بيتك في قلب إسرائيل ؟ لعلك تدعي أنه بيت الرئيس أو رئيس الوزراء كما ادعاه مذيع الجزيرة من قبل ! - لا ولكنه هنا ( مشيراً إلى السماء ) ما إن نظر الضابط إلى أعلى ضاحكاً ، حتى كان خنجر محمد مغروساً في صدر الضابط بينما طلقات الرصاص تخترق كل مكان في جسد محمد الذي تمدد باسماً وهو يرفع سبابته اليمنى إلى السماء قصة للأديب : خالد الطبلاوي
|
عمانيه وكلي فخر |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى عمانيه وكلي فخر |
البحث عن كل مشاركات عمانيه وكلي فخر |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|