تمر الدقائق كأنها ثوان والساعات كأنها دقائق والأيام كأنها ساعات وحورية العيد لا تزال ممددة فوق سريرها الأبيض...أرجوك بالله عليك تكلمي ولو بحرف واحد فهذا العيد قد أقبل علينا جميعا...تفوهي من أجل راحتي ..من أجل أن تنشف دموعي التي ذرفتها منذ أن حل عليك الحادث الأليم....حوريتي ها هو العيد قد أتي بعد أن غاب عنا أشهر قليلة كأنها لحظات من عمر الزمن...أدرك بأنك تحبينه وتفرحين بغبطة قدومه مع أخوانك وكافة أسرتك منذ الصباح الباكر لهذا اليوم السعيد...حوريتي أسألك فأرجوك أن تجيبيني ولو بكلمة واحدة ولو بلمحة من عيونك ولو بابتسامة خفيفة التي كانت لا تفارق شفتيك....حورية العيد سأتضرع لله ليلا ونهارا صباحا ومساء من أجل أن تفيقي من غيبوبتك التي ذهبت فيها...إن فراشك الأبيض يبشرني بأنك حقا قادمة إليّ تحبينني كما عودتني كل عيد أو عندما تكوني عائدة من المدرسة أو حينما أكون قادما من العمل من مساء كل يوم...حورية العيد سيكون هذا العيد حلوا بالنسبة للجميع لكنه مرا بالنسبة لي إن لم تفيقي وتستيقضى من غفوتك ....أرجوك وأناشد الله تعالي أن تشاركيني لقمة العرسية وتشاطريني تذوق المشاكيك والشواء الذي تستخرجه الأسر بعد مضى يوم أو يومين من أيام العيد....ها أنا يا حورية العيد قد خبأت عيديتك وضممتها دون أن يعرف أحد....ما عليك سوى أن تفيقي وتقولي أين عيدية العيد يا أبي؟ سأقول لك فورا تدللي ....حورية العيد إن ملابسك الجميلة والجديدة التي فصلت لك معلقة جاهزة فما عليك سوى النهوض للبسها لتكوني حقا حورية العيد....أيها العيد أنني أترقب ساعاتك الطويلة التي لا يمل منها أحد فقد أصبحت لنا سماء وأمسيت لنا نجما نترقبه طوال يومنا....أرجوك يا عيد لا تذهب عنا مسرعا كما كنا نترقبك بلهفة المشتاق والشوق منذ أن عرفناك...أيها العيد حوريتك تنتظر لقياك ...أرجوك يا عيد أن تعيد علينا البسمة بشكل آخر عند قدومك مرة أخرى...فالبسمة في هذه اللحظة لا تزال محبوسة بين الشفاه لأن حورية العيد لم تبتسم لي ولك ...فهل لك أن تقول لها ابتسمي...أريدك يا عيد أن تفرح حوريتك الجميلة .



نضال