منتديات جعلان > جعلان للشعر والترفيه > جعلان للقصص والروايات | ||
هل تعرف ماهو الحمار الذي يجب عليك ان تبيعه ؟؟ |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني فعال
![]() غير متواجد
|
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة حقيقة حدثت تفاصيلها في الأندلس في الدولة الأموية يرويها لنا التاريخ وفيها فوائد عظيمة جدا . * وهي تحكي ثلاثة من الشباب كانوا يعملون حمّارين – يحملون البضائع للناس من الأسواق إلى البيوت على الحمير – وفي ليلة من الليالي وبعد يوم من العمل الشاق ,* تناولوا طعام العشاء وجلس الثلاثة يتسامرون* فقال أحدهم واسمه " محمد " افترضا أني خليفة .. ماذا تتمنيا ؟* فقالا يا محمد إن هذا غير ممكن . فقال : افترضا جدلاً أني خليفة ..* فقال أحدهم هذا محال وقال الآخر يا محمد أنت تصلح حمّار أما الخليفة فيختلف عنك كثيراً ..* قال محمد قلت لكما افترضا جدلاً أني خليفة , وهام محمد في أحلام اليقظة .* وتخيل نفسه على عرش الخلافة وقال لأحدهما : ماذا تتمنى أيها الرجل ؟* فقال : أريد حدائق غنّاء , وماذا بعد قال الرجل : إسطبلاً من الخيل ,* وماذا بعد , قال الرجل : أريد مائة جارية ... وماذا بعد أيها الرجل , قال مائة ألف دينار ذهب . ثم ماذا بعد , يكفي ذلك يا أمير المؤمنين .* كل ذلك و محمد ابن أبي عامر يسبح في خياله الطموح ويرى نفسه على عرش الخلافة ,* ويسمع نفسه وهو يعطي العطاءات الكبيرة* ويشعر بمشاعر السعادة وهو يعطي بعد أن كان يأخذ ,* وهو ينفق بعد أن كان يطلب ,* وهو يأمر بعد أن كان ينفذ وبينما هو كذلك التفت إلى صاحبه الآخر وقال* ماذا تريد أيها الرجل . فقال : يا محمد إنما أنت حمّار ,* والحمار لا يصلح أن يكون خليفة .....* فقال محمد : يا أخي افترض جدلاً أنني الخليفة ماذا تتمنى ؟* فقال الرجل أن تقع السماء على الأرض أيسر من وصولك إلى الخلافة ,* فقال محمد دعني من هذا كله ماذا تتمنى أيها الرجل ,* فقال الرجل : إسمع يا محمد إذا أصبحت خليفة* فاجعلني على حمار ووجه وجهي إلى الوراء* وأمر منادي يمشي معي في أزقة المدينة وينادي أيها النااااااا س ! أيها الناااااا س ! هذا دجال محتال* من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن ...* وانتهى الحوار ونام الجميع ومع بزوغ الفجر استيقظ محمد وصلى صلاة الفجر وجلس يفكر .. صحيح الذي يعمل حمارا لن يصل إلى الخلافة ,* فكر محمد كثيرا ما هي الخطوة الأولى للوصول إلى الهدف المنشود .* توصل محمد إلى قناعة رائعة جداً وهي تحديد الخطوة الأولى* حيث قرر أنه يجب بيع الحمار* وفعلاً باع الحمار ** * وانطلق ابن أبي عامر بكل إصرار وجد .* يبحث عن الطريق الموصل إلى الهدف .* وقرر أن يعمل في الشرطة بكل جد ونشاط –* تخيلوا .. أخواني ... أخواتي الجهد الذي كان يبذله محمد وهو حمار يبذله في عمله الجديد ..* أعجب به الرؤساء والزملاء والناس وترقى في عمله حتى أصبح رئيساً لقسم الشرطة في الدولة الأموية في الأندلس .* ثم يموت الخليفة الأموي ويتولى الخلافة بعده ابنه هشام المؤيد بالله* وعمره في ذلك الوقت عشر سنوات ,* وهل يمكن لهذا الطفل الصغير من إدارة شئون الدولة .* وأجمعوا على أن يجعلوا عليه وصياً* ولكن خافوا أن يجعلوا عليه وصياً من بني أمية فيأخذ الملك منه...* فقرروا أن يكون مجموعة من الأوصياء من غير بني أمية ,* وتم الاختيار على محمد ابن أبي عامر وابن أبي غالب والمصحفي .* وكان محمد ابن أبي عامر مقرب إلى صبح أم الخليفة واستطاع أن يمتلك ثقتها* ووشى بالمصحفي عندها وأزيل المصحفي من الوصاية* وزوج محمد ابنه بابنة ابن أبي غالب ثم أصبح بعد ذلك هو الوصي الوحيد* ثم اتخذ مجموعة من القرارات ؛ فقرر أن الخليفة لا يخرج إلا بإذنه ,* وقرر انتقال شئون الحكم إلى قصره ,* وجيش الجيوش وفتح الأمصار واتسعت دولة بني أمية في عهده* وحقق من الانتصارات ما لم يحققه خلفاء بني أمية في الأندلس .* حتى اعتبر بعض المؤرخين أن تلك الفترة فترة انقطاع في الدولة الأموية ,* وسميت بالدولة العامرية . هكذا صنع الحاجب المنصور محمد ابن أبي عامر ,* واستطاع بتوكله على الله واستغلاله القدرات الكامنة التي منحه الله إياها أن يحقق أهدافه .* أخواني ... أخواتي .. القصة لم تنتهي بعد ففي يوم من الأيام وبعد ثلاثين سنة من بيع الحمار* والحاجب المنصور يعتلي عرش الخلافة وحوله الفقهاء والأمراء والعلماء ..* تذكر صاحبيه الحمارين فأرسل أحد الجند وقال له : اذهب إلى مكان كذا* فإذا وجدت رجلين صفتهما كذا وكذا فأتي بهما .* أمرك سيدي ووصل الجندي ووجد الرجلين بنفس الصفة وفي نفس المكان ...* العمل هو هو .. المقر هو هو .. المهارات هي هي ..* بنفس العقلية حمار منذ ثلاثين سنة .. قال الجندي : إن أمير المؤمنين يطلبكما , أمير المؤمنين إننا لم نذنب . لم نفعل شيئاً .. ما جرمنا ..* قال الجندي : أمرني أن آتي بكما . ووصلوا إلى القصر , دخلوا القصر نظرا إلى الخليفة ..* قالا باستغراب إنه صاحبنا محمد ...* قال الحاجب المنصور : اعرفتماني ؟* قالا نعم يا أمير المؤمنين , ولكن نخشى أنك لم تعرفنا ,* قال : بل عرفتكما ثم نظر إلى الحاشية وقال :* كنت أنا وهذين الرجلين سويا قبل ثلاثين سنة* وكنا نعمل حمارين وفي ليلة من الليالي جلسنا نتسامر* فقلت لهما إذا كنت خليفة فماذا تتمنيا ؟ فتمنيا* ثم التفت إلى أحدهما وقال : ماذا تمنيت يا فلان ؟ قال الرجل حدائق غنّاء , فقال الخليفة لك حديقة كذا وكذا . وماذا بعد قال الرجل : اسطبل من الخيل قال الخليفة لك ذلك وماذا بعد ؟* قال مائة جارية , قال الخليفة لك مائة من الجواري ثم ماذا ؟* قال الرجل مائة ألف دينار ذهب ,* قال : هو لك وماذا بعد ؟ قال الرجل كفى يا أمير المؤمنين .* قال الحاجب المنصور ولك راتب مقطوع - يعني بدون عمل – وتدخل عليّ بغير حجاب . ثم التفت إلى الآخر وقال له ماذا تمنيت ؟ قال الرجل اعفني يا أمير المؤمنين ,* قال : لا و الله حتى تخبرهم* قال الرجل : الصحبة يا أمير المؤمنين ,* قال حتى تخبرهم . فقال الرجل* قلت إن أصبحت خليفة فاجعلني على حمار واجعل وجهي إلى الوراء* وأمر منادي ينادي في الناس* أيها الناس هذا دجال محتال من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن* قال الحاجب المنصور محمد ابن أبي عامر افعلوا به ما تمنى حتى يعلم * ( أن الله على كل شيء قدير .. )* ** ** هل تعلم ما هو الحمار الذي يجب أن نبيعه جميعاً ,* هي تلك القناعات التي يحملها الكثير مثل – لا أستطيع – لا أصلح أنا لا أنفع في شيء ,* وأن تستبدلها بقولنا أنا أستطيع بإذن الله ..* إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني ***** عنيت فلم أكسل ولم أتبلد أخي .. أختي ....* هل يمكن أن تحقق أحلامك وأن تصل إلى أهدافك قل وبكل ثقة – نعم إن شاء الله وتذكر دائما* (( إن الله على كل شيء قدير ))* وقول الحبيب صلى الله عليه وسلم عن ربه في الحديث القدسي : " أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء "* أخي .. أختي .. ظن بربك خيرا , ظن أن الله سيوفقك ويحقق لك آمالك فإن كنت تظن بالله حسناً تجد خيرا وإن ظننت به غير ذلك ستجد ما ظننت*
|
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|