دبي (لوكل نيوز الامارات) 26/10/2010: أكد عضو مجلس الشورى وممثل ولاية الحمراء العماني مالك بن هلال بن محمد العبري ان السلطات العمانية اطلعت مجلس الشورى ومجلس الدولة على قيامها بالقاء القبض على خلية تجسس "هدفت للاضرار بالوطن من خلال مواقع مفصلية وحساسة" دون ان يشير الى الدولة التي كانت ورائها.




وقال العبري في مداخلة له نشرها في موقع سبلة عمان ان القبض على الخلية زاد "التلاحم الوطني والغيرة على حرمة الوطن وسيادته والغيرة على رموزه واعادة ترتيب المطالب والاولويات وفق ما يخدم المصلحة الوطنية العليا واعادة رص الصفوف وتثمين الانجازات والاحساس بقيمة الامن والاستقرار"
واضاف العبري ان التوجيهات الرسمية اقتضت حضر المعلومات "على مستوى محدد " وبتفاصيل محددة "لحكمة ما وهي وان كانت مؤلمة ومؤسفة لنا الا انها خزي وعار لمن اقترفها وخطط لها بليل ودبر وجند لها بشراء الذمم وخيانة الاوطان ومستخدماً لتحقيق اهدافه وصيد فرائسه اساليب شيطانية قذرة".

واشار العبري في احد ردوده على القراء ان التحقيق مازال جارياً وان من بين المشاركين مسؤولين كبار وفي مناصب مهمة وحساسة.
وقال العبري الذي فاز بتمثيل ولايته ست مرات في مجلس الشورى ان كل التفاصيل التي نشرت حول الموضوع لم تبقيه سراً لكنه لم يجري الاعلان رسمياً عن التفاصيل، وان ما يتم تداوله هو "في دائرة المباح" حسب تعبيره.


النص الكامل لمشاركة عضو مجلس الشورى العماني مالك بن هلال العبري في سبلة عنوان تحت عنوان (وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا"

إنه لمن موجبات الحمد والشكر لله أن تحققت من خلال الشبكة التخريبية التجسسية والتي هدفت إلى الإضرار بالوطن من خلال مواقع مفصلية وحساسة ، ثمرات كثيرة ـ رغم تداعياتها السلبية الآنية ـ فقد تحقق وإزداد من خلالها التلاحم الوطني والغيرة على حرمة الوطن وسيادته والغيرة على رموزه وإعادة ترتيب المطالب والأولويات وفق ما يخدم المصلحة الوطنية العليا وإعادة رص الصفوف وتثمين الإنجازات والإحساس بقيمة الأمن والإستقرار وهذه مآرب كلنا ننشدها جميعاً كمواطنين ونسعى لتحقيقها وليست مطلب حكومي فحسب كما يتخيله البعض بنظرته القاصره ، وقد إنعكست الأمور بقدرة الله اللطيف الخبير إلى خير وحاق المكر السيء بأهله فأنقلب السحر على الساحر وتحولت النقمة إلى نعمة ، وحشر الآخر نفسه في زاوية الخيانة.


والمعطيات حول خلية التجسس واضحة جداً والتفاصيل محددة ولربما قد إقتضت التوجيهات حصرها على مستوى محدد لحكمة ما وهي وإن كانت مؤلمة ومؤسفة لنا إلا أنها خزي وعار لمن اقترفها وخطط لها بليل ودبر وجند لها بشراء الذمم وخيانة الأوطان ومستخدماً لتحقيق أهدافه وصيد فرائسه أساليب شيطانية قذرة .


وفيما يتعلق بالخطاب السامي في مجلس عمان فقد جاء ترجمة للواقع العماني الذي يسوده الأمن والرخاء بعد مرور أربعين عاماً من الإنجازات الكمية والنوعية ، وما كان التذكير بالمنجزات والمكتسبات التي تحققت والوعد الذي أنجز إلا لتأكيد أهمية المحافظة على تلك المنجزات للأجيال المتعاقبة فشكر النعمة إنما بالمحافظة عليها ، والخطاب لم يقنع النخب فحسب بل أقنع كل عماني مبصر عاقل عاش على هذه الأرض الطيبة وعايش المسيرة منذ انطلاقتها وتفاعل معها ، وقد أكد جلالته أن نسبة كبيرة مما تتطلع إليه قد أنجز ، فكان خطابه خطاب الواثق العارف المتواضع المقر بفضل الله الشاكر لأنعمه الطامح لبذل المزيد لوطنه وأمته.


إن مسألة الحلم والتفائل مع العمل والإرادة ظاهرة صحية وهي لدى العماني ثابتة وراسخة رسوخ جبال عمان وهي محفورة في كيانة بقدر ما حفر من أفلاج وشق من أنهار وأعلى من قلاع وأشاد من عمران وبقدر ما ركب من بحار ، ومردها الإيمان العميق بالله وما نيل المطالب بالتمني ولكن تأخذ الدنيا غلابا ثم هي راسخة بسلسلة المكرمات التي حظي بها الإنسان هدف التنمية وأداتها خلال الأربعين عام من عمر النهضة ، لذلك ترسخت لديه قناعة بل عقيدة أن ما يأمله ويرجوه قد تحقق عبر سنوات النهضة وسيتحقق دائماًعبر سنوات التنمية القادمة ، نعم هنالك صعاب وهنالك عقبات ولكن وكما تحققت الإنجازات في الأربعين سنة الماضية بالإرادة القويمة والعزائم الماضية فستتحقق كل الطموحات والأمنيات وبإرادة أقوى وأصلب .ومسيرة التنمية والمكرمات لن تقف عند دراويز وأقواس العيد الأربعين ولكنها ستنطلق إلى آفاق أرحب بعون الله وتوفيقه وبفضل السياسة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة حفظه الله ورعاه .


وختاماً نقول ما قاله القائد ((أن لعمان تأريخاً عريقاً ... ومبادىء راسخة ))فنحن قد تربينا على ذلك جيلاً بعد جيل وأصبحنا أساتذة العالم في بناء الدول وصنع الحضارات ، طردنا المحتل وأذقناه كأس المنون وألبسناه لباس الذل والعار هكذا كنا في الماضي وسيبقى حالنا في الحاضر والمستقبل ، ننشد السلم والسلام لنا ولغيرنا ولكن بعزة وكرامة وإذا نوينا القتال قاتلنا وجهاً لوجه قتال الشجعان .

وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم إن الإحساس بالألم والحمى كناقوس ينبه الإنسان الى المرض ليسارع لأخذ العلاج ، فلنأخذ من هذه القضية الدروس والعبر ولنعلاج مشاكلنا قبل أن تتفاقم لنبقى أكثر قوة وأكثر مناعة من الأمراض والميكروبات الخبيثة .

المصـــــــدر