كانت خائفه جدا .... الاضظراب مرسوم على وجهها ... القلق معشش في
قلبها وعقلها .. الاسى والحزن صار رفيقها ....
اليوم ... اليوم ... ستحدد النتيجه ... اليوم سيكشف عن غطاء الامل ...
اليوم هي والقدر والحظ أو هي والنحس والضياع ..
قلبها يزداد سرعة ... كأنها سندان يدق في بحر من الدم ..
تتحدق في الوجوه المارة بجنبها ...
تشعر كأن الناس يعرفون سرها .... يستهزئون من آلامها
الناس صاروا فضوليون ... يريدون ان يعرفوا ما يخصهم وما لا يخصهم ..
دعوني لحالي ... دعوني لجروح الزمان ... هكذا لسان حالها يقول ...
كم انا مسكينه ... محطمه كمركب خشبي فوق جزيره مرجانيه نائيه ..
من هذه التى تجلس بجنبي .... من هي يا ترى .......
آه ... تذكرت إنها أختي ... الصغيره المسكينه ..
لماذا ورطتها معي ... لماذا ابحث عن شماعه تخفف آلامي ...
يارب ... إستر ... بحق جاه نبيك وبحق كل الانبياء ...ساعدني يا رب..
يقترب رجل في ملابس ناصعة البياض ...
شكله لا يبشر بالخير
شكله محطم القلوب ..
شكله مكسر الامال ....
وقف امامها ... تفضلي ... سلمها ورقة مكعبه ...
قال لها جملتين ومشى ... ( هذه نتائج الفحص )
لم تقرا ما هو النتيجه .. لم تنظر الى ما مكتوب بين السطور
كانت خائفه ... مرعوبه ... جسمها يرتعش .. تريد ان تصرخ
نريد ان تقول كفى .. انا تعبت .. انا مستسلمه للقدر
زاد رعشات جسمها النحيل .. وكذلك زادت دقات قلبها ...
صار لها خمسة اعوام فوق صفيح من البركان ... بركان القلق واليأس
الحزن قتلها .. الاهل يتشمتون فيها
الزوج هددها بالطلاق إن لم تحمل ..
بدئت ملامح وجهها يتغير .. زادت دقات قلبها اكثر ... إرتفع ضغط الدم عندها
حلت غشاوة سوداء في عينيها ... وقعت فوق كتف أختها ...
صرخت الاخت ... إنجدونا يا عالم ...
تجمعن الممرضات والدكاتره عليها .. أخذوها بسرعة الى غرفة العلاج
وببطىء شديد وضعف حاولت ان تقرأ نتيجة الفحص التى مازالت بيدها ..
الفحص إيجابي ......... انا حامل ... واخيرا ... الحمدلله لك يا رب ..
قال لها الدكتور في قلق وخوف ..
سيدتي .. عندك نزيف حاد جدا ...لا بد من إسقاط الجنين الان وإلا ستموتين
إبتسمت إبتسامه غريبه
قالت ... لن تأخذوا جنيني من بطني .. لقد انتظرته طويلا ... أفضل الموت معه ..
قالت هذه الكلامات فقط
وبعد ربع ساعه فقط سلمت الروح واخذت جنينها معها .. لم تتنازل عته أبدا...


عبدالعزيز بن علي البلوشي