منتديات جعلان > جعلان العامة > جعلان للمواضيع العامة | ||
الدون كيشوت ... وأردوغان ! |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
الدون كيشوت ... وأردوغان !
الدون كيشوت ... وأردوغان !
------------------- تقول قصتي أنني كنت في احد الايام دوقاً يُضرب به المثل بصموده واصراراه وعناده على أخذ الحق بالقوة اذ حصل ذات يوم وقررت - أنا - الدون كيشوت أن أخرج لمقارعة طاحونة هواء بُنيت على أرض مدينتنا تدور وتدور دون أن تلقي بالاً لتذمرنا وشكوانا لإعتدائها على أرض مدينتنا فأنزلت سيفيَّ من عُلية المنزل وأزلت عنه الغبار المتراكم ونظفت درعيَّ وركبت الفرس وانطلقت حتى وصلت إلى تلك الطاحونة فرسمت ليَّ خطاً على التراب ووقفت هناك أصرخ بكل قوة أن إرحلي أن إرحلي وادفع فرسي لأن يزمجر ويطلق أنفاسه كل حين و آخر حتى أبث الرعب في نفوس أهل تلك الطاحونة وبقيت على هذه الحال بضعٌ وستون عام اخرج كل يوم حتى أصل الخط الذي خططه مذ أول يوم على التراب وأقف وأصرخ حتى عرفني الناس جميعاً بأنني الاعلى صوتاً في الصراخ والاجد عليه وبتُ أفتخر بهذا بل وحتى أصبحت مضرباً للأمثال في " الزعيق " ! فأنا وكما معظم أهل مدينتنا نؤمن تماما بأن الاصوات سوف تقض مضجعهم وتمنعهم من النوم حتى يتعبوا ذات يوم ويرتحلوا وتتوقف طاحونتهم عن الدوران وحدث ذات يوم أن اضافت الطاحونة الى عنفاتها عنفة أُخرى لكي تصبح اقوى وأكبر ولكننا نحن أهل المدينة وبقيادتي أنا - الدون كيشوت - عقدنا إجتماعا على الفور حتى نناقش ذلك الامر وخرجنا إلى اننا سنصعد كما صعدوا هم فأرسلنا خيرة شبابنا لكي يأتوا لنا بمكبرات صوت يتم ايصالها إلى حنجرتي انا وفرسي حتى نريهم ان لكل فعل رد فعل وان كان صوتي فقط ! فحتما لم نكن نريد ان نسكت على هكذا تصرف من قبل اصحاب الطاحونة وهكذا كنا حتى اذ ذات يوم خرج صبيٌ من مدينتنا يبحث عن طائرته الورقية التي عبثت بها الرياح وحملتها بعيداً إلى فناء الطاحونة ولكن وما إن طالت قدماه أرض الفناء حتى أُلقي القبض عليه وتم زجه في سجن في أعلى الطاحونة وكنا نسمع صراخه كل يوم وهو يتألم من شدة الجوع والعطش ولأن صوته كان يؤرق ضميرنا قررنا نحن وجهاء المدينة أن نشتري " سماعات أُذنٍ " توزع على أهل المدينة قصراً لكي لا يصابوا بالاحباط جراء ذاك الصوت .. فنحن نهتمُ حقاً لراحة مواطنينا ولكن قبل هذا حتماً كنا قد عقدنا العزم على ان نرسل لأصحاب الطاحونة رسالة كتبنا بها - نحن نشجب ما قمتم به والايام بيننا أيها المعتدون -ولكننا عزفنا عن الأمر لاحقاً. ولكن ذات يوم حدث أمرٌ جلل إذ وأنا أقف في موقعي تماما عند الخط الذي رسمته مذ وطأت سرج فرسي وانا اعتزم قتل عدوي أن مر رجلٌ بقربي وسمع آنين الطفل فما كان منه الا ان تجاوزني مشياً على الاقدام وعبر سياج الفناء وفتح الباب ومن ثم خرج والصبي على كتفه ! ومر بقربي والصبي على كتفه وقال .. "أحقاً ستون عام وانت تصرخ هكذا" .. ومن ثم ابتسم وعاد بالطفل الى والده . عدت الى منزلي وكلي غضب من ذاك الرجل .. اذ انه الغريب على أرضنا اجتاح عدونا واعتدى على قضيتنا واستهزأ بصراخنا ! نعم صراخنا الذي كنا نفتخر به طيلة بضع وستون عام دون أي كلل وملل .. صراخنا الذي أخذنا بسببه الجوائز والألقاب هكذا يأتي رجلٌ واحد يمشي على قديمه يحيله سراباً .. ألا سحقا .. يجب أن يدفع الثمن .. فما كان مني الا ان ارسلت الى وجهاء المدينة " أن إجتمعوا لديَّ الليلة " وحقاً فعلوا .. وبدأت حديثي أخبرهم عما حدث وبدأت الافواه تتهاوى من هول ما جرى واجتمعنا جميعاً على ان هذا الرجل لابد وانه من أعوان اصحاب الطاحونة .. ولا بد وانه يملك في جيبه مشروع بناء طاحونة جديدة ولا بد انه عميل و يحمل خلف ظهره لعبة جديدة تُلعب على أرضنا ..فقررنا ان نوقف هذا الرجل ونزجه في سجن الاتهام بل وحتى ان نحاسب مدينته واتهامها بالتآمر والعدوان .. وإن كان يظن ان الاعتداء على قضيتنا والتجاوب مع آنين الطفل وتحريره أمرٌ سيتم هكذا دون حساب أو عقاب فهو واهم لا محالة ! وقد تم إنتدابي للذهاب إلى وجهاء تلك المدينة في اليوم التالي وانا في ظلمة الليل اتقلب من أرقي منتظراً بزوغ الفجر حتى أخرج بفرسي ولكن هذه المرة الى المدينة القريبة لكي ابلغهم قرارات وجهاء مدينتنا جاء ولدي إلي يداعبني قبل خلوده الى النوم فسألني أذاهب أنت غداً إلى الطاحونة يا أبتي .. أجبته لا فأنا ذاهب الى المدينة القريبة منا .. فإستغرب مني وسألني ولمن سنترك الصراخ والعويل يا أبتي لمن ! فأجبت تقاعس يوم واحد يا ولدي لن يضر أحدٌ شيئاً فأجاب ولدي " والدي العزيز .. لكل منا عمله في هذه الحياة نحن علينا الصراخ وعليهم العمل فإترك الامور لاصحابها وعد إلى صراخك لعله يأتينا بشيء يوما ما " فقلت له " ووجهاء المدينة " فأجاب " وجهاء المدينة محترفوا صراخ مثلك .. وسيتفهمون الامر ,لا عليك أنت .. ثق بي ! " ومن ثم أغمضت عيني وقلت في نفسي .. نعم فعلاً لكلٍ منا دوره ولكل منا سلاحه ! شُكراً ايها الغريب بقلم محمود أغيورلي
|
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|