منتديات جعلان > جعلان العامة > جعلان للمواضيع العامة | ||
الغروووب،واجنحة الروح،، |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني ماسي
![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]() الغروب وأجنحة الروح
حين تبتل قدماك بماء المحيط وأنت تنظر إلى شعاع الشمس ينسل خلف الأفق.. تعلوه روعة احمرار الشفق بوشاحه الذهبي الذي يمتد بعيدا كأنه يخترق ضلال الكون بأنغام صمته وتألق ضيائه.. في لحظة ما.. تنتابك حيرة في جمال اللوحة تلك.. وعلى الخصوص حين تختلط أشعة الشفق الحمراء بأفق البحر الذي تشرب ببقايا لون الشمس الذهبية.. ما هي إلا لحظات حتى يستقبل الأفق قلب الشمس فترتمي بأحضانه بكل وداعه وسكون ومحبة.. إن لوحة الغروب ليست فقط آية جمال تشد أنظار المتأملين وتدغدغ مشاعر العارفين وتلهم المبدعين والمحبين.. بل هي إبداع إلهي ترشد الإنسان وتوجهه للعودة إلى ذاته ونفسه، وتدعوه للتفكر والتأمل والإياب إلى أصله ومنشأه. حين تنظر إلى الشمس وهي تغيب وتختفي خلف الأفق.. ينتابك شيء من الأسى مشوب بقليل من الحزن على نفسك.. وقد تتساءل إن كان لكل شيء مغيب وعودة إلى أصله وإياب إلى مكانه وعشه.. فأين هو مسكني وعشي وإلى أين إيابي؟ فالزهور تلتف حول نفسها.. والطيور ترجع إلى أعشاشها، والحيوانات تلزم أوكارها.. فأين هو مأواي ومسكني؟ هل شقتي أو فللتي هي مسكني الحقيقي؟ إن كان كذلك فما الفرق بيني وبين ذاك الطائر الذي عاد إلى عشه؟ ولم ميزني الله بإنسانيتي عن سائر خلقه؟ إن الأسى أو الحزن الذي تشعر فيه قد يكون الشرارة التي قد توقد شمعة حياتك من جديد.. وقد يكون هذا السؤال بداية لطريق معرفة الذات والولوج لعالم الروح.. فمن النادر جداً أن يسأل الناس أنفسهم هذا السؤال لأن الحياة بالنسبة إليهم لا تعدوا مسرحية مادية تتخللها ممارسه أدوار وواجبات يقومون بانجازها وتربية أطفال وهموم ومشاكل وتكالب وصراع.. ليس أكثر من ذلك.. حين تدرك أن لك موطناً ترتاح فيه، وبيتاً تأوي إليه، وملاذا تلجأ إليه.. فهذا يعني بداية عودتك إلى ذاتك.. شقتك أو بيتك هما لراحة بدنك.. أما روحك فراحتها في عالم الحقيقة وعالم الصمت والتأمل.. تنام لتريح جسدك من تعب النهار أما روحك فراحتها حين تعرج إلى عالمها وتنهل منه النور والحب والعلم. إن السر الحقيقي في الحالة التي تنتاب الإنسان وتشد انتباهه لحظة الغروب ليست في جمال المنظر فقط.. بل في العودة إلى الذات.. ففي لحظة الغروب أنت تعود إلى ذاتك ولو لثوان معدودة.. فحين يشد انتباهك روعة المنظر تكون كل حواسك البصرية والسمعية والشعورية مندمجة ومشغولة ومتفاعلة بما تراه، عندها تتوقف الأفكار وتجمد برهة من الزمن.. وفي اللحظة التي تتوقف فيها شلالات الأفكار عن التدفق تشعر بحالة من الهدوء والراحة لم تعهدها من قبل في أعماقك.. هذه الراحة سببها أنك لأول مرة تعيش حالة تأمل فقد اخترقت عالم الضوضاء والأفكار وعدت لثوان معدودة إلى نفسك وذاتك وإلى بيتك الحقيقي وعشك الأبدي. قد تشعر بابتسامة تعلو شفتيك ونشوة لا تعرف لها مبرراً.. فلم تعد مهموماً أو حزينا أو مغتماً.. تشعر وكأن فيضا من النور قد ولج بأعماقك، وبسعاة غامرة تملئ كيانك.. إن كل ما في الطبيعة آيات للمتأملين.. إلا أن للغروب خاصية فريدة للمحبين الذين يبحثون عن لحظات السكون والصمت العميق.. فعالم الروح بعيد عن ضوضاء المادة وصخب العيش وصراع الأنداد. حين ترقب الغروب وتقف تحت نجوم السماء ستشعر بأن لك أجنحة غير مرئية.. أجنحة كانت موجودة من قبل ولكن بلا فضاء أو سماء تطير فيها.. حين تتأمل وتغمض عينيك سيكون هناك الفضاء الذي تطير فيه والعالم الذي ستتجه إليه والنور الذي ستأنس فيه. عجبني هالموضوع ونقلته لكمـ
|
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|