منتديات جعلان > جعلان للتربية والتعليم والموسوعات > جعلان للتربية والتعليم | ||
((( عيون الأثر الجزء الأول والثاني ))) |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
قال ابن إسحاق : و كانت إبل أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ سبعين بعيراً ، فاعتقبوها ، فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم و علي بن أبي طالب و مرثد بن أبي مرثد يعتقبون بعيراً ، و كان حمزة و زيد بن حارثة و أبو كبشة و أنسة موليا رسول الله صلى الله عليه و سلم يعتقبون بعيراً ، و كان أبو بكر و عمر و عبد الرحمن بن عوف يعتقبون بعيراً .
و روينا عن ابن سعد : " أخبرنا يونس بن محمد المؤدب ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن عاصم ، عن زر ، عن ابن مسعود ، قال : كنا يوم بدر كل ثلاثة على بعير ، و كان أبو لبابة و علي زميلي رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فكان إذا كانت عقبة النبي صلى الله عليه و سلم قالا : اركب حتى نمشي معك ، فيقول : ما أنتما بأقوى مني على المشي ، و ما أغنى عن الأجر منكما " . انتهى ما رويناه عن ابن سعد ، و المعروف أن أبا لبابة رجع من بئر أبي عنبة و لم يصحبهم إلى بدر ، ورده رسول الله صلى الله عليه و سلم والياً على المدينة ، و قد تقدم . قال ابن إسحاق : " و جعل على الساقة قيس بن أبي صعصعة ، أحد بني مازن بن النجار ، فسلك طريقه من المدينة حتى إذا كان بعرق الظبية لقوا رجلاً من الأعراب ، فسألوه عن الناس فلم يجدوا عنده خبراً ، ثم ارتحل حتى أتى على واد يقال له ذفران ، و جزع فيه ثم نزل ، فأتاه الخبر عن قريش بمسيرهم ليمنعوا عيرهم ، فاستشار الناس ، و أخبرهم عن قريش ، فقام أبو بكر الصديق ، فقال و أحسن ، ثم قام عمر بن الخطاب فقال و أحسن ، ثم قام المقداد بن عمرو ، فقال : يا رسول الله ! امض لما أمرك الله ، فنحن معك ، و الله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : اذهب أنت و ربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون ، و لكن اذهب أنت و ربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون ، فو الذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه . فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم خيراً و دعا له بخير . ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أشيروا علي أيها الناس " . فذكر ابن عقبة و ابن عائذ " أن عمر قال : يا رسول الله ! إنها قريش و عزها ، و الله ما ذلت منذ عزت ، و لا آمنت منذ كفرت ، و الله لتقاتلنك ، فأهب لذلك أهبته ، و أعدد لذلك عدته " . رجع إلى خبر ابن إسحاق : " قال : و إنما يريد الأنصار ، و ذلك أنهم عدد الناس ، و أنهم حين بايعوه بالعقبة قالوا : يا رسول الله إنا برآء من ذمامك حتى تصل إلى ديارنا ، فإذا وصلنا إليها فأنت في ذمتنا ، نمنعك ما نمنع منه أبناءنا و نساءنا . فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتخوف أن لا تكون الأنصار ترى عليه نصره إلا ممن دهمه بالمدينة من عدوه ، و أن ليس عليهم أن يسير بهم إلى عدو من بلادهم ، فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : له سعد ابن معاذ : لعلك تريدنا يا رسول الله ؟ فقال : أجل . قال : فقد آمنا بك وصدقناك ، و شهدنا أن ما جئت به هو الحق ، و أعطيناك على ذلك عهودنا و مواثيقنا على السمع و الطاعة ، فامض يا رسول الله لما أردت ، فنحن معك ، و الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ، ما تخلف منا رجل واحد ، و ما نكره أن تلقى بنا عدونا غداً ، إنا لصبر في الحرب ، صدق في اللقاء ، لعل الله يريك منا ما تقر به عينك ، فسر بنا على بركة الله تعالى " . و قد روينا من طريق مسلم أن الذي قال ذلك سعد بن عبادة سيد الخزرج ، و إنما يعرف ذلك عن سعد بن معاذ . كذلك رواه ابن إسحاق و ابن عقبة و ابن سعد و ابن عائذ و غيرهم . و اختلف في شهود سعد بن عبادة بدراً ، لم يذكره ابن عقبة و لا ابن إسحاق في البدريين ، و ذكره الواقدي و المدائني و ابن الكلبي فيهم . و روينا عن ابن سعد " أنه كان يتهيأ للخروج إلى بدر ، و يأتي دور الأنصار يحضهم على الخروج ، فنهش قبل أن يخرج ، فأقام ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لئن كان سعد لم يشهدها لقد كان عليها حريصاً " . قال : وروى بعضهم أن رسول الله ص ضرب له بسهمه و أجره و ليس ذلك بمجمع عليه ، و لا ثبت ، و لم يذكره أحد ممن يروي المغازي في تسمية من شهد بدراً ، و لكنه قد شهد أحداً و الخندق و المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم . رجع إلى الأول : " قال فسر النبي صلى الله عليه و سلم بقول سعد ، و نشطه ذلك ، ثم قال : سيروا و أبشروا فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين ، و الله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم . ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه و سلم من ذفران ، ثم نزل قريباً من بدر ، فركب هو و رجل من أصحابه " ـ قال ابن هشام ، هو أبو بكر الصديق ـ قال ابن إسحاق : " كما حدثني محمد ابن يحيى بن حبان : حتى وقف على شيخ من العرب ، فسأله عن قريش ، و عن محمد و أصحابه ، و ما بلغه عنهم ، فقال الشيخ : لا أخبركما حتى تخبراني من أنتما . فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا أخبرتنا أخبرناك . فقال الشيخ ذاك بذاك ؟ قال : نعم . قال الشيخ : فإنه قد بلغني أن محمداً و أصحابه خرجوا يوم كذا و كذا ، فإن كان صدق الذي أخبرني فهم اليوم بمكان كذا و كذا ، للمكان الذي به رسول الله صلى الله عليه و سلم . و بلغني أن قريشاً خرجوا يوم كذا و كذا ، فإن كان الذي أخبرني صدق فهم اليوم بمكان كذا و كذا ، للمكان الذي به قريش . فلما فرغ من خبره ، قال : ممن أنتما ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : نحن من ماء . ثم انصرف عنه ، قال : يقول الشيخ : ماء ؟ من ماء ؟ أمن ماء بالعراق ؟ ثم رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أصحابه ، فلما أمسى بعث علي بن أبي طالب ، و الزبير بن العوام ، و سعد بن أبي وقاص ، في نفر من أصحابه إلى ماء بدر يلتمسون الخبر له عليه ، فأصابوا راوية لقريش ، فيها أسلم غلام بني الحجاج ، و عريض أبو يسار غلام بني العاص بن سعيد ، فأتوا بهما فسألوهما ، و رسول الله صلى الله عليه و سلم قائم يصلي ، فقالا : نحن سقاة قريش ، بعثونا نسقيهم من الماء . فكره القوم خبرهما ، ورجوا أن يكونا لأبي سفيان ، فضربوهما ، فلما أذلقوهما ، قالا : نحن لأبي سفيان . فتركوهما ، و ركع رسول الله صلى الله عليه و سلم و سجد سجدتيه ثم سلم ، و قال : إذا صدقاكما ضربتموهما ، و إذا كذباكما تركتموهما ، صدقا ، و الله إنهما لقريش . أخبراني عن قريش ؟ قالا : هم وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى ، و الكثيب العقنقل . فقال لهما رسول الله صلى الله عليه و سلم : كم القوم ؟ قالا : كثير . قال : ما عدتهم ؟ قالا : ما ندري . قال : كم ينحرون كل يوم ؟ قالا : يوماً تسعاً و يوماً عشراً . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : القوم ما بين التسعمائة و الألف . ثم قال لهما : فمن فيهم من أشراف قريش ؟ قالا : عقبة بن ربيعة ، و شيبة بن ربيعة ، و أبو البحتري بن هشام ، و حكيم بن حزام ، و نوفل بن خويلد و الحارث بن عامر بن نوفل ، و طعيمة بن عدي بن نوفل ، و النضر بن الحارث ، و زمعة بن الأسود ، و أبو جهل بن هشام ، و أمية بن خلف ، و نبيه و منبه ابنا الحجاج ، و سهيل بن عمرو ، و عمرو بن عبد ود . فأقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم على الناس فقال : هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها " . قال ابن عقبة : و زعموا أن أول من نحرلهم حين خرجوا من مكة أبو جهل بن هشام عشر جزائر ، ثم نحر لهم صفوان بن أمية بعسفان تسع جزائر ، و نحر لهم سهيل بن عمرو بقديد عشر جزائر ، و مالوا من قديد إلى مناة نحو البحر ، فظلوا فيها ، فأقاموا فيها يوماً فنحر لهم شيبة بن ربيعة تسع جزائر ، ثم أصبحوا بالجحفة فنحر لهم عتبة بن ربيعة عشر جزائر ، ثم أصبحوا بالأبواء فنحر لهم مقيس بن عمرو الجمحي تسع جزائر ، و نحر لهم العباس بن عبد المطلب عشر جزائر ، و نحر لهم الحارث بن عامر بن نوفل تسعاً ، و نحر لهم أبو البختري على ماء بدر عشر جزائر ، و نحر لهم مقيس الجمحي على ماء بدر تسعاً ، ثم شغلتهم الحرب فأكلوا من أزوادهم . و قال ابن عائذ : كان مسيرهم و إقامتهم حتى بلغوا الجحفة عشر ليال . قال ابن إسحاق : و كان بسبس بن عمرو و عدي بن أبي الزغباء قد مضيا حتى نزلا بدراً ، فأناخا إلى تل قريب من الماء ، ثم أخذا شناً لهما يستسقيان فيه و مجدي بن عمرو الجهني على الماء ، فسمع عدي و بسبس جاريتين من جواري الحاضر ، و هما تلازمان على الماء ، و الملزومة تقول لصاحبتها : إنما تأتي العير غداً أو بعد غد ، فأعمل لهم ثم أقضيك الذي لك . فقال مجدي : صدقت ، ثم خلص بينهما ، و سمع ذلك عدي و بسبس ، فجلسا على بعيرهما ، ثم انطلقا ، حتى أتيا رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فأخبراه بما سمعا . ثم أقبل أبو سفسان حتى تقدم العير حذراً حتى ورد الماء ، فقال لمجدي بن عمرو : هل أحسست أحداً ؟ قال : ما رأيت أحداً أنكره ، إلا أني قد رأيت راكبين ، قد أناخا إلى هذا التل ، ثم استقيا في شن لهما ، ثم انطلقا . فأتى أبو سفيان مناخهما ، فأخذ من أبعار بعيريهما ، ففته ثم شمه ، فإذا فيه النوى ، فقال : هذه و الله علائف يثرب ، فرجع إلى أصحابه سريعاً ، فضرب وجه عيره عن الطريق ، فساحل بها ، وترك بدراً بيسار ، و انطلق حتى أسرع . و أقبلت قريش ، فلما نزلوا الجحفة ، رأى جهيم بن أبي الصلت بن مخرمة عبد المطلب بن عبد مناف رؤيا ، فقال : إني فيما يرى النائم ، و إني لبين النائم و اليقظان ، إذ نظرت إلى رجل أقبل على فرس ، حتى وقف و معه بعير له ، ثم قال : قتل عتبة بن ربيعة ، و شيبة بن ربيعة ، و أبو الحكم بن هشام ، و أمية بن خلف ، و فلان و فلان ـ فعدد رجالاً ممن قتل يوم بدر من أشراف قريش ـ ثم رأيته ضرب في ليلة بعيره ، ثم أرسله في العسكر ، فما بقي خباء من أخبية العسكر إلا أصابه نضح من دمه . قال : فبلغت أبا جهل ، فقال : و هذا أيضاً نبي آخر من بني المطلب ، سيعلم غداً من المقتول إن نحن التقينا . قال ابن إسحاق : و لما رأى أبو سفيان بن حرب أنه قد أحرز عيره ، أرسل إلى قريش إنكم خرجتم لتمنعوا عيركم و رجالكم و أموالكم ، وقد نجاها الله ، فارجعوا . فقال أبو جهل بن هشام : و الله لا نرجع حتى نرد بدراً ـ و كان بدر موسماً من مواسم العرب تجتمع لهم به سوق كل عام ـ فنقيم عليه ثلاثاً ، فننحر الجزر ، و نطعم الطعام ، و نسقي الخمر ، و تعزف علينا القيان ، و تسمع بنا العرب ، و بمسيرنا و جمعنا ، فلا يزالون يهابوننا أبداً بعدها . و قال الأخنس بن شريق ـ و كان حلفاً لبني زهرة ـ يا بني زهرة ! قد نجى الله أموالكم و خلص لكم صاحبكم : مخرمة بن نوفل ، و إنما نفرتم لتمنعوه و ماله ، فاجعلوا لي جبنها و ارجعوا ، فإنه لا حاجة لكم بان تخرجوا في غير ضيعة ، لا ما يقول هذا ، فرجعوا فلم يشهدها زهري و لا عدوي أيضاً . و مضى القوم ، و كان بين طالب ابن أبي طالب ـ و كان في القوم ـ و بين بعض قريش محاورة ، فقالوا : و الله لقد علمنا يا بني هاشم و إن خرجتم معنا إن هواكم لمع محمد . فرجع طالب إلى مكة مع من رجع ، و مضت قريش حتى نزلوا بالعدوة القصوى من الوادي خلف العقنقل و بطن الوادي ، و بعث الله السماء ، و كان الوادي دهساً ، فأصاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه منها ما لبدلهم الأرض و لم يمنعهم من المسير ، و أصاب قريشاً منها ما لم يقدروا على أن يرتحلوا معه ، فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يبادرهم إلى الماء ، حتى جاء أدنى ماء من بدر فنزل به . ======= |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|