منتديات جعلان > جعلان للتربية والتعليم والموسوعات > جعلان للتربية والتعليم | ||
((( عيون الأثر الجزء الأول والثاني ))) |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
ذكر الخبر عن دخول بني هاشم و بني المطلب ابني عبد مناف في الشعب و ما لقوا من سائر قريش في ذلك
قال أبو عمر : أخبرنا عبد الله بن محمد ، حدثنا محمد بن بكر ، حدثنا أبو داود ، حدثنا محمد بن سلمة المرادي ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني ابن لهيعة ، عن محمد بن عبد الرحمن أبي الأسود ، و أخبرنا عبد الوارث بن سفيان ، حدثنا قاسم بن أصبغ ، حدثنا مطرف ابن عبد الرحمن بن قيس ، حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب ، و أخبرنا عبد الله بن محمد ، حدثنا محمد بن بكر ، حدثنا أبو داود ، حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي ، قالا : حدثنا محمد بن فليح ، عن موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب دخل حديث بعضهم في بعض ، قال : ثم إن كفار قريش أجمعوا أمرهم و اتفق رأيهم على قتل رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و قالوا : قد أفسد أبناءنا و نساءنا ، فقالوا لقومه : خذوا منا دية مضاعفة و يقتله رجل من غير قريش ، و تريحوننا و تريحون أنفسكم ، فأبى قومه بنو هاشم من ذلك ، فظاهرهم بنو المطلب بن عبد مناف ، فأجمع المشركون من قريش على منابذتهم و إخراجهم من مكة إلى الشعب ، فلما دخلوا الشعب أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم من كان بمكة من المؤمنين أن يخرجوا إلى أرض الحبشة و كانت متجراً لقريش ، و كان يثنى على النجاشي بأنه لا يظلم عنده أحد ، فانطلق إليها عامة من آمن بالله و رسوله ، و دخل بنو هاشم و بنو المطلب شعبهم ، مؤمنهم و كافرهم ، فالمؤمن ديناً و الكافر حمية ، فلما عرفت قريش أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد منعه أجمعوا على أن لا يبايعوهم و لا يدخلوا إليهم شيئاً من الرفق ، و قطعوا عنهم الأسواق ، و لم يتركوا طعاماً و لا إداماً و لا بيعاً إلا بادروا إليه و اشتروه دونهم ، و لا يناكحوهم و لا يقبلوا منهم صلحاً أبداً ، و لا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه و سلم للقتل ، و كتبوا بذلك صحيفة و علقوها في الكعبة ، و تمادوا على العمل بما فيها من ذلك ثلاث سنين ، فاشتد البلاء على بني هاشم في شعبهم و على كل من معهم ، فلما كان رأس ثلاث سنين تلاوم قوم من قصي ممن ولدتهم بنو هاشم و من سواهم ، فأجمعوا أمرهم على نقض ما تعاهدوا عليه من الغدر و البراءة ، و بعث الله على صفيحتهم الأرضة فأكلت و لحست ما في الصحيفة من ميثاق و عهد ، و كان أبو طالب في طول مدتهم في الشعب يأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم فيأتي فراشه كل ليلة حتى يراه من أراد به شراً أو غائلة ، فإذا نام الناس أمر أحد بنيه أو إخوته أو بني عمه ، فاضطجع على فراش رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يأتي بعض فرشهم فيرقد عليها ، فلم يزالوا في الشعب على ذلك إلى تمام ثلاث سنين ، و لم تترك الأرضة في الصحيفة اسماً لله عز و جل إلا لحسته و بقي ما كان فيها من شرك أو ظلم أو قطيعة رحم ، فأطلع الله رسوله على ذلك فذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم لأبي طالب ، فقال أبو طالب : لا و الثواقب ما كذبتني ، فانطلق في عصابة من بني عبد المطلب حتى أتوا المسجد و هم خائفون لقريش ، فلما رأتهم قريش في جماعة أنكروا ذلك ، و ظنوا أنهم خرجوا من شدة البلاء ليسلموا رسول الله صلى الله عليه و سلم برمته إلى قريش ، فتكلم أبو طالب فقال : قد جرت أمور بيننا و بينكم لم نذكرها لكم ، فائتوا بصحيفتكم التي فيها مواثيقكم فلعله أن يكون بيننا و بينكم صلح ، و إنما قال ذلك أبو طالب خشية أن ينظروا في الصحيفة قبل أن يأتوا بها ، فأتوا بصحيفتهم معجبين ، لا يشكون أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يدفع إليهم ، فوضعوها بينهم و قالوا لأبي طالب قد آن لكم أن ترجعوا عما أحدثتم علينا و على أنفسكم ، فقال أبو طالب : إنما أتيتكم في أمر هو نصف بيننا و بينكم ، إن ابن أخي أخبرني و لم يكذبني ، أن هذه الصحيفة التي في أيديكم قد بعث الله عليها دابة فلم تترك فيها اسماً إلا لحسته ، و تركت فيها غدركم و تظاهرتم علينا بالظلم ، فإن كان الحديث كما يقول فأفيقوا ، فلا و الله لا نسلمه حتى نموت من عند آخرنا ، و إن كان الذي يقول باطلاً دفعنا إليكم صاحبنا فقلتم أو استحييتم ، فقالوا : قد رضينا بالذي تقول : ففتحوا الصحيفة فوجدوا الصادق المصدوق صلى الله عليه و سلم قد أخبر بخبرها قبل أن تفتح ، فلما رأت قريش صدق ما جاء به أبو طالب عن النبي صلى الله عليه و سلم قالوا : هذا سحر ابن أخيك . و زادهم ذلك بغياً و عدوانا . و قال ابن هشام : و ذكر بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لأبي طالب : يا عم إن ربي قد سلط الأرضة على صحيفة قريش فلم تدع فيها اسماً إلا أثبتته ، و نفت منها القطيعة و الظلم و البهتان ، قال : أربك أخبرك بهذا ؟ قال : نعم . قال فو الله ما يدخل عليك أحد . ثم خرج إلى قريش ، فقال : يا معشر قريش ! إن ابن أخي أخبرني . و ساق الخبر بمعنى ما ذكرناه . و قال ابن إسحاق و ابن عقبة و غيرهما : و ندم منهم قوم فقالوا : هذا بغي منا على إخواننا و ظلم لهم ، فكان أول من مشى في نقض الصحيفة هشام بن عمرو بن الحارث العامري و هو كان كاتب الصحيفة ، و أبو البختري العاص بن هشام بن الحارث بن أسد بن عبد العزى و المطعم بن عدي . إلى هنا انتهى خبر ابن لهيعة عن أبي الأسود يتيم عروة ، و موسى ابن عقبة عن ابن شهاب . و ذكر ابن إسحاق فيهم زهير بن أبي أمية بن المغيرة المخزومي ، و زمعة بن الأسود بن المطلب . و ذكر ابن إسحاق في أول هذا الخبر قال : و قد كان أبو جهل فيما يذكرون لقي حكيم بن حزام و معه غلام يحمل قمحاً يريد به عمته خديجة ، و هي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في الشعب ، فتعلق به و قال : أتذهب بالطعام إلى بني هاشم ؟ قال له أبو البختري : طعام كان لعمته عنده أفتمنعه أن تأتيها بطعامها ، خل سبيل الرجل ، فأبي أبو جهل حتى نال أحدهما من صاحبه ، فأخذ أبو البختري لحي بعير فضربه به فشجه و وطئه وطئاً شديداً . و ذكر أبو عبد الله محمد بن سعد : هشام بن عمرو العامري المذكور و قال : كان أوصل قريش لبني هاشم حين حصروا في الشعب ، أدخل عليهم في ليلة ثلاثة أحمال طعاماً ، فعلمت بذلك قريش ، فمشوا إليه حين أصبح ، فكلموه في ذلك ، فقال : إني غير عائد لشيء خالفكم ، فانصرفوا عنه ، ثم عاد الثانية ، فأدخل عليهم ليلاً حملاً أو حملين ، فغالظته قريش وهمت به ، فقال أبو سفيان بن حرب : دعوه ، رجل وصل أهل رحمه ، أما إني أحلف بالله لو فعلنا مثا ما فعل كان أحسن بنا . و عن ابن سعد : و كان الذي كتب الصحيفة بغيض بن عامر بن هاشم بن عبد مناف ابن عبد الدار بن قصي فشلت يده . و حصروا بني هاشم في شعب أبي طالب ليلة هلال المحرم سنة سبع من حين نبئ رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و كان خروجهم في السنة العاشرة ، و قيل مكثوا في الشعب سنتين . |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|