يترقب الملايين من عشاق الساحرة المستديرة غدا الاربعاء كلمة الحسم النهائية في الصراع الثلاثي على استضافة نهائيات كأس الامم الاوروبية (يورو 2012) عندما تعلن اللجنة التنفيذية بالاتحاد الاوروبي لكرة القدم (يويفا) قرارها الحاسم في كارديف.
وتتنافس على استضافة نهائيات هذه البطولة ثلاثة ملفات منها ملفان للتنظيم المشترك حيث تشترك كرواتيا مع المجر في الملف الاول وبولندا مع أوكرانيا في الملف الثاني بينما تقدمت إيطاليا بمفردها بالملف الثالث.
ويبدو الملف الايطالي هو الاقوى بين الملفات الثلاثة ولكن إيطاليا مثل باقي الدول المتقدمة في الملفين الاخرين تعاني من مشاكل داخلية في كرة القدم المحلية قبل التصويت الذي يجرى غدا الاربعاء في كارديف.
وجاءت فضيحة التلاعب في نتائج مباريات الدوري الايطالي والتي تفجرت في العام الماضي وما زالت آثارها ممتدة حتى الان وكذلك أحداث الشغب العديدة التي شهدتها الملاعب الايطالية في الاونة الاخيرة والتي أسفرت عن مقتل شرطي خلال الاشتباكات مع المشجعين المشاغبين لتلعب دورها ضد ملف طلب استضافة البطولة.
واستضافت إيطاليا نهائيات البطولة مرتين سابقتين في عامي 1968 و1980 وتأمل في أن ينال ملفها موافقة اللجنة التنفيذية لليويفا والتي تتألف من 14 عضوا برئاسة الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس اليويفا وذلك عقب اجتماعها غدا في كارديف بويلز.
وأكد الالماني جيرهارد ماير فورفيلدر نائب رئيس اليويفا أن العرض النهائي للملف أمام مسئولي اليويفا قبل اجتماع اللجنة غدا قد يكون رئيسيا في حسم الاختيار.
وقال ماير فورفيلدر "المشاعر تلعب دورا كبيرا في كرة القدم. العرض الاخير للملفات سيكون الفرصة لجميع المرشحين للاستضافة.
وكان ذلك قد اتضح بشكل كبير قبل التصويت الذي جرى لاختيار الدولة المضيفة ليورو 2004 حيث نجحت البرتغال في جذب مسئولي اليويفا إلى جانبها رغم أنها لم تكن مرشحة بقوة ثم فازت في النهاية بحق التنظيم على حساب جارتها أسبانيا التي كانت المرشح الاقوى.
وتقام فعاليات كأس الامم الاوروبية القادمة (يورو 2008) في كل من النمسا وسويسرا بالتنظيم المشترك بين البلدين وهو ما قد يكون لصالح الملف الايطالي غدا لان اليويفا قد يفضل العودة إلى التنظيم المنفرد بداية من بطولة عام 2012 .
وكانت إيطاليا قد استضافت البطولة للمرة الاولى عام 1968 بنظامها القديم حيث كانت تضم أربعة منتخبات فقط ثم استضافتها بنظامها الجديد عام 1980 عندما أصبحت بطولة مناسبة يشارك فيها ثمانية منتخبات قسمت على مجموعتين آنذاك.
ولم تفز إيطاليا باللقب الاوروبي سوى مرة واحدة فقط عندما استضافت البطولة في عام 1968 رغم أنها توجت بلقب كأس العالم أربع مرات أعوام 1934 على أرضها و1938 و1982 و2006 علما بأنها استضافت نهائيات كأس العالم عامي 1934 و1990 .
ولكن فضيحة الفساد التي تفجرت حول مسئولين من يوفنتوس وأندية إيطالية أخرى والتي تفاقمت في الاسبوع الماضي قد تلعب دورها ضد الملف الايطالي.
وقد يتأثر الملف الايطالي أيضا بأعمال العنف التي وقعت من المشجعين المشاغبين في الاونة الاخيرة وانتهت بوفاة أحد رجال الشرطة خلال أعمال عنف في كاتانيا في وقت سابق من العام الحالي.
وتعهد جانكارلو أبيتي رئيس الاتحاد الايطالي لكرة القدم بوقفة حازمة وقوية من الاتحاد في مواجهة القضيتين بينما أعرب لوكا بانكالي رئيس اللجنة المسئولة عن الملف الايطالي عن أمله في أن يساهم الفوز بحق تنظيم يورو 2012 إيطاليا في التغلب على هذه المشاكل.
وقال بانكالي "يورو 2012 ليست حدثا رياضيا. إنها تطرح الفرصة أمام كرة القدم الايطالية لاستعادة سمعتها الطيبة التي تفتقدها الان.
ووافق الاتحاد الايطالي للعبة أيضا على توفير مراقبين في الاستادات للاعتناء بالمشجعين بعدما تردد أن شرطة مكافحة الشغب تعاملت بغلظة مع مشجعي مانشستر يونايتد الانجليزي خلال مباراة الفريق أمام روما على الاستاد الاولمبي بالعاصمة الايطالية روما في إطار منافسات دوري أبطال أوروبا. ونالت تصرفات الشرطة انتقادات اليويفا وآخرين.
وستمنح البطولة الاوروبية في حالة اختيار إيطاليا لتنظيمها الفرصة لايطاليا لتحديث استاداتها التي تحتاج بشكل ضروري للغاية إلى عملية التجديد بالفعل.
ويتضمن الملف الايطالي إقامة مباريات البطولة في روما وميلانو وباري وفلورنس ونابولي وباليرمو وتورينو وأوديني ويمكن إضافة مدن بولونيا وكالياري وجنوه وفيرونا في حالة زيادة عدد الفرق في النهائيات من 16 إلى 24 منتخبا.
وتضع المجر وكرواتيا في نفس الوقت الامل على نيل حق التنظيم ليكون ذلك دعما قويا للبلدين في كل المجالات بداية من تطوير وتجديد الملاعب وحتى مجال السياحة.
وقال فلاتكو ماركوفيتش رئيس الاتحاد الكرواتي للعبة "نرغب في استضافة بطولة كأس الامم الاوروبية أكثر من رغبتنا في الفوز بكأس العالم. سيكون ذلك أفضل لبلدنا على المدى البعيد.
وستكون استضافة كأس الامم الاوروبية دعما قويا لصورة كرواتيا ووضعها بصفتها دولة لا يتعدى عمرها عقدين من الزمان. كما ينتظر أن يؤثر الفوز بحق الاستضافة إيجابيا على تنشيط السياحة فيها.
وإذا كانت كرواتيا دولة شغوفة بكرة القدم ونجح منتخبها في الفوز بالمركز الثالث في كأس العالم 1998 فإن موقف كرة القدم يختلف في المجر التي كانت لها صولات وجولات في الخمسينيات من القرن الماضي ورغم ذلك تعاني فيها اللعبة حاليا من تدهور المستوى والانجازات.
ولم يتأهل المنتخب المجري لنهائيات أي بطولة دولية كبيرة على مدار العشرين عاما الماضية كما تجتذب مباريات الدوري المجري أعدادا قليلة من المشجعين بالاضافة إلى معاناة نادي فيرنكفاروس بودابست أنجح أندية المجر من ضائقة مالية في الاونة الاخيرة.
ويبدو شعار "أعطونا فرصة" هو الانسب للمجر في طلبها لاستضافة البطولة. وقال تاماس جيارفاس رئيس اللجنة المشرفة على الملف المجري عن دور اليويفا هو مساعدة الدول التي ما زالت في مرحلة البناء.
وأضاف أن كرة القدم الاوروبية تنقسم منذ فترة طويلة إلى معسكرين الاول يضم القوى الكبيرة التي تعدو في المقدمة والثاني يضم الدول التي تلهث في الخلف والتي تحتاج إلى الاعتناء بها حتى لا يستمر اتساع الفجوة بين الجانبين.
وينطبق نفس الحال على الملف المشترك الاخر بين بولندا وأوكرانيا حيث يمكن للبلدين الاعتماد على حدث مثل يورو 2012 من أجل تنشيط العديد من النواحي في البلدين.
وقال أحد مسئولي كرة القدم في العاصمة الاوكرانية كييف "أعلن اليويفا بوضوح عن رغبته في تطوير كرة القدم في شرق أوروبا ولذلك سيكون ملفنا المشترك مع بولندا هو الاختيار الافضل بما يتماشى مع ذلك.
ولكن الملف الاوكراني البولندي تعترضه بعض الشكوك المتعلقة بالصراع الدائر على السلطة بين الرئيس الاوكراني فيكتور يوشتشنكو ورئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش.
أما مخاوف بولندا فتتركز في الفساد الذي تعاني منه اللعبة في بولندا وكذلك عنف المشجعين.

مشكوووووووووووووووووور على الخبر

تسلـــم ع مروووورك اخويـ