منتديات جعلان > جعلان العامة > جعلان للمواضيع العامة | ||
نصيرة أول مرشدة للسجينات في باريس |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
عضو الشرف
![]() غير متواجد
|
![]()
قراءة هذا الموضوع فعجبني وحبيت اشاركم فيه
ـ هو لقاء اجرته أسماء رمضاني مع نصيرة إبراهيمي لم تكن نصيرة إبراهيمي تتصور أنها ستصبح يوما واعظة أو مرشدة دينية، فهي كانت منشغلة لسنين طويلة بدورها كأم وزوجة وربة بيت، فبعد سنوات قضتها في تدريس اللغة الفرنسية، تزوجت وأنجبت واختارت التفرغ للاهتمام بأسرتها وأولادها الثلاثة. لكن تجربتين قاسيتين تمثلتا في طلاقها ووفاة والديها، غيرتا نظرتها للحياة، ارتدت الحجاب ودخلت المعهد الإسلامي التابع لمسجد باريس لدراسة الفقه وأصول الدين، وبعد سنتين من الدراسة في هذا المعهد، قررت أن تتخصص في التكفل بفئة من المجتمع من النادر أن تجد من يهتم بها دينيا، وهي فئة السجينات المسلمات في فرنسا، لتصبح بذلك أول مرشدة دينية تزور السجينات بانتظام لإعطائهن دروسا ونصائح ومواعظ دينية. التقت نصيرة ابراهيمي في مقر مسجد باريس، وسألناها عن الظروف التي أحاطت بالتحجب ودراسة أصول الدين في سن متأخرة، ولماذا اختارت الاهتمام تحديدا بالنساء السجينات، وما رأيها في من يطلقون عليها في فرنسا لقب "الإمامة" (مؤنث إمام). حدثينا بداية عن ظروف ارتدائك الحجاب وتوجهك لدراسة أصول الدين في سن متأخرة؟ ـ بدأت بارتداء الحجاب منذ 1999، لكنني كنت مترددة، فأحيانا كنت أخلعه، لأن بعض من كانوا حولي من أفراد عائلتي وأصدقائي لم يستوعبوا هذا التحول في مظهري، معتقدين أن أسبابا سياسية هي التي دفعتني الى ذلك، خاصة مع تنامي موجات التطرف والإرهاب في السنوات الأخيرة، وما أفرزه ذلك من سوء فهم، فالكثيرون ـ خاصة في الغرب ـ لم يتفهموا أننا يمكن أن نرتدي الحجاب التزاما بما أمرنا الله سبحانه وتعالى، واستجابة لما تنص عليه مبادئ ديننا، دون أن تكون لذلك أدنى علاقة بالتطرف. وأنا أسمي هذا هداية من عند الله عزّ وجل. هل كان وراء قرارك دخول معهد مسجد باريس لدراسة الشريعة وأصول الدين هدف في أن تصبحي واعظة أو مرشدة دينية؟ ـ قررت متابعة دروس في الشريعة الإسلامية للحصول على تكوين ديني وتعميق معارفي في الدين والشريعة، ففي المعهد التابع لمسجد باريس ندرس مادة رئيسية هي تفسير القرآن، وهذا يساعدنا كثيرا على فهم واستيعاب معاني الآيات القرآنية، كما أننا ندرس تاريخ الأديان والقانون في الإسلام. وخلال السنة الثانية من دراستي بالمعهد، صادف أن قام مسؤولو المعهد بإرسال طلبات للحصول على تصاريح من وزارة الداخلية الفرنسية ومن وزارة العدل لدخول السجون الفرنسية للقاء السجينات والسجناء المسلمين وتقديـم الوعـظ والإرشـاد الديـني لهم، فقررت الانضمام إلى هذه المبادرة، بهـدف إرشاد السجـينات المسلمات. لماذا وقع اختيارك تحديدا على فئة السجينات؟ ـ عندما كنت طفلة صغيرة كان والدي يصطحبني معه إلى الأسواق الشعبية، وهناك كنت أتأثر كثيرا بمنظر المتسولين والفقراء وهو يمدون أيديهم للناس طلبا للعون، وكنت أتساءل لماذا بعض الناس من القادرين لا يساعدونهم. ومنذ الصغر، أحببت مساعدة الناس ومد يد العون للمحتاجين، لذا فأنا الآن سعيدة لأن عملي هذا يتيح لي الفرصة لمساعدة هؤلاء النساء داخل السجون، وإن كان العون هنا ليس ماليا، وإنما هو مساعدة روحية ومعنوية هن بأمس الحاجة إليها لتحمل قسوة السجن. وأنا اخترت هذا العمل كمرشدة دينية للسجينات المسلمات في فرنسا، بعد لقاءات عديدة جمعتني بهن، فمن خلال التحاور معهن، تأكد لي أنهن يجدن في آيات القرآن الكريم وسيرة الرسول * وصحابته ما يخفف من تعاستهن، ويمنحهن قوة روحية تساعدهن على تحمل فترة بقائهن في السجن. ما رأيك في وصف بعض وسائل الإعلام الفرنسية للدور الذي تقومين به بأنه يشبه دور "الإمام"؟ ـ أعتقد أن مصطلح مرشدة دينية هو الذي يطابق تماما الدور والمهمة اللذين أطمح للقيام بهما مع السجينات المسلمات. هل تعتقدين أن السجينات بحاجة إلى لقاء مرشدة دينية أكثر من السجناء الرجال؟ ـ أنا لا أرفض من حيث المبدأ لقاء المساجين الرجال، ولكن ضمن الدفعة التي أدرس فيها، هناك عدد من الرجال الذين يقومون بهذه المهمة مع السجناء الرجال. وأنا لا أريد التفريق بين السجناء والسجينات، فجميعهم مسلمون. ولكنني اخترت التكفل بالسجينات لأنهن برأيي في أمس الحاجة إلى المساعدة، فالمرأة السجينة خاصة المسلمة يُنظر إليها وكأنها ليست إنسانا يمكن أن يخطئ كغيره من البشر. وفي ذلك ظلم اجتماعي كبير. وأنا لست هنا بصدد الدفاع عن النساء المسجونات أو تبرير ما قمن به، فذلك ليس من مهامي. بل كل ما أطمح إليه هو مد العون لهن والتحدث معهن عن مشاكلهن ومساعدتهن على تحمل ظروف السجن الصعبة، والأخذ بأيديهن حتى يتجاوزن تجربة السجن والخروج منها بأفكار جديدة ومبادئ راسخة تساعدهن عند إطلاق سراحهن على بدء حياة جديدة، وعدم تكرار الاخطاء التي تسببت في سجنهن. وطموحي الرئيسي هو إعادة الأمل للنساء السجينات المسلمات بتلقينهن المفاهيم الإسلامية التي تدعو إلى المحبة والصبر وتجاوز المحن التي قدرها الله علينا. ما هي طبيعة المساعدة التي تريدين تقديمها كمرشدة دينية لهؤلاء السجينات؟ ـ أولا، أحاول الاقتراب منهن والاستماع إليهن، فأنا متأكدة بأنهن في حاجة ماسة إلى المساعدة النفسية التي تعينهن في التغلب على الشعور بالفشل مقارنة بمن هن خارج السجن. ثانيا، أقدم لهن المساعدة الدينية، بمختلف أنواع النصح والموعظة، انطلاقا من مفاهيم التسامح والرحمة والصبر والشفقة التي يأمرنا الإسلام بالتحلي بها. وأعتقد أن الاقتراب من هؤلاء السجينات وتحسيسهن بالمحبة والحنان، أمر في غاية الأهمية في مثل وضعهن. وما تفتقده السجينات المسلمات هو معرفة دينهن على خير وجه، فأغلبهن يجهلن المبادئ السمحة للدين الإسلامي، ويعتقدن أن الإسلام دين عقاب، في حين أنه دين تسامح ورحمة، وهدفي من خلال تعريفهن بدينهن هو أن أعطي لهن من الأمثلة والعبر المستوحاة من عقيدتنا الإسلامية ما يساعدهن على مراجعة أنفسهن، وتحسين سلوكهن، وخير طريقة لتشجـيعهن على ذلك هو إقناعهن بأن أبـواب الرحمة في الإسلام تظل مفتوحة للجميع بمن في ذلك من هن في حالتهن. هل لديكم معلومات أو إحصائيات دقيقة عن عدد النساء المسلمات السجينات في فرنسا؟ ـ لا توجد لدينا ارقام دقيقة. هل طلبتم من السلطات الفرنسية الحصول على هذه الارقام ورُفض طلبكم؟ ـ لا، لم يرفض طلبنا. ولكن مسؤول التكوين في المعهد قال لنا انه حصل بالفعل على مثل هذه الاحصاءات، ولكن لو كشفنا عنها، فإن ذلك يمكن أن يثير مشاكل داخل الجالية العربية والمسلمة. هل لديكم فكرة دقيقة عن ظروف السجينات المسلمات وكيفية معاملتهن داخل السجون الفرنسية؟ ـ ليست لدينا معلومات وافية عن ظروف السجينات، فالمعلومة الوحيدة التي بحوزتنا تتعلق بأسباب الحكم عليهن بالسجن، وهي مختلفة. فمعظمهن محكوم عليهن بجنح صغيرة مثل السرقة أو حيازة المخدرات أو ممارسة أعمال غير أخلاقية. ودخولي السجن كمرشدة دينية يتيح لي أن أحصل بشكل مباشر على المعلومات المتعلقة بكل سجينة وظروف سجنها وكيفية معاملتها وهل هناك تجاوزات ترتكب بحقها. لكن الأهم بالنسبة لي لا يكمن فقط في الإطلاع على ظروف السجن، بل مساعدة هؤلاء السجينات على تجاوز محنة السجن، حيث أطمح إلى تحقيق هدف آخر، يتمثل في مساعدتهن على بدء حياة جديدة بعد خروجهن من السجن. وهذا ما أحاول مناقشته باستمرار مع المسؤولين عن المعهد الديني التابع لمسجد باريس ومع أعضاء المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية. وأنا على قناعة بأنه لا جدوى من مساعدة هؤلاء النسوة حين يكن داخل السجن، إذا تخلينا عنهن بعد خروجهن وتركناهن يواجهن المصير المجهول، دون أي سند أو عون. |
سحـــ :) ــاب |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى سحـــ :) ــاب |
البحث عن كل مشاركات سحـــ :) ــاب |
جعلاني للابد |
مشاهدة ملفه الشخصي |
البحث عن كل مشاركات جعلاني للابد |
سحـــ :) ــاب |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى سحـــ :) ــاب |
البحث عن كل مشاركات سحـــ :) ــاب |
عضو الشرف
![]() غير متواجد
|
![]()
اخي البرهان اشكر مرورك الطيب وناشاء الله ان يكون هناك الكثير مثل نصيرة في بلاد الغرب وان يكون الاسلام متمركزا في قلب بيوتهم |
سحـــ :) ــاب |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى سحـــ :) ــاب |
البحث عن كل مشاركات سحـــ :) ــاب |
سحـــ :) ــاب |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى سحـــ :) ــاب |
البحث عن كل مشاركات سحـــ :) ــاب |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|