منتديات جعلان > جعلان العامة > جعلان للمواضيع العامة | ||
((( أن تكون عربيا ..ممكن بشروط! ))) |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
((( أن تكون عربيا ..ممكن بشروط! )))
هل يمكن أن يظل المرء عربيا في بداية القرن الحادي والعشرين؟ وماذا تعني كلمة عروبة الآن؟ وما طبيعة التحولات العربية التي تتمثل تجلياتها الأبرز في الاستبداد والانكفاء علي الهوية؟ وإلي أي وقت يرجع الانفصال الذي نلحظه في كل مكان عربي بين الحكام والمحكومين؟ وما هي فرص الديمقراطية في بلاد يهيمن عليها الاستبداد وعدوه أو شريكه الإسلام السياسي الأصولي؟ وما هو الوضع في فرنسا فيما يتعلق برهاب الإسلام؟
هذه هي بعض الأسئلة التي ذهب الكاتبان العربيان فاروق مردم بك وإلياس صنبر إلي التاريخ من أجل الإجابة عنها في كتابهما المشترك الذي صدر بالفرنسية مؤخرا بعنوان: "أن تكون عربيا:confused: :confused: . السوري مردم بك ناقد وكاتب يعمل مديرا لمجموعة سندباد بدار أكت سود الفرنسية والفلسطيني صنبر مدير مجلة الدراسات الفلسطينية وكلاهما يقيم منذ سنوات طويلة في باريس، والكتاب موجه للقارئ الفرنسي علي خلفية التطورات الأخيرة التي جعلت من فهم الآخر العربي هدفا للكثير من الفرنسيين ربما أكثر من أي شعب أوروبي آخر نظرا للعدد الكبير من العرب المفيمين في فرنسا، سواء بصفة مؤقتة أو أولئك الذين يحملون الآن الجنسية الفرنسية التي لا تعني انقطاعهم عن أصولهم العربية. وقد زار مردم بك القاهرة مؤخرا ضيفا علي المركز الثقافي الفرنسي الذي أقام له محاضرتين بالمنيرة والأسكندرية قدم فيهما الكتاب. يقول مردم بك إنهما في سعيهما لتتبع محاولات الإصلاح بدآ بالإمبراطورية العثمانية التي ضمت البلاد العربية في نوع من الهوية المفتوحة استوعبت جميع الملل والأعراق داخلها دون تحيز إلي العنصر التركي. وفي إطار هذه الإمبراطورية المنفتحة كانت هناك حرية الانتقال بين الدول العربية، وهذه الحرية هي التي أتاحت قدوم لبنانيين لتأسيس صحف بالقاهرة دون أن يعني ذلك نضوج فكرة القومية العربية التي كان عليها أن تنتظر حتي القر ن التاسع عشر لتبدأ في التبلور في مواجهة الاستعمار الأوروبي وهو التحدي الذي كان واضحا في مغرب العالم العربي أكثر من مشرقه المحتل من قوة مسلمة، لذلك فإن ما تبلور في مصر أولا كان الوطنية المصرية، قبل الفكرة العربية. لكن التحدي الأكبر كان ميلاد الحركة الصهيونية واختيار فلسطين مكانا لتأسيس الدولة اليهودية التي وعد بها وزير خارجية إنجلترا بلفور زعماء الحركة. وكانت النكبة الحدث الحاسم الذي الذي انطوي علي أسطورة تقول إن جيوش خمس دول عربية هاجمت الدولة الصغيرة الناشئة، وقد ساهم العرب في رواج هذه الأسطورة عندما أعلنوا أن الهزيمة كانت بفعل خديعة من حكوماتهم مركزين علي قضية الأسلحة الفاسدة ، لكن الحقيقة كانت تكمن في التوازن، فهذه الدول الخمس لم تقدم سوي 18 ألف مقاتل مقابل 65 ألف مقاتل يهودي. وأيا كان الأمر فقد ولدت الفكرة العربية من رحم النكبة المروعة. ثم كانت ثورة يوليو، تلك المرحلة التي يقول مردم بك إنه عندما أعاد قراءة أوراقها اكتشف أنه ناصري، بينما كان في السابق أقرب إلي الشيوعيين الذين حلوا بسجون عبد الناصر. ولم يكن عبدالناصر أيديولوجيا وإنما رجل عملي أدرك التهديد العسكري الذي تمثله إسرائيل، وبالتالي سعي إلي ارتباط المصير مع العرب، ومنحه وقوفه في صف الطبقات الأكثر فقرا القدرة علي تعبئة الجماهير العربية من المحيط إلي الخليج. ولكن أعداء عبد الناصر كانوا أكثر من أن يتركوا للمشروع القومي فرصة الحياة: كان ناصر أكثر شخصية تتمتع بكراهية الإعلام الفرنسي نظرا لمساعدته الثورة الجزائرية، وصفوه ب هتلر الصغير واشتركوا في العدوان الثلاثي، ووصولا إلي انكسار المشروع الناصري، وهو ما يجب أن يعض الغرب أصابعه ندما عليه الآن، لأن المشروع القومي والتحرر الوطني لم يعرقل، بل أدي إلي تسريع عملية العلمنة. أنجز الغرب تدمير القوة المركزية العربية بينما كانت هناك ديكتاتوريات طائفية تنمو في غير بلد عربي ليس لديها مشروع عبدالناصر الوطني أو القومي، وفي ظلها نشأ فساد لامثيل له في العالم سوي في جمهوريات الموز اللاتينية، وكرد فعل نشأت النزعات الأصولية التي قسمت العالم إلي عالمين، أحدهما للكفرة والآخر للمؤمنين. ووسط هذه الدوامة يتعرض العالم العربي للابتزاز، قوي أصولية تقدم نفسها علي أنها المنقذ من الغرب وقوي ديكتاتورية تقدم نفسها علي أنها المنقذ من الأصولية، وهذا المثلث هو الذي يخنق أية محاولة للتحول الديمقراطي. علي الجانب الآخر، في الغرب، كانت عملية فبركة الإسلام كعدو بديل للشيوعية المنهارة تتم بإصرار كبير، وتحولت فوبيا الإسلام من إدانة المتطرفين إلي خوف من الإسلام كدين، رغم أن المسلمين في بلد مثل فرنسا مندمجين في المجتمع وليس لديهم خيار سياسي واحد، بعضهم في أحزاب اليسار وبعضهم في اليمين. لكن يبقي السؤال: هل لاتزال الفرصة ممكنة لأن يكون المرء عربيا؟ يري مردم بك أننا قد تعلمنا من تجاربنا المؤسفة أنه لايوجد تحرير حقيقي ونهضة حقيقية إلا باحترام الحرية الفردية. وما يحتاجه العالم العربي هو حركة إصلاح تستلهم روح الإصلاحات الأوروبية دون أن تسقط في التبعية. وإذا كانت الصلات السياسية في السنوات العشر الأخيرة في أدني درجاتها، فإننا يجب أن نلاحظ التنامي الكبير للعلاقات الثقافية بين الشعوب العربية والتي أصبحت الفضائيات رافعتها الكبري، في نوع من التمازج الحقيقي، فقد كنا نري في السابق المغرب العربي مستقبلا من المشرق، مؤخرا كنت في عمان فرأيت مغني راي والجميع يصفق له، وفي رام الله رأيت مطربا تونسيا والشباب يغني ويرقص معه، لم يكن هذا يحدث في السابق كانت اللهجات المغربية مستغلقة علي المشارقة والفضل في التحوول للفضائيات التي وسعت من دائرة الاهتمام السياسي لدي الجمهور العربي: المصري والمغربي يري البث المباشر من بغداد أو بيروت. الكاتب العربي في كل مكان أصبح مواجها بالتحديات ذاتها، ويستخدم التقنيات نفسها في الكتابة. الفضائيات تقوم أيضا مع الصحافة بدور التجديد اللغوي حسب رأي مردم بك الذي جاء في معرض رده علي سؤال من المستعرب ريشار جاكمون بخصوص عدم تطور اللغة العربية،قال فاروق مردم بك، إنه يري العكس تماما، لأن الإعلام أنجز اللغة العربية الوسط، التي يفهمها كل العرب ويكتبون بها بعيدا عن المستوي الكلاسيكي . قد جاءت زيارة مردم بك عشية فوز حماس بالانتخابات الفلسطينية وفي وقت كانت فيه الردود العربية علي الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية قد بدأت قبل أن تتخذ الأبعاد التي وصلت إليها مؤخرا، ولهذا فقد جاء الكثير من أسئلة القاعة متمحورا حول موقف الغرب من فوز حماس، وتأثير هذا الفوز علي مستقبل الصراع و التسوية في المنطقة. وكذلك كراهية المسلمين والعرب. وقال مردم بك إن ما يجري الآن هو نتاج لكل مسيرة التعويق للديمقراطية التي ساهم فيها الغرب، وإن لم يقطع الأمل بالحوار، أو بوجود قطاع عريض يفهم العمق، بدليل المظاهرات الغربية الضخمة التي عارضت الحرب علي العراق.
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|