منتديات جعلان > جعلان للشعر والترفيه > جعلان للقصص والروايات | ||
رواية المفاتيح السبعة الجزأ ـ 6 |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني جديد
![]() غير متواجد
|
رواية المفاتيح السبعة الجزأ ـ 6
في وقت العشاء جلس الشيخ وديفي وبوجابت وماري وروث على الطعام يأكلون في قصر الأمير الراحل نحميا, وملوك الجن من حولهم وقوف, فالتفتت روث اليهم وهي تأكل قائلة : الا تأكلون ؟ فأراد بهرام ملك الثلاثاء أن يجيبها ولكن الشيخ سبقه قائلا: إنهم لا ياكلون كما نأكل لذلك لا يتوصل بني آدم الى إمتلاك طاعتهم له إلا بالجوع. فقالت روث للشيخ : ماذا تعني لا يأكلون كما نأكل؟ وكيف اذا يأكلون ؟ فقال بهرام نحن نأكل من رائحة العظام التي يأكلها البشر, وكذلك دوابنا تأكل من روث دوابكم. وحينما سمعت روث ذلك اشمأزت حيث كانت تأكل فضحك الشيخ وقال : عندما ننتهي من الأكل ضعي هذه العظام خارجا فقال أناهيد: وكذلك نأكل من رائحة الطعام الذي يبقى على أيدي بني آدم, فنلحسه وعندها يمرض ذلك الشخص, وإذا كانت رائحة الطعام في فمه نلحسه فتخرب أسنانه ,عندها زاغت عيون الصبية في من حولها على الطاولة وكان بجانبها ديفي فأصدر صوتا قويا من فمه علامة على الشبع وأخذ ينفض يديه على صدره من بقايا الطعام وفي الحال أخذته روث إلى الماء وراحت تغسل يديه جيدا ثم أخذت بغسل فمه وكان هناك بهرام يراقبهما .
عند فجر اليوم التالي , أخذ الجميع يستعدون للخروج وكل يحزم أمتعته وها هو شهلون يحزم أمتعة الأمير هيرود ويرتب له رحلة, وكانت هناك روث تحزم أمتعتها مع ديفي وترتب له حصانه, فحضر إليها الشيخ وقال : أين تظنين أنك ذاهبة؟ فقالت: مع أخي طبعا. فقال: لا ..لا لا حاجة لك بالذهاب معنا ,إنها ليست بنزهة, كل واحد منا قد يقتل في أية لحظة, لن أغامر بأخذك معنا. فقالت : إذا من سيعتني بأخي ومن سيمتطي معه فوق الحصان, إنه لا يعرف كيف يمتطي حصانا وقد يسقط أو يؤذي نفسه أو ينطلق به الحصان كيفما شاء.عندها فكر الشيخ قليلا ونظر إلى هرمس ملك الأربعاء وقال له : هرمس أريدك أن تلازمهما طوال الوقت ولا تفارقهما أبدا ,ولا تدع أحدا أن يصل إليهما مهما كان. فقال هرمس وهو ينظر الى روث الفرحة: أمرك سيدي . في إسطبلات قصر الملك أجمنون كان الملك يتفقد جواده فتقدم الوزير لوذا من الملك وقد إرتآها فرصة لا تفوت فقال للملك : سيدي الملك لا يعلم بشؤن المملكة بعدكم مثلي فإن تركناها نحن الإثنين فسدت. تجاهله الملك وأخذ دابته وخرج يمشي بها حتى وصل إلى ساحة القصر حيث كان هناك روث وديفي يودعان وهيرود كذلك يودع أهله فتقدم الملك من إبنه الأصغر بعد أن أعطى حبل خيلة للوزير لوذا ووقف قبالته ووضع يده على كتفه قائلا : سامويل المملكة تحت يدك الأن وربت على كتفه وشده و إحتضنه قائلا : أحسن التصرف في غيابي يا بني. فهز الإبن رأسه وقال : لا تقلق يا أبي أنا كما علمتني أن أكون ثم إنصرف الملك ليودع أهله بينما أركبت روث ديفي فوق الحصان وركبت خلفه وانطلقا. فتقدم هيرود من أخيه ووقف ونظر إليه بشده وإبتسم بوجنتيه ثم ضرب على عضد أخيه بخشونه وانصرف دون أن يقول شيئ وركب حصانه. وقصد الملك حصانه منتهيا من توديع أهل بيته فناوله الوزير حبل اللجام فأخذه الملك قائلا له : سأحتاج إلى مشورتك معنا فليس هناك من أثق به غيرك. وركبا وانطلقا إلى بوابة المدينة حيث تنتظرهم الجيوش والجموع بعددهم وعدتهم في إنتظار الملك للمسير . سار الجيش عبر الغابات الكثيفة أيام ثلاث وفي اليوم الرابع وإذ هم في الركب وقبل غروب الشمس بقليل تقدم سموطان بفرسه حتى ساير الملك وقال له : مولاي إنه كما تعلم عدد جنود مملكة( في) كبير فلا بد من الحيلة لمنع إراقة الكثير من الدماء, فهدفنا في الأخير ليس الإستيلاء على المدينة وإنما المفتاح. فقال الملك : إذا ماذا تقترح ؟ قال الشيخ: أقترح أن ندخل عليهم بصمت وأن تأمر الجند فيتوقفوا عن قرع الطبول حتى نفاجأهم وثم أنا أتكفل بالباقي. فنادى الملك على كبير جنده فتقرب منه بفرسه فقال له الملك : آمر الجند بالتوقف عن قرع الطبول والهدؤ ما إستطاعوا نريد أن نباغتهم. فقال كبير الجند مولاي إننا قريبون جدا منهم الأن, ليست الا بضع أميال. عندها توقف الملك وتوقف الركب خلفه فنظر الملك الى المكان المحيط بهم ثم قال لكبير الجند : لنعسكر هنا. وقال لكبير الجند قبل أن يذهب :لا تجعل أحدا يشعل نارا والزموا الحذر. فانطلق كبير الجند لما أمر الملك. عسكر الملك وجيشه هناك وفي منتصف الليل نادى الملك على الجن فحضروا عنده فأمرهم بإقتحام مملكة( في) ورد عليه ملوك الجن بعدم إستطاعتهم ذلك. حينها غضب الملك وزمجر وأمر بإحضار الشيخ ولكن الجند بحثوا عنه في كل مكان فلم يجدوه .عندها صرخ الملك أجمنون في الجن وقال : إذهبوا لا حاجة لي بكم, غداً صباحا نقتحم عليهم بجندي. نام الجميع تلك الليلة إلى أن أصبح الصباح فأخذ الجند بالتجهز وإعداد خيولهم وتفقد أسلحتهم وقد زاد الملك تحيرا بإختفاء سموطان وظن به السوء وهو لا يدري ما يصنع بعد أن وعده الشيخ بالتكفل بهم وحيث أن جند الأعداء كثر وهم أقل. وفيما هو كذلك إذا يسمع جلبة وتراكض بالخارج فخرج من خيمته ليرى الجند يتحفزون للقتال فنظر ورأى ثلة من الفرسان تقترب, فركض إلى جنده وحثهم على الإستعداد ثم وقف وتمعن في أولائك الفرسان فإذا الشيخ سموطان يتقدمهم على فرسه وبقي الملك أجمنون ينظرهم متعجبا حتى وصلوا إليه فنزل أحد الفرسان من خيله وقبل يد الملك أجمنون وهو يقول: أنا الملك ميشا يا سيدي. فتعجب الملك من ذلك وصافح الملك ميشا وأخذه إلى خيمته هو وحكماءه وقادته, والشيخ معهم وقد كان الملك أجمنون يرمق سموطان بنظرات تعجبيه في طريقهم إلى الخيمة القيادية, وبعد أن جلس الجميع تكلم الملك أجمنون وقال أيها الملك ميشا تعلم أنا جأنا لقتالك... فقاطعه الملك ميشا وقال : أعلم ذلك ولكن ما حدث ليلة البارحة ينبأني أنكم منتصرون علينا لا محاله, فلماذا نريق دماء بعضننا بعضا ؟ تريدون المفتاح ؟ خذوه ولكن دعنا نكون صحبه وأصدقاء مسالمين. تعجب الملك أجمون من ذلك ونظر إلى الشيخ سموطان ثم توجه للملك ميشا قائلا : قلت بعدما ليلة البارحة ما معنى ذلك ؟ قال الملك ميشا: بينما أنا نائم في قصري ليلة البارحة إذا بهذا الشيخ الفاضل. وأشار إلى سموطان. قد رفعني بيديه من سريري وطاربي من شرفة قصري إلى السماء حتى رأيت الأرض كبر رأسي, وتعلقنا هناك وقال لي : ألقيك الآن إلى الارض فتصبح رمادا ويختلط مخك بالتراب, ماجأناكم إلا لأجل المفتاح, أحقن دماءكم وسلم للملك أجمنون. فقلت أنه يفعلها, ثم يفعل أكثر من ذلك بجندي, فلا حاجة للقتال, وهذا ما حدث. عندها بدى الملك أجمنون مسرورا من فعل الشيخ وقد أنجز وعده. حتى رأى الملك أجمنون الجن وقد أقبلوا على الخيمة. ففزع الملك ميشا من منظرهم وصاح بهم الملك أجمنون : ألم أقل لكم أني لست بحاجة إليكم لماذا عدتم ؟ عندها تدخل الشيخ وقال : لا بأس يامولاي أنا أمرتهم بعدم الحراك وما كانوا ليخالفوا لي أمرا. عندها قال الملك ميشا : تفضلوا معنا يا مولاي فهي مملكتكم تحلون علينا أصدقاء وأصحاب مكرمون. توجه الملك وجيشه إلى داخل المملكة وضيفهم الملك ميشا فأكلوا واستراحوا حتى طلب الملك أجمنون القفل, فأخذه الملك ميشا إلى مكانه وقال: ها هو سيدي تحت تصرفكم. أخذ الشيخ سموطان ديفي إلى القفل وقد وقف الملك آجمنون هناك ينظر متأملا هل سيقدر الصبي على إخراجه أم لا؟ هل ما ذكر في الكتاب السليماني صحيح أم هو خرافة؟ هل أضاع جهده ووقت إنتظاره وصبره سدى؟ وأخذت الأفكار ترقص في رأسه سلبا وإيجابا حتى تقدم ديفي من المفتاح بمساعدة سموطان ومد يده وأداره فإذا المفتاح يدور وخرجت حلقة القفل وأصدرت صوتا لدى قفزها للأعلى وانفتح القفل و جميع من حضروا مبهورين من ذلك الموقف المهيب. حيث لم يفتح ذلك القفل منذ أقفله سليمان وأُخِذوا بتلك الإضاءة المشعة التي خرجت من ثقب المفتاح ولم تنطفئ شعلتها حتى أخرج ديفي المفتاح تماما من القفل, وأصبح في يده, ولم تتملك الملك أجمنون الفرحة وقهقه من الفرح, وأخذ يقبل ديفي والصبي مندهشا منه. عندها تقدم الوزير لوذا ليأخذ المفتاح فقطع سموطان عليه الطريق وكاد أن يوقعه أرضا وأخذ المفتاح وجعله داخل خيط قوي وألبسه قلادة حول ديفي. فقال الملك أجمنون لسموطان وهو ينظر لما حصل لوزيره: لا بأس ولكن تأكد من أنه لن يضيعه وإلا ضعنا معه. أخذ جيش الملك أجمنون يأكلون ويختلطون بشعب مملكة( في) حتى دخول الليل وهم في مرح وفرح. شاهد الوزير لوذا الملك ميشا يقف فوق قنطرة عالية يطالع الجند في أسفل ساحات القصر وهم يمرحون. يقف منتصبا ويديه إلى خلفه بهدؤه ومنعزل. فمشى الوزير إلى أن وقف بجانبه, ووقف وقفته ثم بدأ لوذا يقول: الملك أجمنون خرج من مملكته وهو ينوي غزو الست ممالك كلها. والتفت لوذا إلى ميشا ينتظر إجابة فأجابه ميشا دون أن ينظر إليه ببساطة قال : لديه القوة التي تجعل من عزم كذاك هينا ولم لا ؟ وهو يحارب بقوة الجن. فقال الوزير : ما الذي يدفع ملكا إلى ترك مملكته وأهله دونما حماية من أجل تحقيق هدف ساذج ؟ بل وأي هدف مهما كان لا يستحق التضحية. فنظر ميشاإلى لوذا ونظر اليه لوذا قائلا : نعم لم يترك الا بعض الحراس, فغزوا بهذا الحجم يحتاج فيه إلى أضعاف أضعاف من خرجوا معه. فقال ميشا : ذلك الشيخ الذي معه, لولاه لما تجرأ على الخروج في طلب المفاتيح. فقال الوزير : هذا صحيح ولكنه ليس وحده القادر على الإتيان بتلك الخوارق. فلقد سمعت أن له أخان يفوقانه قدرة. فقال ميشا وقد ساوره الظن في الوزير : لا لا لقد أصبحنا أصدقاء الآن بل وأعز من الإخوة. فقال له الوزير: في مملكة الملك أجمنون كتاب نادر. فانتبه إليه ميشا وشد تفكيره وأكمل الوزير قائلا : يمكن لمن يعرف طريقة إستعماله فعل أكثر مما يفعل الشيخ, الطيران والاختفاء وغيره. فنظر إليه ميشا قائلا : وما مصلحتك في إخباري كل هذه المعلومات ؟ فقال الوزير : أساعدك على دخولها بجيشك وأحكمها بالنيابة عنك ,أنت هنا وأنا هناك, بإسمك طبعا. تردد ميشا من أن تكون تلك خدعة من الملك أجمنون, إمتحانا لوفاءه فقال للوزير: الخيانه طبع دنيء , لن توصل صاحبها إلا للهلاك. فقال الوزير : كذلك الجبن, يوصل إلى الهلاك أحيانا. فقال ميشا وهو ينصرف ويديه خلف ظهره ونظر إلى الوزير بإحتقار: لا أتمنى أن يكون معي وزيرا مثلك. وسار عنه ميشا بينما صرخ عليه لوذا من وراءه قائلا: بل قل, لا تتمنى أن يكون لك عدوا مثلي. في نفس الوقت أخذت روث ديفي إلى الأجنحة الملحقة بالقصر ودخلت معه إلى غرف الحريم, حريم الملك ميشا, فامتنع هرمس عن الدخول معهما. وفي غرف وأجنحة الملكات والأميرات وحيث المكان يضج بالجواري لم تتأقلم روث مع ذلك الجو الغريب عليها, فأحست بالضجر فأخذت ديفي وخرجت من باب خلفي أفضى بهما الى حدائق ومتنزهات القصر الخلفية الخارجية. وإذ هما بين الأشجار رأت روث بعض الفرسان بالجوار وهم يبحثون في الظلام من بين الأشجار, وسمعت أحدهم يقول لأصحابه من على ظهر جواده: لقد كانا هنا منذ قليل, يجب ألا يفلتا منا, وإلا لن نجد فرصة مماثلة. عندها تحرك ديفي فرآه ذلك المتكلم فصرخ على زملائه فأخذت روث يد ديفي وركضت به إلى إسطبلا مهجورا منزويا تداورت عليه الأشجار الكثيفة. فدخلت هي وديفي فيه, فشاهدا أحد الرعاة وقد أوقد على النار يعد طعام العشاء هناك قريبا من الزاوية, فأفزعهما منظره المتشرد المخيف وبخاصة عندما إبتسم وبانت أسنانه. فلجأت الى الجدار مع ديفي بينما وقف هو ينظر إليهما بطمع, وقاطع طمعه أن سمع أصوات خيول تتوقف بالخارج عندها ركضت روث وديفي بيدها وهي تتنفس بسرعة إلى تلك النار التي أوقدها الرجل الملتهي ينظر الى القادمين من الباب, وأخرجت روث من جيبها قرصا بحجم الدرهم وشطرته إلى نصفين وهي تسمع وقعات أقدام لجند عند الباب, وألقت بنصف قرص في النار وهي تنتفض من الخوف, فانتبه ذلك الرجل إلى ما ألقته روث في النار, ووقف لا يعلم من يهبط عليه, وقد بدأت النار يتصاعد منها دخانا مختلفا, فدفعت روث ديفي إلى الزاوية وغطته بجسمها وأغلقت عينيه بكفها كما أغمضت عينيها وذلك الرجل مستغربا مما يحصل له بسرعة وفجأة, ودخل عليه الجند بقوة وهو واقف متسمر مكانه فرأى الجند نهرا من خلف الرجل الذي ينظر إليهم غير مدركا لما خلفه, وإذا بتمساح كبير يخرج من النهر فاتح فكه العظيم فصعق الجند من هول ما رأوا, وانتبه الراعي خلفه ورأى ذلك المنظر المرعب , عندها هجم عليهم التمساح بصوت المفترس النهم, فتدافع الجميع إلى الخارج يسقطون فوق بعضهم البعض, وهربوا وبعضهم لم يأخذ جواده في الهرب, ولم يرد إلا الإبتعاد عن ذلك التمساح قدر المستطاع, و بعد قليل خرجت روث وديفي معها تترقب الطريق فإذا هي خاوية, إلا من حصان واحد واقف هناك بالخارج يرعى العشب, فتحركت إليه ودفعت بديفي فوق ظهره وركبت وراءه وانطلقت مسرعة إلى القصر. وفي ردهات القصر كانت روث ومعها ديفي يخبران الشيخ سموطان ما كان من أمر جنود ميشا, فتقدم سموطان إلى حيث كان يجلس الملك أجمنون وجماعته يضايفهم الملك, فاستأذن الملك أجمنون من الملك ميشا لبعض الوقت, فأذن له ميشا متوجسا. وعندما إختلى بالملك أجمنون أخبره سموطان أن الملك ميشا حاول أخذ المفتاح فبعث بجنوده لمهاجمة الصبي ولم يفلح, عندها دخل الملك أجمنون على الملك ميشا وعنفه على فعلته فاضطرب المجلس وتغيرت أحوالهم من لهو الى جد, فنزل ميشا من كرسيه ووقف قبالة الملك أجمنون متظاهرا بالجهل وهو ينظر الى ملوك الجن المتحفزة, فدار عليه سموطان ووقف وراءه, وقال للملك أجمنون بحزم ونية: ماذا تأمرني فيه يا مولاي؟ عندها خر الملك ميشا أمام قدمي الملك أجمنون متباكيا, مستميحا, متوسلا, وهو يعلم من هو الشيخ وكيف فعله وقال للملك وهو يمسك بقدميه: لدي ما يهمكم أن تعلموه. عندها زاغت عيني الوزير لوذا, وظن أنه يفضحه, فبدأ يجهز نفسه لكذبة أخرى ينقذ بها نفسه. فقال الملك ميشا : أنتم متوجهون إلى مملكة( جاما) أليس كذلك ؟ فقال الملك أجمنون: نعم ولكن ما دخل هذا فيما فعلت جنودك؟ فقال الملك ميشا: ماذا تعلمون من أمرهم ؟ قال الملك أجمنون: نعلم ما نعلم وما دخلك في هذا ؟ قال الملك ميشا وهو ينظر إلى وراءه مستعطفا سموطان : يمكنني أن أمدكم بالمعلومات الكافية عنهم وعن مليكهم مقابل أن تصفحوا عني. هز سموطان رأسه للملك أجمنون وقال : لا بأس نسمع أولا فقال الملك أجمنون: تكلم ما لديك ؟ فقال الملك ميشا : ملكهم ملك قوي يدعى شمشون وهو ملك جليل القدر عظيم الجاه له جنود لا تحصى, وله إبنه ذات حسن وجمال وفصاحة وفروسية, وقد خطبها ملوك كثر فلم يسمح لهم بها, لكونه مغرما بحبها وصار كل من يخطبها يمنعه ويرده بغير فائدة, فيرجع الخاطب غضبان إلى أن يجمع العسكر ويعود إليه محاربا ومقاتلا, فينكسر عسكر الملك القادم لأن الملك شمشون صاحب عساكر كثيرة, ثم أنه لما طال عليه الأمر وعلم أنه تحارب مع جميع الملوك ضاق صدره وقد ذهبت منه بعض أمواله, فأشار عليه وزيره أن يدبره. فقال له الوزير : أبعدها عن هذه الديار وكل من جاءك خاطبا قل له ما هي عندي بل إنها سرقت وكل من فتش عنها ولقيها فهي له. عندها قال الأميرهيرود لميشا : إذا لماذا لم تجد أنت في طلبها طالما أنك تعرف سرها؟ قال الملك ميشا لهيرود : أنا رجل عجوز مالي والزواج, كما أنني لدي نسوة كثيرات وإنما ذلك من طبع الشباب من مثلك أيها الأمير بأن يركبوا الصعاب ويطلبوا المستحيل, كما أن الملك شمشون ملك شرير ماالذي يضمن لي إن حصلت عليها ألا يحاربني عليها, وهو ذو مملكة عظيمة.. فقاطعهما الملك أجمنون قائلا: أكمل أيها الملك حكايتك ولا أرى لها فائدة عندنا غير أننا عرفنا قوة خصمنا أكمل. فقال الملك ميشا: وافق الملك شمشون وزيره وبنى لها قصرا على جزيرة بين البحور ورتب لها الخدام والحرس هناك, ولها عشر جوار كأنهن الأقمار يضربن على الآلآت, مطربات ماهرات وعليهن واحدة وهي كبيرة الوصيفات ذات حسن وبهاء, وللملك شمشون عشرة أبناء ذكور, وكل واحد منهم يحكم على مدينة من المدن القريبة من المملكة بجنودهم وعتادهم.. ثم توقف الملك ميشا عن الحديث فوقف الملك أجمنون متفكرا ثم سار إلى الشيخ سموطان وقال : ما تقول في هذا؟ قال سموطان : هذه معلومات لا بأس بها ولكنها ليست بتلك الأهمية ولكنا لا نستفيد شيئ من قتله وقد نوغر علينا جند مملكته من بعده بلا فائدة. فقال الملك أجمنون يساسر الشيخ والملك ميشا راكع على الأرض ينتظر ردهم : إذا ما العمل؟ فقال الشيخ وهو يتوجه الى الملك ميشا : لا بأس هذه معلومات مفيدة وقد أنقذت بها رأسك هذه الليلة, ولكن لا يمكن ان نثق بك بعدما فعلت. وتوجه الشيج إلى برجيس ملك الخميس وقال له : لازم الملك ميشا في نومه ويقظته, فاذا علمت منه الغدر إقطع رقبته. عندها فرح الملك ميشا وشكر سموطان على صنيعه وفزع عندما رأى برجيس قد إختفى من أمامه عندما أشار سموطان للملك ميشا بيده وهو يقول لبرجيس : هو معك . رافق برجيس الجني الملك ميشا حتى خارج ممرات القصر وهو في الطريق تقدمه برجيس إلى إحدى الجرار المزخرفة التي تزين الممر حيث الملك ميشا قادم باتجاهها, فأوقعها برجيس أمام الملك ميشا فجفل الملك وأغمض عينيه تحسبا لانكسارها وفتح عينيه ليراها لم تنكسر ولكنها مائلة الى الأرض. ثم رفعت لتقف على قاعدتها مرة أخرى, عندها تأكد الملك ميشا أن ذلك الجني يرافقه كظله فعلا , فأسرع الخطا إلى غرفته دون أن ينظر خلفه ولم يخرج من غرفته, إنصرف الشيخ من مجلس الملك أجمنون يبحث عن هرمس حتى وجده فقال له : لقد وكلتك بحراستهما. وقالها الشيخ بطريقة توبيخية حتى أن الجني أطرق رأسه وقال : سيدي لقد دخلا إلى حريم الملك. فقال الشيخ : ألم يكن بوسعك الإختفاء والدخول معهما ؟ قال الجني هرمس : سيدي لم أشأ أن أنظر إلى ما لا ينبغي النظر إليه. عندها سامحه سموطان وقال له : مرة أخرى لا تسمح لهما بالدخول في مكان لا يمكنك أنت الدخول إليه. فقال هرمس : أمرك سيدي. في تلك الأثناء إقترب الأمير هيرود من أبيه الملك وقال: لقد أعجبني ما وصف الملك ميشا لتلك ألأميرة الحسناء. فقال الملك : نعم وأنا كذلك. عندها قال هيرود: أريدك يا أبي أن تزوجنيها. فقال الملك: ما بالك هل ترانا نملكها أو نملك أباها؟ فقال هيرود أعني بعد أن نتغلب عليهم. فقال الملك وهو فرحا : هذه بشارة جيدة هي لك إذا ما ظفرنا بهم . |
أنور المشايخي |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى أنور المشايخي |
البحث عن كل مشاركات أنور المشايخي |
التفاحة |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى التفاحة |
زيارة موقع التفاحة المفضل |
البحث عن كل مشاركات التفاحة |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|