صاحبة الحزام الاسود

بعض الاحيان يرمي الإنسان نقسه في مواقف محرجه للغابه ويعرض سمعته للسخريه في مواقف مهينه تضر بشخصه وتجرح كرامته لفترة طويله من عمره وفي كثير من الاوقات تبقى ذكرى تلك الحاله تلاحقه الى آخر رمق في حياته ، كنا ثلاثة فحول هائجه نمرح ونسخر وبصراحه نرمي تعليقات على بعض الحسناوات حين يخطفن من قربنا ،كلنا نعرف إن شاطىء القرم من أروع شواطىء الدنيا في نظرى ، تراب ناعم ومكان فسيح ، ووجوه من شتى بقاع العالم تراود هذا المكان الخلاب ، البعض يمارس هواية المشي والجري ولعب الكره ـ إنه بالفعل المكان المناسب للرياضه ، أنا قاسم وصديقي جبر وداوود كنا نتمشي في عصرية ما قبل الغروب والبحر هادىء ورواده يستمتعون بدفىء المياه والرياضه ، لم نشعر إلا ورشيقة كحصان الهنود الحمر تمر علينا بقوامها النحيف وجمالها البهي وهي تمارس رياضة الجري ، فرماها صديقي جبر بتعليق غريب قائلا ( ومن متى تجرى الاحصنه الجميله على الشاطىء ) اما أنا قلت ( رحمة بقلوب المساكين ) والتعليق الذي بسببه نالنا ما نلنا من صديقي داوود حين قال ( أفديك بكل ما أملك ) وبصراحه لم يكن يملك غير ريالين في جيبه ، المهم توقفت الفتاة عن الجري وجائت نحونا ، إرتبكنا ، قالت هل غلطت عليكم في شيء ؟؟؟ فرد داوود ساخرا جمالك هو الذى ذبحنا ، ردت عليه إحترم نفسك وكن رجلا محترما ، فثدخل جبر قائلا ، بصراحه جمالك يصحصح المجنون ، وكان جبر يلبس نظارات طبيه ، ولليوم لا أعرف كيف طارت نظارته من فوق عينيه ، فأراد داوود أن يصفعها ولكن وجد نفسه فوق التراب يصرخ من جراء ضربه خاطفه ، كانت تقفز فوق الرمل كالكنغر الرشيق ، كل ضرباتها مثل طائرات الشبح ، لا تشاهدها ولا تسمع صوتها ، فقط ترى نفسك تتألم ، نحن الثلاثه إنضربنا ضربا على يد فتاة شابه تحمل الحزام الاسود والمخجل المفضح إن جميع من كان على الشاطىء يضحك علينا حين شاهدونا نجرى خوفا كالمجانين ، تركنا النعلان والكميم وياروحي إنقذي عمرك ، ومن يومها تأدبنا ولم نسخر من فتاة ولا فتى ، ومرةً كنت في أحد المصالح لأنهي إجرآت خاصه بتوظيفي ، وحين دخلت مكتب شؤون الموظفين ، رأيتها أمامي جالسه ، فدسست وجهى بين الاوراق التى في يدي وخرجت جريا وهي تنادي علي تعال تعال ، فقلت في خاطري الله الغني عن الوظيفه مع شابه إسمها ند الرجال .....

عبدالعزيز بن علي البلوشي
Mazoon22@omantel.net.om