أمل حسن بصري، المرأة التي لقيت نصيبا كافيا من اسمها لكي تعيش بالرغم من كل الخيبات التي ارتطمت بها.. امرأة التقينا بها في زيارتها الأولى للسلطنة للتعرف على تجربتها المريرة التي دفعت العالم أجمع لكي ينتبه لها، ويفتح عينيه باتساع الدهشة.. امرأة بدأت تستعيد إحساسها بالأمان ضمن هذا الجو الأسري الذي افتقدته طويلا.. وأين ؟؟ هنا معنا في السلطنة.دعونا نترك لأمل مساحة لأن تدير الحكاية.. هكذا تماما كما وردت على لسانها، وكما ارتعشت، وخافت، ويئست، وفكرت بالانتحار.
في صباح اليوم التالي هدأت السماء لم تعد تقصف رعودها ولم تعد تمطر كما هدأ البحر هو الآخر وقائد الباخرة قال إننا سنصل بعد ست ساعات، انطلق الفرح باتساع البحر، ولكن الفرحة لم تكتمل تعطل محرك الباخرة فجاة وتوقفت حركتها كما توقفت قلوبنا، وأكملنا رمي الحقائب والأمتعة المتبقية، وطلب من الرجال الذين يجيدون السباحة أن يقفزوا إلى البحر على أن يتم تشغيل المحرك... صرخت إحدى النساء: الماء يخرج من تحت أقدامي!!.. لم أفكر وقتها سوى بأن ابني بعيد عني، ولن استطيع أن أضمه إلى صدري قبل أن أموت...لكن الغرق لم يمهلني طويلا.

الأمل معقود بجثة

كنت استنشق الماء من أنفي وفمي، والأمواج تتلاطمني إلا أنه سرعان ما طفت جثة امرأة ميتة امامي ومن الغريب أنها كانت ترتدي سترة نجاة، وتشد على صدرها ادعية... بكيت بحرقة لأنها وهي التي ارتدت سترة النجاة إلا أنها فقدت الحياة وأنا المجردة من كل شيء ما زلت على قيدها... تمسكت بها.. لم أكن حتى راغبة في النظر إلى وجهها كي لا أتعرف عليها ويقتلني الألم الإضافي لكني أذكر أنني طلبت منها أن تسامحني لأني ساتشبث بها، وتمنيت أن يهبها الله جنة الخلد لأني بسببها قد أتمكن من العيش... بعدها، وبعد أن ابتلعت الصدمة بدأت أنادي ابني... أمجاد...أمجاد، ومن رحمة الله رد علي أمجاد كان بعيدا جدا عني لكني تعرفت على صوته، وكان يمسك بخشبة من بقايا الباخرة. كان يطلب مني أن اقترب منه وبالفعل حاولت جاهدة أن أمسك الجثة بيد وأن اسبح ناحيته بيد أخرى وعندما التقينا كنت أحاول أن أضمه إلى صدري ونحن في البحر وكان يلهث بالبكاء ويسألني: أمي هل تحبينني؟ فاجبته: نعم أحبك؟ فسألني هل تسامحيني عن كل ذنوبي؟ فقلت له: أسامحك يا حبيبي أسامحك.... كان الموج يحاول أن يزعزع من تماسكنا سحب سترة النجاة من على الجثة والبسني إياها وهو يقول: عديني بأن تصمدي لأجلي... كان الموج يصفعنا بقوة وأنا أقول اعدك...أعدك... وتفرقت أيدينا من جديد ليجرحني الألم في العمق...

الساعة 3:10

تفاجأت أن ساعتي وساعات الجثث والناجين توقفت أغلبها على الساعة الثالثة وعشر دقائق ظهرا وهو التوقيت الذي وقعت به حادثة غرق الباخرة كأن بوابة جهنم انفتحت علينا لم أعد استطيع أن أميز ما يحصل هل هو حقيقة أو خيال كنت أشعر أن عيني هما آلة التصوير التي تلتقط تفاصيل هذا الحادث المريع....

كان الجوع والعطش يقرصني وكنت أحاول أن اشرب من ماء المطر إلا أن الموج المتصاعد كان يحرمني من ذلك، ولا تصل جوفي سوى المياه المالحة...

يا سبحان الله
قصه جميله وموثره اخوووووووي

ولها مغزى كبير

تسلم يا عنابيووووووووووووووة

قصه جميلة يا العنابي ولك جزيل الشكر مني على هذه القصة


تحيتي لك/ الراسبي

مشكووووووووووووووور على القصة المؤثرة..........
ننتظر المزيد

يا سبحان الله

تسلم العنابي
على الموضوع الجميل

الشكر لكم ويعطيكم العافية

تشكر العنابي

مشكور العنابي على القصه