مررت بأحد الشوارع في مدينة عربية وصادفتني سيدة جميلة كانت تنظر لي بتلك النظرات الهادئة والبريئة وانتابني شعور أنها تحمل الكثير من الهموم والمشاعر التي دفنت في داخلها وكأنها تقول أنقذني من هموم هذه الدنيا فذهبت اليها لأتحاور معها فكان بيننا هذا الحوار الموجز

اسير :(ينتابه قليل من الارتباك )
السلام عليكم ورحمة الله يا سيدتي
السيدة :( وهي تبتسم )
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا اسير
اسير :
كيف المودة يا سيدتي
السيدة :
اخذها عار اللقاء
اسير :
اخذها عار اللقاء !!!!
فكيف كان اللقاء ????
السيدة :
اسوء من هم الرحيل
اسير :
وما هو هم الرحيل????
السيدة :
البعد بعد اللقاء
اسير :
فمتى كان الرحيل ????
السيدة :
عند لحظة اللقاء
اسير :
اليس للرحيل عنوان ????
السيدة :
عنوانه في وجوه الابرياء
اسير:
الابرياء !!!!!
السيدة ( وهي تصرخ ) :
نعم الابرياء , التي جثثهم تحدث عنها الانبياء
اسير :
ولكن لماذا كل هذا الانزعاج ????
السيدة ( وهي تبكي ):
يا اسير نحن في زمن ماتت به قلوب الاوفياء
اسير :
الى هذا الحد وصل عار الاغبياء
السيدة :
هذه هي مصائب الدنيا يا اسير
اسير :
الم يكفيهم تلويث دماء الاعزاء!!!!
السيدة :
فهل الاغنياء يعرفون معنى ماساة الفقراء
اسير :
ارى ان الفضول سياخذني الى سؤالك
السيدة :
اسال يا اسير
اسير :
من انتي ????
السيدة :
انا سيدة خطف الأغبياء مني شهادة الخلق وثقافة الحضارات
اسير :
هل لك ان توضحي لي اكثر ????
السيدة :
أنا روح بلا جسد أنا شعلة بلا لهب
اسير :
هل أنتي انس أم جان
السيدة :
أنا من تكلم عنها ثقفاء الادب واظهرتني دموع المظلومين
اسير ( متلهف لمعرفة من تكون ) :
قولي لي من أنتي ????
السيدة :
الم ترى دموع الشهداء ????
اسير :
سمعت بها
السيدة :
الم تشعر بدموع الابرياء عندما لا يتوقف البكاء????
اسير :
شعرة بها
السيدة :
اوصف لي شعورك في ذلك الحين
اسير :
انسكبت من عيني الدموع وانطفت من دنيتي الشموع
السيدة :
وهل وصل بك الحد الى الخضوع
اسير :
الخضوع يعني الرجوع ولا يوجد مفر من ذلك غير الرجوع الى الله واليه الركوع
السيدة :
اذن من اوصلك الى هذا الطريق ????
اسير :
ضياع الامل وتسرب الندم وتفكك الاصل
السيدة :
كيف ضاع الامل ????
اسير :
عندما سمعت صراخ طفلة فقدة عرضها وكانت تبكي على اخاها الذي قتل
السيدة :
وكيف تسرب الندم ????
اسير :
عندما رايت نساء يضحكن على شرف قد ضاع وكرامة صار لا وجود لها بين الاف البشر
السيدة :
وكيف تفكك الاصل ????
اسير :
عندما سالوا رجل عن اباه ( برغم ان اباه موجود ) يجيبهم انه قد رحل
السيدة :
هذا ما اسمعني اياه قليلا من البشر
اسير :
ولكن يخاف منه الكثير منهم
السيدة :
الوقت قد قتلني والرحيل يناديني
اسير :
سيدتي قبل ان ترحلي هل لك ان تخبرينني من انتي????
السيدة :
انظر الى السماء عند موت احد الابرياء عندها ستعرف من اكون
اسير :
الابرياء كل يوم يموتون منهم النساء ومنهم الرجال والاطفال فمن تكونين
السيدة :
اعتقد انه حان وقت الاجابة على سؤالك يا اسير
( انا امراة عرضها مفقود )
( في زمن خانته اقرب العهود )
اسير :
واين ساجدك مرة ثانية
السيدة :
القبر هو أقرب مكان واتمنى أن تكون الجنة هي خير عنوان

هذا الحوار يعود الى ماسات الامه البشرية وما وصلوا اليه في هذا العصر وكيف نهكت اعراضهم

تقبلوووو تحية اخاكم
اسير الصحراء :(