منتديات جعلان > جعلان العامة > جعلان للمواضيع العامة | ||
ولنا في ممالك المخلوقات .. عظات! |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
عضو شرف
![]() غير متواجد
|
ولنا في ممالك المخلوقات .. عظات!
ما يستوقفني هنا مملكتان ؛ الأولى: مملكة النحل ، والثانية: مملكة النمل ، وكلا المملكتين شرفهما رب العالمين ، إذ أورد ذكرهما في القرآن الكريم ، يقول الله سبحانه وتعالى: (وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون) ويقول أيضا: (يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده)، ذكر الآيات هنا للتدليل فقط على ذكر هذين المخلوقين في القرآن الكريم، وأما الطرح فيتناول بعض الممارسات التي يقوم بها النمل والنحل وتشابههما مع ممارسات الإنسان في هذه الحياة.
من يقرأ عن أي من المملكتين تتملكه الدهشة ، ويحوطه الاستغراب ، لا من حيث الخلق والتكوين ، ولكن من حيث آلية الحياة اليومية التي تقوم بها هذه المخلوقات لتنظيم حياتها ، بصورة من الدقة المتناهية التي يفشل في عملها حتى البشر. فالنظام الذي تعمل به ، والترتيب الذي تسير عليه ، والتنظيم الذي تسخره لخدمتها آية من آيات الله ، وعبرة لمن أراد أن يعتبر، وأتصور أن الإنسان الذي يصنف على انه أرقى المخلوقات على هذه البسيطة لن يستطيع أن يلتزم بهذا التنظيم الدقيق ، الذي تعمل من خلاله هذه المخلوقات ، في حياته حيث تتنازعه الرغبات ، والشهوات ، وأشياء أخرى كثيرة ، أما في قانون هذه الممالك فالمسألة مختلفة جدا. تقسم مملكة النحل إلى ثلاث مستويات في أداء الخدمات تتوزع بين الملكة ، والذكور، والشغالين ، حيث لا تتداخل المسؤوليات بين هذه المستويات ، ومن يخل في واجبه منها ، يتعرض لعقاب قاس ، أقساها إقصاؤه من الحياة ، وما ينطبق على النحل هو كذلك مع النمل ، ولن أسهب كثيرا في شرح آلية التعاون ، والدقة ، والنظام ، والثواب ، والعقاب ، ولمن يريد أن يستزيد في هذا الجانب عليه أن يقتني أي مصدر يتحدث عن ذلك. قادتني الأقدار مرة لأن أراقب حركة مجموعة من النمل وهي تتناوب في حمل غذائها من مكان بعيد نسبيا إلى مكان إقامتها ، وهالني ما شاهدته من تعاون غير عادي ، حيث تقف مجموعة في منتصف الطريق لتحمل ما أتت به المجموعة الأولى المتحركة من مصدر الغذاء الذي تحمله ، وكانت اللغة المتبادلة تتم عبر قرون الاستشعار الأمامية ، كأنها نوع من القبل المتبادلة – هكذا تصورتها ، وقد أكون مخطئا في تحديدها – ومما قرأته عن مجموعة (الشغالات) في مملكة النحل ، ان أي واحد منهم لو حصل على مصدر غذاء في مكان بعيد يأتي إلى الخلية ويخبر الآخرين فتذهب مجموعة الى نفس المكان لتأتي بالغذاء ، وقد يشم البعض الغذاء التي أتى به احدهم فيذهب إلى نفس المكان معتمدا فقط على الرائحة ، ولو كان الغذاء في مكان بعيد. مرة تلقيت رسالة عبر البريد الالكتروني عن مجموعة من الأسود تهاجم إحدى إناث الأيائل ومعها ولداها الصغيران ، فما كان من الأم إلا أن انطلقت غير بعيد فإذا بها تأتي بقطيع من الأيائل فتهاجم الأسود الثلاثة ، فاستطاعت بذلك إنقاذ هذا الصغير ، فتعجبت من اللغة التي استطاعت بها هذه الأم التي كانت ستنكب في وليدها من إقناع هذا القطيع فيأتي لمساعدتها في إنقاذ ابنها. في عالم البشر حيث ترتقي الإنسانية أفقها الأعلى بفعل العقل ، في أحايين كثيرة نفتقد مثل هذا التعاون المتعدد الأوجه ، وهذا التنظيم الدقيق في أمور حياتنا ، على مستوى الفرد ، أو الجماعة حتى ، ونمارس على أنفسنا والغير من صنوف الفوقية ، والاحتقار ، والحسد ، والاتكالية الكثير مما تنؤ من حمله الجبال ، وتأتي مثل هذه المخلوقات الضعيفة فتضرب أروع المثل في إبراز كل هذه القيم الحميدة ، أليس في هذا صفعة حارقة على جبين البشر؟!.
|
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|