الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني متميز
![]()
![]() غير متواجد
|
إختطاف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إختطاف قصة قصيرة بقلم : نزار ب. الزين* بعد يو م حافل بالدراسة و نشاط التمثيل المنتسبة إليه ، ودعت ( ويلما ) ذات الحادية عشر معلمتها و انصرفت مع زميلاتها متجهات إلى بوابة المدرسة في انتظار ذويهن ، كن ثماني فتيات ، ثم أصبحت لوحدها بعد أن غادرت الواحدة إثر الأخرى ، و بينما كانت تنتظر قدوم والدها ، كانت تتلهى بروعة التشكيل الغيمي الذي ارتسم في عرض السماء و طولها ، بألوان مختلف درجات اللون الأحمر ، في حين تحول قرص الشمس إلى طبق أحمر قانٍ كبير الحجم كأنه كتلة من اللهب المتراقص على حافة الأفق البعيد. (ويلما) عاشقة للطبيعة و تتفاعل مع متغيراتها من جمال إلى جمال ، و هي إضافة لموهبتها في التمثيل فإنها موهوبة أيضا بالرسم ، هذا بخلاف تقدمها الدراسي المتواصل بدرجات لا تقل عن مستويي ( آ. و ب. ) ؛ و على العموم فإن ( ويلما ) طفلة سعيدة و هي محور إهتمام أبويها و جديها . ( ويلما ) تملك هاتفا جوالا كمعظم زميلاتها ، ضغطت على رقم والدها ، عاتبته برقة بسبب تأخره فقد بدأت خيوط الظلام تنسج ملاءتها لتغطي بها الدنيا ، و بدأت تشعر ببعض الخوف ، فأجابها معتذرا ، أنه عالق في اختناق مروري بسبب حادث مروع ، و أكد لها أنه حاول مرارا الإتصال بها قبل الآن دون جدوى ، و كذلك حاول الإتصال بوالدتها فلم يستجب هاتفها ، ثم طلب منها أن تعود إلى الداخل و تقف أمام غرفة الحارس في الحال ؛ فاستدارت كما أمرها والدها ثم تحركت نحو الداخل . لم تكد تخطو خطوتين أو ثلاثا ، إذا بسيارة تصعد الرصيف ثم تتوقف إلى جوارها حتى تكاد تلتصق بها ، نزل منها شابان ، و بلمح البصر أمسكاها ، كمم أحدهما فاها ، و انتزع الآخر هاتفها الجوال من يدها فألقاه بعيدا ثم انتزع حقيبتها المدرسية من فوق ظهرها بشراسة و ألقاها أرضا ، ثم تعاونا معا على جرها عنوة إلى سيارتهما ، ثم اختفت . ***** عندما شاهد والدها كتب ابنته مبعثرة ، أدرك أن في الأمر سوءاً... هرع إلى غرفة رجل الأمن ، الذي أخبر لفوره مركز النجدة ( 911 ) ، و لم الوقت فابتدءا معا بحثا في غرف المدرسة و دورات مياهها ، بلا طائل . في هذه الأثناء كانت عدة سيارات للشرطة قد وصلت إلى المدرسة ... ثم وصلت الوالدة ملهوفة ، بعد أن هاتفها زوجها ... ثم وصل الجدان و كانا في أوج الإضطراب ، ثم لحق بهم عدد من أفراد العائلة و الأصدقاء .. كل يخبر الآخر ، فالأمر جلل ... بينما أخذ أفراد الشرطة يقرعون أبواب البيوت المجاورة ، في محاولة لالتقاط أية معلومات . و منذ صبيحة اليوم التالي ، نُشرت صورة (ويلما) المسكينة في الصحف المحلية مع رصد جائزة كبرى لمن يدلي بأية معلومات قد تفيد بتتبع أثرها ، كما قامت محطات الإذاعة المرئية و المسموعة بنفس الدور . كان الحزن و القلق و الإضطراب و الرعب يخيم على جو العائلة – أما عيونهم التي لم تعرف طعم النوم و التي لم تجف دموعها – فكانت شاخصة نحو الهاتف في انتظار أي خبر متوقع أو غير متوقع . و قرب باب الدار تجمع بعض الصحافيين و مراسلي التلفزة بعرباتهم و كمراتهم ، في انتظار أي خبر جديد ، أو في محاولة إجراء أية مقابلة مع أي من أفراد العائلة أو أي زائر من زوارها المتكاثرين ، الذين أتوا مستطلعين مواسين . و تجمع حولهم الفضوليون ، و هم يتهامسون حول فاجعة أسرة ( ويلما ) المنكوبة . عندما قدم ( بيتر ) شقيق ( ويلما ) ، الذي يتمم تحصيله العالي في جامعة مدينة أخرى من مدن الولاية ، و قد سمع بالخبر عن طريق التلفزة ، هُرع الوالدان لاستقباله معانقين ، بينما ارتفع صوت نحيبهم معا . و لكن .. لم تفلح بحوث الشرطة و لا نداءات الصحافة و لا الصور التي طبعت و تم توزيعها في جميع أنحاء المدينة و ضواحيها ثم في جميع مدن الولاية و ضواحيها ، لم تفلح جميعا بالعثور على ( ويلما ) التعيسة أو على أي أثر لها . تجلد الوالد و عاد إلى عمله بعد أسبوع .... استقالت الوالدة من عملها ، و تسمرت بجوار الهاتف و التلفاز ، في انتظار بارقة أمل . عاد الجدان إلى بيتهما حزينين . و عاد ( بيتر ) إلى جامعته دون أن تفارقه صورة شقيقته . ثم تحولت ( ويلما ) إلى ذكرى مؤلمة ، كلما طفت تندلع نيران الحسرة و ينبثق ماء العيون مدراراً . ***** بعد عشر سنوات أبت الإبتسامة أن تعود إلى شفاه أفراد العائلة ، رغم مرور السنوات العشر . و لكن بيتر الشاب، الذي كان قد تخرج مبرمجا و مصمما في مجال الحاسوب ، و الذي عثر على عمل مناسب فور تخرجه ، وقع بحب زميلته في الجامعة و التي زاملته أيضا في العمل .. تمكنت محبوبته من إبعاده جزئيا عن حزنه الكبير ؛ و لكنه لم يتجرأ على البوح بحبه لوالديه ، فقد ظن أنهما سيتهمانه بنسيان شقيقته !. ثم قرر بيتر و محبوبته أن يكللا حبهما برابطة الزواج .. و لكي لا يجرح مشاعر والديه ، طار مع حبيبته إلى أكبرمدينة ميسر في العالم ، و هناك تزوجا بعيدا عن أنظار العائلة . لم يرغب قط بتجريب حظه و رفض أن تطأ قدماه أيا من مائات الكازينوهات المنتشرة في المدينة ، بل اكتفى بمشاهدة المباني الفخمة و تأمل أكبر و أروع نافورة راقصة في العالم و التمتع بالعروض الفنية الشيقة . و في مساء اليوم التالي توجها إلى مركز المدينة القديمة ، حيث يقام عرض ألكتروني مدهش في شارع مغطى مخصص للمشاة . على جانبي الشارع توزعت الكازينوهات و كل منها يقدم المغريات استدراجا للسياح المنتشرين ، و في وسط الشارع اقتعد الفنانون الأرض ، يمارسون فنونهم أمام جموع السواح المحتشدين حولهم ، ثم لفت نظره ملهى كُتب على لافتته المضيئة ( عروض راقصات التعري ) ، و وقفت عند مدخله فتاتان جميلتان شبه عاريتين تدعوان المارة للدخول إلى الملهى ، بينما كانتا تقومان بحركات راقصة مغرية . ابتسم ( بيتر) ثم همس بأذن عروسه ممازحا : - دعيني أدخل و انتظريني هنا حتى أعود ! فعقصته من يده قائلة : - إغمض عينيك ، و إمشِ أمامي ، و إلا سيكون عقابك قاسيا ! فضحك و ضحكت ، ثم تابعا سيرهما و قد تأبطت ساعده . إبتدأ العرض ، توقفا ، فالعرض شيق ، إذ تحول سقف الشارع كله إلى شاشة هائلة الحجم ثم ابتدأت المشاهد المذهلة تتتابع أمامهما .. و لكن حانت من بيتر إلتفاتة أخرى إلى الفتاتين ، اللتين ما فتئتا - بلا كلل أو ملل- تدعوان المارة لحضور العرض القادم الذي سيبتدئ بعد نصف ساعة ، مستمرتين بحركاتهما الراقصة لإجتذاب السواح . لكزته عروسه قائلة : - ما بك يا بيتر ؟ هل حقا تحب الدخول إلى ملهى راقصات التعري ؟ لم يجبها ...فقد أحس أن شيئا ما يجذبه نحو الملهى بقوة اقترب - كالمُنوَّم أو المسحور- من الفتاتين أكثر و أكثر ، غير مبالٍ باحتجاج عروسه . ثم اقترب أكثر و أكثر و أكثر ، ثم على حين غرة نادى : - ( ويلما !!! ) التفتت إحدى الفتاتين نحوه مصعوقة .. تقدم أكثر و أكثر و أكثر ، أصبح الآن على بعد خطوتين منها ، ثم كرر النداء ... - ( ويلما !..) فأجابته و هي تكاد تنهار : - ( بيتر ؟ ) ثم اندفعا نحو بعضهما بعضا و التحما بعناق طويل .... تقدمت منهما زميلتها مرتعشة و قد شحب لونها ، و أخذت تحضهما على المغادرة و الفرار بأسرع ما يمكن مغتنمين إزدحام الشارع بالمارة ، و إلا كانت العواقب وخيمة . إلتفت ( بيتر ) نحو عروسه التي وقفت معقودة اللسان مشدوهة ، و كان قد حدثها مرارًا عن كارثة إختفاء شقيقته ، فأدركت الموقف في الحال ، فأمسكها بيسراه بينما ظل ممسكا بشقيقته بيمناه ، و اندفعوا جميعا ، نحو سيارتهم المستأجرة مهرولين ..... و منها إلى أقرب مركز للشرطة ... |
جعلاني للابد |
مشاهدة ملفه الشخصي |
البحث عن كل مشاركات جعلاني للابد |
التفاحة |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى التفاحة |
زيارة موقع التفاحة المفضل |
البحث عن كل مشاركات التفاحة |
أمير الوافي |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى أمير الوافي |
زيارة موقع أمير الوافي المفضل |
البحث عن كل مشاركات أمير الوافي |
درعيه عاشقة المشايخ |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى درعيه عاشقة المشايخ |
البحث عن كل مشاركات درعيه عاشقة المشايخ |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|