منتديات جعلان > جعلان العامة > جعلان للمواضيع العامة | ||
الشهرة .. والشهرة فقط! |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
عضو شرف
![]() غير متواجد
|
الشهرة .. والشهرة فقط!
«حوالي (90%) من شعراء الساحة يبيعون قصائدهم بطريقة أو بأخرى وأحيانا تتم عمليات البيع أمامي، وإذا كان مصير قصيدة شعرية أن توأد في الأدراج فمن الأجدى أن تباع، ولا تقتصر عمليات بيع القصائد في ساحتنا الشعرية على الشاعرات كما يشاع فهناك شعراء أيضا يكتب لهم وبمقابل مادي، وأنا اضطررت في أحيان كثيرة لأن اكتب للآخرين».
هذا ما صرح به الشاعر مطر البريكي أثناء الحوار معه والذي نشر في إحدى الصحف المحلية منذ أيام قليلة، وهو تصريح جريء وخطير جدا يستوقف المتابع للحركة الثقافية في السلطنة بغض النظر عن التصنيف، هذا شعر شعبي، أو نبطي، أو فصيح، وما ينطبق - في هذه المسألة، على وجه الخصوص، على الشعر، ينطبق على كل الاشتغالات الثقافية من قصة، ورواية، ومقال، وبحث، ودراسة، ولا يجوز بأي حال من الأحوال استثناء أي من هذه الاشتغالات ما دام الأمر وصل إلى هذه الدرجة، وتأكيد الشاعر البريكي بأن هذا يحصل أمام عينيه، فان ما خفي لا شك انه الأعظم. هذا الواقع، للأسف الشديد، يشككنا حتى في أنفسنا، فكيف بالآخرين من حولنا، ولسنا بعيدين أيضا عن ما حدث في إحدى مسابقات مهرجانات الشعر التي تنظمها وزارة التراث والثقافة عندما فازت شاعرة بإحدى جوائز المسابقة، وأثير جدل بعد ذلك فحواه أن القصيدة كتبها شاعر آخر. عن نفسي، حقيقة، أول مرة اعرف ما صرح به الشاعر البريكي، بمسألة المتاجرة بالنصوص الأدبية، كنت اسمع أن هناك كاتبات، حديثات العهد بالكتابة، يطللن علينا أسبوعيا بكتابات واعية، ورصينة، ومعالجات محكمة، أنهن واقعات في شبكة الاتجار بالنصوص،وكنت مشككا في هذه المسألة، على اعتبار حسن النوايا، وان في بلدنا التربة الصالحة التي تهيئ الولادات المستمرة في مختلف أوجه الإبداع، على عكس برنامج وزارة الصحة «المباعدة بين الولادات» ولكن على ما يبدو، في ظل الشهرة والبحث المستميت عنها ولها، ليس هناك من وقت حتى تنمو هذه الولادات وتترعرع لتؤتي أكلها، فهناك لهاث غريب وعجيب، ويكاد الواحد يريد أن يكتب مقالا، أو قصة، أو حتى رواية ليس في اليوم مع نشرة كل جريدة يومية، ولكن يودون أن تكون لهذه الجريدة أو تلك طبعتان في اليوم، ليس لكثرة القضايا المطروحة، فكلها مكررة ومعادة الطرح عشرين مرة، ولكن فقط لتكرار الاسم، وبروز الصورة في صورة تدعو إلى الاستهجان في أحيان كثيرة. تعودنا منذ البدايات الأولى لعمر المعرفة أن تكون هناك سرقات لمختلف هذه الاشتغالات الأدبية: في المقال، في القصة، في البحث، في الشعر، في كتاب بأكمله أحيانا، في الألحان لمختلف الفنون – كما نشر منذ أيام - ويبدو علينا اليوم أن ندخل إلى مفاهيمنا ثقافة جديدة وهي ثقافة بيع النصوص في مختلف الاشتغالات الأدبية، حيث تحل هذه الثقافة متزامنة مع تجارة الأعراض، وتجارة الاستغلال، وتجارة بيع القيم والمبادئ، التي حافظت زمنا على ماء الوجه لمن أراد. ما يستوقفني أكثر وأكثر، وأنا المبهور حقيقة بتصريح الشاعر مطر البريكي، أن هناك من عنده المال ويستطيع أن يدفع مقابل أن يقف أمام جمهور استغبي على حين غفلة، تقدم له الدعوات لحضور أمسية الشعراء الجهابذة فلان، وفلانة، وفلان، وفلانة، وفلان، وفلانة، ويحضر هذا الجمهور المسكين ليستمع، وقد يؤجل الكثير من أعماله الخاصة، والمهمة بغية أن يستمع ويستمتع، ولا يدري أن صاحب هذه القصيدة أو تلك مغيب تجده ما بين كراسي هذا الجمهور، أو ما بين أحضان احد المراكز التجارية الشهيرة حيث يتسوق بالريالات التي دفعها هذا الشاعر المزيف الذي يقف أمام هذا الجمهور المغيب وعيه بحقيقة ما يحدث، وهي حقيقة مؤلمة بكل المقاييس. ولكن ماذا يفعل من ليس عنده المال ليدفع، وهو يريد أيضا أن يستغبي هذا الجمهور الطيب، ويريد أن يقف على رؤوسهم، ويريد أن يشار إليه على انه الأديب الألمعي؟ أتصور، والعلم عند الله، انه إن كان من فئة الرجال عليه أن يبحث عن شغله أخرى، أما ان كان من فئة النساء فالمسألة من أسهل ما يكون، والأسباب معروفة لا تحتاج إلى تفصيل. وليذهب الإبداع الحقيقي إلى الجحيم، حيث أصبح الجميع «مجازا» مزيفين حتى الرمق الأخير
|
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|