شياطين الانس






إن الله عز وجل تعهد بتصفيد شياطين الجن خلال شهر رمضان الكريم لينجو المسلم من
وسوستهم فيتمكن من قضاء شهره في العبادة الخالصة لوجهه تعالى.. إلا أن شياطين الإنس قد أعدوا العدة ليجردوا
رمضان من روحانيته وجلاله ويصرفوا المسلمين عن أمور دينهم ويشغلوهم بما لا ينفعهم
.
إن المتأمل لحال بعض المسلمين - هداهم الله - يلحظ تهافتهم على عادات مستوردة وغريبة بدأت تتسلل إلى مجتمعنا تواطأنا عليها بالسكوت حتى أصبحت تقليدا رمضانيا حوّل رمضان من موسم خصب لمضاعفة الأجر إلى موعد سنوي للترفيه واللهو غير المباح.

فبدءاً بالتلفاز وما يحشده من أعمال (يندى لها الجبين) ومرورا بالظواهر الغريبة التي تطرأ على الصائمين كالنوم نهارا والسهر ليلا في الخيام الرمضانية العجيبة انتهاء بالفنادق والنوادي وما تيسره من ملهيات كاجتماعات الشيشة وغيرها عاد رمضان غريبا كما بدأ غريبا.. فطوبى للغرباء !!

وبكل صراحة (أجهل العلاقة بين رمضان والتهافت التلفزيوني)!!

كما أجهل السبب الذي يجعل القائمين على التلفاز يظنون أن المسلمين يعانون في رمضان من فراغ شديد لابد من ملئه بمسلسلات وبرامج يتعرى فيها المؤلفون من التزامهم بدينهم واحترامهم لشهرهم !!

بالله عليكم

ألا يبكيكم منظر الراقصين والراقصات بعد الإفطار مباشرة وقبل أن تصل دعوات الصائمين إلى السموات العلا..

إن السنوات الأخيرة تشهد سباقا لاهثا بين التلفزيونات العربية لإنتاج أعمال (رمضانية) تصور سقوط الإنسان في وحل الغرائز دونما تقديم أي حل ناجع أو توبة نصوحة لتنتهي تلك الأعمال بتخليد النماذج المنحرفة في ذاكرة المشاهدين !!

وكالسم يدس في الدسم يبرر شياطين الإنس ما يقدمونه من أعمال حافلة بكل ما هو دنيء وساقط بأنها تعالج قضايا المجتمع!! فأي مجتمع هذا الذي لا توجد فيه إلا السيئات والموبقات وكأنه بلا دين ولا أخلاق !!

إن ذلك السباق الآثم أفرز لنا كاتبتين تقتتلان من أجل تجريد المجتمع الخليجي من أخلاقياته واحترامه لنفسه..

فانظر مثلا إلى هذا العنوان الذي تصدر تحقيقا حول المسلسلات الرمضانية نشرته مجلة محلية لتعرف مدى المأساة التي تشهدها الدراما (الواقعية) في الخليج !!

(المسلسلات القطرية والكويتية تطرح أكثر القضايا جرأة للمرة الأولى "الدعارة - القتل")

لا حول ولا قوة إلا بالله.

فهل رمضان بعظمته هو الوقت المناسب لطرح مثل هذه القضايا الجريئة(الوقحة )!؟!

إنه يمر مرور السحاب فاحسبوا أنفاسكم لا ساعاتكم إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم..

نحن لا نزعم بأن مجتمعاتنا ملائكية ولكنها ليست مجتمعات يسكنها الشياطين فقط!

فهل مسلسلاتكم تقدم معالجة مخلصة لقضايا المجتمع ومشكلاته (فعلا) أم أنها مجرد إثارة رخيصة تدر المال وتجلب الشهرة السريعة ؟؟..

انجوا بأنفسكم -أيها المشاهدون- و حاربوا المنكر بمقاطعة تلك المسلسلات وعدم مشاهدتها حتى لا تشاركوا في إشاعة الفاحشة..

أني أتساءل...........

لماذا لم يفكر (المنتج المنفذ) في تقديم عمل نظيف ومشرق ولن أقول له : قدم عملا دينيا خالصا رغم أن رمضان فرصة مناسبة لهذه الأعمال التي تعالج مشكلاتنا من منظور ديني ؟؟

فهل تبحثون عن إجابة لهذا السؤال ؟؟

.. لا.. لا تجهدوا أنفسكم في البحث !!!!

فلا اتصالات هنا لتدخلكم السحب على الدولارات - تلك الحيلة الشيطانية التي تصرف المسلمين عن فرص التوبة المتاحة في رمضان لتشغلهم بالبحث عن الثروات السريعة في عزف بغيض على حاجة بعض الحالمين أو من يئنون تحت وطأة الفقر و البطالة و الديون !!

لا تبحثوا عن إجابة.. !!

فالأمر واضح وضوح الشمس..

إن الأعمال النظيفة والجادة لا تجد رواجا عند المشاهدين الذين غسلت الفضائيات أدمغتهم فصاروا مغرمين بالفضائح والمآسي والعري الجسدي والأخلاقي !!

إن العملية برمتها عملية تجارية بحته يبيع فيها المنتجون ضمائرهم وولاءهم من أجل كسب المزيد من المال.. وإليهم أقول : اتقوا الله عز وجل في أنفسكم ومجتمعاتكم وكفوا عن نشر غسيلكم القذر
منقول