منتديات جعلان > جعلان للشعر والترفيه > جعلان للقصص والروايات | ||
( تركي ومغسيل الملائكة ) |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني متميز
![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
(تركي و مغســيــل ا لــمـــلا ئـــكـــه )
قريةً ( أولاد قاسم ) نائيه بين السهول فوق الجبال العاليه حيث التضاريس القاسيه والطقس الشتوي في معظم فترات العام ، يعيش أهلها ثمانية أشهر كفصلٍ للشتاء والاربعة الباقيه مقسومةُ بين الربيع والخريف والصيف ، حباها الرب بالخضرة الدائمه والمحاصيل الوفيره والماء الزلال ، الوصول إليها بالسيارات القويه ذات الدفع الرباعي فقط ، ويجب ان يكون السائق ملما بالقياده فوق قمم الجبال ، لأن كل الطرقات متعرجة ووعره والزائر لأول مره لا بد أن يرافقه مرشد يرشده الى الاماكن الجميله والتلال الخضراء والمزارع المنتثره على سفوح الجبال ، يتنهد تركي بحسرة ومراره لأن لا أحد يزور قريتهم بالرغم من المخاطبات التى تقدم بها رئيس البلدية في القريه مع الجهات الرسميه في الدوله لتحويل قريتهم الى رافد سياحي للقادمين من شتى المناطق ولكنها بائت بالفشل ، بينما كان تركي يحدق في البحيرة الطبيعيه التى أمامه من جراء تساقط السيول من جراء الجبال راودته فكرةً عظيمه والتى ربما بفضلها سيتم تحويل قريته النائيه الى مزار سياحي يرتاده السياح من داخل وخارج الوطن وسوف يساعد على تحسين اوضاع سكان قرية ( أولاد قاسم ) كثيرا ويكون بإستطاعتهم بيع الفواكه والمنتوجات الحرفيه اليدويه للزائرين مباشرةً ومن دون معاناة للنقل والتعب ، وفي اليوم التالي بدأ في تصوير القريه وما فيها من المقومات والروافد السياحيه والمناظر الجميله وصور البحيرة المائيه من عدة زوايا ، صورها نهاراً وفي الغروب وفي منتصف الليل ، فبدت وكأنها صحن معمقه بماء الزئبق ، وبعد أن تم تحميض الصور مرات كثيره ، ذهب الى العاصمه وهناك نزل في أرقي الفنادق وعلى نفقته الخاصه ، لم يهدر الوقت وقابل مدير الفندق وعرض عليه كل صور قريته ، فأبهر المدير بتلك الصور الفريده فى روعتها ولكن الموضوع الذي أذهل المدير أكثر هو حين قال له ، إن هذه البركه المائيه لها سر عظيم ولا يعرفه إلا سكان قرية ( أولاد قاسم ) وهي مقوله تداولتها الاجداد بأن (الملائكه) حينما تنزل الى الارض وتنجز مهمتها ولما تريد الصعود الى السماء من جديد فإنها لابد أن تستحم في تلك ( المغسيل المائي ) لتطهر روحها من ذنوب الارض وسكانها وهذه حقيقة تاريخيه ، فإن كثير من السكان شاهدوا في فترات من الليالي البدريه أنوار تسطع من البركه وتنير الحوض المائي ، وهكذا في خلال إسبوع تنقل بين حوالي عشرة فنادق راقيه وقدم لهم صور مذهله عن قريته وأسرد للجميع حكاية ( مغُسيل الملائكه ) ومن ثم كان يعرض عليهم خدماته في حين إن صارت هناك نيةً في زيارة قرية ( اولاد قاسم ) وحين عاد الى قريته طلب من السكان المحليين إن صادفوا سياحا في القريه وسئلوا عن صدق الروايه ليس عليهم إلا أن يأكدوا إنها حقيقة تاريخيه ، ولم ينتهى الشهر حتى بدئت الفنادق فى حجز ( تركي ) ليكون مرشدهم في جولاتهم على سفح الجبل وبالتحديد في قرية ( أولاد قاسم ) وحوضها المائي المقدس ، وفي غضون سنتين تعمرت القريه وتحولت الى مزار سياحي بكل خدماته من طرق وإستراحات وأسواق حرفيه ، وفي ليلةٍ كان تركي سامرا قرب الحوض حين سمع جلبةٍ قويه تصدر من داخل البركه فوقف مرعوبا ![]() ![]() ![]() ![]() مع تحيات ![]() عبدالعزيز بن علي البلوشي |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|