كان فراس خارجا من الحانه مثل كل ليله ثملا لا يعرف شيء سوى الوصول الى
منزله فى السيب بعد ان تجرع من السموم ما يكفيه الى الغد ومثل كل ليله يخرج من الحانه
ويقف على جانب الشارع ويؤشر للسيارات لكى تتوقف وتوصله لم يكن يبالى من يقف له
وفى ليله تاخر فى الشرب وحينما خرج ووقف ينتظر من يراف بحاله ويوصل واذا به
راى نور سياره قادمه فاشر له ووقفت السياره فاتجه فراس نحوه وقال اذا كنت طيبا فوصلنى الى السيب فقال الشاب الاخر اركب ولكن معى مسافر , فنظر فراس داخل السياره ولم ينتبه
فقال مسافر وله اى شيء وصلنى فقال الشاب اركب ولاحظ الشاب ان فراس سكران جدا
فلم يكلمه ولكن قال له جمله صغيره ممكن تسمح لى اوصل المسافر وبعدين اوصلك فقال
فراس وين المطار ؟غير مبال ظنا منه ان السائق سكران مثله ولم يشعر فراس الا وهو فى مقبرة المعبيله وجمع غفير هناك ... وكان من صفعه على وجهه وقال بسرعه اين نحن ؟؟ فقال
الشاب اساذنتك فى ان نوصل المسافر انه ابى فى المقعد الخلفى ...وبسرعه شديده وجه فراس
عينه الى المقعد الخلفى واخذه الذهول حين را ى رجل مكفون وتفوح رائحه زكيه ولم بشعر بها الا الان وذهل اكثر حينما جاء الجمع نحو السياره لنقل الميت الى
مثواه الاخير ,,, تقشعت غيمه سوداء من عينه احس بالخجل والبكاء وصعق اين انا وكان الدنيا صارت لهيبا تريد ان تحرقه.... واراد انبشيع كالباقين فجاء الشاب نحوه وبكل ادب شديد قال
ارجوك لا تحمل ابى على كتفك لانه حاليا مغسل وطاهر وابى رجل دين .... وهذه صفعه اشد
واقوى هذه كلمه حق لا يراد بها زعل وخجل من نفسه اشد الخجل ووقف صامتا والدموع تنهمر من عينيه .... ماذا يجرى اين هو من هذه الحياه اين سكره وملهاه يا الاهى اراف بحالى وارحمنى...وظل على هذا الحال حتى تم الانتهاء من تشييع الميت وبعدها جاء الشاب نحوه وقال لنذهب واوصلك الى المنزل وفى الطريق سمعوا صوت الاذان فلم يشا الشاب ان يؤخر فراس
اكثر ولكن قال فراس الا تصلى للصبح فقال اريد ولكنى اخرتك ما فيه الكفايه وسوف اوصلك اولا... فقال فراس لا بل اصلى معك وانهارت دموعه وجلس يبكى كالطفل الرضيع الذى يبحث عن رضاعته ...فاحس الشاب بان ضمير فراس الثمل قد صحى من الغشاوه فاذرف عدة دمعات
ساخنه وقال هذه من مكرمات الله وحبه لوالدى المؤمن الذى حتى فى موته نفع للدين والهدايه
وصار فراس فيما بعد رجل دين وابتعد عن الفجور والعصيان ........